[ثائر بن ثائر]

أخي قاهر الروس أشكرك على هذه المقالة وآمل أن تسمح لي بإبداء وجهة نظري حول هذا الموضوع المهم ...

لا جدال فيما يبدوا لي أن السينماء وغيرها من وسائل للعرض وتوصيل المعلومة لها حكم الوسيلة والذي يقتضي ذلك في الشريعة أنها ليس لها حكم خاص بل حكمها يختلف بحسب ما توصل إليه فإن كانت طريقا للحرام سدت هذه الذريعة وأتت بذلك قاعدة سد الذرائع القاعدة المحكمة التي شهدت لها العقول البشرية السليمة فضلا عن دلالتها على إحكام وشمولية الشريعة ، وأتت كذلك قاعدة فتح الذرائع لأمر مباح بله مستحب أو مطلوب في حكم الشريعة فأمرت بفتح الذرائع ( = الوسائل ) الموصلة إليه ، وهذا يدل على أصل مستقر في هذه الشريعة وهو مركزية المباح في خطاب الشارع فكل شيء خلق على وجه هذه البسيطة فهو مما يسر للإنسان وجعل مركبا له – إن أحسن استعماله – للقيام بواجب الاستخلاف في الأرض ، ومن لا زم هذا الأصل أن نطاق التحريم نطاق ضيق قصر مورده على النصوص والاجتهادات المحكمة وإلا فمن حرم شيئاً بغير دليل كان مشرعا مع الله جل جلاله وشاركه فيما هو من أخص صفاته سبحانه وتعالى وهي صفة التحليل والتحريم وكان شيخ الاسلام على عناية كبرى بتحقيق هذا الأصل وتقريره ..

عندما ننظر – عزيزي – إلى واقعنا وما نراه من انفتاح هائل وتوجه من الناس بشكل مخيف نحو ما هو من قبيل الكماليات وكان هذا الكمالي يحمل في أصله حكم الإباحة لكونه وسيلة عادة ذات حدين كان من الغلط – في نظري – أن نواجهها بسيل من خطابات التحريم والتحذير وكأننا ننظر إلى الناس بمنظار حياتنا الخاصة التي قد تكون شبه متكاملة في درجتها الكمالية المباحة ونغفل ما يعيشه السواد من المسلمين من فراغ زمني مارسوا فيه شيئا من المباح الأصل وإن كان من قام عليه وظفه توظيفا معينا يخدم أهدافه وإيديلوجياته جعلها تقفز إلى إطار ما هو محرم ، وكان موقفنا من هذه الذريعة هو السد والمنع بالتحريم والتحذير فقط وأهملنا الشق الأخر وهو فتح الذريعه بتقديم المباح والمشروع كطريق بديل يمارس الترفيه فيه على وجه من الفقه المؤدي إلى ما هو مرغوب شرعا ....

عزيزي لم يزل الفن بأنواعه – المسرحيات – السينما – الرواية – النص الأدبي الملحن أو غير الملحن ...... إلخ وسيلة لنشر الأفكار والمعتقدات والديانات بين السواد من الدهماء على شكل يعبى فيه ذهن القارئ أو المشاهد بالفكرة من قبيل اللاشعور فتحدث تغيرات هائلة ، ولك أن تعتبر برواية شفرة دافنشي وملائكة وشياطين وعمليات التغريب في كثير من بلدان العالم العربي – مصر أنموذجا – بل إن دولة الارجنتين قيل إن ثورتها السياسية التي قام بها الشعب بسبب رواية انتشرت بينهم ، فهل نوظف هذه الأدوات ونخرج مشروعا متكاملا في الفن الإسلامي ...

عزيزي لا أكتمك سرا فلقد احتجت إلى وسيلة ترفيهية يوما ما فتمنيت وجود سينما إسلامية !!!!

خالص الود : ثائر بن ثائر .