|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-04-2008, 08:43 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
(1) انتخابات الرئاسة الأميركية تمزِّق قناع المساواة عن وجهها العنصري
بسم الله الرحمن الرحيم
لئن كان فوز ( جون ماكين ) بكرسي الرئاسة الأمريكية ليس مستغربا لكونه ( رجلا ) وكونه ( أبرصا ) فالمستغرب أن يظفر بمكتب البيت الأبيض ( امرأة ) هي هيلاري , أو ( ملوّن ) هو باراك أوباما ! فليس هذا ما عوّدتنا عليه العنصرية الأمريكية التي منعت المرأة والرجل الملون من الوصول لدفة الحكم على مدى مئتين وخمسين سنة خلت . هل تعلم أخي الكريم أن باراك أوباما أول رجل من أصل غير ( أبرص ) يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي رغم طول زمن التشدّق بتحقيق المساواة على الأرض الأميركية بين ( جميع ) المواطنين ؟! وهل تعلم أن هذا الرجل هو الوحيد الذي دخل مجلس الشيوخ من غير ( البرص ) حتى الساعة ؟! ولا تنس أن بعض الولايات الأميركية غالبيتها هم السود ! أو يناصفون البرص فيها كولايات ( ميسيسبي ) و ( جورجيا ) و ( ميشيغن ) و ( لويزيانا ) و ( الينوى ) فما بال مرشحيها لمجلس الشيوخ طوال هذي السنين الطوال لا يكونون إلا من الأقلية ( البرص ) ؟! هذا مع الأخذ بالاعتبار أن أوباما هذا ليس ملونا ( بالكامل ) بل هو ( هجين ) فنصفه السفلي ( يشفع ) له حيث إنه من أم أميركية برصاء ! ورغم أن أباه الكيني كان مسلما ( بالهوية ) فقد وصفه أعوان أوباما الابن بأنه كان ملحدا لا يؤمن بدين وأما باراك هذا فقد استحق مدحهم بجدارة باتباعه دين أمه النصراني منذ الصغر . فالرجل نصراني سرى فيه الدم الأبرص , وهما ورقتان رابحتان في يده وبعد هذا : هل تعلم أن أميركا بلد المساواة لم تستطع امرأة واحدة أن تقرب كرسي رئاستها حتى اليوم منذ تأسست قبل أكثر من قرنين من الزمان , رغم دخولهن الجاد في منافسات الرئاسة ؟! فكل ( امرأة ) تدخل طريق المنافسة على الكرسي الرئاسي ممنية نفسها أن تمتطي صهوة المساواة لتحط على مكتب البيت ( الأسود ) تواجه في مرحلةٍ مّا رفسة موجعة قاضية من حافر أحد حمير ذلك البيت الخرب , لتتدحرج على قفاها إلى غير رجعة ! فما بال هذه الحمير الرافسة تكرّر اليوم تلك المسرحية نفسها ؟! وما بال ذلك الشعب البليد يصدّق أحداث هذا المسلسل رغم أن عرضها عليه يتكرر كل دورة رئاسة ؟! والمتغيّر هو أسماء الممثلين فقط , وهما اليوم , باراك أوباما , و هيلاري كلينتون . و بالمناسبة فـ( هيلاري )هذه نسبوها لزوجها كلينتون كما نسبوا ( جميع ) نساء أمريكا لأزواجهن ( قانونيا ) منتهكين انتهاكا صارخا حقهن بحفظ نسبهن إلى آيائهن وأسرهن , وكأنهن متاع نقلوا ملكيته لرجل آخر هو ( الزوج ) ولأجل أن قلوب الخلق بين أصبعين من أصابع الرحمن فنحن لا نملك الحكم الجازم بأن منافسات اليوم تكرار لسالف الألاعيب فمن يدري ؟ لعل الأمريكيين قد واجهوا الخزي والشنار بافتضاح مناداتهم بالإخاء والديموقراطية والحرية والمساواة , بينما تتكشف سوءتهم عن نتن العدوان والديكتاتورية والكبت والعنصرية , إهلاك للشعوب كشعب العراق , وهضم للحقوق كما هو حق سود أمريكا بالدعم والإنقاذ عندما دهم مدنهم طوفان البحر , وفشل وصول ملو أو امرأة لرئاسة أمريكا على مدى قرنين ونصف . لكن المتوقع أن العنصرية التي غلبت على الرجل الأبرص وأظهرتها كتابات ( نيتشة ) وخلدتها حروب هتلر , وتوجتها حروب إبادة الهنود الحمر والأستراليين , يصعب أن يتخلى عنها , ولهذا فلا يتوقع أن تحكمهم امرأة أو ملون أو حتى ( هجين ) لأننا نرى العنصرية لا تزال قوية راسخة في كل نواحي حياة أمريكا , في مناطق السكن والدراسة ولطب والعمل , بل حتى مرافق العبادة ! فلا زالت ولايات عديدة تعزل السود عن البيض في مناطق السكن , وفي المدارس , وتجرّم ( قوانين ) بعضها زواج البيض من السود , بل يمنع بعضها في المصانع عمل السود في الطبقة التي يعمل فيها البيض أو يستخدموا الأبواب نفسها للدخول والخروج فكيف بأناس هذا صنيعهم أن يقبلوا ملونا ليحكمهم جميعا ؟! هذا مستبعد إلا لطارئ مقصود . ولعل هذا الظلم وهذه العنصرية الضاربة هما ما دفع وزير الخارجية الأمريكي ( المطرود ) , وهو الرجل ( الملون ) ليتعاطف مع المرشح باراك أوباما ويقابله مرات كثيرة , ويعلن الناطق باسمه تأييده له ! رغم أن ( باول ) من الحزب الجمهوري ) و( أوباما ) من الديموقراطي ! فكان الأولى عرفا وعقلا وأدبا وانتماءً أن يؤيد باول وبقوة مرشح حزبه ( جون ماكين ) فما الذي دعاه لدعم غريم حزبه ليفوز بالرئاسة ويقلب الطاولة في وجوه أعضاء الحزب ؟! إنها العنصرية وحدها , قد حفزته مشاعره على التخلي عن الحزب ومبادئه ليتبع عاطفته مع بني جلدته ! أما لو ( كان ) الأمريكي الأبرص قد تخلص من العنصرية في قوانينه وتعامله المدني والعسكري لقلنا بأن الأمور تسير على طبيعتها ولهذا فالمنتظر - والله أعلم - لسباق الرئاسة الحالي أن ( يرفسوا ) أوباما , بحافر هيلاري , أو هيلاري بحافر أوباما , وبالتالي يرفسون الفائز منهما بحافر المخابرات ( الخفي ) ليصطفوا رئيسا لهم ( الرجل ) ذا الدم ( الأبرص ) جون ماكين ؛ ليدير الرجال البرص هناك . وحافر المخابرات هذا لو تذكرون قد رفس من قبل ذلك المظلوم ( جون كيري ) عندما زوروا النتائج لصالح بوش ( الابن ) الذي يريدونه رئيسا لتحقيق أطماعهم المالية وأطماع شركاتهم النفطية . لكن ذلك المكافح ( الخبيث ) تمسك بحق إعادة فرز الأصوات , لكنهم أخرسوا صوته عنوة فماع واضمحل سريعا . وإن لم يكن فلا بد من البحث عن سبب منطقي لمخالفة الأميركيين مبدأهم وقوانينهم العنصرية الثابتة على مدى قرنين ونصف . فقد تكون الثورة القادمة المحتملة للسود والتي تنامى دخانها بعد حادث الطوفان من إعصار كاترينا في ولايتي ( ميسسبي ) و ( لويزيانا ) ذواتي الصبغة ( السوداء ) ذلك الطوفان الذي استدرّ دماره رحمة أعداء أمريكا فتبرعوا لتينك الولايتين , إلا أنه لم يحرّك نخوة الرجل الأبرص بالبيت الأبيض , حيث ذهبت مخصصات الكارثة إلى المجهول بدل ذهابها لؤلئك السود المنبوذين ! فهل يوصلون أوباما للكرسي مغازلة للسود وإطفاءا للثورة المحتملة ؟ أو أن السود تكفيهم هذه الدفعة المعنوية بوصول مرشحهم ( الهجين ) لمرحلة متقدمة . أم أن هيلاري ستكون فرس الرهان الذي يطؤدون به هذا الملون أو ( القذارة ) حسب عنصريتهم الحمقاء , وبالتالي يركلونها هي الأخرى بحافر جون ماكين لننتظر عم تنجلي الأمور , ولكل حادث حديث . هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 16-04-2008 الساعة 09:17 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|