[طلاع الثنايا]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد له وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:

المنطقة لما تزدحم بالسكان تكثر المساكن وتتقارب بعضها مع بعض وتتقابل النوافذ ، لاسيما في الوقت الحاضر الذي تفنن اصحاب اللمنيوم وعملوا لنا نوافذ جميلة ورائعه وتعطي البيت شكلاً وجمالاً وتعطي داخلا المسكن إنشراحا حيث وهو جالس في البيت يرى من خلال النافذه جمال الطبيعة ولو لم يقم بفتحها فهي من النوع العاكس[ اي ان الذي بداخل البيت يرى من هو الخارج هذا في النهار وفي الليل ينعكس الوضع تماماً حيث ان من خارج المنزل يرى من بداخلها إذا كانت الأنوار مسرجة ولم يخى الستار]، وهذا هو ضريبة التطور وقاصمة الظهر وكشف المستور ، حيث ان هناك كثير من المساكن لا يرخي الستار في الليل ولا يظن ان من خارج المنزل يراه....

ويحصل هذا في الشقق المفروشة والفنادق حيث ان أغلب نوافذها من هذا النوع وكثير من السكان لا يعلمون بهذا....
ولقد حصل معي مثل هذا الموقف في أحد سفراتي وكان نوافذها من النوع المثلج، فلما قمت بفتحها فأذا انا ارى العمارت التي أمامنا نوافذها من النوع العاكس وتكاد تكون النافذة أكثر من نصف الحائط وكان الوقت ليلا واغلب الزوار لم يرخي الستار.....

فنزلت على الفور واخبرت مسؤل الشقق بالوضع وعليه ان يخبر الزوار بهذا حتى لا تكون خيانة لهم لإنه من الستر ... فاستجاب جزاه الله كل خير واخبرهم على الفور....

وحدثني من اثق به ان احد جيرانه كان يقابلهم عمارة تحت الإنشاء وليلة من الليالي و إذا بنقالي يطل عليهم من شرفة فيها قد هيئ له مكانا يجلس فيه ويطل على الناس في سكون الليل فتم البلاغ عنه وإحالته لجهة الإختصاص...

وأنا وانا أكتب هذا الموضوع حتى نتنبه لهذا ونخبر غيرنا لإن المسلمين نصحه والمنافقين غششه
و المسلمين يحبون الستر ، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والأخرة.

وأُخاطب من استغل هذا في التلصص على عورات المسلمين عليه ان يتقي الله عز وجل ، فإنه لا احد أغير من الله وغيرة الله أن يأتي المرأ ما حرم الله، وأنه من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر بيته، ووالله الذي لا إله إلا هو لو شاء سبحانه وتعالى لفضحك كما فضح غيرك ولأصبح الناس يتحدثون بفضيحتك أبد الدهر
وتذكر قوله تعالى:{ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}

ومن فر من الناس ومن عقاب الناس فإنه لا يفر من عذاب الله ، و عذاب الله لا كعذاب الناس وحبسه لا كحبس الناس :{ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد}

أسأل الله عزو جل أن يستر علينا وعليكم بستره الذي لا ينكشف..

وصلى الله على نبينا محمد
.
.