[الغضنفر]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بأحسان إلى يوم الدين
أما بعد ،،،
اعلموا اخوتي أن من حفظ لسانه قل خطؤه وكان أملك لزمام أمره وأجدر ألا يقع في محذور.
وقد ضمن النبي –صلى الله عليه وسلم-له الجنة في قوله {من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة}وما بين اللحيين هو:اللسان وما بين الرجلين هو: الفرج.
فاعلم أخي أنه ينبغي على كل مكلف أن أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة .فمن استقام لسانه استقامت جوارحه ومن عصى لسانه وخاض في أعراض الناس عصت جوارحه وانتهكت حرمات الله وقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول :اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا)).
قال النووي-رحمه الله-:معنى ((تكفر اللسان))أي تذل وتخضع.
وقال الألباني-رحمه الله-:أو هو كناية عن تنزيل الأعضاء اللسان منزلة الكافر بالنعم .
إخواني:إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فإنه صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان واللسان رحب الميدان ليس له مرد ولا حد له في الخير مجال رحب وله بالشر ذيل سحب فمن أطلق عذبة اللسان وأهمله مرخى العنان سلك به الشيطان في كل ميدان ولن يسلم الناس من شر اللسان إلا إذا قيدوه بلجام الشرع فلا يطلقوه إلا فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة وقد قال –صلى الله عيه وسلم-((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)).
قال سفيان بن حصين: كنت جالساً عند إياس بن معاوية فمر رجل فنلت منه فقال:اسكت ثم قال هل غزوت الروم؟قلت لا قال:هل غزوت الترك قلت:لا سلم منك الروم وسلم منك الترك ولم يسلم منك أخوك المسلم يقول سفيان فما عدت إلى ذلك أبدا
فما أصبت فمن الرحمن وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان وصلى الله وسلم على نبي الرحمن وعلى آله وصحبه ذوي التقى والعرفان


أخوكم:الـ غ ض نف ـر