بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إنها الفتنة .. هل بلغت ؟ اللهم فأشهد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:00 PM   #1
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
إنها الفتنة .. هل بلغت ؟ اللهم فأشهد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد .. سوف أضع بين يديكم .. إجتهاد مبسط .. وبحث عن أسباب الفتن المختلفة وإنتشار الفساد في جزيرة العرب خاصة وفي بلاد المسملين عامة .. وهذه الأدلة التي لدي مبنية على الكتاب والسنّــة .. وأيضاً لديّ أدلة وقرائن كثيرة ومختلفة هي التي جعلتني أبحث في الكتاب والسنّة عن ما يؤيدها ويدعهما ..

وأحببت أن أضعها أمامكم لعلّ وعسى أن تستطيعوا تقديم أي حل لهذه القضية المعقدة والشائكة .. سواء بنشرها أو بالمطالبة بإلقاء القبض عن المتسببين فيها .. أوبأضعف الإيمان وهو الدعاء بالنصر عليهم وفضحهم أمام الملأ .. لكي يتجنب شرورهم ومكرهم ..

خصوصاً أني قد أبلغت الجهات الرسمية .. ولكن تم تجاهل هذا الموضوع .. بل وإستغلاله في تدمير الأمة ...

وهذا الموضوع .. بمثابة إنذار من الله عز وجل .. لهؤلاء القوم ... وإن شاء الله ستكون نهايتهم قريبة ... فقط إنتظروا لعل النهاية تشملهم وتشمل غريهم من تستر عليه وساعدهم .. سواء من المسؤولين أو خلافهم ... وقد تغير هذه القضية الكثير من أوجه الحياة في شتى المجالات ... سواء المحلية ... أو حتى الدولية ... لا تستغربوا فالموضوع ... كبير .. وكبير جداً ... ونهايته ستكون بحجمه إن شاء الله

والسلام عليكم ...

آخر من قام بالتعديل المحضار; بتاريخ 07-09-2008 الساعة 07:12 PM.
المحضار غير متصل  


قديم(ـة) 07-09-2008, 07:02 PM   #2
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
المرحلة الأولى .. :

اخرج الترمذي عن علي كرم الله وجهه قال ..

(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. :
ستكون فتن كقطع الليل المظلم ،،
قلت يا رسول الله وما المخرج منها .؟
قال صلى الله عليه وسلم .. .. :
كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم .. (( وخبر من بعدكم(( .. وحكم ما بينكم .. هو الفصل وليس بالهزل .. من تركه من جبار قصمه الله .. ومن ابتغ الهدي في غيره اضله الله ، هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الاهواء .. ولا تلتبس به الألسنه .. ولا تتشعب منه الآرآء .. ولا تشبع منه العلماء .. ولا يمله الاتقياء .. و يخلق على كثرة الرد .. ولا تنقضي عجائبه .. وهو الذي تنتهه الجن اذا سمعوا ان قالوا ( إنا سمعنا قرآناً عجبا ) ،
((من علم علمه سبق ،،، ومن قال به صدق )) .. ومن حكم به عدل .. ومن عمل به أُجــر .. ومن دعا إليه هُــدي إلي صراط مستقيم ))


تعالوا نبحث عن المخرج من الفتن في القرآن الكريم .. إستجابة لما جاء في هذا الحديث الشريف .. لأن ما قاله عليه الصلاة والسلام .. لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ...


ولنبدأ أولاً .. في شرح مبسط لهذا الحديث .. أو إيضاحات مبدئية .. وخطوط عريضة نضعها أمامنا ونتفق عليها مقدماً .. لما سوف أتناوله من أجتهاد متواضع في تفسير بعض آيات من القرآن الكريم تثبت أسباب الفتنّة التي نعيشها ومن يقف وراءها وكيفية المخرج منها والله أعلم ..( بعيداً عن الأدلة والقرائن الشرعية الأخرى التي أمتلكها بهذا الخصوص ) .. حتى لا يصف شخص ما .. ما أقول بالهزل .. ولا يأخذه على محمل الجد .. لأن ما سأتحدث عنه أمر عظيم وحدث خطير .. لا تستوعبه إلا العقول الكبيرة المؤمنة بالله عز وجل حق الإيمان .. والمبصرة والمدركة لدرجة اليقين .. لما يحويه القرآن الكريم .. من فضل وعلم عظيم ... :

عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن وما المخرج منها قال عليه الصلاة والسلام .. بالحرف الواحد .. (( كتاب الله تبارك وتعالى )) .. لأن فيه .. (( نبأ من قبلكم )) .. وهو موجه للصحابة رضوان الله عليهم .. وما حدث من الفتن والقصص من قبل وكيف نجى الله عز وجل برحمته ومشيئه .. رسله عليهم الصلاة والسلام .. وعباده المخلصين ..

وأيضاً لأن مضمون الحديث بالأساس والشاهد من هذا الإجتهاد ..
كان جواباً عن كيفية المخرج من الفتــن التي ستأتي بعد الصحابة رضوان الله عليهم .. (( ستكون فتن كقطع الليل المظلم )) .. وكيف السبيل إلي النجاة منها .؟ ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما يحويه القرآن العظيم من أسرار ومعجزات .. تظهر كلما شاء الله عز وجل ثم دعت الحاجة إلي ذلك وكلما ألمت بنا الفتن والإبتلاءات .. وفيه .. (( خبر من بعدكم )) .. أي رسالة أو بلاغ وإنذار إلي الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفيهم ستكون فتن كقطع الليل المظلم .. من شدة أهوالها وأحداثها وتقلباتها وإشكالياتها وخفاياها .. لوجود من يتسبب فيها وينسجها ويغذيها في الخفاء ..
وهذا توجيه وتأكيد قاطع .. بأننا في وسط هذه الفتن سنجد الحل والمخرج منها .. أين ..؟
في القرآن الكريم ستجدون ضآلتكم ومخرجكم .. وإن وجد المخرج .. يكون القرآن العظيم (( حكم ما بينكم )) .. وحكم ما بينكم .. جاء في سياقه العام بأن القرآن الكريم هو الحكم في كل شئون الإنسان الحياتية في كل زمان ومكان .. وجاء في سياق خاص .. ألا وهو حول الفتن .. لأنه سيحكم القرآن الكريم في من تسبب في هذه الفتن .. أيًّ كان ..

ثم قال عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .. عن القرآن الكريم .. في سياق كلامه عن الفتن .... (( هو الفصل وليس بالهزل )) .. وكأن في هذا القول إشارة محددة .. إلي أنّ أسباب هذه الفتن وحلها .. يبدأ أولاً .. بعد توفيق الله عز وجل .. بالتفكر والتدبر والإستبصار في ما جاء في هذا القول الفصل .. لأن الحديث كان بالأصل عن الفتن والمخرج منها ..
والقول الفصل في القرآن الكريم المطابق لما جاء في الحديث .. يؤكد إرتباطها في عملية كيد ومكر .. لأنه جاء في القرآن الكريم وفي سورة الطارق بالتحديد مطابقاً لـ اللفظ نفسه .. إنه لقول فصل وما هو بالهزل .. وفي هذا الحديث .. هو الفصل وليس بالهزل ..
وما جاء في القرآن الكريم .. (( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} ))..
ما هو هذا القول العظيم والمحتوم والفصل؟ .. والذي يتطابق حرفياً مع ما جاء في سياق حديث يخبرنا عن الفتن المظلمة والمخرج منها ..؟ فنور القرآن العظيم يبدد ظلام الفتن ويعريها... (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} )) .. أي أنّ هذا القول الفصل والذي ليس بالهزل يؤكد يقيناً .. أنّ هناك عملية مستمرة للكيد والمكر .. من قبل أعداء الله عز وجل الحاقدين والمعتدين على هذا الدين الحنيف ومعتنقيه من الأزل إلي ما شاء الله أن يكون .. والكيد والمكر لا يتم إلا بالخفاء والغدر .. وفي حياكة المؤامرات الخسيسة ونشر الفتن والفساد .. ومن هنا تكون الإنطلاقة الحقيقية .. وبداية الإجتهاد في سبيل الله عز وجل .. لتفسير آيات من القرآن الكريم .. لمعرفة المتسبب في هذه الفتن .. والمخرج منها ..؟


لذا أقول والله أعلم .. أنّ هناك إشارة معنية وملموسة وواضحة .. تربط ما بين القرآن الكريم والسنّة الشريفة .. بالإشارة إلي أنّ هذه الفتــن التي ستحيط بنا .. كما هو الواقع الآن .. السبب الرئيسي لها هو .. عملية كيد ومكر كبير .. يقوم عليها وينسجها أعداء الله .. ولا يعلمها إلا الله عز وجل .. ثم من يتفضل عليه سبحانه وتعالى .. بإستخراج هذا العلم .. من القرآن الكريم .. وهو ما جاء في نهاية الحديث الشريف وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (( من علم علمه سبق )) ..أي من تعلّمه وعمل به وعلّمه .. وبما أنّ الحديث كان الفتن .. فهذا يعني أنّ فيه إشارة واضحة على أنّ هناك رسالة محددة ..وأنّ هناك من سيتفضل الله عز وجل عليه .. لمعرفة هذا العلم .. الذي يختص بخبر أسباب الفتن وكيفية المخرج منها .. بما أنّ الحديث الشريف كان عن الفتــن ذاتها .. وتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأكيده بأن المخرج من الفتن المظلمة هو النور المبين والذكر الحكيم ..

