[صالح الخبيب]

كتابة الطالب لمذكراته بنفسه
[COLOR="Blue"]في السنوات الأخيرة تطورت الطباعة تطور لفتت الأنظار لجمالها و بهرت العقول لتفنن إخراجها ووضوح رسومها ... فاستغلت وزارة التربية والتعليم هذا التطور أيما استغلال بطبعتها للكتب على أكمل وجه وأجمل شكل ذات الألوان الخلابة ... وقامت إلى جانب ذلك بتهذيب الكتب حتى غدا الكتاب المدرسي كتابا جميلا مختصرا يزهو بألوانه ورسومه ...وظهر أيضاء في الأسواق ما يعرف بمحلات النسخ والتصوير وأصبحت مذكرات الطلبة المتفوقين تنسخ وتصور وتباع في تلك المحلات ...!! مما دفع ( عند البعض من معلمين وطلاب ) إلى إن الكتابة أصبحت في عداد الماضي المنقرض وإنها لا تناسب وعصر الحاسوب ... !!! وهذا الرأي ولعمري جانبه الصواب كثيرا ...فتدنت مهارة خطوط الطلاب ... التي كانت محل تنافس فيما بينهم سابقا وأصبح خط طالب المرحلة الثانوية لا يبتعد كثيرا عن خط طالب المرحلة الابتدائية ويصعب التفريق بينهما وتمييز من أي فئة عمرية أيهما !!! ؟؟؟ وأصبح الطلاب يقرأون أكثر منهم يكتبون وفرقوا بهذا التوجه بين القراءة والكتابة فكانوا كمن يمشي برجل واحدة !! وانتقلت هذه الظاهرة إلى التعليم العالي في الجامعات ... { كنتيجة حتمية لمخرجات التعليم العام } وغدا الطالب لايستطيع الكتابة بخط مقروء خلف أستاذه في قاعة المحاضرات ، ولجأ الأستاذ الجامعي إلى التنازل { هوا يضاء } إلى الإيعاز للطالب بشراء المذكرات من محلات النسخ والتصوير ومرد ذلك لصعوبة متابعة الطالب لأستاذه كتابةً ...!!
في السابق كانت كتابات الطلاب ودفاترهم محل تنافس ليس فقط بين الطلاب أنفسهم بل بين المعلمين وإداريي المدرسة لها ترصد الدرجات ... و بها يتابع ولي مار الطالب مستوى ابنه الدراسي والعلمي يوما بيوم ولهذا سار المثل القائل { دفاتر الطالب وكتبه هاهم رسالة بين المدرسة والمنزل }
آمل من المسئولين بالوزارة إن تعيد الدرجة التي كانت مخصصة لدفتر الطالب , والدرجة المخصصة للمعلم لدفاتر طلابه وان تنتقل المتابعة لإداريي المدرسة وولاة أمور الطلاب في المتابعة والتقييم لدفاتر الطلاب واكتما لها وحسن وخطوطهم ووضوح رسومهم .
ومن ابرز فوائد كتابة الطالب لمذكراته الدراسية بنفسه ما يلي : ـــــ
• تقييد الفكرة حال صدورها من المعلم ، لاسترجاعها ومذكرتها لاحقا .
• تقييد الذهن عند الشرح عن الشرود خارج إطار الدرس .
• إظهار الاهتمام والمتابعة عند الطالب لأستاذه ، مما يكون له عظيم اثر التقدير عند الأستاذ في المزيد من العطاء .
• التدرب على كتابة الملاحظات للإثراء المعرفي عند الفرد مستقبلا .
• نمو الخط الجيد الجميل عند مكثري الكتابة .
• طمأنة أسرة الطالب عن متابعة ابنها لدروسه بالمدرسة ، وعطا المعلم ، وخلق حلقة وصل بين البيت والمدرسة .
• نقطة هدف تنافس بين الطلبة لإظهار مستوياتهم في تحسين خطوطهم ، وتنظيم دفاترهم .إن القراءة والكتابة يكمل بعضهما البعض كجناحي طائر فلنعيد أهمية الكتابة في مدرسنا ، ولنستفد من وسائل الكتابة اليدوية العصرية المتطورة , ولترصد المدرسة جوائز تشجيعية للبارزين في خطوطهم ولتكن دفاتر الطالب محط أنظار المسئولين بالمدرسة وأولياء أمورهم بالمنزل على حد سواء ولنشعر الطالب بأهمية ما يكتب ، ولننتقل من عبارة [ اشتر من محلات النسخ والتصوير ] إلى عبارة [ما أجمل خطك ووضوح رسمك ...] ،... وبالله وحده التوفيق .
[/CENTER]