وهــــــــــــــو الذي ينـــــــــــــزل الغــــــــيـــــــــث
..........................................{وهو الذي ينزل الغيث} ...............................
حدثنا أحد الفضلاء من العباد: أنه كان بأهله في الصحراء في، في جهة البادية ، وكان عابداً قانتاً منيباً ذاكراً لله . قال : فانقطعت المياه المجاورة لنا ، وذهبت ألتمس ماء لأهلي ، فوجدت أن الغدير قد جف ، فعدت إليهم ، ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة ، فلم نجد ولو قطرة ، وأدركنا الظمأ ، واحتاج أطفالي للماء ، فتذكرت رب العزة ـ سبحانه ـ القريب المجيب ، فقمت فتيممت ، واستقبلت القبلة وصليت ركعتين ، ثم رفعت يدي وبكيت ، وسلت دموعي ، وسألت الله بإلحاح ، وتذكرت قوله :{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ....} الآية ، و والله ما هو ألا قمت من مقامي ، وليس في السماء من سحاب ولا غيم ، و إذا بسحابة قد توسطت مكاني ومنزلي في الصحراء ، واحتكمت على المكان ، ثم أنزلت ماءها ، فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا ، فشربنا واغتسلنا وتوضأنا ، وحمدنا الله سبحانه وتعالى ، ثم ساقها لي بدعائي ، فحمدت الله عز وجل : {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد} إنه لابد أن نلح على الله سبحانه وتعالى ، فإنه لا يصلح الأنفس ، ولا يرزق ولا يهدي ، ولا يوفق ولا يثبت ، ولا يعين ولا يغيث ، إلا هو سبحانه وتعالى . والله ذكر أحد أنبيائه فقال :
{وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
|