ومن قال به صدق .. أي والله أعلم .. من سيأتي بحل لمثل هذه الفتـن بما أن الحديث يتكلم عنها .. ويستدل على ما يقول من القرآن العظيم .. لن يكون هازلٍ به .. سيكون مجتهد بفضل الله عز وجل ونذير .. سواء أصاب أم أخطأ .. ومن الحكمة والمنطق .. الإستماع إليه وتفهم وجهة نظره .. وإستياعبها .. ومن ثم الحكم بعد ذلك على ما يقول ويستدل به ..


وما جاء في بداية الحديث أنّ المخرج من الفتن المظلمة .. موجود في القرآن العظيم .. جاء أيضاً في القرآن الكريم نفسه .. بلفظ الفصل أيضاً ..
حيث قال الله عز وجل ..: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55

إذاً من يتسبب في هذه الفتن التي تأتي كقطع الليل المظلم .. مجرمين .. كما سأحاول الإجتهاد بإذن الله عز وجل في إثباته إن شاء الله ..
ومن أراد أن يستبين سبيلهم ويتعرف عليهم .. فعليه تفصيل آيات الذكر الحكيم بشكل دقيق وبتدبر وتفقه وتعقل وإخلاص النيّة لله سبحانه وتعالى .. والله عز وجل ولي التوفيق ..


إذاً .. هل نتفق أنّ هذا القرآن العظيم .. لا تنقضي عجائبه ..؟ وفيه علوم متنوعة ومختلفة في كل الإتجاهات والمشارب وفي شتى مناحي الحياة وما يتعلق بالخلق والمخلوقات أجمعين .. وما في هذه الحياة الدنيا من أسرار ومعجزات وخفايا .. وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .. {... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ...... }الأنعام38

والمهم هو .. حل لجميع الفتن التي تعصف بالأمة في الوقت الراهن ..

كــ بداية أو مدخل لما سيأتي من إجتهاد في تفسير بعض من آيات القرآن الكريم .. توضح وتكشف أسباب هذه الفتن العظيمة ومن يقف وراءها .. وكيف المخرج منها ..؟
وحتى يكون النقاش والحوار .. موضوعي وعقلاني ومنطقي .. ولا يتعدى حدود الشريعة الإسلامية .. في محاولة الإجتهاد ( المبني على أدلة وقرائن ) في سبيل الله سبحانه وتعالى ثم المحاولة في إنقاذ الأمة الإسلامية من براثن مؤامرة خسيسة وكيد ومكر عظيم .. تحاك بالخفاء لتدميرها ونشر الفتن والفساد بين أبناءها ..

هل نتفق على ما جاء في هذه المقدمة ..؟!
------------------------------------
المحضار غير متصل  
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:03 PM   #3
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
المرحلة الثانية .. :

عندما بدأت البحث عن أسباب الفتن في القرآن الكريم .. بناءاً على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. في حديث عليّ رضي الله عنه .. وأستخلصته في المرحلة الأولى .. كانت هناك ألفاظ محددة .. جاءت في الحديث أتخذتها ركائز أساسية في هذا البحث .. وهي لفظ ( الفتنة والقول الفصل ) .. أيضاً فيه إخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ في القرآن الكريم يوجد أشبه ما يكون برسالة بخصوص الفتن وهذا ما جاء في سياق قوله صلى الله عليه وسلم (( وخبر من بعدكم )) (( من قال به صدق )) و (( من علم علمه سبق )) وأيضاً .. أنّ في القرآن الكريم الخلاص من شر الفتن ..
وقد أوضحت لكم بأن لفظ القول الفصل الذي جاء في الحديث كان مطابقاً حرفياً لما جاء في سورة الطارق .. وهذا يعني أن البداية بمشيئة الله سبحانه وتعالى .. سوف تكون من سورة الطارق تحديداً .. وأسأل الله عز وجل التوفيق لي ولكم ولجميع المسلمين ..

قال الله سبحانه وتعالى في سورة الطارق .. :
(( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ {13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15}))

ما يهمنا في البداية معرفة هذا القول الفصل والذي ليس بالهزل .. ألا وهو ... إنهم يكيدون كيدا .. إذاً سنبدأ الفحص والتدقيق من لفظ الكيد .. :

جاء في تعريف كلمة الكيد في لسان العرب .. :
قال ابن الأعرابي ..:
والكَيْد : إِخراج الزَّنْدُ النارَ. والكَيْد : التدبـير بباطل أَو حَقّ.
والكَيْد : الـحرب.
وأيضاً جاء في لسان العرب .. :
والكَيْد : الـخُبثُ والـمَكْرُ

وجاء في تعريف كلمة المكر في لسان العرب .. :
ابن سيده: الـمَكْر الـخَدِيعَة والاحتـيال،

وهذا يعني بأن الكيد هو المكر والتدبير بباطل وأيضاً يعني الحرب ..
وهذه تعتبر إضافة مهمة للبحث عن أسباب الفتن وكيفية المخرج منها كما قال عليه الصلاة والسلام .. وأنّ هناك تدبير باطل وحرب سرية بما أنها مبنية على الكيد والمكر وتدار بالخفاء في محاربة الإسلام والمسلمين .. وهذا أيضاً ما يؤكده لنا قول الله عز وجل في القرآن الكريم .. :
{... وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217

مبدئياً .. أقول أنّ خلاصة ما سبق يتضح لنا بشكل أو بآخر .. أنّ هذا القول الفصل وما جاء في معنى لفظ الكيد .. يجعلنا نضع في الحسبان أنّ هناك مؤشرات قوية ودلائل تؤكد أنّ أسباب هذه الفتن هي .. حرب سرية .. ( سوف أجتهد لآحقاً في تحديد السلاح المستخدم بها ) .. بنيت على تدبير باطل يتم بالخفاء وتعتمد على الخبث والخديعة والإحتيال والمكر .. لنشر الفتن بين المسلمين .. في محاولة دنيئة لتدمير الإسلام كدين وعقيدة ..

