[الحارق]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أرحب فيكم احبائي أعضاء منتدانا الغالي " بريدة ستي " .. و إن شاء الله انكم باقون بأتم الصحة و العوافي ..


قصتي مع ليلة البارحة الجمعة 9/7/1429 هـ .. هي كالتالي :

كنت مع صديق لي نتسكع في " الخبوب " غرب بريدة بين المزارع و الأرياف و نتنفس مع الهواء الطلق البارد الذي لم يعكره دخان المدينة و لا كربون سياراتها الكثيرة و لا ميكروفونات مهرجانها المزعجة .. و قد صادف ذلك مرورنا بمزرعتهم التي قد تحدث معي كثيرا عنها و عن كبر مساحتها و قد كان ينوي أن يفرجني على جنباتها و يجعلني أمشي بين نخلها و شجرها ..

لكننا تفاجأنا بوجود دخان كثيف يُرى من مسافات تصل إلى الكيلومترات ,, فقال : الله يستر ,, و قام حط حيله على البنزين و صرنا كأننا داخل مسابقة رالي " دكار " الدولي .. أنا عذرته لأن حريقا بهذا الحجم قد يسبب بالغ الضرر ليس في المزرعة فحسب .. بل في كاااافة المنطقة المحيطة بحكم أنها زراعية بحتة و تنتشر فيها الحشائش اليابسة التي تعمل عمل البنزين في مثل هذا الوقت عندما تصل إليها النار .. فلما وصلنا وجدنا أن المزرعة لم تحترق ولله الحمد .. بل كان الحريق في أرض فضاء مقابلة للمزرعة و هي تابعة لملكيتهم أيضا و لكن كانت مزروعة بـ عدد كبير من " فراخة " النخل و كانت الحشائش اليابسة تحيط بالنخل الصغير السريع الاحتراق من كل الجوانب و كان الحريق في مخلفات النخل من " عسبان وفسائل " ..

اتصل صاحبي مسرعا بالدفاع المدني و قالوا له أن هناك بلاغا قد وصلهم .. استبشرنا خيرا بسرعة رد العمليات و علمهم المسبق قبل حوالي الـ 5 دقائق من اتصالنا .. و لكن بعد انتظار عشر دقائق .. ربع ساعة .. نصف ساعة ،، و كانت النيران قد وصلت إلى الـ " فراخة " منذرة بأنه إذا احترق أحد الـ " فراخة " فستحترق الأرض بالكامل بحكم أنها مزروعة كليا و مليئة بالحشائش .. و بعد مرور أربعين دقيقة رأينا " السيفتي " الأحمر ،، استبشرنا خيرا و قلنا جاء الفرج .. بعد وضوح الرؤية تبين لنا أنا السيفتي لم يكن سوى جيب " باترول " صغير ليس معه سوى طفايتي حريق أفرغ كليهما في الحريق الذي يصل طوله لهبه الى أكثر من المترين .. جلست ضاحكا من هذا الموقف و متأملا بأنه بعد اربعين دقيقة من الانتظار لم يشرفنا بحضور الدعوة سوى " جيب " باب واحد لا يملك سوى الطفايتين اللاتي لا يسمن و لا يغنين من جوع في هذه المعمعة من الحريق .. جاء أحد الرجال و أظن أنه من " الخبوب " بعد مرور حوالي ساعة من الحريق و قال أنه يشتم رائحة الدخان منذ أكثر من ساعة من الزمن .. فقام جزاه الله خيرا بعمل لن ينساه أهل المزرعة .. حيث أخذ أحد " السطول " و ملأه بالرمل و أخذ يدفن الـ " فراخة التي وصلها الحريق " و قام رجل الدفاع المدني الذي لم يعد بيده شيء بأخذ " سطل آخر " و بدأ يدفن من الجهة الأخرى ,, ثم جاء أحد الشباب بـ " خرطوم ماء " صغير جدا و يتسرب من كل الجوانب و هو المتوفر و أخذه رجل الدفاع المدني الذي كان يحاول - جزاه الله خيرا - إطفاء و تحديد مكان الحريق لكي لا يمتد للأرض المزروعة و قد كنت حزينا من رؤية هذه الصورة بإطفاء الماء بخرطوم ممزق و نحن من أغنى دول العالم و كأننا في أحد دول " ماما افريقيا " ،، و كان يتصل من هاتفه الجوال على الفرقة التي لم تتحرك الا بعد فترة من وصوله و معاينته للموقع و كان يجري الاتصالات من هاتفه الجوال . لماذا ؟؟ ببساطة لأن اللاسكي بطاريته فااااااااارغة !!!! .. طبعا بعد مرور أكثر من ساعة على البلاغ شرفتنا السيدة فرقة بالوصول ,, و لكننا نسينا أن نستقبلها بالورود و الأهازيج و الطبول .. و هذا خطأ منا !! كيف لا .. و هي لم تتحرك الا بعد كثير من الاستجداء و الطلب و الترجي لها بالتحرك و قد خفت من رجوعها لعدم رؤيتها حفاوة و كرم المستقبِلين .. أثناء ذلك كنت أقوم بتصوير الحريق و قد قمت بتصوير الفرقة المكونة من " وايت " و سيارة " فورد " صغيرة " متطورة و أنظمتها جديدة ..

