|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-12-2002, 01:28 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 30
|
من يتحمل وزر هذه الآفه ؟!
هذه مشاركة صحفية نشرت لي اليوم في جريدة الجزيرة احببت اطلاعكم عليها تعميما للفائدة ...
من يتحمل وزر هذه الآفة !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كانت الأسرة قد اجتمعت سويا على طعام العشاء في جو عائلي بهيج الأب والأم والأبناء.. وكانت فرحتهم كبيرة وهم يعيشون اللحظات الحاسمة في حياة ابنهم الأكبر الذي كبرت معه كل أحلامهم فهذا الأسبوع هو الأسبوع الذي يسبق امتحانات الثانوية العامة بالنسبة له, كان الجميع يشد من أزره ويرفع من همته وكان الأب أكثرهم فرحا وأشدهم حرصا وتوجيها, وكان يذكر ابنه بأنه قد حان وقت قطاف الثمار بالنسبة له وانه اتى الوقت الذي يحصد فيه ما زرعه خلال الأيام الماضية والأعوام السالفة وانه طالما كدح وتعب وجد واجتهد حتى يرى ابنه وهو على مشارف الحياة الجامعية وظل يرفع من همته ويشد من عزيمته والابن لا يزيد ه كلام الأب إلا إصرارا وعزما وراح يمني أبيه بتحقيق أمنياته وتلبية تطلعاته ووعده بأن يراه و قد ارتدى المعطف الأبيض طبيبا ماهرا يهرع الناس إليه -بعد الله- عند أزماتهم ليضع بمشرطه بعد مشيئة الله اللمسات الشافية لمرضاه ويتحسس بسماعته قلوبا تلهج بالدعاء والثناء له مع كل نبضة من نبضاتها,,, فرح الأب بهذا الطموح السامي والهمة العالية لدى ابنه وربت على كتفه ودعا له ثم استأذن للذهاب إلى غرفته و تفرقت العائلة بعدما عاشت لحظات قليلة سمت فيها بآمالها وسبحت في بحر خيالها ,, أما الأب فقد استسلم للنوم وراح في نومة عميقة لم يكدرها سوى ذلك الرنين المتواصل من جهاز الهاتف الذي حاول جاهدا تجاهله ولكن دون جدوى فإصرار هذا الرنين واستمراره دفع الأب إلى الاستيقاظ متسائلا .... من يا ترى الذي يتصل في هذا الوقت المتأخر ؟؟ وماذا يريد ؟؟ لم تدم هذه التساؤلات طويلا حيث رفع السماعة فبادره المتصل بالسؤال عن الأب باسمه أجابه الأب انه هو المطلوب,, عرف المتصل بنفسه و انه احد موظفي المستشفى وقال مخاطبا الأب إن ابنك قد حصل عليه حادث سيارة وانه الآن في المستشفى نزلت هذه الكلمات على الأب كالصاعقة وامتلكه الذهول إذ كيف يحدث لابنه حادث سيارة وهو أصلا لا يمتلك سيارة ناهيك عن معرفته بقيادتها ! رمى بالسماعة من يده وأخذ مفتاح سيارته وخرج من غرفته وفي الطريق مر بغرفة ابنه لعله يكون اتصالا خاطئا أو كابوسا مرعبا ومر بسلام !!!فتح باب الغرفة ودخل فإذا هي خالية إلا من بعض أشياء الولد الدراسية المتناثرة هنا وهناك . هرع إلى سيارته واتجه للمستشفى وهو يصارع أسئلة تائهة في داخله عن هذا الحادث وسببه وموقعه وهل ابنه يا ترى حصل له مكروه أم لا ؟