[مدحت شوقي بريده]

بدأ العنف مجدداً في اليمن بعد أقل من 48 ساعة من عملية الاغتيال التي تعرض لها الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني جارالله عمر، حيث قتل ثلاثة أطباء أمريكيين وجرح رابع في هجوم مسلح قاده أحد أعضاء الجهاد الإسلامي في المستشفى المعمداني بمنطقة جبلة بمحافظة إب. ووقعت العملية صباح أمس في قاعة الاجتماعات بالمستشفى الذي يديره عدد من الأطباء الغربيين منذ السبعينيات، حيث باغت الجاني ويدعى عابد عبدالرزاق الكامل (32 عاماً )الحضور وأطلق النار من مسدس أدخله خفية تحت إبطه فقتل على الفور 3 أطباء وطارد رابعاً إلى الصيدلية وأصابه بجروح خطيرة قبل أن تتمكن حراسة المستشفى من اعتقال المهاجم الذي أكد بعد إجراء التحقيقات معه أنه ينتمي إلى الإصلاح المعارض. واعترف بأنه نسق مع علي أحمد جارالله الذي نفذ عملية اغتيال جارالله عمر. وسارعت السفارة الأمريكية إلى إرسال فريق من أعضائها للمشاركة في التحقيقات التي باشرت بها سلطات محافظة إب. وفي أول تصريح رسمي أكد مصدر بوزارة الداخلية " أن أحد المتطرفين المتعصبين من الذين تمت تعبئتهم بأفكار ظلامية متطرفة ومتحجرة خاطئة قام بإطلاق النار من مسدس كان بحوزته على عدد من الأطباء الأجانب العاملين منذ فترة طويلة في مستشفى السلام بجبلة محافظة إب". وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية قد ضاعفت من تدابيرها واحتياطاتها الاحترازية لحماية الأجانب ومتابعة وإلقاء القبض على كل من لهم صلة بارتكاب هذه الجرائم. وعلم من مصادر في جبلة أن الأطباء القتلى والجريح الرابع كانوا يستعدون للمغادرة النهائية من اليمن أمس. وتضاربت المعلومات بشأن الانتماء السياسي للجاني،فبينما أكدت الداخلية أنه ينتمي إلى الإصلاح، نفت مصادر في الحزب ذلك. وقالت إن الإصلاح يستغرب استعجال منح القاتل عضوية التجمع اليمني للإصلاح على الرغم من أنه قال في ملف التحقيق انه من تنظيم الجهاد". وشكك المصدر في المعلومات التي أشارت إلى أن منفذ الهجوم هو أحد طلاب جامعة الإيمان، وإن كان قد أشار إلى أن انتماءه لـ" الجهاد " هو الأكثر احتمالاً بحسب نتائج التحقيقات الأولية. غير أن مصادر مطلعة أكدت أن الرجل كان عضواً في الإصلاح و التحق بحركة الجهاد الإسلامي فيما بعد، وأنه كان صديقاًً للقاتل علي أحمد جارالله، وقد اتفقا على تنفيذ 5 عمليات تستهدف قياديين في المعارضة، من بينهم الأمين العام للحزب الاشتراكي علي صالح عباد وجارالله عمر، إضافة إلى أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي عبدالملك المخلافي وأمين عام حزب البعث قاسم سلام. وبحسب معلومات من منطقة الحادث فإن الجاني انضم إلى تنظيم الجهاد عام 1998 عن طريق شخص يدعى إبراهيم الثور الذي يعتقد أنه لقي مصرعه في الشيشان. وذكرت المصادر أن التحقيقات التي أجراها البحث الجنائي تفيد أن الجاني عاطل عن العمل ويسكن في حارة عمر بن عبد العزيز في صنعاء وقد غادرها ليلة أول من أمس الأحد متوجها إلى مدينة إب، ثم دخل المستشفى المعمداني الساعة السابعة صباحا باعتباره مريضا ولديه بطاقة عودة خاصة بزوجته استخرجها قبل أقل من عام. كما تشير المصادر إلى أن الجاني استطاع إدخال مسدسه من نوع مكاريوف من دون أن ينتبه الحراس الذين قاموا بتفتيشه حيث كان يضعه تحت إبطه وأطلق النار تجاه الأطباء.