|
|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13
|
اخوتي الأفاضل انا ما أوردت الفتوى الا لأن الأمر فيه سعة ولا تحجر واسعا ولا تشدد على الأمة الأمر فيه خلاف لماذا زندقتني (وما أدري بعد ذلك )
اخي الفاضل علي11 هل يجوز لكل الدعوة على أخيك المسلم بعد التوفيق لأنه خالفك في مسألة ليست من مسلمات الدين والتد لكم قصة وقعت في عهد ي ورد فيها نصوص صريحة اتقوا الله الأمور التي لم برد فيها نص ولم تخالف اي من المعتقدات واختلف فيها فقهاء الأمة يجب عدم التحجير على الأمة اورد لكم قصة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهي : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن الاختلاف بين الناس أمر قضاه الله قبل خلقهم، وكتبه عليهم منذ أن أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا، فلا يزالون مختلفين إلى أن تقوم الساعة، ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة، لكنها السنن التي لا تنخرم، والنواميس التي لا تتبدل، على ما اقتضته حكمته، وجرى به عدله {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}. إذن فلا بد من الاختلاف، وإن اختلفت درجته، وتباينت حدته، وتعددت مظاهره، وتنوعت أسبابه، فهو ليس درجة واحدة، وليس الخلاف في وجود الخالق، كالخلاف في مصارف الزكاة، وليس الخلاف في عدالة الصحابة، كالخلاف في جلسة الاستراحة. لقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في عدد من المسائل، لكن الخلاف الذي حصل بينهم، لم يكن خلافا في أصول الدين، وإنما كان خلافا في أحكام فرعية، وجوانب تفصيلية، لا تؤثر في أصل العبادة، ولا تتعارض مع أصول الشريعة. إلا أن وقوعها في ذلك العصر، وبين خير قرن من قرون هذه الأمة، يعتبر دليلا على أن هذا النوع من الخلاف ليس عيبا يجب تلافيه، أو ضررا يجب تفاديه، بل إنه تفاعل طبيعي لهذه العلوم والمعارف، وصورة راقية لتنوع الأفهام، وتباين الآراء. وهذا النوع من الخلاف هو ما حصل بين الأئمة الأربعة رحمهم الله، إلا أن التعصب المذهبي، وحظوظ الأنفس، حوّلا القضية عند أتباع الأئمة من خلاف فكري إلى اختلاف نفسي وروحي، حتى أبغض بعضهم بعضا، وشتم بعضهم بعضا، وأصبح في المسجد الحرام أربعة منابر، كل يصلي بصلاة إمام مذهبه، وحتى أجاز بعضهم نكاح المرأة من المذهب الآخر قياسا على جواز نكاح الكتابية، وضرب التعصب والتفرق في الأمة حتى فت في عضدها، وأوهن من قوتها، ووصل الحال إلى أسوأ ما يمكن أن يصل إليه. وهذا هو الفرق بين مجتمع الصحابة ومن هم دونهم، وهذه النتيجة البغيضة هي العيب الذي يجب تلافيه، والضرر الذي ينبغي تفاديه، أما نفس الخلاف فلا يمكننا تجاوزه، ولو أمكننا ذلك لكان الصحابة أولى وأقدر. إن الخلاف بين علماء أهل السنة راجع في أصله إلى سببين: خلاف في الدليل وخلاف في الدلالة. وليس بعد هذين السببين إلا الهوى، وتحكيم العقول على النصوص. أما الخلاف في الدليل، فهو أن يثبت دليل المسألة المختلف فيها عند عالم ولا يثبت عند الآخر. وأما الخلاف في الدلالة فهو أن يرى في الدليل ما لم يره الآخر، أو تتعارض عنده دلالة الدليل مع دليل آخر أرجح عنده منه. وهذا النوع هو ما إليه أجر الزمام وعليه أبني الكلام. انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نصر إلى نصر، ورد الله عنه الأحزاب يوم الخندق، وكان من أمر بني قريظة ما دعاهم إليه لؤمهم القديم، وحثهم عليه خبثهم الأصيل، فنقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاءوا المسلمين من فوقهم إذ جاءتهم قريش من أسفل منهم، فرد الله كيدهم في نحورهم، وسلط على أنصارهم من المشركين الريح، وبعث في نفوسهم الهزيمة، حتى شكوا في حلفائهم اليهود، ودب بينهم الاختلاف، إلى أن كشفت الغمة، وتفرقت الجموع {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}. ولما رجع الصحابة من الخندق، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة". إن الأمر الصادر من المشرّع في هذه القضية واضح وصريح، بل لا مزيد من البيان على هذه الكلمات، فأحدٌ نكرة في سياق النفي، فتعم كل أحد، والعصر صلاة معروفة محددة، وبنو قريظة مكان معروف محدد. فلماذا اختلف الصحابة في هذا الأمر! فصلى بعضهم في الطريق حين حانت الصلاة، وأخر بعضهم الصلاة إلى أن غربت الشمس، ولم يصلوها حتى وصلوا المكان الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! إن هذا الاختلاف الذي حصل بين الصحابة، هو صورة مصغرة للخلاف بين مدرستين عظيمتين في الفقه الإسلامي، المدرسة النصية، والمدرسة المقاصدية(إن صح التعبير)؛ وهذا ما جعل النتيجة التي وصل إليها الصحابة مختلفة، مع أن النص صحيح وواضح. لقد صلى أصحاب المدرسة المقاصدية عندما حانت الصلاة، ولم ينظروا إلى