وغير ذلك ولم تدم هذه الأسئلة طويلا حيث وصل إلى المستشفى ودلف على عجل إلى قسم الطواريء وهناك وجد غرفة مليئة بالجرحى ومثقلة بالمرضى اتجه نحو أحد الأطباء هناك وبادره بالسؤال عن ابنه اخذ الطبيب الاسم وطلب منه الانتظار وغاب لدقائق ثم عاد ولكن بوجه مختلف عرف الأب من ملامحه أن شيء ما قد حدث لابنه اقترب الطبيب وهو يصارع دموعه ويحبس حرقته وأناته وأخبره أن ابنه قد انتقل إلى رحمة الله وانه قد تمت إحالته إلى الثلاجة ! صعق الأب ولم ينتظر حتى يكمل الطبيب حديثه وانهار من هول الفاجعة وسقط في مكانه أخذه من كان معه بالغرفة وحاولوا التخفيف عنه وامتصاص أثر الصدمة التي حدثت له والأب في فاجعة عظيمة لايزيدها إلا جهله عن نوع هذا الحادث وملابساته !!! إذ أين حدث ؟ ومع من ؟ ومتى ؟ ولم يبدد هذه التساؤلات وينفض هذه الاستفهامات من ذهنه إلا ذلك الشرطي الذي أقبل عليه ونقل له تعازيه الحارة فبادره الأب عن ملابسات الحادث وكيف حدث فرد عليه إجابة فهم الأب من خلالها أن الابن قد اصطحبه بعض أقرانه في سيارة لهم لمكان للتفحيط فحصل الحادث وتوفوا جميعا في موقع الحادث بعد انفجار احد الإطارات زادت هذه الكلمات من وقع المصيبة لدى هذا الأب المكلوم فوفاة ابنه كانت بحد ذاتها قاصمة الظهر بالنسبة له ناهيك عن الطريقة التي قضى فيها نحبه . قام الأب بالاتصال على بعض أقربائه وزملائه فتولوا أمر التجهيز والتكفين وبعد أن صلوا عليه وحملوه فوق أعناقهم وقد غطاه ذلك الكفن ناصع البياض إلا من نقط دم حمراء يبدو أنها آثار جرح لم يلتئم بدأت حرقة الأب تزداد وهو يتذكر كلام ابنه وهو يمنيه بارتداء المعطف الأبيض فإذا هم اليوم يلبسونه الغطاء الأبيض من رأسه وحتى أخمص قدميه بلا رغبة منه ,, زادت حرقته وهو يرى ابنه وقد دفع ثمن غلطة متهور غرر به فأودى بحياته. حملوه والأب ينظر إليه نظرات الوداع الأخير ,, حملوه والأب لا تزال في ذهنه الكثير من الآمال والأماني التي كانت معلقة عليه ,, حملوه والأب يصارع الكثير من علامات الاستفهام في داخل ذهنه ,, ثم دفنوه ومعه دفنوا حلما كان قد غرسه أبوه فيه , ,دفنوه ودفنوا معه آمال أسرة كاملة كانت تعول عليه الشيء الكثير ,, دفنوه ودفنوا معه طاقة شابة كانت ستكون من سواعد البناء و عوامل التقدم للمجتمع ,, رجع الأب إلى بيته وحيدا إلا من رضاه وتسليمه بقضاء الله وقدره ولا تزال لديه في ذهنه الكثير من الأسئلة الحائرة والاستفهامات التائهة التي تبحث عن إجابة ,,, فمن المسئول عن فقدانه ابنه ؟ هل هو المسئول أم إن المسؤولية تقع على الأب الذي وفر لأبنه تلك السيارة التي تسببت في قتلهم ؟ هل ذنبه أن ابنه انجرف وراء تغرير طائش وفرت له جميع سبل الانحراف واحراف الغير؟ هل ابنه اخطأ بالفعل وإذا كان أخطأ فهل يستحق هذا الخطأ أن يدفع حياته ثمنا له ؟؟؟؟ وغيرها من الأسئلة كثير لا تزال تبحث عن مجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟... إن هذا السيناريو السابق لا يعدو كونه قصة خيالية مستوحاة من واقع مجتمعنا الذي لا يمر عليه يوم إلا ويودع أحد أبنائه ويواري تحت الثرى أحد فلذات كبده والذين كان ينتظر منهم أن يكونوا سواعد فتية تساعد في نهضته وتسهم في تطوره ورقيه فإذا به يستقبل الصفعات المتتالية ويفجع بهم الواحد تلو الآخر في حوادث تفحيط مأساوية أقرب ما تكون للانتحار والعياذ بالله . إن ظاهرة التفحيط المشينة قد ألقت بظلالها