بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الرأي العام" في حوار مع الشيخ سلمان العودة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-01-2002, 11:55 PM   #1
العبداوي
عـضـو
 
صورة العبداوي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2001
البلد: مدينة افغانستان
المشاركات: 164
الرأي العام" في حوار مع الشيخ سلمان العودة

الاسلام اليوم: خاص
20/10/1422 4:0 م
04/01/2002



جريدةالراي العام الكويتيه

النص الكامل للقاء الصحفي الذي أجراه الأستاذ : غانم السليماني من جريدة الرأي العام الكويتية مع فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة و نشر فيها يوم الجمعة 20-10-1422 الموافق 5–1-2002 ننشرها هاهنا خدمة لقرائنا.



سؤال1: أصبحت التفجيرات الأمريكية ذريعة للهجوم على أعمال إسلامية لا علاقة لها بالإرهاب كما يقولون ، كالعمل الخيري .. ما رأيكم ؟ وماذا تقولون للحكومات ؟

جواب1: توسيع نطاق الحرب ، مكاناً وموضوعاً ، لم يعد في نطاق التخمين ، فهاهم كبار الساسة والمستشارين في الولايات المتحدة يصرحون بذلك دون مواربة .
إن التهمة لم توجه لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ، بل وجهت للإسلام ورجاله ، وأصبح المسلم متهماً حتى تثبت إدانته ، ليس في بلاد الغرب فحسب ، بل حتى في بلده وبين أهله .
وأخشى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه دفع الزكاة عملاً إرهابياً يُعاقب عليه القانون الأمريكي ، ما دامت الولايات المتحدة تتخذ قراراتها بناء على ما تسميه أدلة سرية ، ثم تطور الأمر إلى الاستغناء حتى عن الأدلة السرية ! وبموجب هذا فالمساجد متهمة ، والجامعات الإسلامية متهمة ، والجماعات الإسلامية متهمة ، والمؤسسات الخيرية متهمة ، والغرب يوزع التهم والتهديدات ذات اليمين وذات الشمال بلا حساب .
وربما كان من الطريف أن الولايات المتحدة لم تمنح العالم خيارات عديدة ، هما خياران فحسب : إما أن يكون معها ، أو يكون معها أيضا ، لأنه لا أحد يستطيع أن يكون ضد أمريكا .
أما عن الحكومات فعليها أن تصطلح مع شعوبها ، وشعوبها لا تطلب أكثر من الإسلام.

سؤال2: يمارس اليهود ألوان الإرهاب في فلسطين ، والحكومات العربية والمسلمة تهرول نحو أمريكا للتدخل في وقف العنف .. هل هذا كاف ومجد لمساعدة الإخوة في فلسطين؟ وما هو الواجب علينا كمسلمين ؟

جواب2: إرهاب اليهود مفهوم تماماً من وجهة النظر الأمريكية ، ولو نسبت أحداث سبتمبر إلى جماعة يهودية قيادتها في إسرائيل لكانت الصدور تتسع ربما لسنوات من الضغوط السياسية والمداولات والبحث عن حلول ، لكن ما دامت المسألة تتعلق بطرف إسلامي فالأمر لا يتطلب أكثر من إجراء عادي ، وتهديد عابر ، ثم تحتشد الآلة الغربية لتخوض حرباً قذرة ضد شعب أعزل .
لست أدري ما هي مصالح الغرب في إسرائيل مقارنة بمصالحه في المنطقة العربية .
وأخشى أنه حتى هذه الهرولة لم تحدث ، لأن التهديدات الأمريكية ضد عدد من الدول كاليمن والسودان والعراق والصومال ولبنان ..
جعلت القوم في حالة انشغال وانهماك ذاتي ، وأصبح الشعب الفلسطيني يواجه مصيره بمفرده .
والمخرج إنما يكون بموقف عربي وإسلامي موحد وقوي ، وتحرك لبلورة رفضٍ واسع للصلف اليهودي والأمريكي ، يمكن أن تساهم فيه الصين وبعض دول أوربا .
والدول الإسلامية تملك علاقات اقتصادية وسياسية تمكنها من ذلك لو أرادت .
أما الشعوب الإسلامية فهي ذات عاطفة جياشة ، ولكنها سريعة الانطفاء ، شأنها في ذلك شأن سعف النخيل الممتدة عبر الواحات العربية !
وواجب على قادة الرأي ورجال العلم والإعلام توجيه عواطفها توجيهاً راشداً لنصرة قضايا المسلمين في كل مكان بالدعم المتواصل مادياً وإعلامياً .