أثناء تصويري و عند نزول السادة " الباشوات " رجال الدفاع المدني من سياراتهم قابلني أحدهم و أنا كنت واضعا كاميرا جوالي على وضع الانتظار و الاستعداد ,, فقال لي بـ " كدة " : لا تصور . قلت : منب أصورك ,, أصور الظو << النار .. فتذكرت أني كنت بمقابلة من أسميته " ملكة جمال الشرق " فتراجعت عن كلامي و أوقفت التصوير لخوفي من تعلق قلبي بالجمال و عدم بدء اطفاء الحريق الا بإطفاء جوالي المسكيين ..

بدأ الرجال بإطفاء الحريق و استمرت عملية الاطفاء حوالي الـ 30 دقيقة و لم تصب المزروعات بأضرار أبدا و لله الحمد .

إضاءات :

1 - كان رجال الدفاع المدني في غاية الحبابة و اللطف و خفة الدم .. و هذه شهادة حق لهم لا أريد من ورائها شيئا ، و على رأسهم أول الواصلين (( صاحب الباترول )) .

2 - اللياقة عندهم ليست بـ الصفر ,, بل تعدت ذلك لـ تصل إلى السالب ،، فبأقل من دقيقة يتغير حامل خرطوم الماء مرتين لأن الرجل الأول تعب من حمله .. فـ يحتاجون شوي تدريبات لياقة .

3 - من خلف الـ " جاكيتات " الواقية من النار كانت تضاريس و هضاب الشحوم و الدهون - ما شاء الله - بائنة من خلالها .. فقد كان الكثير منهم كذلك .. يا ليت اشتراكمجاني لهم بنادي تخفيف وزن .

4 - نصيحة من محب .. من خلال تجربتي للدفاع المدني فأنا أنصح من احترقت بيته - لا قدر الله - أو بيت أحد جيرانه و من كان قريب منه بأن يترك كل شيء بالبيت سواء كان ثمينا أم بخسا لأن الدفاع المدني ما راح يطلعون أحد منهم الا و هو مشوي بالفرن و وصل لدرجة كبيرة من الاحتراق .. فلا تأمل كثير بوصولهم بسرعة .. لأنهم فقط راح يجون ينظفون البيت من الرماد .



سلام عسكري لفرقة الدفاع المدني التي أطفأت حريقنا .

سلام عسكري لمسؤول محطة الاطفاء بـ " شارع القناة " .

سلام عسكري لمدير الدفاع المدني ببريدة .

سلام عسكري لمدير الدفاع المدني بالقصيم .

سلام عسكري للمدير العام لادارة الدفاع المدني بالمملكة .

سلام عسكري لـ وزير الداخلية .


و السلام مسك ختام