على المجتمع وبدأت تظهر افرازاتها المنتنة إليه فهؤلأ الشرذمة الممارسين لها لم يقتصر أذاهم على أنفسهم بل تعداهم ليشمل أرواح أبرياء سذج لم يكن ذنبهم إلا أنهم انجرفوا خلف خديعة أولئك النشاز واستسلموا لطاعة هؤلاء المفسدين فدفعوا ثمن ذلك غاليا تمثل في أرواحهم وأعمارهم وجرعوا هذه المصيبة غصصا لمن خلفهم, ,,, إن من بين أوساط الشباب فئة متهورة وضعت رؤؤسها على أكفها في سبيل شهوة ساعة تهورا وانتحارا تهدد مجتمعها وتهدد أقرانها وتهدد أرواح الكثير من الأبرياء ,,, إن المجتمع بكل فئاته مطالب باستئصال هذه الظاهرة الخطيرة من جذورها وإيقاع اشد العقوبات في من يمارسها ويدعو لها ويشجع استمرارها ,, وان افرازاتها المنتنة بدأت تظهر للعيان من انتشارا للفساد ورواج للرذيلة وإدمان على المخدرات واستعمال للمسكر وذلك حسب اعترافات احد الإخوة التائبين من ممارستها -ثبته الله- في لقاء معه نشرت احد الصحف المحلية وذكر به اعترافات خطيرة يتحمل وزرها ويدفع ثمنها المجتمع ككل ,, فبشهادته يعتبر التفحيط وراء العديد من الجنحات الأخلاقية والسرقات المنظمة والإخلال بالأمن في كثير من الأحيان ,, وان الغريب والمدهش هو ما ذكره من أن أحد المفحطين قد تسبب في مقتل ثمانية أرواح لم تتعدى فترة سجنه ثمانية أشهر فبالله عليكم كيف يرتدع من كان هذا جزاؤه ؟ وكيف لا يعود لممارسة التفحيط هو وأقرانه إذا ما أيقنوا أن العقوبة لن تكون بحجم الخطأ ؟؟ وهل أصبحت أرواح الأبرياء رخيصة إلى هذا الحد ؟ فالمسألة ليست دية تدفع ولا عقوبة مخففة تقضى, المسألة إزهاق روح برية في قتل أشبه ما يكون بالعمد فهل يكافأ مرتكبه بإطلاق سراحه ليكون محفزا له ولغيرة للاستمرار على مواصلة عادتهم المشينة,, فهذه الفئة ومن خلفها من آباء وأولياء أمور لا يبالون بأرواح الناس ولا بأعمارهم فالواحد منهم -كما ذكر الأخ- يتعمد صدم الآخر بقصد القتل ومن ثم يؤمن ديته ويخرج حرا طليقا وكأن شيئا لم يكن فهل يعقل هذا ؟؟ ومن يتحمل هذا الاستهتار واللامبالاة بأرواح الأبرياء ؟ وقد ذكر الأخ انه تم إلقاء القبض عليه أكثر من أربعين مرة وفي كل مرة يطلق سراحه فيعاود الكرة فهل يا ترى لو أ أنه تلقى العقوبة الصارمة والجزاء الرادع هل سيعاود الكرة مرة وأخرى ؟؟ ولكن يبدو أن حسن المعاملة ولين الجانب الذي يحظون به هؤلاء المفحطين المفسدين من رجال الأمن دفعهم لمواصلة تفحيطهم واستمرار عطائهم الآثم. إن تفشي ظاهرة التفحيط واستمرارها تنبي عن خلل كبير في العمليتين التربوية والتأديبية لدينا فلا المربين قاموا بواجبهم على أكمل وجه في تربية ومراقبة من تحت أيديهم ولا الجهات المسئولة ضربت بيد من حديد على من أسيئت تربيتهم وشذوا عن الطريق السوي. فالآباء والمربين مسئولين وعلى كاهلهم تقع النسبة الكبيرة من المسئولية فأولئك الآباء الذين منحوا أبنائهم كل شيء إلا التربية منحوهم المال والسيارة وفوق هذا منحوهم الوقت الذي باتوا يضيعونه كيفما يشاءون دون حسيب ولا رقيب فهم مسئولين أمام الله عن تفريطهم ومتهمين أمام المجتمع بإخراج جيل تاءه ضل وأضل غيره . وكذلك جزء من