سؤال3: ما هي الأسس التي بنيت عليها فتواك الأخيرة في منع الشباب من الذهاب إلى أفغانستان ؟
جواب3 : قد يكون غريباً أن أقول لك إن كلامي بهذا الخصوص لم يكن جديداً أو أخيراً كما ذكرت ، فحتى أيام الاحتلال السوفيتي لأفغانستان كنت أقول للإخوة : أدفعوا قيمة التذكرة فلعلها أجدى من ذهابكم .
لكن ربما كان ذهاب بعض الموجهين آنذاك خيراً من جهة الدور الذي يقومون به في رعاية غيرهم وتوجيههم .
كنت أرى أن الأزمة – سابقاًَ ولا حقاً – في أفغانستان أو في غيرها ليست مؤهلة لحل مشكلات العالم الإسلامي بتراكماتها وتعقيداتها ، كما يحلو لبعضنا أن يتصور ، ويكفي أن تنجلي هذه الأزمات عن وضع مقبول لهذا البلد أو ذاك .
ولقد ذهب إخوة أخيار في مقتبل أعمارهم ، وآخرون في حداثة عهدهم بهداية ، وهؤلاء وأولئك كانوا أحوج إلى محاضن تربية وتعليم وبناء توظف صدقهم وحماسهم وإخلاصهم وتفانيهم لمجالات وميادين هي أشد ما تكون حاجة إليهم .
لكن المشكلة التي تحدث أن هناك من لا يريد مطاولة التربية والبناء ، ولا يطيق معاناة التكوين ، فلديه مسارعة في شأن نفسه استباقاً لضعفها أو ركونها أو ترددها ، ولديه مسارعة أخرى في شأن الأمة استعجالاً لعزتها ودفعاً لهوانها .
إنها أهداف سامية نبيلة ، من حقّها أن يعمل لها بجد وصبر وأناة ، وأن يكون زمانها العمر وميدانها الحياة !

سؤال4: الحركات الإسلامية بينها وبين حكوماتها توجس وخيفة ..ألا توجد قنوات للحوار ؟ ولماذا هذا التوجس ؟
جواب4 : هناك جدلية أو حلقة مفرغة من ردود الأفعال المتبادلة ، أو كما يقال : العنف المضاد .
الغلو ، أو التطرف كما يحلو للبعض أن يسميه ، ولد في السجون ، تحت سياط الجلادين ، وهذه حقيقة ، وبإزائها حقيقة أخرى هي أن بعض الجماعات الإسلامية اعتمدت القوة وسيلة للتغيير .
والشيء الذي يغيب عن أذهان الكثيرين ، ولعله أخطر ما في الباب ، أن العبرة هي بالمناخ الذي يشجع أو يقتل الاتجاهات .
ففي أجواء الانفتاح على الشهوات ، وتسهيل سبل الفساد ، وتضييق الخناق على المتدينين أياً كانوا لمجرد أنهم يصلون ، أو يعفون لحاهم ، أو يترددون على الدروس الشرعية ، يبدأ الشعور بالانفصال عن هذا المجتمع ، والبحث عن بديلٍ آخر يمنحه الإنسان ولاءه .
إن من المؤكد شرعياً واجتماعياً أن غالبية الناس يتأثرون بالعوامل والأسباب التي تحدث في مجتمعاتهم ويستجيبون لها بطريقة أو بأخرى ، فمنهم من ينساق معها ، ومنهم من ينقلب عليها ، وبهذا تضيق الفرصة على الإنسان الذي يريد أن يصبح معتدلاً .
ولعل من الحلول أن يطرح الناس الحوار بجدية ويستمعوا إلى الآخرين ، وأن يتم افتراض منهج إسلامي نبوي يقوم على التصارح والتناصح ، ويمنح كل فرد دوره في أمته وبلده ومجتمعه ، خصوصاً ونحن نشهد حملة غربية شرسة على كل ما هو إسلامي ، لا تستثنى أحدا .