-------------------------------------------
المحضار غير متصل  
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:04 PM   #4
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
المرحلة الثالثة .. :

خلاصة ما جاء في شرح حديث عليّ رضي الله عنه وتفسير سورة الطارق عن أسباب الفتن وحلها ، وما جاء في تعريف بعض الألفاظ .. وكيفية البحث عن هذه الفتن في القرآن الكريم .. يتطلب منا أن نضع في الحسبان قبل عملية البحث على عدة أمور لا بد أن تكون في الآيات التي سوف نستخرجها من القرآن الكريم ومنها .. :
1 – أن يكون في مضمون الآيات رسالة .. فقد جاء في حديث عليّ رضي الله عنه .. ((خبر من بعدكم ))
2 – مضمون الرسالة .. ((من علم علمه سبق))
3 – الإستدراج من الله عز وجل .. ففي سورة الطارق (( وأكيد كيدا )) .
4 – عملية كيد ومكر .. ففي سورة الطارق .. (( إنهم يكيدون كيدا ))
5 – عظم الكيد والمكر .. ففي سورة الطارق قسم عظيم (( والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع * إنه لقول فصل * وما هو بالهزل ))
وفي الحديث الشريف .. (( ستكون فيكم فتن كقطع الليل المظلم ))
6 – الوعد الإلهي .. فقد جاء في سورة الطارق ((فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)) وفي الحديث .. (( من قال به صدق ))

وفي سورة إبراهيم تحديداً .. تناولت السورة الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة "الإِيمان بالله، الإِيمان بالرسالة، الإِيمان بالبعث والجزاء" ويكاد يكون محور السورة الرئيسي "الرسالة والرسول"

وجاء في آخر اياتها وتم تحديدها من الآية رقم 42 إلي الآية رقم 47 .. ما يطابق الشروط الموضحة أعلاها والتي أستخرجناها من سورة الطارق وحديث عليّ رضي الله عنه عن أسباب الفتن وحلها .. ويتفق مع ما أتحدث عنه .. :


1 – مضمون سورة إبراهيم يتكلم عن العقيدة .. والرسالة والرسول .. وما يقابله في الحديث .. (( خبر من بعدكم / من علم علمه سبق/ من قال به صدق)) .
2 – مضمون الرسالة ..
في سورة إبراهيم .. (( وأنذر النّاس .. )) .. وقد أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس عندما قال في القرآن العظيم ..: .. (( خبر من بعدكم ))
3 – الإستدراج ..
في سورة إبراهيم .. (( ولا تحسبنّ الله غافلاً ... )) .. وفي سورة الطارق .. (( وأكيد كيدا )) .. وهذا يؤكد أن نهاية سورة الطارق كانت هي بداية الآيات التي تختص بأسباب الفتن وحلها إن شاء الله ..
4 – الكيد والمكر ...
في سورة إبراهيم .. (( وسكنتم في مساكن .. )) .. والكيد في سورة الطارق .. (( إنهم يكيدون كيدا )) .. وفي الحديث الشريف .. (( ستكون فيكم فتــن ))
5 – عظم الكيد والمكر ..
في سورة إبراهيم .. (( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )) .. يقابله في سورة الطارق .. (( والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع )) .. وفي الحديث الشريف .. (( ستكون فيكم فتن كقطع الليل المظلم )) ..
6 – الوعد الإلهي ..
في سورة إبراهيم .. (( فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله ...))
وفي سورة الطارق كما ذكرنا ((فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً))
وكما قلنا سابقاُ في الحديث الشريف .. (( من قال به صدق )) ..
*- ما يهمنا الآن هو ما جاء في النقطة الرابعة والتي تتعلق بالكيد والمكر حتى نتأكد من أسباب الفتن ونتعرف على حلها والمخرج منها..

قال الله عز وجل .. :
((وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ(45) ))
من هنا تحديداً .. يبدأ البحث الحقيقي عن أسباب الفتن المظلمة .. فهذه الآية سوف توضح لنا كيف تم هذا الكيد والمكر العظيم .. وخصوصاً أنّ الكيد والمكر الآن سوف ينحصر في إستقراء وتتبع وسبر أغوار لفظ .. سكنتم في مساكن .. وبالذات كلمة .. مساكن .. لأنها السبب الرئيسي للفتن والذي سيتضح لنا فيما بعد إن شاء الله..!

وسوف أطرح بعض التساؤلات .. لماذا ذكر لفظ مساكن تحديداً ؟ وما المقصود فيها؟ إذا كان المقصود هو البيوت فقط لماذا لم تكن الآية .. وسكنتم في بيوت الذين ظلموا انفسهم ؟.. وإذا كان المقصود هو الأرض .. لماذا لم تكن الآية .. وسكنتم في أرض الذين ظلموا أنفسهم ؟ .. هل هناك قصد آخر ومعنى آخر لكلمة مساكن وخصوصاً أنها جاءت بالجمع ..؟

جاء في لسان العرب .. :
سكن السُّكُونُ ضدّ الـحركة سَكَن الشيءُ يَسْكُن سُكوناً إِذا ذهبت حركته
أَسْكَنه ..

وبما أنّ الحديث الشريف ينص على أنّ أسباب الفتن والخروج منها موجود في القرآن الكريم .. فهذا يعني أنّ البحث قد يكون في لفظ معين يتطلب البحث والتدقيق فيه من خلال القرآن الكريم نفسه ..
لذا دعونا نتعرف على معنى السكن وكيف يكون؟ وهل له أشكال مختلفة من خلال القرآن الكريم؟ ..:.


فنجد أنّ البيوت سكن .. :

{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً .......... }النحل80

والأنفس سكن .. :

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا .... }الأعراف189

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ..}الروم21

وقد جاء في لسان العرب .. :
السَّكَنُ الـمرأَة لأَنها يُسْكَنُ إِلـيها


والأرض سكن .. :
وهنا نجد .. قول الله سبحانه وتعالى .. ولنسكننكم الأرض .. أي تحديد نوع واحد فقط من السكن وهو الأرض .. أي أرضهم .. ولم يقل ولنسكننكم مساكنهم .. ليحدد سكن البيوت والأنفس مع الأرض ..
وهي في نفس سورة إبراهيم .. كأن هناك رابط أو إشارة يلمح إلي التدقيق في الآية التي تليها وهي ( وسكنتم في مساكن ..) أنّ السكن سيكون مختلف لأن الأولى جاءت سكن الأرض والأخرى سكن في مساكن .. فتأمل .. !!!

{وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }إبراهيم14
وعندما يقول سبحانه وتعالى .. مساكن .. بدون تحديد صفة ونوعية السكن .. فهذا يعني بالضرورة والله أعلم.. نوعان من السكن المذكور أو المساكن الثلاث مجتمعة .. البيوت .. الأرض .. الأنفس .. وهو ما جاء في سورة إبراهيم ... :
{وَسَكَنتُمْ ( أيها الظالمون المعتدون ) فِي مَسَـاكِنِ ( بيوت/أرض/نفس) الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ }إبراهيم45 وهذا يعني وجود إعتداء آثم وظالم من قبل عدو غير ظاهر تم بالغدر والحيلة لأن الأنفس لا يسكنها إلا شيطان .. والشيطان لا يستعين به إلا ساحر .. ولأن المخاطب جاء بصيغة الجمع فهذا يعني أنهم .. جيش من السحرة .. ويؤكد هذا .. أنّ الحديث الذي كان جواباً على المخرج من الفتن جاء فيه ذكر للجن ( وهو الذي تنتهه الجن)!
كأنه يشير إلي دور مفترض لشياطين الجن في هذه الفتنة وأنّ لهم دور في سكن الأنفس فتأمل ..!
وهذا ما تثبته هذه الآية الكريمة بالنسبة لتعدد السكن .. :
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة72
ففي هذه الآية أختصرت ( مساكن ) في الجنّة .. ذكر كل ما في الجنّة وأصبحت كلمة جامعة لكل أنواع السكن وهي الأرض والنفس والبيوت .
فالأرض هي درجات كل مؤمن في الجنة وأين تكون منزلته
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }الزمر74
والنفس وهي في الجنّة حور العين
{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الدخان54
والبيوت هيَّ الغرف أو قصور أهل الجنّة .
{أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً }الفرقان75
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ .. الآية }التحريم11

وما يؤكد أنّ المقصود بلفظ مساكن .. المساكن الثلاثة التي ذكرت وخصوصاً النفس .. هو ما جاء في نفس السورة في الآية 51 في قوله تعالى .. :
{لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }..
سواء من المجرمين أو من الظالمين لـ أنفسهم .. لأن الآيات تشير إلي وجود رابط بين هذا المكر وبين النفس في الآيات نفسها ..
لذا نخلص من ما سبق أنّ ما يتعلق في لفظ .. مساكن .. المذكورة في سورة إبراهيم يعني بالضرورة إجتماع أنواع السكن .. الأرض والبيوت والأنفس ..
وإذا عرفنا كيف يتم السكن في الأرض والبيوت .. يبقى مفتاح الحل .. حل الفتن .. يتوقف على معرفة كيفية السكن للأنفس ؟ .. وهذا يؤكد لنا ما جاء في سياق تعريف لفظ الكيد وأنها حرب وتدبير بباطل فسكن النفس لا يتم إلا بـ إعتداء باطل وخبيث وكيد دنيء .. فلا يسكن الأنفس إلا الشياطين .. إما من خلال مس أو عين أو سحر .. ولكن بما أن اللفظ مساكن .. فهذا يعني أن السكن يشمل الأرض والبيوت والأنفس جميعاً من خلال مجموعة معينة ومحددة .. وهذا العمل لا يقوم به إلا جيش من السحرة دخلوا إلينا في غفلة من الجميع، وسكنوا في الأرض والدور وأسكنوا شياطينهم الأنفس بهتاناً وزور، لغرض خبيث وهو محاربة المسلمين في عقيدتهم ونشر الفتن والفساد بينهم من خلال عمل خفي غفل النّاس عنه .. وهذا ما يبينه الله عز وجل في بداية الآيات التي حصرناها لفهم هذا المكر والتي سأشرحها كاملة .. :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ( منذ بداية تدبيرهم الباطل ومكرهم ) إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42