المسئولية يطال رجال التربية والتعليم وعلماء النفس فهم مطالبين بدراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية والتعرف على أسباب ظهورها واستمرارها وتنظيم المحاضرات التوعوية التي تحاول إبراز مساوي هذه الظاهرة ووضع الطرق الناجعة لإيقافها وإيضاح سلبياتها والخسائر المترتبة عليها اقتصاديا وأمنيا وأخلاقيا. وتشترك في المسئولية وسائل الإعلام بأنواعها فالواجب تكثيف الحملات الإعلامية التي تنشر صور الضحايا وتلتقي أصحاب التجارب السابقة لإيضاح مصير ممارسي هذه الظاهرة وكذلك توجه الدعوة لأصحاب الفكر وأهل التربية لمناقشته وتنظم لقاءات مع ضحايا هذه العادة الذين عرفوا النهاية الحتمية لها الذين يرقدون بالمستشفيات أو أولئك الذين يقبعون بالسجون . ورجال الأمن لهم نصيب كبير من المسئولية فهم مطالبين بالضرب بيد من حديد على ممارسي هذه الظاهرة ومتابعة الأماكن التي يرتادونها وزرع أعين أمنية بين المتفرجين لتدلهم عليهم ولو بعد انتهاء جولاتهم التفحيطية وكذلك يجب تخصيص جزء من الحملة الأمنية الشاملة عن ظاهرة التفحيط ويجب عدم التساهل في معاقبة مرتكبيه وعدم قبول الشفا عات والوساطات التي تبذل لأجل إخراجهم بعد سجنهم فهم آفات خطيرة ومعاول هدم تهدد المجتمع واستقراره فيجب سجنهم لأن أفضل وأنجع علاج للشاب هو حبس حريته لأن الغرامات المالية تضر بالمقام الأول الأولياء ولا تردع الشباب مع العلم أن هناك فئة عظمى من الأولياء تدفع بسخاء لإخراج ابنها حتى ولو كان ذلك على حساب تربيته وفساد أخلاقه فالتركيز على عقوبة السجن من وجهة نظر شخصية هو الطريق الأسلم لردع مثل هؤلاء مع التركيز خلال سجنهم على تكثيف الندوات التوعوية لهم وعدم الإفراج عنهم إلا بعد التأكد من صلاحهم وعدم التهاون معهم عند إلقاء القبض عليهم مرة أخرى ,. وللمساجد وائئمتها وخطبائها دور كبير في توعية الناس ومناقشة القضية من وجهة نظر شرعية وما تتسبب فيه من إضاعة للمال والوقت وكذلك ما يحدث خلالها من قتل متعمد وانتحار خطير. وأخيرا هناك جهة أخرى تتولى مسئولية هذه الآفة وهي شركات تأجير السيارات إذ يجب متابعتها ومراقبتها والتأكد من إتباعها للشروط الموضوعة لها من الجهات العليا وتنظيم جولات تفتيشية دورية للتعرف على الاستراتيجية المتبعة لديهم في التأجير وهل هي نظامية أم لا . وفي الختام: هل يعي المجتمع خطر هذه الظاهرة وما يترتب عليها من خسائر اقتصادية وبشرية ؟ وهل يعرف الآباء أنهم يتحملون الجزء الأكبر من المسئولية وأنهم مسئولين أمام الله عن هذه الأرواح التي تزهق يوميا ؟ وهل يعرف رجال الأمن حجم الأمانة الملقاة على كواهلهم وهل نلحظ منهم التحرك بشكل جدي لاستئصال هذه الظاهرة؟ وهل وهل وهل وهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أسئلة تبحث عن إجابة واستفسارات تبحث عن مجيب نتمنى أن تكون إجابتها طريق العودة للصواب والإقلاع عن هذه الظاهرة المشينة والعادة السيئة التي دفعنا ومازلنا ندفع ثمنها غاليا والله من وراء القصد ............®.
__________________
لاعزة لنا الا بالاسلام |
الإشارات المرجعية |
|
|