بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » التكفيريون بحق ... والتكفيريون بغير حق

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-01-2003, 09:19 PM   #1
تعال معي
عـضـو
 
صورة تعال معي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
التكفيريون بحق ... والتكفيريون بغير حق

التكفيريون بحق ... والتكفيريون بغير حق


حامد بن عبد الله العلي

قوام التوحيد الذي هو أصل الأصول في دين الإسلام ، على أصلين ، لاينفك أحدهما عن الآخر :

أحدهما : الكفر بالطواغيت ، والأرباب ، والآلهة ، والأنداد ، وتكفير أولياء هذه الأربع وجهادهم .

والثاني : الإيمان بتوحيد الله تعالى وموالاة المؤمنين به .

ولم يتعرض هذا الأصل الأعظم في الإسلام ، لهجوم كاسح في تاريخ الإسلام كله ، كما يتعرض له الآن ، تحت راية ما يسمى العولمة الثقافية والفكرية .

ومن العجب ذلك التوافق المريب بين هجمة العولمة الثقافية والفكرية من خارج حصون الإسلام ، وهجمة الفكر الارجائي من داخله .

وأحسب أن السر الكامن وراء ذلك ، أن تلك العولمة إنما تنطلق أيضا من إرجاء ـ والإرجاء هو التأخير ـ أي إرجاء تمسك الأمة الإسلامية بمعتقداتها اليقينية وثوابتها المحكمة ، على أنها الحق الذي ليس بعده إلا الضلال كما قال تعالى ( فذلكم اللـــه ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنّى تصرفون ) ، وذلك لحساب الثقافة العالمية الجديدة التي يبشر بها الغرب بقيادة أمريكا .

وهي ثقافة تخفي التعصب الصليبي ، غير أنها تظهر بمكر خفي أنها لا تعترف في المعتقدات الدينية بحق ولا ضلال ، ولاكفر ولا إيمان ، وأما غايتها النهائية ، فهي أن تتلاشى الحدود الفاصلة بين الإسلام وغيره لئلا يكون له فضل على ما سواه في قلوب المسلمين .

ولهذا تسير فكرة وحدة الأديان في ردف العولمة ، تبتغي أن تحذف من عقيدة المسلمين إطلاق كلمة الكفر على ما يناقض دين الإسلام من الأديان والمعتقدات الأخرى ، ولهذا تشمئز قلوب المبشرين بالعولمة من كلمة التكفير حقا كان أو باطلا، فحتى عبدة الأصنام ، والشياطين ، والفروج ، والنيران، لهم وجهة نظر ينبغي احترامها في نظر العولمة .

ومن هنا دقّ أعداء الإسلام ـ في ظاهر الأمر ـ طبول الحرب على التكفير الذي أمر الله به ورسوله ، لانهم علموا أن السياج الذي يحمي عقيدة الإسلام ويميزها ، بينما يدقّون في الباطن الصلبان على سيوفهم .

وكذلك الفكر الارجائي يتوافق ـ من بعض الوجوه ـ مع هذه الدعوة العالمية ويلتقي بها ، وذلك عندما تغبـّش أصوله الفاسدة رؤية الحد الفاصل بين الإيمان والكفــر .

فكأن العولمة هي المرجئة الأم الكبيرة التي تولدت منها ابنتها ، ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي .

ومن مظاهر التوافق بينهما أيضا ، عندما يدعو الفكر الارجائي إلى تأخير واضعاف منزلة العمل من الإيمان ، حتى يصير الإيمان صورة بلا معنى ولا أثر ، ولهذا فعند المرجئة العصرية : مهما كان فعل الفاعل موغلا في الكفر ، فانه لا يخرج المسلم من الإسلام إلا إذا اقترن بالجحود والتكذيب بالدين ، فحتى لو ابطل مبطل الشريعة كلها ، حتى بلغ أن أقر الشذوذ الجنسي وأجاز بتشريع أن يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة في أسرة لها مشروعية قانونية كاملة ، فلا يكفر فاعل ذلك ممن يدعي الإسلام ، ما لم يصرح بلسانه أنه مكذب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وليت شعري ـ أي تكذيب للرسول أعظم مما صنع ، وما هو الذي يريده أعداء هذا الدين غير هذه النتيجة العملية لإبطال الشريعة ، وهل يهمهم صرح بلسانه أم لا !!!

كما لا يخرج المسلم من الإسلام ـ عند المرجئة ـ تركه كل اتباع الرسول بجوراحه وراءه ظهريّا، والعولمة الثقافية كذلك تدعو إلى أن يدع المسلمون دولا وأفرادا ، حكاما ومحكومين عملهم بمعتقداتهم ، وألاّ ينهجوا في حياتهم كلها وفق عقيدتهم وشريعتهم كما أمر الله تعالى في القرآن ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقال ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لا يعلمون ) .

فهذا تشابه آخر ، فلاجرم إذن تساوقت ظاهرة الإرجاء ذلك الفكر الفلسفي القديم في تاريخ الفرق الإسلامية في العصور الأولى ، مع الدعوة إلى العولمة.

