[المسعى الجديد]

نعم كُثر هم الذين يموت ذكرهم وتنتهي ذكرياتهم وترحل اعمالهم بمجرد دفنهم بعد موتهم ... لكن
هناك قلائل من الناس احياء في حياتهم ، أحياء بعد مماتهم ينتفع بهم الخلق وتشهد لهم الدنيا يذكرهم الناس ويترحمون عليهم كل ما شاهدوا انجازاً أو أثراً من آثارهم.
ولعل العالم الذي ودّع الدنيا والحجاج في مواقيتهم يحرمون وعلى صعيد منى يُلبّون وبين جنبات الحرم يطوفون ويسعون هو أحد هؤلاءالقلائل الذين دام ذكرهم ولا زال في قلوب محبيه وعارفيه وطلابه حيِّاً وإن كان تحت الثرى
انه .. الشيخ علي الجمعه _ رحمه الله _ الذي رحل في السابع من ذي الحجة لعـ 1428ـام هـ .
هل تعلمون انه في يوم الصلاة عليه كان مائة(مسلم جديد) يحرمون بالحج من على باصات مكتب دعوة الفايزية الذي يرأس مجلسه الشيخ ـ رحمه الله ـ .
اليست هذه هي عاجل البشرى وأول البشائر..
اليست تلك حياة لمن هو تحت الثرى ..
هل سمعتم مداخلته عبر الجوال ( من مقر علاجه في المانيا ) في حفل تكريم ( المسلم الجديد ) الذي أقامه مكتب الفايزية قبل وفاته بشهر وهو يتحدث بصوت متقطع انهكه المرض والتعب يوم كان في رحلة العلاج
اليست هذه همة العضماء ؟ شخص يصارع الموت وفي بلاد بعيدة ويصرّ على المشاركه ولو عبر هاتفه النقال .
كم راينا ذلك الجسم النحيل وقد هدّه التعب والمرض وهو يترنح بين جنبات مكتب الدعوة في استقبال عالم أو داعية أو مفكر . كم سمعناه ينصح ويرشد ويوجه .
وهاهو اليوم يحيا من جديد ينثر علمه وينفع الأمة وهو في قبره بواسطة ابناءه البررة حيث يقومون بنقل مكتبته العلميه ( التي طالما كانت عامرة بالطلاب والعلماء )الى مكتب الدعوة بالفايزية لينهل من معينها العالم والطالب والقريب والبعيد وليبقى ذكر الشيخ دائماً وأجره لا ينقطع ـ بإذن الله ـ وليعلم الجميع ان الإنسان باستطاعته أن يبقى حيّاً وإن قبض الله روحه .
رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته .

.. المسعى الجديد ..