[أبو الوليد الخالدي]

تحية إجلال وتقدير إلى علمائنا الربانيين رغم أنف الشانئين:

الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيّد الأولين والآخرين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وبعد:

فقد قال الله تعالى : ( يَرْفَعُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والذِينَ أُوتوا العِلْمَ دَرجاتٍ) (سورة المجادلة : 11) ، وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضمن حديث طويل:" إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر". وروى البخاري ومسلم رحمهما الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" خيركم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه" . وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ).

وإن من أعظم نعم الله علينا في هذا الوطن المبارك منذ أن تلاقى الإمامان المجددان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ، تميّز علمائنا الشرعيين المعتبرين بنقاءِ العقيدة وسلامةِ النَّهج ، وبالعفاف والزهد والصلاح ، وبالحدب والغيرة على مصالح الوطن والأمة. وقد أسهموا جميعاُ حفظهم الله في ترسيخ مباديء التوحيد في نفوس الناس ، وفي محاربة الشرك والبدع والإنحراف العقدي ، وفي نشر العلوم الشرعية والقيم الإسلامية ، الأمر الذي جعل مجتمع المملكة العربية السعودية ولله الحمد من أنقى المجتمعات العربية والإسلامية في جوانب العقيدة ومن أكثرها حرصاً على الالتزام بالشرع الحنيف وإحياء الدين في جميع مناحي الحياة.

وقد أدرك أعداء الإسلام والأمة بوجه عام وأعداء المملكة العربية السعودية بوجه خاص أن من أعظم العقبات في طريق أطماعهم ومخططاتهم ما جددته دعوة الإصلاح والتجديد الإسلامي التي قادها المحمدان رحمهما الله من روح إيمانية متقدة في الجزيرة العربية وما أحدثته من تغيير جوهري في المجتمعات الإسلامية على مستوى الأمة كلها خاصة في مجال نقاء العقيدة ، ولذك فقد شرعوا يحاربون الدعوة ويكيدون لها ويتربصون بها وبأهلها والحاملين للوائها الدوائر جاعلين أهم سلاح يستخدمونه لمحاربتها ومحاربة أهلها التشويه والتزييف والتضليل.

ولقد كانت ولا تزال حربهم تنصب في الدرجة الأولى على حجب الدعوة بالافتراء عليها ، و بالنيل من علمائها وأعلامها والسعي الحثيث لانتقاصهم وخفض مكانتهم. وقد استوى في هذه الحرب الساقطة وللأسف الشديد الأعداء والمنسلخون والأبناء العاقون.

ولأن فضل علمائنا علينا وعلى الأمة لا يجادل فيه إلا مكابر أو جاهل ، ولأن مجتمعنا ولله الحمد (ما عدا شواذ لا يعتد بهم) يعرف منزلة علمائنا ويحفظ لهم مكانتهم ويقدر تضحيتهم وجهادهم في سبيل الحق والخير وما فيه الفلاح والصلاح للوطن والأمة ، ولأن أي هجوم ظالم على أي من علمائنا حفظهم الله ما هو في حقيقة الأمر إلا هجوم على العلماء كلهم بل هجوم على الدعوة والوطن كله ، فإنني أهدي هذه القصيدة إلى علمائنا جميعاُ ، وأهديها على وجه الخصوص إلى صاحب الفضيلة العالم الرباني الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وإلى أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وفي مقدمتهم صاحب الفضيلة العالم الرباني الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، وإلى العالمين الربانيين الجليلين صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين وصاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصرالبراك حفظهم الله أجمعين ، مؤكداً لهم أنها ليست في حقيقة الأمر سوى جزء يسير من ما يجول في قلوب كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن وبناته.

