|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
06-05-2008, 12:51 AM | #1 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
الواقع الحالي .. بين التشدد والانحلال ..
الواقع الحالي .. بين التشدد والانحلال ..
التغير الفكري للإنسان شيء مهم في حياته وهي عملية انتقالية من فكر قديم إلى فكر جديد، فكل إنسان يتغير فكره مع الأيام، في كثير من الأحيان من المهم جداً معرفة ماهي المرحلة الانتقالية المقبلة للتغير الفكري الجديد، لأن ذلك قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على عقيدة المسلم. كثير من الناس يتغيرون مع الأيام، فتتغير أفكارهم ومعتقداتهم ومبادئهم، منهم من يتغير للأفضل ومنهم من يتغير للأسوأ. لكن ياترى من يحدد الأفضل لهذا والأسوأ لذلك.! بما أننا مسلمين ولدينا شرع ودين، فإن ما يحكمنا هو كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أما ما عدا ذلك فإنه مردود على أصحابه، ثم تأتي عملية أخرى وهي منهم المخولون باستنباط الأفضل والأسوأ من كتاب الله أو سنة نبيه.! المخولون هم أصحاب الفضيلة العلماء الراسخون في العلم، هؤلاء العلماء الذين كرسوا حياتهم لقال الله وقال رسوله، وبعد أن يستنبط العلماء الأفضل والأسوأ نحدد بعدها من تغير للأفضل ومن تغير للأسوأ. المشاهد للواقع الحالي لواقع أمتنا المعاصر يجد الجراح هنا وهناك، يجد الأعداء يحاربونها من بعيد ويجد المنافقين يحاربونها من قريب. أمتنا الإسلامية تُحارب عقدياً واقتصادياً واجتماعياً، تحارب في جميع نواحي حياتها، تحارب من الأعداء ومن الأبناء، تنعت بالرجعية والهمجية والتخلف. بإمكان الإنسان محاربة عدوه لأنه يعرفه .؟! لكن المشكلة أنه كيف سيحارب أبناء جلدته .!؟ أبناء جلدته الذين أكلوا من خيراته بلاده ونعموا بنعيمها ثم يتخفون خلف أقنعة خفية ويحاولون النخر في هذه الأمة العظيمة، هؤلاء السوس يجب علينا أن نعرفهم ونفضحهم على الملأ حتى يتقي الناس شرهم. لدينا في بلادنا مقدرات وخيرات لا يمكن أن يحلم بها إنسان على وجه هذه الأرض، ألم نتساءل لماذا وهبها الله لنا .؟! ألم نفكر ولو للحظةٍ واحدة لماذا لدينا كل هذه الخيرات والأنعام .؟! ألم نفكر ولو للحظةٍ واحدة لماذا لدينا ذهب يمشي كالأنهار داخل باطن هذه الأرض .؟! المشاهد للواقع السعودي يجد حرباً ضروسة بين أبناء هذا الوطن، حرباً ضروسة بين اليمين المتشدد (الإسلاميين المتشددين) واليسار المنحل (الليبراليين والعلمانيين وأذنابهم)، وكلا هذين التيارين ينبعان من بعضهما البعض، فتيار اليمين المتشدد لم يخرج إلا نتيجة انتشار عفن رائحة اليسار المنحل. لدى كل التيارين طرقه في التخلص من التيار الآخر، فالأول يتعامل بالسلاح، وينهي المسألة بلمحة عين، والآخر يتعامل بالفكر، فيحول فكر إنسان مسلم موحد إلى ملحد كافر جاحد، وكلا الأمرين مصيبة، لكن لو نظرنا إلى الأمر من نظرة محايدة لقلنا أن الأول أخف وطأة على المسلم من الثاني، قد يتساءل أحدهم ويقول كيف قلت هذا .؟! كيف تسمح بالقتل والتشريد وسفك الدماء وتقول أنه أخف من الثاني .؟! أقول أيهما أهون، قتل مسلم أم تحريف عقيدته .؟! قد يسكت ويصمت، لأن الاختيار صعب والمسألة معقدة للغاية، لكن الأهون هو قتل المسلم وليس تحريف عقيدته، لأن تحريف العقيدة يؤدي لا سمح الله إلى نهاية لا يحبذها كل مسلم وهي جهنم وبئس المصير –حمانا الله وإياكم منها-. المسألة معقدة وهي تقع بين اختيارين صعبين للغاية، إما قتل هذا المسلم البريء أو تحريف عقيدته، وكلا الأمرين انحراف، لكن أي الانحرافين أخف وطأة .؟! برأيي وكما ذكرت سابقاً أن الأول أخف وطأة من الثاني. أيضاً لو شاهدنا الشعب لوجدنا أنهم إما مؤيدين للتيار اليمين ومعارضين للتيار اليساري أو مؤيدين للتيار اليساري ومعارضين للتيار اليميني، وهذه مسألة خطيرة جداً، ويجب الوقوف معها ومعرفة أسبابها ومسبباتها .؟! لماذا المجتمع المسلم منقسم على نفسه .؟! برأيي أن المجتمع انقسم لأن الرأي العام منقسم ولم نجد الردود الواضحة والصريحة للرد على شبهات اليسار المنحل، فقام شباب متحمسين من اليمين المتشدد بتكفير وقتل واستباحة دماء اليسار المنحل، ولم يقم هؤلاء الشباب بهذا العمل إلا لأنهم لم يجد الردود الواضحة والصريحة على شبهات اليسار المنحل، ولا ألومهم على أفعالهم هذه. كثير من صحفنا