وهذا دليل على أنّ بداية هذا المكر والكيد كانت بغفلة من كل مخلوق وهذا أمر طبيعي .. ولكن الله عز وجل يعلمه .. بل وأنجحه وهيأ له السبل .. حتى يتم إستدراجهم ليقطع دابر القوم الكافرين والمجرمين .. ثم يقول الله عز وجل ..:
((وَأَنذِرِ النَّاسَ ( وقد أنذر عليه الصلاة والسلام في الحديث عندما قال ( خبر من بعدكم )) يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ ( المجرمين وليس الذين ظلموا أنفسهم ) رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ( لأن الجريمة أكبر من كونها ذنب أو كبيرة بل شرك وإعتداء ) أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ{44}))
وكما ذكرنا أعلاها ما يقابل هذا الإنذار للنّاس .. هو ما جاء في الحديث الشريف ..( خبر من بعدكم ) (( من قال به صدق )) وأيضاً (( من علم علمه سبق )) .. وهذا الإنذار والبلاغ موجه لهؤلاء المجرمين الظالمين وأيضاً للظالمين لـ أنفسهم الذين وقعوا ضحية مكر هؤلاء المجرمين وسكن هؤلاء المجرمين في مساكنهم .. وكانوا من قبل أن يعتدوا عليهم قد تعاهدوا على حرب المسلمين وأنّ لا غالب لهم في هذه الحرب لأنها خفية عن كل البشر والمخلوقات وقدراتهم الطبيعية .. وهذا يوضح لنا أنّ هذا الأنذار للنّاس جميعاً .. الظالمين .. والظالمين لـ أنفسهم .. ولكن لأن الظالمين مشركين ومعتدين على الذين ظلموا أنفسهم .. جاءوا لغرض الإعتداء والظلم بغير حق والسكن في الأنفس بغدر وحيلة وتدبير بباطل .. لذا كانت الآية التالية تخاطب الظالمين فقط .. لماذا ؟.. فهل السكن الطبيعي يستوجب هذا الإنذار والتهديد والوعيد الشديد ؟ فقال الله عز وجل عن السبب .. :
{وَسَكَنتُمْ ( أيها الظالمون إنسكم وجنّكم ) فِي مَسَـاكِنِ ( بيوت وأرض وأنفس ) الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ( بالذنوب والمعاصي فقط ) وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ( من نتائج السحر وخبث طرق الإضلال ونشر الفتن )وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( بكم من إفساد أفسده الله عليكم بل وسلط عليكم من يفضحكم من الذين مكرتم بهم ) } ..
ومن ما سبق يتضح لنا أنّ هؤلاء المجرمين .. ليسوا منا في شيء .. بل هم قوم أغراب عنا ( عقيدة وقيم ومنشأ ).. دخلوا بيننا في فترة من الفترات وتمسكنوا وفعلوا السحر وخصوصاً في البداية سحر المحبة لهم .. ثم أنتشروا بعد ذلك ليفسدوا في الأرض والعباد وينشروا الفتن .. على الرغم من أن الله عز وجل قد بين لهم من الآيات في بداية مكرهم وكيدهم وفي سياق إستدراجه لهم .. وضرب لهم الأمثال .. لكنهم رغم ذلك .. بعد أن نجحوا في الخظوة الأولى .. إستمروا في مخططهم الدنيء .. وطوروه إلي أبشع ما يكون لـ إلحاق أكبر كمية من الضرر والإضلال .. لذا قال الله عز وجل .. :
((وَقَدْ ( رغم ضرب الأمثال والعبر) مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ ( بخبث طرق الإضلال لنشر الفتن والفساد والفواحش ) وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46})) ..
وهذا يؤكد أنّ هدف هذا المكر عظيم ويهدد الإسلام ظاهرياً .. بأن ينقضه عروة عروة .. وإن كان المكر والكيد بمجمله أهون من أن تزول بسببه الجبال .. ولكن لتصوير عظم هذا الكيد الخبيث .. وغفلة النّاس عنه .

يبقى الوعد الإلهي .. وما يخص الرسالة والرسول .. :
فما جاء في بداية الرسالة (( وأنذر النّاس .. )) .. كان بصيغة المفرد .. لأنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الإنذار من خلال ( خبر من بعدكم ).. وهذا يعني أنّ هذه الرسالة بدون رسول من الله عز وجل بعد ذلك .. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ذكر في الحديث أنّ هناك من سوف يمن ويتفضل الله عليه .. بأن يهديه إلي أن يسبق بهذا العلم ويستخرج هذه الرسالة التي بقيت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلي الآن حتى يأتي أوانها وزمانها.. ليستخرجها عبد من عبيد الله .. ليس لفضل له أو ميزة فيه .. ولكن مشيئة الله أقتضت ذلك ..
وهذه الرسالة (( خبر من بعكم )) كما سبق وأن ذكرت .. خاصة بأسباب الفتن وحلها .. (( من علم علمه سبق )) و (( من قال به فقد صدق )) .. وهذا الشيء أيضاً .. ما يتفق مع سياق الآيات التي حددنا بدايتها ونهايتها .. ففي آخر الآيات المعنية .. لأنه لا يوجد رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم .. جاء الوعد الإلهي بالنصر بصيغة الجمع .. للرسل عليهم السلام :
((فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{47})) ..
ومن يهديه الله عز وجل لأن يعلم علم الفتن وأسبابها والمخرج منها .. بشر .. ومجرد تابع ومؤمن بالله سبحانه وتعالى .. ورسله ... وهؤلاء أعداء لله عز وجل ولرسله أجمعين .. {وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً }نوح22

قال الله عز وجل ..: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55
-----------------------------------
المحضار غير متصل  
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:05 PM   #5
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
قبل أن أقدم لكم الدليل الثاني من السنّة النبوية المطهرة ..

أود أن أطرح ثلاثة أسئلة فقط حتى تكون نقاط رئيسية واضحة لنا جميعاً ونعود إليها في حال الخلاف .. :

1 – في مصطلح الحديث .. هل إذا عارض لفظ الصحيحين شيء .. يقدم لفظ الصحيحين ؟

2 – من الأولى بالصواب في الرواية عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .؟

3 – ما المقرر تقديمه إذا غلب العرف على اللغة ؟ .



الدليل الثاني من السنّة الشريفة ... :









* جاء في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال: حدثنا بن عون عن نافع عن بن عمر قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

في البداية ... هذا الحديث الشريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام .. يخبـرنــا عن أحداث مترابطة في زمــن الفتـــن وأسبابها ... ويحدد الإتجاه .. ويسمي منطقة بعينها ... و( يربــط ويقرن الفتنــــة ) ... بــ ( قــــرن الشيطــان ) .. وكل منها يحتاج إلي تبيان وتوضيح .. الشاهد من هذا الحديث هو تتبع مكر وكيد أعداء الله عز وجل المتسببين في .. فتن كقطع الليل المظلم .. وهذه قد غفل عنها الكثير في محاولة إثبات أين تقع نجد .. وهذه قد تكون بفعل فاعل .. لصرف النظر وتشتيت الإنتباه عن معنى قرن الشيطان ... وبوضوح وصراحـــة أكثر ......
حتى لا يكتشف ويفتضح حقيقة أمر ( سحرة بني إسرائيل قرن الشيطان الحقيقي ) ، :









في البداية دعونا نأخــذ أقـــوال بعــض العلمــاء في معنى ( قــــرن الشيطـــان ) فقط من خلال شرحهم لهذا الحديث لأنها الشاهد من هذا البحث . لنعــرف هذه الفتنــة التي يسببهــا هذا الشيطـــان ومن معـــه .. ونترك جهة ( المشرق ونجدنا ) لاحقـــاً ...