وهذا كله يصدق قول القائلين : إن أفكار الفرق الضالة إنما يستحث ابتداعها، وقوع الأمّة تحت تأثير فكريّ لغزو خارجيّ ، أو اضطرابات سياسيّة ، أو اجتماعية تمر بها ، فتظهر هذه الآراء الضالة كالدمامل في الجسد المريض حينا من الدهر ، ولهذا فهي ليست ثابتة على أساس علمي راسخ .

بينما بقيت الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح بحالها ، لم يؤثر فيها تقلب أحوال الأمة بين الضعف والقوّة على مرّ القرون ، لأنها مبنيّة على الكتاب والسنّة ، وقد تمثّل ذلك في خط أهل السنة والجماعة الذين ورد فيهــم الحديث ( لاتزال طائفة من أمّتي على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم إلى يوم القيامـة ) .

وقد رسم علماء أهل السنة والجماعة ، معالم واضحة ، للحد الفاصل بين الإيمان والكفر ، وأشهروا سيف سلطان الشريعة بالتكفير بالحق على المرتدين ، وأعملوا في رقابهم سيف سلطان الزمان الحاكم بالشريعة ، فأقاموا للإسلام مهابته ،وحموه من عبث العابثين ، وهزؤ المستهزئين ، وسخرية الساخرين.

وهذا هو التكفير بحق الذي أمر الله به ورسوله ، ولاقيام للإيمان إلا به ، فمن لم يكفر من كفرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، عاد ذلك إلى إيمانه بالنقض ، لانه أبان بعدم تكفيره لمن حكم الله بكفرهم ، انه لم يعرف حقيقة الإسلام القائمة على الفصم القاطع بين التوحيد والشرك ، وأن الخلط بينهما اعظم نقض للإسلام نفسه .

أما التكفير بغير حق ، فهو الذي لا يقوم على أدلة الكتاب والسنة ، وهو نتاج الغلو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم الغلو في الدين ) .

والجنوح إلى العنف ـ بغير حق ـ ظاهرة بشرية متشعّبة ومعقّدة ، وبواعثها يصعب عدّها وحدّها ، فقد تكون اقتصاديّة تارة ، واجتماعيّة تارة ، وسياسيّة تارة ، ونفسيّة تارة ، أو مركبّة من هذا كلّه أو بعضه.

ومنها القيم الثقافيّة الضالّة ، سواء العلمانيّة ـ بالمفهوم الواسع للعلمانيـّـة الذي يشمل كل فكر لا يلتزم بدين كالفكر الماركسي الثوري على سبيـل المثــال ـ وتلك المنتسبة إلا الإسلام ، التي اتخذت تكفير المجتمعات الإسلامية بالعموم ، و العنف حلا ّوحيدا ومطلقا لتحقيق أهدافها.

والعنف أنواع، فمنه عنف القوى الكبرى ، وهو أشده ظلما ، وأعظمه فسادا في الأرض ، ومنه عنف الدولة على مواطنيها ، عنفها على نفوسهم ، وأرزاقهم ، ودماءهم ، وأعراضهم ، مما لا تكاد تخلو منه دول الشرق الأوسط ، ومنه عنف المنظمات ، وعنف الأفراد .

ومن تلك الصور : العنف المصنع ، وهو ذلك العنف الذي يتم تصنيعه في المعتقلات ، عبر منظومة من المستحثات الفكرية ، و النفسية ، التي تولد مجموعات يغرس فيها خيار العنف ، كحل أخير، ويائس ، تتشبع به عند بلوغ قاع المهانة ، والشعور بالظلم الاجتماعي ، والسياسي ، في أثناء جرعات التعذيب المنظَّم ، الذي يصاحبه الإذلال الديني ، أو القومي أو الإثني أو العرقي ... الخ .

وتتخذ بعض الدول هذا العنف المصنع ، وسيلة للتعاطي السياسي ، إما لتسويغ عنف الدولة الذي تلجأ إليه لإحداث توازن قوى في اللعبة السياسية ، أو لتصفية حسابات ، أو تصفية أحزاب منافسة، أو معارضة سياسية ، أو التلويح بالعصا لفتح الطريق لتمرير تغييرات ثقافية ، أو صفقات دولية سياسية ، خارجية أو داخلية ، تدر مكاسب شخصية ، أو ربما تكون تلك الصفقات مفروضة بضغوط خارجية ، أو لاثبات هيبة النظام ، أو لصرف الأنظار عن لعبة سياسية أخرى .

أما مجموعات العنف المصنّعة فإنها يتم التخلص منها بعد التضحية بها كما تحرق الأوراق في اللعبة السياسية .

ومن الأمثلة على العنف المصنّع ، فكر التكفير والهجرة ، الذي نشأ في سجون الثورة ، والتي سمح بعد مدة ، بإعلان ما كان يجري في غياهبها من انحطاط إنساني لامثيل له في وسائل التعذيب .

