 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-05-2008, 04:52 PM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: في بريدة
المشاركات: 891
|
آه..لقد طال الانتظار..
بسم الله الرحمن الرحيم آه..لقد طال الانتظار ... وما اسرع الأيام تمضي حتى دقت ساعة الصفر .. وفي هزيع متأخر من الليل إذ بالحنون تصرخ وهي تصارع الألم .. هاهي تتجزع غصصاً من الأوجاع حتى كانت من الموت قاب قوسين أو أدنى .. وفي سرعة خاطفة إلى المستشفى .. إلى غرفة العمليات .. لكأنك نصب غيني في غرفة الانتظار تارة و عند الموظف المسؤول أخرى .. لا يقر لك قرار ولا يهدأ لك بال تريد الخبر ولا تملك إلا تقليب اليدين .. وماهي إلا دقائق حتى جاء البشير: أبشر أبشر لقد رزقت مولوداً وكأني بك أبي الغالي وقد بدت اساريرك والبشر يعلو محياك وكأنما حزت لك الدنيا بحذافيرها .. كيف لا وأنت تترقبني عالماً بارزاً في مشاهر الطب. أو مجماً ساطعاً في سماء العلم. أو غير ذلك ممن تشرئب لهم الآبـاء والأمهات. فبقيت تعد الخطى لأن أكون لك نعم الولد الصالح فلك لله من اب رباني ورعاني لأن أكون فخره في حياته وذخره بعد مماته. وها أنا ذا أستل اليراع من غنده لأغرسه في عمق المحبرة فأنقش على صدر الورق .. يا أبت لقد قرأت حواراً سلب لي كان بين ابن و أبيه صدر كل جملة منها بــ: يـا أبت فأقول: يـــا أبــت: دعني أقدم لك الشكر كله على ما بذلته من أجلي وفي سبيل راحتي وسعادتي جلبت لي أفضل المشارب والمطايب وأسكنتني أجمل و أهنأ مسكن .. ولكم تمنيت يا أبت أن يشغل بالك علمي وفكري ولا أخفيك أنها سعادة لي وأي سعادة أن أرافقك لمحاضرة أو ندوة علمية كم أفرح عندما تأخذ بيدي تلك اليد الحنون عندما تكون ذاهبا للمسجد. يـــا أبــت: عبارات الشكر تقف عاجزة عن التعبير .. فبياني عاجز عن مد البنان وبناني عاجر من وصف البيان.. ولن أنسى تلك الخطوة الرائدة من أب حكيم لن أنسى اخراجك تلك السموم والقنوات المفسدة من بيننا وكل ذلك من أجلي إذ لم يكن لقارب صغير تصارعه الأمواج عتواً واستكباراً أن يرسو.. أو أن زهرة ندية تصمد أمام إعصار متعجرف .. ولا لطائر ضعيف مكسور الجناح أن يفر من سباع ضباع في نهم وسعار .. ولا شك ولا ريب أني أمام زيف القنوات الهدامة أضعف من هؤلاء جميعاً .. يـــا أبــت: ان من حقي ان يكون لي أب افتخر به وبوجوده وبانتمائي إليه.. فإذا كنت في المدرسة تمنيت أن تسأل عني فأفخر بك أمام اساتذتي وزملائي أو كنت في المسجد تلهفت أن تسأل عن مقدار حفظي من كتاب الله وعن سلوكي مع شعائر الله فأكون لك عزاً وتكون لي فخراً .. وباختصار يـا أبت المدرسة تشتكي والمسجد يحن والبيت يئن والرفاق يتنافسون .. فأين موقعي في خريطة اهتماماتك ؟ يـــا أبــت: يفرح الصغار بقدوم والديهم بعد غياب ويتلهفوا لهداياهم فكم أتمنى أن تكون هديتي بدل اللعبة كتاباً يأخذ بيدي وينير لي دربي في هذا الزمان الذي كثرت ظلماته وادلهمت شبهاته وشهواته.. فلم أعد ذلك الطفل الذي تذكره بدأت احس بدم الرجولة يسري في عروقي ويمضي في أوردتي.. إني بعدما امتطيت صهوة الزمن وشققت عباب الحياة ما عدت ذاك الذي يتهدهد في مشيته ويتعثر في خطواته. يـــا أبــت: إن منزلتك عندي فوق كل منزلة فكم أتمنى أن تشد من أزري وتأخذ بيدي نحو حلق الذكر كي تتحقق الأمنية وأن البسك تاج الوقار ... يـــا أبــت: البر قارب النجاة وشاطئ الأمان .. وكم أتمنى أن أجعل عيني لكما جنان وصدري لكما حنان وروحي لكما فداء ... يـــا أبــت: قلبي يهتز فرحاً ويمتلئ وجداني سروراً عندما أكون طوع أمرك أمر والدتي .. ولكن الحيرة تملكني والدهشة تسكنني بل أقف مذهولاً أمام تتنافر وتتضارب رغباتكما فأنت تريد وهي تريد ضده تماماً .. هي ترغبني بأمر و أنت تتوعدني عليه .. فرضاك مقرون بسخطها ورضاها ملزوم بسخطك .. ومن أخسر ومن أكسب؟؟ وفي الختام أقـــــــــــــول : رزقني بركما وطاعتكما ومتعني بكما ومتعكما بي ابناً مخلصاً باراً محسناً .. آمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين تقبلوا أطيب تحيات كاتب الكلمات: المظلوم عند الحاجة |
|
| الإشارات المرجعية |
|
|
النمط الأحادي