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/46)
(قوله قرن الشيطان ويحتمل أن يريد بالقرن ... قوة الشيطان ... وما يستعين به على الإضلال ... وهذا أوجه.......... ).

وفي تحفة الأحوذي (10/315).. :
( ( قــرن الشيطان ) أي .. حزبه ... وأهل وقته وزمانه ... وأعوانه ... ذكره السيوطي وقيل يحتمل أن يريد بالقرن ... قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال ).

وهذا يعني بالتالي وجود .. شيطان له قوةً وجند .. يُـستعان به ... من قِبــل فئة من الناس مشركة تستعين به ... وفئة أخرى من الناس مؤمنة يراد بهذه الإستعانة .. إضلالها .. بالقوة .... سواء كانت قوةً ظاهريةً بالإجبار أو باطنيةً بالمكر والحيلة .. المهم هو .. إضلالهـــا بالقوة ...

وهذا يعني بالضرورة وجود ثلاثة عناصر في معنى ( قرن الشيطان ) .. :

1 – الشيطـــان . وقوته وقواته ... وخطواته ومكره ..
2 – فئة تستعين بالشيطان . ( ولا يستعين بالشيطان إلا السحــرة ) ...
3 – فئة يراد إضلالها ... في غفلــة منها .. بالمكر والخيانة..

ونستشـف من هذه الأقـــوال .. الخاصة في معنى ( قــرن الشيطــان )..
بما أن الإضـــلال .. يتـــم بالكيد والمكــــر والخيانــة ... وليس بالحرب المتعارف عليها ... والتي تكون من خلال حرب مواجهة ..

بأن قــرن الشيطـــان ... يعني ...
إجتماع مجموعة كبيرة من المجرمين في عبادة الشيطان والتقرب إليه لتستعين به في عمل واحد مشتــرك ، وفي ظل عمل جبار ومكــر عظيــم وجماعـــي ومنظم .. على قلب رجل واحد ، لغايـة محـــــددة ...وهـــدف واحـــد .. يتمثل في إفساد وإضـلال مجموعـة أخرى من النــــاس ... مؤمنــة .. بخبــــث وغــــــدر .... من خــلال عملهم الجماعي المنظــم والمستمر... لذا تكـــون قـــوة تأثير هذه الشياطيــن .. أضعافاً مضاعفـــة بشكل غير طبيعي .. ومتجـــذرة ومفعولهـــــا أشد وأفتــــــك ... لـ إستمراريــة هذا العمل بـ إنتظــام وسلاسة فتــرة طويلــــة ( أجيال متعاقبة )..... على نفــس النهــج والمنـــوال .. بالسعي في الإضـــلال ،

وهذا ما يشبــه القـــرن الشيطاني ... لكثرة وقـــوة وطــول مدة أعمـــال السحــــــر من عقـــد ونفـــث وغيرهمـــــا ..... وإستخدامها في محاربة الله ورسوله وعباده المخلصين .. على مدار الساعة وطوال الوقت .. عشرات السنين ...
وهو ما يتفـــــق مع أفعال سحرة بني إسرائيل الذين أتكلم عنهم في بلاد الحرمين الشريفين .... خصوصاً أن الإضلال يتم في الخفاء والمكر ...
ولا يوجد من يستعين بالخفـــاء والغـــدر ... بقـــوة الشياطيــن ... إلا السحــــرة المجرمون ....!

وهنا نقــول .. بما أن الحديث الشريف يتحدث عن ( قــرن شيطــان ) وهو ما يحدث بالضبط من الأباليس المجرمون سحرة بني إسرائيل وهو ما أتحــدث عنــه ، وعـــن استعانتهم بالشياطين بقوة غير طبيعية للإضـــلال والإفســاد ( كما قال ابن حجر وما جاء في تحفة الأحوذي ) يصعب توصيفها بشكل مفصــل أو حتى وصفها بشكل تقريبي ،،، في تدمير الأمة الأسلامية ممثلة في أهل الجزيرة العربية عن طريق (( برمجــــة )) سلوكيات وعقليات أفراد المجتمع وقيادته من حيث لا يشعر للإنحلال والفساد والكفر ...
واستخدامهم السحر ليس للسحر المادي فقط أو فعل عمل معين بناء على طلب شخص معين .. أنما يتم إستخدام السحر والشياطين من أجل تدمير أمة بأكملها ونشر مختلف الفتـــن المتعددة الصور والأشكال بمكر ودهاء من خلال عمل جبار وخفي تديره أيادي خبيثة بشكل جماعي ومنظم.. في مختلف الأتجاهات وعلى كافة الأصعدة ،
شخص يعمل له السحر ليقوده للتطرف ، وآخر ليكون تعصبه ليس للدين أنما للقبيلة ، وآخر للانحلال وآخر للفساد والفاحشة وتدمير الأسر أو وضعها في حالة من الأغتراب الأسري والطلاق ... وهلم مجره ..من الأفعال الأجرامية والشيطانية .

***********








أما مناقشة السند .. فقد تبرع به أحد طلبة العلم بارك الله فيه ونفع به بأن قدّم لهذه القضية المهمة والخطيرة بحث ودراسة لهذا الحديث .. تأييد منه لما أقول .. فجزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .. وهو بحث منشور ..:

(( وقد جاء النص صريحاً بأنها العراق كما عند أبي نعيم في الحلية عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر إن رسول الله قال " اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا فرددها ثلاث مرات فقال الرجل : يا رسول الله : وفي عراقنا ؟ ( وفي رواية عند الطبراني في الكبير 1\201\3) وفي عراقنا فقال الرسول بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان " رواه الطبراني وصححه الألباني وقال صحيح على شرط الشيخين ))

الحديث الرئيس في هذه المسألة:
* كما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال: حدثنا بن عون عن نافع عن بن عمر قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

* وكما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن بن عون عن نافع عن بن عمر قال: ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال: اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)]

وهو كذلك بنحو هذا اللفظ، بذكر (نجدنا)، برواية كل من: حسين بن الحسن، و أزهر بن سعد، كليهما عن بن عون عن نافع عن بن عمر، في عامة كتب الحديث، كما هو في الملحق.

* ولكن جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين فقال رجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر)]

* وهو بنحوه في (المعجم الأوسط): [حدثنا أحمد بن طاهر قال: حدثنا جدي حرملة بن يحيى قال: حدثنا بن وهب قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال الرجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال)]، ثم قال الإمام الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب تفرد به بن وهب).

قلت: ولكن عبد الرحمن بن عطاء ليس بالقوي، فلا يعارض به الثقات الأثبات من أمثال ابن عون (وعنه أبو بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن). والظاهر أن أحاديث وآثار مختلفة تداخلت في ذهن عبد الرحمن بن عطاء فنشأ هذا المتن المنكر، ولعله هو الذي استبدل لفظة (نجدنا) بلفظة (مشرقنا)، وهو استبدال مقبول محتمل، لأن نجداً المعروفة تقع في مشرق المدينة!

* وجاء أيضاً في (المعجم الكبير): [حدثنا الحسن بن علي المعمري حدثنا إسماعيل بن مسعود حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع عن بن عمر ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك في يمننا فقالها مرارا فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا يا رسول الله وفي (عراقنا) قال: إن بها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

قلت: وهذا أيضاً لا شئ: عبيد الله بن عبد الله بن عون ليس بذلك المشهور، وليس هو من أكابر أهل الحديث، ولم يخرج له الستة، ولا الإمام أحمد، وقال البخاري عنه في التاريخ الكبير: (معروف الحديث)، وقال أبو حاتم في (الجرح والتعديل): (صالح الحديث) فقط، فلا يعارض به الثقات الأثبات المشاهير من أمثال: أبي بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن!