سؤال5: التعددية الحزبية سنة الله في الكون .. ما رأيك بهذه المقولة ؟.. وما رأيكم بتعدد الأحزاب ؟
جواب5 : نظام الكون يقوم على التعددية كما في النص المحكم ((ومن كل شيء خلقنا زوجين ، لعلكم تذكرون)).
كما أن نظام الشريعة يحتوي على التعددية والتنوع في كثير من أحكامه كالصلوات والصدقات والأنساك وأبواب البر وغيرها .
والتعدد إذا كان من اختلاف التنوع الذي يثري الأمة ، ويغطي مواضع الحاجة فيها ، ويمنح كل عامل ما يلائمُه فهو محمود مشروع .
وإن كان من اختلاف التضاد المبني على اجتهاد ورؤية شرعية من المتأهلين لذلك فهو سائغ واقع غير ممنوع .
وإن كان من اختلاف الهوى والتعصب والمنافسة غير الرشيدة فهو عبء على الأمة يزيدها تخلفاً وثبورا .
وبالجملة فيفتر ض في كل من ينتسبون إلى الإسلام أن تكون الشريعة المحكمة مرجعيتهم بلا نزاع .
((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)) .

سؤال6: يقول البعض بأن الجماعات الإسلامية تقوم بتربية الكراهية لغير المسلمين من النصارى وغيرهم .. فماذا تقولون؟
جواب6: المسلم يتربى قرآنياً على كراهية المعاني الفاسدة ، على كراهية العقائد المنحرفة ، على كراهية الضلال ، وتبعاً لذلك على كراهية من يمثلون هذه المعاني والعقائد ، لا لذواتهم فهو يحب لهم الخير ولذلك يتمنى هدايتهم وإنقاذهم من النار ، ويفرح له كما فرح الرسول صلى الله عليه وسلم لليهودي الذي أسلم على فراش الموت ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مسروراً يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار .
وإنما الكراهية لما يحملون من الفكر المنحرف ، أو السلوك المنحرف .
ولذلك لا يلام المسلم على المحبة الفطرية العادية لولده ، أو لزوجه ، أو ما شابه ذلك، ولو كانوا من غير المسلمين ، لكن لا يجوز أن يحمله ذلك على التفريط في شيء من دينه ، ولهذا عوتب المسلمون الذين تخلفوا عن الهجرة بسبب أزواجهم وأولادهم ، ووصفوا بأنهم (( فتنة )) .
والحقيقة أن الذي يقوم بالتحريض على الكراهية هم ساسة الغرب الذين يديرون الحرب ضد المسلمين في أكثر من موقع ، ويلقنون المسلمين دروساً في الكراهية والحقد يعتبر تأويلها سذاجة ، ونسيانها غباء .. وإذا كانت أصوات المعتدلين والعقلاء في الغرب تضيع في زحمة الأصوات المتشنجة الغالبة .. فهكذا بالنسبة للطرف الآخر يقع الشيء ذاته ، إنني أؤكد أن الغرب يضيق الخناق على منهج الوسطية والاعتدال الشرعي الذي هو مسلك إنقاذ الأمة ويصنع المناخ الملائم لنمو تيارات التشدد والغلو.

