[تأبَّط رأياً]

تكاثر بحمد الله الدعاة للخير والمنفرين عن الشر ....

وهم طبقات ليسوا على مستوى واحد في العلم والإلقاء والتأثير والمشيخة والشهرة ووو.

والواجب حسن الظن ، وضرورة حماية زيادتهم أن يطولها نقص ، أو يعتورها قصور،أو يدخلها من ليس لها بأهل حتى تكتمل أهليته .

ومع كل ذلك لايمنع أن تنتقد بعض الأخطاء خصوصا إذا تعلقت بالمسلمات الظاهرة ، والأمور التي لاتكاد تخفى .
نصحا لله ورسوله وعموم الأمة ، وتصفية من الدخن الذي يتعجل قبل أن يتأهل .

حصل لي استماع لبعض الدعاة(عبر محاضرات ، أو اشرطة ..) منذ مدة غير قصيرة فكنت أسمع الشيخ الملقي يلحن في كلامه حتى لا يقيم جملة سليمة الإعراب فأستغرب ذلك !! وقد تعودنا من مشايخنا عدم اللحن أو قلته كسلمان وناصر العمر وسفر وعائض وغيرهم .
ثم ازداد الأمر فصرنا نسمع اللحن في كتاب الله ، فأقول في نفسي لعلها زلة ، أو اشتباه ، أو أنه لم يراجعها في المصحف ونحو ذلك مما يكون من محامل الخير .
ولكن زاد الخرق على الراقع ، وليس من شيخ واحد ، ولا من داعية !!
بال إني أقمت في دورة مدتها خمسة أيام مامنها ليلة إلا ويلحن الشيخ الملقي أكثر من لحن في كتاب الله ، فأقول في نفسي لعلي واهم فسألت عنه فقيل هو لحانة .

وآخر في أشرطة له ذائعة الصيت ، وتروق لي جدا وأنصدم بلحون جلية لاتخفى على صغار الطلبة،
منها ولازلت أحتفظ بهذا المثال أنه يسكن الباء في (أبق) في الصافات في قصة يونس (إذ أبق إلى الفلك المشحون)آية140 .

وآخِرُ ماسمعت لواحد من هؤلاء لحن لحنا دعاني لكتابة هذا الموضوع:
حيث يقرأ آية 33 من الرعد فلما وصل قوله تعالى (بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل) جعل الجمع مفردا ( وصد عن السبيل)!!! وليت الأمر وقف على ذلك .
فلحن أخرى
والثانية هي أعظم حيث يختل المعنى رأسا إلى عقب ، لما وصل لنهاية الآية وهي قوله (ومن يضللْ اللهُ فماله من هاد ) ولفظة الله هنا فاعل والفاعل مرفوع كما في الآية ، فنصب (اللهَ ) وجعل فتحة على الهاء ، وصار المعنى أن الله مفعول به فيكون هو من وقع عليه الإضلال وماله من هاد !!!


وهنا أتساءل :

ياترى كم سيستمع لهذا الشريط من مسلم بهذه الأخطاء واللحون في كلام ربهم؟
وماسبب لحون من عليهم ( الشرهة )؟ أهو قلة اهتمام بكتاب الله ، أم ضعف تحضير وإعداد ؟والكل لن يسلم منه من ألسنة الناس.
ولماذا تتكرر اللحون في عدد من الأشرطة حتى يصنف الملقي أنه لحانة في كتاب الله ولابد أن يرجع ويدرس مع ...... ؟
كم سيفرح بهذه الأخطاء من أصحاب البدع والتصوف ممن غلوا بحروف القرآن وأحملوا حدوده ؟
وكم سيفرح بهذه اللحون من الرافضة وأذنابهم بسبب تسرع البعض بالتصدر ؟
وكم سيسقط الملقي أو الداعية من أعين طلاب صغار حفظوا هذه الآيات عن ظهر قلب ؟
وكم ستهتز الدعوة ومصداقيتها إذا اعتورها خلل في أصلها وهو لغة القرآن؟

لقد كتمت هذه الغيظة مدة فلم أطق ذلك ، فجاءت لما كثر الخلل ، محاولا لتجلية الخطر ، ورأبا للصدع ، وحظا لدعاتنا أن يزيدوا من إعدادهم وتحضيرهم خصوصا في الآيات وألايعتمدوا على الحفظ فالحفظ خوان ، فلابد أن يحتاط لكتاب الله من المصحف مباشرة .