|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أبا محمد :
استكمل التعليقات على اعتراضاتك الكريمة
سبحان الله ! لا تعلم أحدا قال به ؟! أظنك قلت عظيما كيف تقول إن الإسبال لا يفضي إلى المخيلة , بينما نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال لك بأن الإسبال من المخيلة , بقول صريح لا يحتاج أدنى تأويل
إذا استطعت معرفة الفرق بين معنى المخيلة ومعنى التكبر , عرفت أن الإسبال نوع من المخيلة دون ريب
حدثتك أكثر من مرة عن الفرق فليس الأمر متوقف على الاصطلاح , بل هو على جنس المرأة وجنس الرجل , فالمرأة شرع لها التجمل والزهو , بطول الثياب وبالحلي , بينما الرجل نهي عن ذلك ولكي تدرك القصد , فتأمل أننا نقول : يحرم على الرجل التجمل بلبس الذهب , ويجوز للمرأة فمثله إذن أن نقول : يحرم على الرجل التجمل بطول الثياب , ويجوز للمرأة
أنت هنا جعلت العقل حكم على نصوص الشرع ! ليس من الصواب أن نذهب بعيدا مع هذه القوادح العقلية , فإنها اعتراضات لا تنتهي بنا إلا برد أحكام الشريعة فعندنا نصوص صريحة , وإنكار عملي منه صلى الله عليه وسلم لمن أسبل دون أن يسأله عن العلة فلا حاجة بنا إلى أن نقول ما تقول هنا وإلا , فبهذه الطريقة سنرفض التيمم لأنه وسخ نضعه على أجسامنا ! ونرفض حديث غمس الذباب في االمشروب إذا وقع فيه , ثم إماطته وتناول المشروب بعده ونرفض المسح على أعلى القدم لأن أسفله أولى ونرفض إطعام الفقير لأن الله أراد له أن يكون فقيرا , وإلا فلو أراد له لأطعمه وهكذا من مذاهب العقل المنفلتة التي لا تنتهي إلا بنبذ أحكام الله . فالعقل يسير وفق ضوابط النصوص الشرعية , فنصوص الشرع حكم عليه .
بل المخيلة صنو الزهو وحتى لا تظنني أجهل كلام اللغويين عن معنى الخيلاء , فأنا أدري أنهم يشرحونها بالكبر , لكن الذي يجب ألا يغيب عنك أن المترادفات من الألفاظ وإن كنا نظنها تؤدي معنى واحدا إلا أنها تختلف عن بعضها عند التدقيق والبحث العلمي ولذلك فتوظيف دلالات الألفاظ في مجال الأحكام يلزم معه معرفة معانيها الدقيقة ألا ترى أن كلمة ( مخيلة ) مشتقة من الأصل الثلاثي ( خال ) وأن كلمة (التكبّر) مشتقة من الأصل الثلاثي ( كـَـبـُـرَ ) فالمخيلة مرتبطة بـ :خالَ , ويخيل , وتخيّل , وخـَـيْـل , وخـَـيـال , ويُخـَـيّـل , ... الخ أما التكبر فمرتبطة بـ: كـَـبـُـر , ويكبر , وكبير , وكِـبَـر ... الخ وفرق بين كبر , وخال فالاختيال صنو الزهو بالجمال ونحوه , والتكبر يعني رفع الذات عن مقامها دون وجه . ومن أدلة هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام – رضي الله عنهم – كانوا ينهون من رأوه مسبلا دون سؤاله عن نيته ! فالأصل عندهم أن الإسبال للتجمل حرام , مماجعلهم ينكرون على أي مسبل , إلا إن اتضح لهم سبب مقبول ومن الحالات التي تدلك على أن الإسبال تجملا محرم أن الزينة محمودة , ولبس الجميل من الثياب من الدين , ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أثم الناس لبسا بجماله ونظافته ومع هذا لم يسبل يوما تجملا ! ألا يكفي هذا دليلا على أن الإسبال تجملا هو الخيلاء ؟ انظر متى يجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه : " عن أبي بكرة قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فكسفت الشمس فوثب يجر ثوبه فصلى ركعتين حتى انجلت " هنا جر المصطفى صلى الله عليه وسلم ثوبه لأنه وهو أعلمنا بالحلال والحرام وأتقانا لله , الذي لا ينطق عن الهوى ؛ لكونه يعلم أن هذا الجر ليس تجملا , ولو علم أن هذا الجر محرم لما صنعه , فنبي الله صلى الله عليه وسلم لا يخرجه الفزع عن السنة أبدا .
لم أفهم كلامك يا أبا محمد لكني لا ظنك تستطيع أن تثبت أن من الفطرة إسبال الرجال أو أن من غير الفطرة إسبال النساء قدر ذراع أما أنا فمعي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شرعت للمرأة الإسبال قدر ذراع , وحرمت على الرجل الإسبال : ( إياك والإسبال فإنه من المخيلة ) والشريعة لا تشرع إلا الفطرة , ولا تنهى إلا عن مخالفها وتعقيبي على نصك هذا الآتي يستكمل المسألة :
أنا لم أتحدث سابقا عن التشيه بكونه سببا للتحريم , وإنما كنت ألفت نظرك إلى خطأ ردك حجة من جعل المسبل متشبها بالنساء وإلا فلو أردت إثبات أن التشبه حاصل لما أعياني هذا وإليك البيان : رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع لنساء الإسبال وحرّم ذلك على الرجال فصار الإسبال من اختصاص النساء وقد نهانا في أحاديث أخرى عن مشابهة النساء فكيف نفعل ما هو من خصائص النساء ونزعم أننا لم نتشبه بهن ؟! في الترمذي : " حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه " . انظر ! في حديث واحد , نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسبال للخيلاء , واستثنى النساء . فالحديث يبطل قزل كل محتج على تحريم الإسبال تجملا للرجال فقد ورد في هذا الحديث تحريمه للخيلاء وعند مراجعة أم سلمة له بين لها النساء مستثنيات من النهي , وأن لهن شبرا على الأرض , ثم راجعته فزاد إلى ذراع , وتنبه إلى أنه لم يشترط عليهن أن عدم الخيلاء , مما يدل قطعا على أنه نهى الرجال عن التجمل ( الزهو والخيلاء ) وأباح ذلك للنساء
أبدا لم يعرف بالكثرة التي توحي بها , وإنما هو حالات لا تصل إلى ما نراه اليوم من إسبال لمشالح الكبراء ! بل وثياب وبناطيل السوقة من الناس , والله المستعان
" حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه " . حديث صحيح
كلام الشيخ كلام إنشائي دون استدلال , وهو لا يشير إلى أن هذا كثير عندهم وما زال هذا في العرب , ألا ترى جر الكبراء والأثرياء مشالحهم ؟! وإني أؤكد لك أن العرب لم يكن شائعا عندهم جر الثوب , بل هو عندهم من عمل النساء . وقول أم سلمة " فكيف يصنع النساء بذيولهن " دليل على أن جر الثياب من صفات النساء وبالمناسبة فهذا الموضوع ليس من شأن المسألة فالأمر سواء كثر عندهم أو قل , فالمهم أن النهي قد حصل واستثني النساء
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|