سؤال7 : الغزو الفكري الغربي للمرأة المسلمة يدعو للتحرر ، ويقول إن الإسلام يحث على العلم والتعلم ، وعلى المرأة أن تخرج إلى ميدان العلم ، وممارسة كافة حقوقها .. فما قولكم؟
جواب7 : الإسلام ارتقى بما يسمى حقوقاً إلى رتبة الواجبات للرجل والمرأة على حد سواء، ولهذا فالمرأة في النظام الإسلامي تخرج لأداء واجباتها ونيل حقوقها ، سواء كانت اقتصادية أو وظيفية أو تعبدية أو تربوية أو تعليمة أو غير ذلك .
وليس موضع الصراع بين الإسلاميين وخصومهم هو على هذه المسألة بحد ذاتها إذا تم تناولها في جو المصداقية والواقعية .
لكن من الإسلاميين من يقول إن الجهات والمؤسسات العلمانية التي تروّج لبعض الحق إنما تستخدمه ولا تخدمه ، فهي تستغل مسألة الحقوق لإخراج المرأة وتجريدها من صفاتها المتميزة في مجتمعها المسلم ، ونقلها إلى جو مختلط غير محتشم لا تملك المرأة الجمع بين معايشته وبين الالتـزام بتعليمات الشريعة الربانية .
ولذا فإن من الحكمة الكف عن توظيف القضايا الكبرى والجوهرية في الأمة لأهداف ذات خصوصية حزبية أو فكرية ، لأن هذا سيقضي على كثير من التخالفات والنقائض في حياة المسلمين .
إنه ليس من مسلم إلا وهو يرفض استنساخ النموذج الغربي في إخراج المرأة لتصبح على قدم المساواة مع الرجل ، ولتكون ألعوبة يلهو بها عبيد الشهوات والأجساد ، كما يرفض أن يكون الرجل على قدم المساواة مع المرأة ، فلكل منها خصائصه العضوية والسيكولوجية ومهماته الخاصة ، والمسألة ليست تفضيلاً محضاً للرجل ، فللأم ثلاثة حقوق بينما للأب حق واحد ، وقد تساوي الرجل في الميراث كما في حال الإخوة من الأم ، وقد تبلغ درجة الكمال كما في حالة مريم وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة ..

سؤال8: مفهوم الجهاد عند البعض يتركز في قتل النفس في سبيل الله .. فهل من إضاءة حول هذا المعنى ؟
جواب8 : الموت في سبيل الله شهادة ، ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، والأمر يتعلق بنية المرء وقصده كما في حديث (( الأعمال بالنيات )) .
والشهادة التي هي موت المسلم ليست مقصودة لذاتها ، بل هي مكروهة لذاتها ، محبوبة لغايتها ، شأنها في ذلك شأن القتال نفسه ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم ، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم )).
والله تعالى يكره موت المسلم كما في الحديث القدسي [ يكره الموت وأنا أكره مساءته ] ، والمسلمون يحزنون لموته كما حزن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لموت الشهداء من أصحابه .
وطول عمر المسلم لا يزيده إلا خيرا ، فخيركم من طال عمره وحسن عمله ، لكن حين يترتب على موت الفرد حياة الجماعة ، ورفع الذل والمعاناة عن الأمة تكون المصلحة أرجح ، فهذه واحدة من مسائل تغليب المصالح على المفاسد لا غير .
وفي أحوال كثيرة يمكن تحقيق المصلحة بدون حصول المفسدة ، أو بجزء منها ، فإذا تحقق المطلب الشرعي بهذا القدر أو الجزء لم يكن من الحكمة الزيادة عليه .
ونحن محتاجون فعلاً إلى تربية أناس يعرفون كيف يحيون في سبيل الله أيضا، لأن ذلك الموت هو لأجل إصلاح الحياة ، ومن لا يتقن صناعة الحياة فمن الصعب أن يتقن صناعة الموت ، وليس من الرشد أن يموت الخيرون ليتركوا الحياة يعبث بها الأشرار .

