البضائع منها الأصلي ومنها المزيف , والدنيا عبارة عن بضائع متباينة , فكل مزيف طارد ومبعد للأصلي الجيد .
لن أتحدث عن الأسواق , فهي معروفة لدن الكثيرين , وإنما عنيت المناصب المتقلدة في القطاعين العام والخاص .
كثير ممن هو ليس أهلاً للمنصب تراه متربعًا عليه , أما الحقيق و الخليق والجدير فهو مبعد , وسبب ذلك يعود إلى حذلقة هذا المزيف , وفهلوته , وحسن علاقاته التي تطغى عليها الريبة غالبًا .
الموظف الكفء ؛ طالما أضحى مبعدًا عن المكان المناسب , فترى غير الكفء يحتل هذا المنصب أو ذاك , فترى الموظف الكفء يضج في عتو ونفور , ويرفع عقيرته بأنه مجتمعه قد ظلمه !
هذه هي الدنيا , وهذا هو المجتمع , فأساس الحياة قائمة على الأضداد , فنحن ننشد العدل حين نرى الظلم , وننشد السعادة حين نرى الحزن , ولولا ذين الأمرين لما عرفنا لهما طعمًا .
تحياتنا .