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مِنْ أيِّ نَبْعٍ للقـوافي أمـتَـحُ=وبأيِّ بَحرٍ أســـــتهِلُّ وأمــدَحُ

وبأيِّ شَاردةٍ يَعُزُّ مثيلُها=أشدو بِذِكرِكُمُ الجميلُ وأَصدَحُ

والشِّعرُ كلُّ الشّْعرٍ عندَ مَقامِكم=يَجثو وفي إطرائِكُم يَتَرنّحُ

يا سَادةً العِلمِ الأصيلِ ومَنْ لَهُمْ=أبداً قلوبُ المؤمنينَ تُفَتّحُ

أللهُ شَـــرّفكم بنُورِ كِــتَابِهِ=فَلَكُمْ سَــــناءٌ لِلضَــلالةِ يفضَـحُ

واللهُ أَكرَمَـــكُمْ بإرثِ نَبـيّه=فَغَدَى لَكُم فَوقَ المَجرَّةِ مَطْرَحُ

أنتم دُعاةُ الحَقِّ رَغمَ مُكابرٍ=والبِشرُ والوَجهُ الوَضيءُ الأَصْبَحُ

أنتم هُداةُ الرَّكْبِ فيَ طلبِ العُلا=والنّورُ والعِلمُ الأصيلُ الأوضَحُ

والذُّخْرُ نِعْمَ الذُّخرُ عِندَ مُلِمَّةٍ=والفَخْرُ والشرفُ الذي نَتَوَشّــــــّحُ

أنتم وَرَبِّ البيتِ تاجُ رُؤوسِنا=وبِكُم نُباهي العالمين ونَرْجَحُ

خسيءَ الطَّغامُ وخابَ ما قد لفّقوا=وتشوّهتْ منهمْ وُجوهٌ كُلَّحُ

خسيءَ الطَّغامُ وشَاهَ ما قد دبَّروا=وانْفَلَّ كيدُهمُ الرَّديءُ الأقبحُ

عَمِيَتْ بَصَائِرُهُمْ وضَلّ سَبيلُهًمْ=فَتَمَرَّغُوا حَوْلَ الخَنَا وتَقيَّحُوا

ياسَـــادةَ العِلمِ الأصيلِ مَكانُكُمْ=فَوْقَ الثُّريَّــا بالمَــــآثرِ أَفـــْيَحُ

في كُلِّ مِحرابٍ نقيٍّ طــــاهرٍ=خَفَقَاتُكُمْ في الدَّاجِيَاتِ تُسَبِّحُ

وعلى المَنَابِرِ مِنْ جَميلِ عِظَاتِكمْ=دُرَرٌ تَرِقُّ لها القُلوبُ وَتُشْرَحُ

وَبِكُـلِّ دَربٍ لِلهِــدَايةِ مِنـكُمُ=رَكبٌ تُدِلُّ بِهِ الدُّرُوبُ وَتَفْرَحُ

يا سَادَةَ العِلمِ الأصِيلِ وإنْ عَلَتْ=أَصْوَاتُ مَنْ للمُعْتَدِينَ تَبَطَّحُوا

هَيْهَاتَ يَرتَفِعُ البُغَاثُ لِكَاسِرٍ=هَيهَاتَ يُخْفي الشَّمسَ جَفنٌ أَقْرَحُ

هَيهَاتَ تَلتَفِتُ النُّجُومُ لِنَاعِقٍ=هَيهَاتَ يُؤذي الطَّودَ تَيْسٌ يّنْطَحُ

ياسَادَةَ العلمِ الأصيلِ وحُبُّكُمْ=في القَلبِ كالسَّرَواتِ لا يتزحزحُ

السَّائِرُونَ على الهُدَى مَا ضَرَّهَمْ=أَنْ قَامَ كَلْبٌ في الخَرَائِبِ يَنْبَحُ ؟ [/POEM]

د. أحمد بن عثمان التويجري جنيف ، 17 شعبان 1429هـ

[سولاف]

.
لا فض فوك ولا فقدك محبوك أخي أبا الوليد

سولاف

[روقــآن]

واصل






مشكور

[احزان الشيشان]

مشكور أخوي .الله يعطيك العافيه

[أبو الوليد الخالدي]

حَيّـاكُمُ الله جَمِيعاً ..