[صالح الخبيب]

ابسم الله الرحمن الرحيم
للوالدين منزلة خاصة لا تطاولها منزلة احد من الناس ، أقرتها الشريعة ، وحثت عليها الفطر السليمة وحسن معاملة الوالدين من شيم النفوس الكريمة ، حتى أصبح البار لوالديه محل رضي الناس عنه وحبهم له والتعلق بصحبته لأنه ظهر منه صفة الوفاء وصدق المعاملة وحفظ المودة ورد الإحسان وحسن الخلق ومن مظاهر رد الإحسان
* لا تدعه باسمه ... بل بقولك أبي ... أمي ، ويشمل هذا النداء الكريم جدي وجدتي عمي وخالي .
•دعه يجلس قبلك ... حتى يختار المكان ، والجهة التي يرغبها ... ثم اجلس بعده .
•انظر إليه ( متهللا الوجه ) وهو يتحدث ، حتى ولو كان الحديث موجه إلى غيرك .
•لا تقاطعه أثناء حديثه بل اتركه يكمل حديثه .
•لا تقارنه بشخص آخر ... فتقول فلان فعل كذا ... وفلان فعل كذا ..وهما مثلك .
•إذا أخطأ في حديثه ... فإن كان مع مجموعة من الناس فلا تصحح خطأه ، وإن كان لوحده فاطرح رأيك بقولك [ أرى كذا وكذا ... دون إبراز خطأه ... وتصويب رأيك ، وان كان في أمر شرعي ويترتب عليه فعل أمر ما ، فإن كنت ترى قبوله منك ميسورا وألا فاجعل ذلك إلى من ترى فيه تأثير عليه [ كأخيه .عمك أو إمام المسجد مثلا .
•لا تمشي أمامه ... الا في حالة خدمته كفتح باب ، أو رفع غصن شجرة أو إزالة عائق أمامه .
•إجابة دعوته مقدمة على دعوة غيره [ حتى ولو كانت دعوة غيره سابقة ] فلا ترفض دعوته بحجة أن لديك موعد آخر ... ابلغ الآخر حالا وهو يسمع مها تفتك ... عن تأجيل موعده بسبب دعوة والدك فأنت تكبر في نظر الطرفين بهذا الخلق الرفيع وقد يؤجل هو دعوته إذا رأى أن التأجيل لا يمنع من مصلحة .
•تذكر أن معرفة أسماء أصحابك من اهتمام أغلب الآباء فليكن لديك هذه الفطنة فاذكر أسمائهم وأسماء آبائهم وما هي أعمالهم ... فهو عادة يضيف اليك من خبرته الشيء الكثير، تذكره بقصص ماضية عن أبيه أوجده يسلي مجلسكما [ مع الحذر من الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره] .
•إذا قمت برحلة مع أصحابك ، فاهتم أن يشاركك والداك في اليوم التالي عن سردك لقصة الذهاب والإياب والمكان وظروف الرحلة ومن قام بإعداد الطعام وعدد أعضاء الرحلة والمواقف الطريفة وخاصة إذا كان طريح الفراش فوالداك أولى من غيره بهذه المعلومات الطريفة ، فالمعلومة من الابن لها مذاقها الخاص الجميل عند الآباء•شاركه في أعماله المنزلية . كرمي القمامة أو إحضار لوازم البيت أو بالحضور معه ومرافقته في عمل ما ... أو مساعدته بتنظيف المكان مثلا أو حمل شيء و إ طرح رأيك حول الأشياء وتذكر أنه هو صاحب القرار .
•عند سماع الآذان ينادي للصلاة ... لا تدعه هو يذكرك بالصلاة ، بل ذكره أنت بالصلاة بفعلك وذلك بقيامك ووضوئك وذهابك لمسجد القريب من المنزل .
•تذكر أن إكرامك لأخيه [ عمك ] ... وأخته [ عمتك ] إكرام له ، كما أن إكرامك أخت أمك [ خالتك ] وأخو أمك [ خالك ] إكرام لأمك فأحرص على ذلك ، وإكرامك لصهرك ( زوج اختك ) إكرام لهما أيضاء .
وإياك من تذكير والديك بأخطاء وتقصير ( أعمامك وأخوالك و أصدقائهما بحقهما ) وكن داعي سلام .
• أبلغهما عن نجاحاتك في الدراسة والعمل فهذا مما يفرحهما ويدخل السرور عليهما ، وفي حال تعثرك أو إخفاقك أجل الإبلاغ إلى وفت تستطيع فيه قوله أو ستره عنها .
•احرص كل الحرص على الاجتماع بهما في وجبات الطعام الثلاث ’ وفي حالة تعذر حضورك أبلغهما عن عدم حضورك قبل الموعد بوقت كافي .
• إن كان والدك ممن لديه أكثر من زوجة إياك والوقوف في صف طرف على آخر في حضور هما , وفي غياب احدهما ذكر الحاضر بحسن الصحبة والصبر فهو من معالي الصفات الحميدة .
•تذكر أن تعنيف إخوتك وأخواتك ورفع صوتك عليهم مما يكرهانه فتجنب ذلك ، وكن في المنزل قدوة لهم بفعلك الجميل وقدوتك الصالحة أكثر من صوتك المرتفع .
•قيامك من مجلسك [ بحضور هما ] أثناء مها تفتك مما يقيم حواجز نفسية بينك وبينهما ، وتذكر أن جلوسك أثناء المهاتفة مما يزيد أواصر الترابط بينك وبينهما ويبث الثقة في نفسيهما .
•كثرة خلافاتك في الطريق أو مع الآخرين أو في مقر دراستك أو عملك مما يزعج أحبابك في المنزل وخاصة والديك فتجنب ذلك . وإن حدث فكن أنت المبلغ واختر الوقت الملائم وتجنب أوقات الوجبات
•مظهر والديك جزء من شخصيتهما .. في اللباس ... والمركب .... والمأكل ... فقدر هذه الرغبة .
•ليكن هدفك السعي لتحقيق رغبة والديك في التعامل مع الأشياء في إطفاء الإنارة الزائدة ’ واستهلاك المياه بصورة زائدة ، أو بالهدوء عن السرعة حال الركوب معك ، أو باللباس الذي ينافي ذوقيهما الذي نشآ عليه .
•أشرك والديك في اتخاذك لقرارك [ قبل اتخاذه ] باختيار نوع الدراسة ... والقيام برحلة أو شراء سيارة ، أو مصاهرة أسرة ’ أو فتح محل تجاري... ولا تجعلهما آخر من يعلم فإن هذا جفاء ، ودافع عن وجهة نظرك بجميل العبارة وخفض الصوت وصدق العاطفة ، واجعل بينكما حكما ممن يعرفانه ويثقان به إن كانت الأهداف تتعارض معهما .
•إذا حدث خلاف بينهما فكن إلى الصمت أقرب ، وإياك أن تجعل من نفسك مرة قاضيا ، وأخرى محاميا إياك والخروج من المنزل ، وذكرهم بحسن الصحبة والعفو والإحسان فهي من مكارم الأخلاق ، وأشغل الصغار عنهم .
•من حقهما الدعاء لهما أكان حيين أوميتين ، [ أو من ولد صالح يدعو لهما ] جعلك الله ممن هذه صفته .