|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
19-09-2008, 06:37 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 23
|
.:.:. المواســاة في شهــر المواســاة ..!! .:.:.
في رمضان المعظّم يجتمع شمل الأسرة المسلمة على مائدة الإفطار اجتماعاً ينتظم عقده , ويظهر جماله حيث أمسيات وأُنس يعيشها الصائمون مع أسرهم, وإخوانهم , وذويهم تمتلئ نفوسهم غبطة , وتنشرح قلوبهم بهجة وسروراً..
أيها الأحبة ! إن حقاً على من كان على هذه الشاكلة أن يحمد الله ويشكره , ويعرف لربه فضله ونعمته... وفي المقابل وأنت تعيش هذه البهجة مع أحبائك هل فكرت في إخوان لك حلّت بهم ظروف , ووقعت بهم نكبات , ودالت عليهم الأيام ؟. هل تأملت –أيها الحاني – كم في الناس من فقراء ليسوا بأقل ذكاءً من الأغنياء ؟ وبؤساء ليسوا بأقل علماً بأمور الحياة من السعداء ؟ غير أن ظروفاً أحاطت بهم , فعاشوا تحت وطأة البؤس , وهموم الحاجة , وعوامل التشريد..... فقراء لا مورد لهم , ونسوة لا عائل لهن , وأيتام لا آباء لهم , ومشردون لا أوطان لهم... يتامى فقدوا أحضان من يرعاهم , عاجزون عن أن يصلوا إلى قوتهم بأيديهم , أطفال يتضورون جوعاً , وآباء يتقطعون حسرات , وأمهات مكلو مات تحجر الدمع في أعينهن.. من ذا يسمع هذه الأنباء فلا يذوب قلبه حزناً ؟ كيف يصلح الحال وأنت ترى في الناس من يقف موقف المتفرج؟ , يسمع الأنين ولا يكترث , ومن يرى الدمع فلا يلتفت , بل يأبى بعضهم إلا أن يجرعهم غصصاً من الذلِ والهوان.. أين الصالحون المحسنون الصائمون القائمون الذين بين جوانحهم أفئدة رقيقة , ونفوس إلى الخير سباقة , يؤمنون حقاً بإخوة الإسلام , وحقّ الجوار , ووشائج القربى.. وهل يرحم الله من عباده إلا الرحماء؟ من هو هذا السعيد الذي يصوم لله , ويتفقد عيال الله ؟ ليطعم جائعاً , ويسعد عائلاً , ويكفكف عبرة , وينقذ شريداً .. أيها الأحبة ! إن سنة الله قد دلّت على أن الرحيم الشفوق , المحسن , المواسي يعيش في دنياه حياة طيبة , اسمعوا إلى قول المؤمنة الحكيمة خديجة – رضي الله عنها – لحبيبها محمد – صلى الله عليه وسلم - :\" والله لا يخزيك الله أبداً , إنك لتصل الرحم , وتحمل الكلّ , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف , وتعين على نوائب الحق..\" أخرجاه . بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام , والمسلم الكريم , والمحسن الحق هو الذي يتحرى ذوي الحاجات سواء عرفهم أو لم يعرفهم.. جاءت امرأة إلى عبدا لله بن جعفر , فسألته فأعطاها وأجزل لها العطاء , فعاتبه بعض أصحابه , وقالوا : إنها لا تعرفك , وقد كان يرضيها اليسير , فقال : إن كانت ترضى باليسير فإني لا أرضى إلا بالكثير , وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي وأعرف ربي.. أيها الحبيب! إذا كانت المواساة والرحمة لازمة لهؤلاء المحتاجين في كل حين فهي في شهر المواساة والجود والإحسان ألزم .. ولئن كان بعض دعاة الإنسانية , وحقوقها من غير المسلمين , بل من أعداء المسلمين يُظهرون أمام هذه المناظر البائسة شفقة ورحمة وعطفاً , فإن المسلم بأخيه أحق وأبر وأولى وأرحم... أيها الأخوة ! وإذا تحركت عندكم دواعي الإحسان – وهي كذلك – وقام عندكم حق المواساة فليكن ذلك متمشياً مع آداب الإسلام , فابذلوا بوجه طلق , وبشاشة محيا , ولا تنتظر من مخلوق جزاءً ولا شكوراً . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|