سؤال9: كيف نواجه خطر العولمة القادم ؟
جواب9 : يبدو أن الخطر لم يعد قادماً ، بل أصبح واقعاً ، وآخر شواهد ذلك المؤتمر الاقتصادي بقطر ، ونجاح أمريكا في حملتها على ما تسميه بـ (( الإرهاب )) ، ربما يزيد من متاعب الدول العربية والإسلامية في لحاقها بالعولمة .
التخلف في دول العالم الثالث لا يمكن ردمه الآن ، لكن هل لنا أن نحلم بنوع من التنسيق الاقتصادي أو المشاريع المشتركة في ظل سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية ، وبزوغ نجم الولايات المتحدة الأوربية ؟
وهل لنا أن نحلم حلماً آخر باعتبار هذه التوجهات الدولية التي يملي شروطها الأقوياء فرصة لتعزيز خصائصنا العقائدية والأخلاقية ، وتحويل نظمنا المكتوبة والقائمة على تحقيق العدالة بين الناس ورفع الظلم والمعاناة ، والرقابة على المال العام ، .. تحويلها إلى برامج عملية يلمس الناس أثرها ولو بعد حين ؟

سؤال10: أين تحدد موقع الدعوة الإسلامية في وسائل الإعلام ؟
جواب10: الاهتمام الإسلامي بوسائل الإعلام ضعيف ، وجاء متأخراً ، لأنه كان يتوجس منها خيفة ، وينسى أنها واقع لا مفر منه ، وقد كان المجال الصحفي أقرب الأنماط إلى حس الدعاة ، ولذا حققوا فيه بعض النجاح .
هناك الآن وجود لا بأس به عبر الشبكة العنكبوتية ، وربما يتحقق له النضج والتكامل بعد حين .
وثمت مجموعة من المشاريع المتعلقة بالبث الفضائي ، منها في قطر ، وفي السعودية ، وفي الإمارات ، وهي خطوة جريئة إذا تكللت بالنجاح الذي يمكنها من الاستمرار .

سؤال11 : أخطار العلمانية بدأت تظهر في الخليج ومجتمعاته .. ما تعليقكم ؟
جواب11: العلمانية ليست بالضرورة أحزاباً أو أشخاصاً ، بل هي نظم ، وأنماط سلوك ، واتجاهات تفكير ، يعمل الغرب المنتصر على فرضها والتمكين لها ، ومنطقة الخليج وإن كانت متميزة في الأصل بسياجها التاريخي والاجتماعي المنبثق من دينها وأخلاقها إلا أنها ليست عصية على هذا الاتجاه ، خصوصاً وهي تريد حصتها من الاقتصاد والسياحة ، وتحاذر العزلة بأي ثمن .
والواقع أن تقوى الله هي مصدر الرزق ، فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب .
ومن تقوى الله إشاعة الفضيلة بين عباده وحماية الأخلاق ، والحكم بالشريعة ، وحسن التخطيط ، وتنسيق الجهود ، واستثمار الطاقات .
ومنطقة الخليج مؤهلة عربياً وإسلامياً وعالمياً لدور ريادي غير مسبوق لما جمع الله لها من المكانة الدينية والقوة المادية والموقع الجغرافي والكفاءات البشرية ، فإذا تمكنت من توظيف هذا المزيج في برنامج عملي جاد أدركت بذلك خير الدنيا والآخرة .

سؤال12 : هل يوجد تعاون بين علماء السعودية وعلماء الأزهر الشريف .. ؟
جواب12: كقارئ عادي لم أجد شيئاً يذكر في هذا الخصوص على الصعيد الرسمي ، لكن هناك منظمات وهيئات إسلامية تتعامل مع الجميع ، وقد تنظم مؤتمرات مشتركة أو ندوات أو ما شابه ذلك .
ولعل الكثير من الغيورين على مستقبل الأمة يتطلعون إلى إطار إسلامي علمي واسع يتجاوز حدود القطر أو المنطقة إلى الأفق الإسلامي حيثما كان وتلتقي فيه عقول العلماء من المغرب إلى جنوب شرق آسيا ، إلى مصر ، إلى الشام ، إلى اليمن ، إلى أفريقيا ، إلى الباكستان وأفغانستان ، إلى السعودية والخليج ليشكل إجماعاً إسلامياً.
يحتكم إليه في المهمات والملمات ، وربما كان من المناسب أن تتولى جهة ما الدعوة إلى هذا الإطار كرابطة العالم الإسلامي مثلاً ، على أن يتحول إلى كيان مستقل له أمانته وإدارته ومؤسساته ..
دعنا نحلم قليلاً .. فأحلام اليوم هي حقائق الغد

‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍سؤال13: الحملة الأمريكية على السعودية بماذا تفسرها .. ؟
جواب13 : الشرارة التي أطلقتها ربما كانت وجود عدد من المشتبه بهم في حادث الطائرات ممن يحملون الجنسية السعودية ، وإن كان هذا لم يرق إلى درجة اليقين ، فربما كانوا من ضمن المخطوفين .
لكن كان هناك فريق متربص كامن ضد كل ما هو عربي أو إسلامي تؤجج ذلك القوى اليهودية المتنفذة في الإدارة الأمريكية وفي الإعلام الأمريكي .
وبذلك حصلنا على إحدى خسائرنا في إهمال الداخل الأمريكي والتعامل مع الإدارة فحسب ، مع ما يزخر به المجتمع الأمريكي من حريات وإمكانيات .
ولذا أرى ضرورة التوجه لدعم الجمعيات الإسلامية العاملة على مخاطبة المجتمع الأمريكي وتكوين العلاقات معه وإنشاء جمعيات جديدة ومتنوعة باعتبار هذا ميداناًَ ربما استشعرنا أهميته الآن ، والسعودية ودول الخليج مطالبة أكثر من غيرها بهذا .
من الغريب حقاً أن تبذل أموال للتأثير على قناعات الناس في بلاد ربما لا تستطيع أن تقول إن للناس فيها قناعات أصلاً ، فقناعاتهم إنما هي بمن يعطيهم .. بينما يتم تجاهل المجتمعات الغربية التي تخرج من عباءتها قادة الدول العظمى كما تسمى ، والذين يؤثرون في العالم كله بطريقة أو بأخرى ، فضلاً عما لهذه المجتمعات من ضغوط وأصوات وقدرات ، وما لديها من الرغبة في المعرفة وإمكانية قبول الحق .
وقد حدثني أحد مديري تلك الجمعيات أنهم لا يجدون السيارة التي ينتقلون بها في بعض الأحيان ‍‍‍‍‍‍‍‍بينما الجماعات اليهودية تغدق على جمعياتها مثل جمعية ( إيباك ) وسواها .
وأعتقد أنه يجب علينا أن نقف بصلابة أمام هذه الحملات ، وألا نلين لضغوطهم ، بل أرى أن يتم تنظيم حملات جادة مضادة ليس للرد عليهم فحسب ، بل لمهاجمة سياساتهم العقيمة وأنانيتهم وانحيازهم وعدوانهم .

سؤال14 : كلمات توجهونها لـ :
1- شعب أفغانستان :
الشعب الأفغاني وثيق الصلة بالإسلام مهما تكالبت عليه الأعداء ، وتعاقبت عليه الحكومات ، واختلفت عليه الظروف ، وهو شعب أبي صامد مجاهد ، وفي الوقت نفسه كاف عاف لم يقاتل خارج أرضه ، ولم يمتلك يوماً أحلاماً توسعية .
يتمنى المخلصون لهذا الشعب المبتلى أن يفلح في بناء دولته الإسلامية ، وتنظيم مجتمعه وتحقيق متطلبات العيش الكريم للإنسان الأفغاني ، وأن يقطع دابر الفرقة والتناحر والخصام ، ويغلب جانب التسامح والنسيان مع الأصدقاء ، وأن يكف يد التدخل الأجنبي في شئوونه .

2- إلى الشباب المسلم :
يا زينة الحياة ، وبهجة القلب الحزين .. تعلموا كيف تختلفون ، وقبل أن تستعملوا أيديكم تدربوا كيف تستخدمون عقولكم بشكل أفضل ، وإياكم أن تزهدوا في العلم ، فهو أول الواجبات الشرعية ، وأول الأوامر الربانية ، ولأمر ما بدأ الوحي بهذا التكليف الإلهي : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) ، لا شيء من أمر الدنيا أو الدين إلا وهو مفتقر إلى العلم الصحيح .