تنشر كلام كفري وفكر عفن متعفن، وهذا ناتج للثقافة الغربية التي تربى عليها هؤلاء الصحفيين الذين يكتبون هذه الكلمات، ومن أسباب هذه الثقافة هو البعثات الخارجية للدراسة، وهو نتاج القرن الماضي الهجري. فلو وجدنا وقفة صادقة وواضحة وتفسير واضح للأحداث لجزمنا أن التيار المتشدد اليميني سيتوقف عن أعماله، لكنه لن يتوقف إلا إذا توقف اليسار المنحل عن أقواله وأفعاله المشينة. عُذراً يا أبناء وطني فيبدو أننا على أبواب معركة فكرية جديدة، وإن لم نتدارك الوضع فإنه سيحدث مالا تحمد عقباه، تعالوا نشاهد عدد المتبعثين والمبتعثات للدراسة في خارج هذه البلاد، وبالتحديد إلى أمريكا والغرب الأوروبي، لوجدنا أعداد مهولة للغاية، ألم نتساءل للحظة واحدة ماذا سيحدث لهؤلاء وماذا سيحدث لفكرهم إذا رجعوا .؟! اسمعوا لهذه الحقيقة الخيالية التي لا يمكن أن يصدقها عقل، أنا أعرف أحدهم قد بعث بأخيه البالغ من عمره 17سنة لدراسة الطب في أمريكا .! تخيلوا معي هذا الشاب الكامل الرجولة والذي يتملك الشهوة ويمتلك فكر خصب، تخيلوا معي عندما ينصدم بالواقع الغربي الأمريكي هناك .؟! ياسترى بماذا سيرجع عندما يعود إلى أرض الوطن .؟! هل سيعود بالعلم والمعرفة كما هو مأمول .! أم سيعود بالفسق والفجور والفساد .؟! قد يقول قائل لماذا الغربي ينتج في العلم والمعرفة على عكس العربي الذي فقط يفكر في الجنس .؟! أقول له بأن كلامك مردود عليك تماماً، لأنك تعلم تمام العلم بأن الغربي يمارس الجنس منذ الخامسة عشرة من عمره، وهذا يعني أن مسألة الجنس ليست مسألة أساسية في حياته، فهو متى ما أراد الجنس وجده في الشارع والشاطئ والجامعة والعمل، على عكس العربي الذي ينتظر حتى 25 سنة ثم يتزوج وتجده خلال عشر سنوات وهي فترة بلوغه قد عاش أشد أنواع التعذيب النفسي والاجتماعي لأنه لا يمارس حقه بشكل طبيعي، ثم بعد أن يتزوج العربي تجده ينتج ويعطي عطاءً لا يمكن تخيله، وبالإمكان إيجاد حل لهذه المسألة وهو حل سهل جداً وهو تزويج الشاب المسلم باكراً وتحصينه بالتحصين الشرعي السليم عندها لن نخاف عليه لأنه أخذ بالأسباب الشرعية الواجبة، بعدها لا خوف من بعثه إلى الخارج للدارسة وغيره. الواقع الغربي المعاصر انصدم به كثير من الشباب، وذلك بأنهم اعتقدوا أن الحرية بممارسة حقك في كل شيء بدون رقيب، ولم يعلم هؤلاء بأن لكل إنسان حريته في هذه الحياة، لأنه لا يمكن أبداً إيجاد حرية مطلقة، وذلك لأنه وبكل بساطة الحرية المطلقة قد تصطدم بحرية آخر عندها لن تكون حرية مطلقة. بعض الناس وبكل صراحة لا أدري كيف يفكر .؟! مشكلة هالناس إنه مثل مايقولون بالعامية: "جايين على خشتهم"، قد يتساءل سائل وكيف .؟! أقول هؤلاء تجد أنهم خرجوا من بيئة مكبوته، تجد أنهم خرجوا من مكان ضيق وصغير ثم ذهبوا إلى الغرب، عندها سيأتون على خششهم كما أسلفنا سابقاً، ثم بعدها يأتون ليدندنون علينا بأن الحرية هو مالدى الغرب وأن علينا الأخذ به دون النظر إلى إيجابياته وسلبياته، وأن علينا الثورة على الدين مثلما ثار الغربيون على دينهم .؟! مع العلم أن الواقعين مختلفين للغاية، فالغرب عندما ثار على النصرانية ثار لأنه كان يعيش في بيئة مكبوته للغاية، وكانت الكنيسة هي المرجع لكل شيء، حتى في الأمور البسيطة، بمعنى أوضح: كانت الكنسية هي التي تسير الحياة، ومن لا يسير بأمر الكنسية فهو خارجي. على النقيض فالدين الإسلامي سمح للفرد بممارسة حياته الطبيعة، بدون عمل أشياء تضر بنفسه أو تضر بغيره، فالإنسان المسلم له حريته، ولكنها ليست حرية مطلقه كما يريدها البعض، فالإنسان المسلم له حريته المقيدة بضوابط الشريعة، المستمدة من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم. أقول جاء هؤلاء الناس وأرادوا أن يطبقوا نفس التجربة على بلادنا، ولم يعلم هؤلاء بأن الدين الإسلامي صالح لكل مكان ولكل زمان، وأن من وضع هذا الدين هو الأعلم بما هو أصلح للعباد والبلاد. أعود وأقول عاد هؤلاء وأرادوا أن نطبق التجربة الغربية بحذافيرها، دون الرجوع إلى ديننا، دون أخذ الصواب وترك الخطأ، أرادوا أن نأخذ كل شيء بدون أية مقاومة وبدون أية سؤال وبدون أي استفسار. حقاً إنكم حمير بكل ماتعنيه الكلمة. الصباخ الإثنين 29/4/1429هـ 11:15مساءً دمتم بود، وفي حفظ الله.
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|