وقد تكون لدى تلك المجموعة في ظلمات ثلاث ـ الزنزانـــة والنفس العقل ــ اعتقاد راسخ أن الدولة كافرة ، إذ لايمكن أن يسمح بمثل هذا الجرائم الإنسانية في التعذيب من في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، والمجتمع الذي تحكمه الدول الكافرة ويرضى بحكمها مجتمع جاهلي كافر أيضا ، وعليه فإنه يجب أن نتعامل مع هذا المجتمع برمته ، كما تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجاهلية الأولى ونظامها تماما ، سواء بسواء .

وذلك عبر خطوتين : الأولى بيان حكم المجتمع الجاهلي ، وذلك بالصدع بتكفيره جملة ، كما أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( قل يا أيها الكافرون ) ( لكم دينكم ولي دين ) ومن هنا أطلق عليهم جماعة التكفير .

والثانية : الهجرة من المجتمع الكافر ، لتكوين المجتمع المسلم خارجه ، ثم الانقضاض على مجتمع الجاهلية بالعنف المسلّح ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكون المجتمع المسلم ، ثم جاهــــــد أهل مكة حتى فتحها ، ومن هنا أطلق عليهم جماعة التكفير والهجرة .

وقد تكون الهجرة حسية أو شعورية ـ حسب اعتقادهم ـ بمعنى أن يجتمع المؤمنون بهذه العقيدة في هيئة مجتمع مصغر لا يعترف بغير نظامه الداخلي الخاص جاعلا كل ما سواه جاهلية عمياء ، حتى إن أمير الجماعة يحكم على المرأة بتطليقها من زوجها الذي لاينتمي إلى (جماعة المسلمين) وهي جماعتهم فقط ، ويزوجها إلى رجل آخر من المسلمين ، أي جماعتهم .

وقد وظّفت هذه الجماعة الضالّة نصوص القرآن والسنة التي نزلت في الإسلام والإيمان مقابل الكفر والجاهلية ، ثم الهجرة والجهاد ، وظّفتها لمنظورها العقدي المنحرف أسوء توظيف .

والحق الذي لاريب فيه إن المجتمعات الإسلامية ليست مجتمعات كافرة ، إذ كان فيها من مظاهر الإسلام الشيء الكثير بحمد الله تعالى ، لكنها مخلوطة بآثار الغزو الأجنبي على أمتنا ، وليست الآمة الإسلامية اليوم كما كانت الجاهلية الأولى ، وانما خالطها كثير من الجاهليّة المعاصرة ، فنحن بحاجة إلى ترميم الأمة وتجديدها ، وليس إيجادها من جديد ، والفرق بين الأمرين كبير جدا ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يبعث الله على راس كل قرن من يجدد لهذه الأمة دينها ) و لفظ التجديد يشعر بسلامة الأصل والأساس والأركان ، غير أنها بحاجة إلى تجديد وبعث ، وهكذا فشعوبنا لازال فيها إسلام وخير كثير ، لكنها بحاجة إلى من يجدد لها دينها .

ولهذا فان مراحل الدعوة ليست بالضرورة يجب أن تمر في نفس المراحل التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ كانت المقتضيات مختلفة ، فالعلماء والدعاة داخل الأمة الإسلامية يقومون بمهمة تجديدية وترميمية تستحث عوامل النهضة الكامنة في الأمة وتقودها إلى الكمال من جديد ، وليست مهمتهم إيجاد مجتمع مسلم من مجتمع كافر جاهلي مادام ميدانهم داخل الأمة الإسلامية ، ولم تزل سيرة علماء الإسلام تسير على هذا المنوال إلى يومنا هذا والله أعلم

المصدر

http://www.h-alali.net/show.php?id=79
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية ))
لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية


سلسلة الإبادة لنيل الشهادة

1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟!

2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟!

3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة

4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟

5- قريباً إن شآء الله
تعال معي غير متصل  


قديم(ـة) 03-01-2003, 02:13 PM   #2
تعال معي
عـضـو
 
صورة تعال معي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
يا شباب وينكم عن هذا الموضوع
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية ))
لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية


سلسلة الإبادة لنيل الشهادة

1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟!

2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟!

3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة

4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟

5- قريباً إن شآء الله
تعال معي غير متصل  
قديم(ـة) 04-01-2003, 10:00 PM   #3
الشامخ
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: ................
المشاركات: 1,353
تعال معي

لا تنادي .
فكفى أنه للشيخ : حامد العلي .
والذي نقله : تعال معي .
حقيقة لا مجاملة .

حقيقة موضوع جميل .
و تشكر على هذا الجهد الذي تقوم به .


ا ل ش ا م خ
__________________
إهداء من الأخ الغالي والعزيز : عاشق بريدة
الشامخ غير متصل  
قديم(ـة) 18-01-2003, 04:31 PM   #4
سعفة
عـضـو
 
صورة سعفة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: &^ ضراس المحتلة ^&
المشاركات: 3,476
أقول يا تعال معي يا ألبي ... طوويل الموضوع .. شهقت من طوله

تــــــــــ///ـــــــــــلم يا تعال معي
<<<<<<< أما ذا ...__ ياهي صعبة يفهم ... المخ كرتون عنب
__________________
سعفة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)