نص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بقدر ما نظروا إلى المقصد الذي أراده، إذ كان مقصده صلى الله عليه وآله وسلم المبادرة إلى استئصال خطر اليهود، ومعاقبتهم على غدرهم وخيانتهم، فأراد من الصحابة مباشرة الذهاب، وألا ينشغلوا عنه بشيء، ففهموا قوله ضمن هذا الإطار. بينما رأى أصحاب المدرسة النصية أن نص رسول صلى الله عليه وآله وسلم مقدم، وأنه لا صلاة عليهم حتى يصلوا إلى المكان الذي ذكره صلى الله عليه وآله وسلم وإن خرج وقت الصلاة. فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد الفريقين، ولم يصوب أحدهما على الآخر، لأن مأخذهما في الاجتهاد صحيح، فهذا إقرار من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمدرستين، وليس مجرد إقرار للرأيين. وهذا هو المقصد من هذه الحادثة ومن هذا الإقرار، أن يكون ذلك إقرارا للاختلاف إن كان صدوره عن النظر إلى المقاصد المعتبرة في خطاب الشارع، في مقابلة اعتبار المدلول اللفظي للنص، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أقر هذا النوع من الاعتبار، وليس الاعتبار الآخر بحاجة إلى هذا الإقرار، لأن الأصل في الخطاب أن يلتزم بمدلوله النصي. وقد أشار إلى هذا الاستنباط مجموعة من العلماء أذكر منهم الإمام النووي رحمه الله، حيث قال في هذا الحديث: (وأما اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم - في المبادرة بالصلاة عند ضيق وقتها ، وتأخيرها ، فسببه أن أدلة الشرع تعارضت عندهم بأن الصلاة مأمور بها في الوقت مع أن المفهوم من قول النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يصلين أحد الظهر أو العصر إلا في بني قريظة" المبادرة بالذهاب إليهم ، وألا يشتغل عنه بشيء، لا أن تأخير الصلاة مقصود في نفسه من حيث إنه تأخير ، فأخذ بعض الصحابة بهذا المفهوم نظرا إلى المعنى لا إلى اللفظ ، فصلوا حين خافوا فوت الوقت ، وأخذ آخرون بظاهر اللفظ وحقيقته فأخروها ، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين، لأنهم مجتهدون، ففيه : دلالة لمن يقول بالمفهوم والقياس، ومراعاة المعنى، ولمن يقول بالظاهر أيضا)[1] إن الساحة اليوم لتعاني من صراعات وتطاحنات، بسبب الخلاف في جزئيات اختلف فيها الأولون والآخرون، ولم يستطع أحد أن يحسم فيها النزاع أو يفصل فيها القول، لأن طبيعة الجزئيات ألا يهتم الشارع بها كثيرا، لذا فإن تحرير النزاع وفض الخلاف في هذه المسائل متعذر، لعدم وجود النصوص الصريحة في هذه الجزئيات، وليس لدى من يناقش في هذه القضية ويؤلف إلا أن يستبطن الكتب ويستخرج أقوال من وافقوه الرأي، وليس على من يرد عليه إلا أن يكرر العملية في الاتجاه المعاكس، فتعقد الجلسات، وترمى الكلمات، وتتغير القلوب، وتتشاحن الأنفس، ويبقى الخلاف في المسألة كما كان. وقد حصل لنا ونحن طلبة، ما يحصل عادة لكل من كان في مراحلنا وأعمارنا، فكنا نقيم الدنيا ولا نقعدها، ونرى أن من واجبنا تبيين الحق ورد الباطل، وكانت قضايانا محدودة ومحصورة ، ولم تكن قضية منها تتجاوز سنن الصلاة أو اللباس أو العادات، ونحو هذا. وكنت قد ناقشت مرة أحد الطلبة الذي أنكر علي أنني أقبض بعد الركوع، وبعد فترة وجيزة من النقاش، رماني بكلمة كبيرة، وكدت أن أرد عليها بأكبر منها إلا أن الله سلم، وفي المساء تحاكمنا إلى شيخنا الشيخ عطية سالم رحمه الله، فأفتانا بأنه لا يجوز النقاش في هذه المسائل أصلا. لقد أدرك رحمه الله أن النقاش في هذه المسائل لا يزيد المسألة وضوحا، ولا يفيد الطلبة علما، وإنما يؤدي إلى شيء واحد، وهو التنافر والتقاطع والتدابر. وهذه آفة تجاوزها الصحابة الكرام، فقد كانوا يختلفون في المسائل التي لو خالف فيها بعضنا لكُفر، ومع ذلك فقد كانوا كما قال الله عنهم: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} وهذا ما ينقصنا اليوم، وهذه هي المبادئ التي نحتاج إلى أن نربي عليها أبناءنا وطلبتنا، وما درس بني قريظة إلا نموذج راق للاختلاف، وصورة مميزة لمجتمع مسلم متخلق. فلنحافظ على أخوة الإسلام، ولنجعلها رأس المال الذي لا نقبل أن تطاله الأيدي، ولنترك كل ما من شأنه أن يغل القلوب ويشحن الصدور، فلن ندخل الجنة إلا إذا ملئت قلوبنا حبا، قال صلى الله عليه وآله وسلم : "والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم"[2]. ( انما اوردت هذه القصة لكي نعلم علم اليقين ان الخلاف موجود الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولكن لا تعنف فئة فئة اخرى لأنها خالفتها الرأي) ولكم خالص تحياتي وشكري -------------------------------------------------------------------------------- [1] شرح النووي على مسلم 12/98 [2] مسلم برقم 203 وأبو داود برقم 5195 واللفظ له
__________________
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|