ولم يأت هذا عن سالم بن عبد الله عن أبيه إلا في روايتين، فيهما نظر:

* أولاهما كما هي في (المعجم الأوسط ج: 4 ص: 245): [حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية قال: حدثنا ابي قال: حدثنا زياد بن بيان قال: حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر عن ابيه قال: صلى النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاة الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله فسكت ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله قال: (من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن)]

قلـت: زياد بن بيان، وإن كان صدوقاً عابداً، كما نص عليه الحافظ، إلا أنه ليس من أهل الحديث المشاهير، وليس له من الحديث إلا هذا الحديث أعلاه، وحديث مرفوع آخر : (المهدي من ولد فاطمة)، وقد أنكر الإمام البخاري رفعه، وأثر في التسليم عن أبي بكر الصديق، رضوان الله وسلامه عليه، فليس هو بالذي ينهض لمقابلة الإمام الثقة الثبت المشهور عبد الله بن عون.

وشيخ الطبراني علي بن سعيد بن بشير، أبو الحسن الر ازي، حافظ مختلف فيه: تكلم فيه الدارقطني، وغيره. ولكن هذا لا يضر لأن الإمام ابن عساكرأخرجه في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 131) بسنده إلى محمد بن عبدوس: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية به إلى منتهاه. كما أخرجه بإسناد آخر إلى سليمان بن عمر بن خالد الأقطع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية به إلى منتهاه. ونسبه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، عند دراسة الحديث رقم (2246) أيضاً إلى كل من: الربعي في (فضائل الشام ودمشق)؛ وأبي علي القشيري الحراني في (تاريخ الرقة) من طريق: العلاء بن إبراهيم حدثنا زياد بن بيان به.



وعلى كل حال فإن سالم بن عبد الله، على وثاقته وجلالة قدره، لا يتقدم على نافع. وجمهور الأئمة على تقديم نافع على سالم في حالة الخلاف، وإن كنا نرجح أن الخطأ هنا إنما هو من زياد بن بيان، ولعله سمع كلام سالم لأهل العراق، أو علم به، فظن أن سالماً يعتقد انطباق الحديث على العراق أو أن (نجداً) المذكورة في الحديث تعني (العراق)، فتساهل في لفظ الحديث ورواه بالمعنى حسب فهمه.

* وربما استند البعض، كما فعل الألباني، على ما جاء في (مسند الشاميين): [حدثنا عبد الله بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني أبي أخبرني أبي حدثني عبد الله بن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثير أبو سهل عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا اللهم بارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فقال رجل يا رسول الله وعراقنا فأعرض عنه فرددها ثلاثا وكان ذلك الرجل يقول وعراقنا فيعرض عنه ثم قال: بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان]،

قلت: لم يبين عبد الله بن شوذب من أي الثلاثة (عبد الله بن القاسم ومطر بن طهمان الوراق وأبو سهل كثير بن زياد) أخذ اللفظ، لا سيما وأن مطر بن طهمان الوراق معروف بكثرة الخطأ. فيحتمل أن يكون هذا هو لفظه، أو تداخلت الألفاظ في بعضها البعض، وما كان هكذا فلا تقوم به حجة قاطعة، خصوصاً وأن مدار البحث يدور حول لفظة واحدة بعينها، فلا بد إذاً من المبالغة في تحرير الألفاظ، والتشدد في ذلك.

* وجاء في (حلية الأولياء، ج: 6 ص: 133) ما يقوي مخاوفنا، إذ قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني: [حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثنا الحسن بن رافع الرملي حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم بن عبدالله عن أبيه أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، ... إلخ)، فرددها ثلاث مرات، فقال الرجل: (يا رسول الله ولعراقنا)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان)].

وهذا إسناد منقطع مدلس، ثم قال الإمام أبو نعيم: (كذا رواه ضمرة عن ابن شوذب عن توبة ورواه الوليد بن مزيد عن ابن شوذب عن مطر عن توبة)، ثم ساقه: [حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن جامع الحلواني حدثنا عباس ابن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن شوذب حدثني عبدالله بن القاسم ومطر وكثير أبو سهل عن توبة عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مكتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا ومدنا فقال رجل يا رسول الله وفي عراقنا فأعرض عنه فقال فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

وقد أخرج الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 130) إسناد بن شوذب المدلس، فقال: [أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي بمدينة الرسول في مسجده بين قبره ومنبره، أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم، أراه عن أبيه بنحوه]، ثم قال الإمام ابن عساكر: (كذا أخبرنا أبو جعفر، وكان أول كتابه قد ذهب، فكتب إسناده من لا يعرف فقال فيه: أخبرنا الديبلي؛ وإنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير؛ ورواه غير أبي عمير عن ضمرة بغير شك: أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني ببغداد أنبأنا محمد بن أحمد بن مسلمة حدثنا أبو طاهر المخلس ...). ثم أخرج إسنادين مختلفين إلى العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي بمثل حديث الطبراني في (مسند الشاميين).

ودرسه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، الحديث رقم (2246)، فنسبه إلى ما ذكرنا أعلاه من المراجع باستثناء (مسند الشاميين) الذي فاته، كما نسبه أيضاً إلى كل من: الفسوي في (المعرفة، ج: 2 ص: 746)؛ والمخلص في (الفوائد المستقاة، ج: 7 ص: 2)؛ والجرجاني في (الفوائد، ج: 2 ص: 164). ثم قال الألباني: (من طرق عن توبة العنبري عن سالم عن أبيه أن النبي دعا، فقال: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين).

فنقول: هذا في أحسن أحواله تدليس شنيع، فكل الطرق تنتهي إلى عبد الله بن شوذب ثم تصعد مدلسة منقطعة، أو عن ثلاثة من الرواة لا يدرى لفظ من منهم هو، وبعضهم ليس بالمتقن: فكيف يكون هذا على شرط الشيخين؟؟!!

فهذه اللفظة: (عراقنا) في هذه الرواية إذاً في أحسن أحوالها شاذة ، وإن كان الأرجح أنها منكرة، فهي لا تثبت أصلاً، ولا تجوز نسبتها إلى نبي الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، ولا بحال من الأحوال .

وشذت رواية عن نافع عن بن عمر لا يعتد بها، لا سنداً ولا متناً:

* كما هي في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي مكتنا وفي مدينتنا وفي شامنا وفي يمننا!)، فقال رجل: يا رسول الله: وفي العراق ومصر؟!)، فقال: (هناك يطلع قرن الشيطان؛ وثم الزلازل والفتن)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 135) من عدة طرق كلها إلى محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي هذا عن أبيه، وفيما أعلم لم يتابعهما أحد في العالم على هذا قط.

قلت: وهذا إسناد ساقط، بل هو ظلمات بعضها فوق بعض:
يزيد بن سنان الرهاوي، وكذلك ابنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعاف.
و أبو رزين الفلسطيني مجهول، ولعله مسرة بن معبد اللخمي الفلسطيني مختلف فيه: ذكره بن حبان في الثقات، وقال: (كان ممن يخطى)؛ ثم ذكره في الضعفاء فقال: (لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات).

وشذ حديث عن ابن عباس، لا يعتد به، لا سنداً ولا متناً:
* وهو في (المعجم الكبير): [حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: دعا نبي الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا ويمننا!)، فقال رجل من القوم: (يا نبي الله، وعراقنا؟!) فقال: (إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن. وإن الجفاء بالمشرق!)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 138) من طريق الطبراني هذه,

ولكن: عبد الله بن كيسان، هو أبو مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي، وهو كثير الخطأ، لا تقوم به حجة. وابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان أضعف منه، وهو (منكر الحديث) كما قال الإمام البخاري، لا سيما إذا روى عن أبيه.

قلت: فظهر بذلك أن قول الهيثمي في (مجمع الزوائد) عند تعقيبه على هذا الحديث: [رجاله ثقات] خطأ . وبذلك تكون لفظة (عراقنا) في الحديث لفظة منكرة (رواية)، أي من حيث الإسناد، لمخالفة الضعيف للثقات، وهي كذلك منكرة (دراية)، أي من حيث المتن، بقرينة لفظة (المشرق)، والعراق ليس بمشرق المدينة أصلاً، كما حررناه أعلاه، على فرض ثبوت الحديث عن ابن عباس أصلاً، وهو لا يثبت بمثل هذا الإسناد الساقط!!