3- الجماعات الإسلامية :
هي ولا شك نخب متميزة ضمن المجتمع المسلم ، ولكل جماعة منها برنامجها ومشروعها الخاص ، لا يلزم أن يكون هذا المشروع متقاطعاً مع المشاريع الأخرى ، لماذا لا تتكامل الجهود ، ويحل التناصح والحوار الصادق المخلص محل التفاضح والتشهير ؟‍‍!
لماذا لا نجرّب تطبيق القيم التي ننادي بها ونطمع أن يلتـزمها الناس كلهم على أنفسنا وفي محيطنا ؟
إن من الخطأ البين أن يتحول المشروع الخاص لهذه الجماعة أو تلك إلى أن يكون هو مشروع الأمة ، وفشله يعنى فشل الأمة والاعتراض على بعض جوانبه أو جزيئاته أو مفرداته يعني خيانة الأمة وخذلانها ، يجب التفريق بين الدين العام والاجتهاد الخاص .

سؤال13 : التقارب بين حكومة الكويت والعراق في ظل حكومة صدام .
- ما رأيكم فيه ؟
- وهل تؤيده أم لا ؟
؟
جواب13:
الحكومات ترحل والشعوب باقية ، وشعب الكويت وشعب العراق وشعوب الخليج كلها لحمة واحدة ، يجمعها دين واحد ، وتُنمى إلى أصل واحد ، ويوجب الدين فضلاً عن التاريخ والجغرافيا أن تتصافح الأيدي والقلوب ، وأن تردم الهوة وتجسر الفجوة ، ويتم تجاوز الماضي ، وهذا ليس غفلة ولا سذاجة ، لكن هكذا هي الأحوال والسنة ، وتلك الأيام نداولها بين الناس .
إنني أدرك جيداً التعقيد الذي يلف المسألة ، والذكريات المرة التي عشناها ، ولا نـزال مع هذه الحكومة العلمانية المستبدة التي لم تبق للناس دنياً ولا دينا ، ولكن هناك خطر ، وقد يهونه ما هو أخطر منه ، فالاستخفاف الإسرائيلي بالأمة حكومات وشعوباً وقوى وحركات هو نتاج الحال التي آلت إليها ، والعجز المطلق أمام الصلف الأمريكي لا يهّون من سطوته إلا إطار عام من الإجماعية العربية الإسلامية ، وليس من لا زم هذا أن نسمح بتكرار التجربة الأليمة ، أو نتغافل عن الخطر المحتمل .
سؤال14 : الحركات السياسية في الكويت ، ما رأي الشيخ فيها ... ؟
جواب14: اعتقد أن للكويت تجربتها الغنية في هذا السياق ، ولا أعد نفسي محللاً سياسياً ، بل للأمانة لست متابعاً جيداً ، لكن عندي من المعرفة في هذا الشأن ما عند الإنسان العادي الذي يدرك أن ثمة نجاحاً في حفظ التوازن بين القوى المختلفة ، ومناخاً جيداً ومهيئاً للاستقرار ، وحضوراً إسلامياً ملموساً ومقدراً ، ومن المهم أن نكون جادين في إيثار المصلحة العامة وما ينفع الناس ويحقق تطلعاتهم المشروعة ، ويصلح حاضرهم ويبني مستقبلهم ، ويجب أن يكون ثمة إجماع بين القوى والحركات السياسية على مرجعية الشريعة الإسلامية في التشريع وبناء المجتمع .
وينبغي على الاتجاهات الإسلامية و الوطنية بالذات أن لا تستفز من قبل غلاة العلمانيين وأن لا تعطيهم الفرصة السانحة لضرب الإجماع حول القضايا الوطنية العليا .



هذا الرابط
العبداوي غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)