[ألــــــــــم]

سلكت فكري طريقا آخر ..
لم تسألني عن ذاتي وكياني ..
ولا عن أمنياتي وطموحي ..
ولم تتساءل عن الماضي ..
فشدني هذا الطريق الجديد ..
ونحى بي نحو جرف هارٍ ..
لكنني كعادتي لم أبالي ..


أكوام من الأبواق المتصاعدة ..
تتسابق لتكون رأس الهرم ..
وتستعرض لتستحق التاج ..
وغزو لفكر العامة والخاصة ..
ولكل شيخ طريقة ..!!


لم يكن ابن الشارع تيهه يوما معذورا ..
ولكنه اليوم ربما هو في قمة العذر ..
كيف لا وقناديل الطريق تتصارع ..
وتنطفيء الواحدة تلو الأخرى ..
وصراع النار مع الفتيلة مستمر ..
وهناك في زاوية الدهليز شبح مبتسم ..
ربما لم نره بعد ..
ولكنه حتما نشعر به وبأشعته ..


مرة قالت لي جدتي :
من يقيم عمود البيت إن انكسر ..
قلت لها : ( فلان ) أعرفه يجيد عمله ..
قالت : وإن لم نجده ..
قلت : فلان هو مثله ..
قالت : وإن لم نجده ..
قلت : نسأل عن الأجدر والأفضل ..
دمعة عيناها وقالت لي بحسرة :
ها هنا الألم ..!!
لم أفهم ..
حاولت سبر غورها ولكني فشلت ..
قلت لها : كيف يكون الألم هنا ..
والناس سيخبروننا بالأفضل ..
قالت :
سيختلفون ..
سيميلون ..
لن تجد من ألف بناء بناء واحد مجيد ..!!



نسيت حديث جدتي ..
حتى حان يوم وداع الشتاء ..
فتحملته لسعادتي بالربيع ..
وكلاهما في القلب عندي سواء ..
وكلاهما مليئان بالأجواء السعيدة عندي ..
هما صنوان لا يختلفان ..
ولكن ..
حينما حل الصيف ..
بحثت عن العوض فلم أجد ..
صرخت وأنا أرى في مناطق أخرى اختلاف مناخ ..
ولكن هيهات فقد اختلف الناس ..
ساعتها ..
قلت : ها هنا الألم ..!!



( يوم سيذكر الناس حديث جدتي ..)
هكذا قلت وأنا في منامي أستعد للنوم ..
بعد أن استخدمت فرشاة أسناني ..
وبعد أن لبست ثوب النوم الخاص بي ..
وانزويت تحت فراش وثير ..
وبرودة صناعية من حديد ..


أنتظر الآن شتاء ممطرا جديدا ..
وربيعا ماتعا لطيفا ..
ولكني أعلم يقينا أن الوقت لم يزل مبكرا ..
فالأرض ليست أرض شتاء ..
والملابس ليست ملابس شتاء ..
والوقت ليس وقت شتاء ..
وأنا – ربما – لست جاهزا للشتاء ..


أحاديث نفس ..
ولكنها أمل في أن تكون شعاع زمن جديد ..
يكون الالتفاف فيه علما ..
والوقوف عند الحد معلما ..
والصمت فيه طبعا ..
والتصديق فيه واقعا ..
والرضا فيه طريق ..


ربما أنا بحاجة إلى فن ..
وإلى .......



وللذكرى ألم
ألــــــــــم