أما الاستدلالات الفارغة كمسألة فتنة المعتزلة وغيرهم فكل هذا لا يسوى ما فعله الملعون مسيلمة الكذاب من تقتيل للصحابة في اليمامة وإدعاء بالنبوة مع سجاح.
المحضار غير متصل  
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:08 PM   #6
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
كيف يستخدمون سلاحهم؟ .. :

بعد أن أستعرضت معكم الأدلة من القرآن والسنّة ... سوف أتطرق لكيفية إستخدامهم لهذا السحر في تدمير الأمة الإسلامية في هذه الأرض الطاهرة ...:

جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر .. :

((قوله (باب الفتنة التي تموج كموج البحر) كأنه يشير إلى ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عاصم ابن ضمرة عن علي قال " وضع الله في هذه الأمة خمس فتن " فذكر الأربعة ثم فتنة تموج كموج البحر وهي التي يصبح الناس فيها كالبهائم أي لا عقول لهم، ويؤيده حديث أبي موسى " تذهب عقول أكثر ذلك الزمان "))

وهذا دليل على أنّ الفتن لن تحدث إلا بعد ذهاب العقول وهو ما حدث ويحدث حالياً .. .. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا بإلحاح ..
هو كيف تذهب العقول ؟
هل تذهب مثلاً من تلقاء نفسها ؟ ...
أم بفعل فاعل ؟ .. ومن هو هذا الفاعل ؟

والثابت لديّ والله أعلم .. أنها بفعــل فاعــل .. كما أثبت في شرح الآيات الكريمة من سورة إبراهيم ..
وذهابها يتم بطريقة ماكرة ودنيئة وخفية عن قدرات البشر .. سوف أشرحها لكم بالتفصيل إن شاء الله عز وجل ..

وهذا يعني أنّ هؤلاء المجرمين .. بدأوا في إجرامهم .. بعملية غسيل للعقل .. حتى يتمكنوا من سيطرتهم على العقول ومن ثم توجيهها إلي حيث يريدون .. وكيفما يريدون .. من حيث نشر الفتن على إختلاف أشكالها وأنواعها .. :

تفصيل المرحلة الرابعة .. :

كيف يستخدمون سلاحهم؟ .. :

بما أنّ الحديث ومضمون هذا البحث يتكلم عن الفتنة بل كان جواباً على سؤال ما المخرج منها ؟.. أسبابها وعلاجها .. وبعد أن تعرفنا على أسباب الفتنة .. وأنها دخيلة علينا .. من صنع أعداء متخفين بيننا على هيئة مسلمون وهم غير ذلك بل من كبار السحرة .. يتبقى لنا إيضاح كيف يستخدمون سلاحهم ولماذا تم أختيار هذا السلاح بالذات ..
ففي أحدى النظريات .. :
(( هناك عالم نفس كندي اسمه ( إيون كاميرون ) هو أول من اكتشف في الستينيات دور (التكرار) في بناء الشخصية والتصرفات العفوية .. فخلال بحثه عن طريقة لعلاج انفصام الشخصية اكتشف أن تكرار جملاً وأوامر واضحة ( من خلال تسجيل يوضع على الرأس ) كفيل بغسل دماغ الأنسان وتوجيهه نحو فعل معين ..)) ......

(( كما اكتشف أن إلقاء أوامر واضحة ( في عقل الأنسان الباطن ) يكفل تنفيذها لا حقاً حين تتوفر الظروف المواتية ))

وهؤلاء المجرمين يستخدمون هذه النظرية بطريقة ماكرة .. لبرمجة الأمة وأبناءها .. نحو الفتن والفساد والفواحش .. ولكن من بعيد عن طريق الشيطان ليكون المفعول أشد فتكاً وأكثر تأثيراً وإيجابية بالنسبة لهم .. فيوضع بدل من أجهزة التسجيل هذه .. أكثر من شيطان في جسد كل شخص مستهدف .. لتتم برمجته سنوات طويلة بدون شعوره أو إحساسه بما يحدث .. برمجة صامتة لا تظهر لها أعراض .. وهو ما يوافق قوله عز وجل .. :
{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }الحج53
وهذا السحر عند المتمرسين بالرقية .. يسمى بسحر التجسس .. وأيضا يعرف بسحر التحكم عن بعد أو ( البرمجة الذاتية الدائمة الإستمرارية ) لغسيل الدماغ البشري وقيادته من حيث لا يشعر .. بواسطة جن ساحر .. وليس جن عادي .. فهذا النوع من السحر خطير جداً وخبيث جداً ومخيف لدرجة الفزع ينم عن حقد تاريخي وغل أثري ..
ففي الطب النفسي يكون التكرار بوضع جهاز ( جماد لا عقل له ولا روح ) تسجيل خارجي وأثبت مفعوله ..
وفي مكر هؤلاء المجرمين .. يكون التكرار بالإلقاء الشيطاني الخبيث من الداخل بشكل متكرر ودائم على مدار الثانية ليتم التحكم في العقل البشري ..! ويقـــوده التكرار ( الإلقاء الشيطاني ) إلي تنفيــذ أوامر وتعليمات معينــة ولو بعد حين ، وهوكفيل بغسل دماغ الأنسان وتوجيهه نحو فعل معين وقد يقوده إلي إتجاه معيــن وتشكيل عقليته بشكل معين وحتى فهمه للأمـــور والأدراك وترتيب الأولويات والوعي بعواقبها يتغيـــر ... وهــو يتصـــور إنه إنسان طبيعي وأنّ كل ما يحدث إنما هو نتاج فكره وخبرته وتصوراته ..!

لذا أستطيع أن أؤكد لكم بشكل جازم لا لبس فيه .. :
بأن هؤلاء المجرمون .. عندما أختاروا سلاحهم لهذه الحرب السرية .. وهو سلاح السحر .. لم يكن اختيارهم للسحـــر محاولة عبثية تعبر عن قلة الحيلة وقصر في النظـرة ،أو عجز وإضمحلال في التفكيـر أو سـوء في التقديــر والتدبيـر .. بل لأنهم أدركوا جيـــداً أن هذا الســلاح الشيطاني الفتــاك هو الأشـــد والأكبـــر من القتـل ، وسوف يفتح باب كل شــــر مقفـل ويكسـر بـاب كل فتنـة مغلقـة .. بكل سهـولــة ويســــر ..
وهم في وضع الراحة والأمان يتحكمون بعد إرادة الله عز وجل بكل من حولهم عن بعد ولا يعلم عن أمرهم إلا الله سبحانه وتعالى ..!
أختاروا السحـر .. لجعل التآكـل .. ذاتـي ، والقتــال .. داخلــــي ، والفتــك شديــد ، والنتيجة مدمرة وبشعة ..
والفاعل ... شخص دنيء مستتر خلف الكواليـــس

فــ فتنـــة السحــر ... ((.. إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ ...))
هي مفتاح خبيث أشبه ما يكون( مستر كي ) يفتح كل أبواب الفتـــن المتسترة والمغلقة بيسر وسهولة بمشيئة الله سبحانه وتعالى ويدمر كل جدار عازل لها أو باب موصـــداً دونها ...
أختاروا سلاح فتاك .. ليس السحر فقط .. بـل .. ( فتــنة السحــر )..
لأنهم بهذا السلاح الخفي يبحثـــون عن أهداف متنوعة عديدة من خلال هذا الإجـــرام السافل .. من هؤلاء المفسدين ...والله سبحانه وتعالى يقول ..
( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ .... ) و..(..... وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ .... )
ويتــم من خـــلال إبقاءهم المجتمع على هــذا الوضــع ... تمــريـــر ما يشاؤن في شراييـــن وأوردة المجتمع المسلم .. من بكتيريـــا وجراثيم وفيروســات قاتلة وسمـــوم . من كـــل حـــدب وصـــــوب ... وبمختلف الطــرق وتحت مختلف المسميات والأعذار ..
------------------------
إذاً تعالوا بنا الآن نوجز ما ذكرنا من قصــة هؤلاء المجرمين الأوغاد الذين ينطوون تحت مسمى ( الأباليس ) وهم سحـــرة بني إسرائيل ( أستطيع إثبات ذلك أيضاً من القرآن الكريم ومن خلال لفظ ( سكن ) أيضاً )... الذين لم يرد في آيات السكن والمسكنة .. إلا ذكرهم .. وأمر الله سبحانه وتعالى .. لهم بالسكن .. في الأرض فقط ..
فلقد أمرهم الله سبحانه وتعالى .. السكن .. وحدد نوعية السكن وهي .. الأرض .. فقط .. لأن الله سبحانه وتعالى .. لا يحب الأعتداء والمعتدين .. وهؤلاء أمة خسيسة لعنوا لأنهم يشركون بالله عز وجل ويقتلون الأنبياء وبما كانوا يعتدون ..:
{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }الإسراء104 .. فهذا أمر من الله لهم ( بالسكن في الأرض ) ولكن هؤلاء قوم معتدين .. أشركوا بالله .. وأشركوا مع السكن في الأرض .. البيوت والأنفس !!

إذاً هم ...
مجموعة عائلات .. من كبار السحرة ... يطلق عليهم مسمى (( الأباليـــس )) أو الخلايا النائمة في الجزيرة العربية .... (أعـــرف أكثـــرهــــم ) ....

أختاروا سـلاح المعركة فتنـــة السحر أو ( مجموعة أسلحة بسلاح واحد ) ، وتعاهدوا مع بعضهم وتقاسموا أن يعملوا تحت مخطط واضح .. وهدف بيّــن جلي .. يدار بشكل حــرب ســرية تحت أشراف خبراء من مختلف الفروع ومتخصصين في أدوار الشر والفتـن السرطانية والفسـاد والفواحش وإختلاق الفوضى الخلاقة ، لتدمير الأسلام والمسلمين ... وإبعادهم عن دينهم ..
ونشر الفتـن الشتى في مجتمعهم .. والإقتتال بين أبناءهم ...وبث الفرقـــة بين ابناء الأمــة الواحدة ، وتدمير النــواة الأساسية لتكوين نسيج المجتمع وهي الأسرة المحافظة المتماسكة .. ونشر الفساد بكل أنواعه ونشر الفاحشـــة بكل أشكالها .. والوصول بالمجتمع إلي التناحر والإقتتال وأيضا الوصول به إلي ما يشبه مجتمع مريض .. هزيـل وفاقـد للوعي ( في حالة غيبوبـــة وتحت التخدير) ... يعاني من شتى أنواع الأمـــراض المزمنــة والانفصالية وتقسيمه إلي بؤر كثيرة .. لـ إضعافه وثم يكون هدمه حينها بأسهل الطرق ..... أمـر في غاية البساطة ...


فكان الله سبحانه وتعالى ... على علم بعملهم القذر والجبان من قبل البدء فيه ... ولم يكن غافلاً سبحانه وتعالى عنهم ولو لحظة من اللحظات ..

ولكن ابتلاء منه لـ أمة الأسلام ولحكمة لا يعلمها إلا هو عز وجل ... تركهم يعملون ما يحلو لهم وينجحون في مخططهم ويعمي أبصار الأمــة عنهم فترة طويلة ... ويدخلوا بينهم من جاء لقتلهم وتدميرهم بالغدر والخيانة .. ويستغل طيبتهم وحسن ظنهم وجهلهم بوجود ( بشــر أو أشيــاء ) بمثل هذه العقليات الساديه الكريهة والأجرامية بحق كل شيء ...
وبعد أن أتفقوا على كل شيء .. من اختيار السلاح وتحديد الاتجاه وحصر الإمكانيات .. إلي الثقة في الخطة الموضوعة لهذه العملية العسكرية الشيطانية الحربية بمعنى الكلمة ..... إلي مساعدة بعضنا لهم عن حسن نية وطيب أصل ومعشر ..
وقبل تأسيس المملكة العربية السعودية ووجود حدود مفتوحة شاسعة في كل الإتجاهات ، سهلة لمن أراد التوغل في الجزيرة العربية من شمالها إلي جنوبها ... دخلوا أرض الجزيرة العربية ثـم تفـــرقوا بين العديد من المناطق والقرى والتي تم أختيارها مسبقاً بدقة بالغة ولغاية في أنفسهم .... وأستغلوا كل شيء من الجهل والفقر والتشرذم والأختلافات والتناحـــر بين القبائل والمناطق وبقاءها في حالات قتال مستعرة ومستمرة ، وجهل مطبق وفقر مدقع .. إلي حسن نوايا المجتمعات القديمة والعوائل والقبائل وعدم وجود إثبات هوية في ذلك الوقت إلا ما يدّعيه الشخص نفسه ... ودخلوا بينهم .. بأشكال مختلفه وفي أوقات مختلفة أيضاً ...... وأستوطنوا هذه القرى وبين تلك القبائل فترة من الزمان وقاموا بفعل السحر في كل مكان يذهبون إليه ، بالخفيــة ،
ومن ثم أصبحوا معروفين ومحبوبين لدى المجتمعات الأولية التي سكنوا فيها ... عن طريق سحر المحبة إبتداء من خلال سكن شياطينهم في أنفـــس افراد هذه المجتمعات التي سكنوها ، وكان ذلك خلال قرن ونصف مضى ...
ثم أصبح أهل القرى والقبائل تلك يعتبرونهم معنوياً من افرادهم وابناءهم ..
وبعد أن توحدت الجزيرة العربية بأسم المملكة العربية السعودية ... وبدأ منح الجنسية السعودية للمواطنين ،، أخذوا هم هذه الجنسية .. وفي بعض من حالاتهم أصبحت اسماءهم مرتبطــة بمسمى القبيلة التي ترعرعوا فيها أو المنطقة التي نشأوا فيها وبشهادة الأهالي الســــذج والمغرر بهم والمغلوبين على أمرهم بفعل سحر هؤلاء الشياطين .... وإغراءات نساءهم الساحرات الفاسدات ....
وقبل التوحيد واثناء مسيرة التوحيد منهم من أصبح في أعلى عليين وكان من ضمن المقربين للملك المؤسس ومنهم من أصبح أحد انسباء الأســرة المالكة
ومنهم من حصل على إمارة فوج من الأفواج ،
ومنهم من وصل الآن لرتب عسكرية عليا ولا يزال على رأس العمــل ،
ومنهم مدرسين ومدرسات كثر ... خصوصاً في المرحلتين الأبتدائية والثانوية .! ومنهم التجار والإعلاميون ( المقروء والمرئي ) ...
ومنهـــم من تقمـــص دور .. الدعـــاة وطلبة العلم.. وهم منه بـــراء .. للتغلغل بين صفوف الشبـــاب المتديـــن ... لغايات شتــى .. خبيثــة ..!ولتنفيــــذ متطلبـــات مستقبليـــة ... في شرعنـــة ما قد يحــدث ومجالسة العلماء للتأثير عليهم من قرب ..!
ومنهم لم يحصل على مثل هذا الشرف وهذا من ضمن المخطط حتى يتم التغلغل بين مختلف الطبقات الأجتماعية في الأمــة لكي يتم التدمير والتمزيـــق في نسيج الطبقات كلها حتى لا يتم إثارة أي شك أو ريبة في الموضوع ... بل جعله يسير هكــذا بشكل طبيعي فساد منشــر وفتن شتى على كافة المستويات ،






وخلاصة ما سبق .. أستطيع أن أؤكد لكم .. والله أعلم ..
إلي أن المجتمع المسلم ممثلاً في المجتمع السعودي يتعرض بشكل خفي وماكر لحرب سرية دنيئة .. وعملية برمجة خبيثة .. بالغة الدقــة والتعقيد وفي منتهى الخطورة والتهديد .. تهدف إلي تدمير الأمة ومعتقداتها .. والسطيرة والتحكم بعقول أبناءها.. ونشر الفتــن والفســــاد والفواحش بين أبناءها ... من خلال عمل جبار يقوم به جيــش من سحــرة بني إسرائيل ... متواجدون في الجزيرة العربية منذ ما يقارب القرن والنصف .... على هيئــة مسلمـــون ... وهم غير ذلك .........

والله أعلم وأحكم وهو من وراء القصد وهو الهادي إلي سواء السبيل ..
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
المحضار غير متصل  
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:11 PM   #7
اللهذام
عـضـو
 
صورة اللهذام الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
البلد: AL MADINAH
المشاركات: 2,914
جزيت خيرا

متابع ...

والله يكفينا وياك شر الفتن
__________________
.
.
هي موتة واحدة .. فاجعلها في سبيل الله
اللهذام غير متصل  
قديم(ـة) 09-09-2008, 06:26 PM   #8
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
حياك الله يا أبو عمر

وشكر الله لك هذه المداخلة ..
المحضار غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)