[برق1]

أولا :

كنّا عرفنا من خلال سير الأحداث المتسارعة في العدوان الأمريكي على العراق الشقيق كيف أن المخابرات الأمريكية أضافت فشلا إلى سجل تخبطاتها المتواصلة , ولكنه فشل قاتل هذه المرة , تمثل في :

1- خطأ اللحظة الأولى في إعطاء إشارة البدء بالهجوم الجوي قبل أوانه بأربع وعشرين ساعة , لكون المخابرات قد تيقنت من تحديد مكان الصيد الثمين ( صدّام ) في ساعة إطلاق الخمسة والثلاثين صاروخا الأولى !

2- تبين بعدها أن المخابرات العراقية قد ضللت مخابرات العم سام لتقع في فخ التعجيل بالضربة الذي أفقد القوات الأمريكية حسن التنسيق بين وحداتها , وبينها وبين قيادات القوى الحليفة, ولتعرف المخابرات العراقية من الضربة مدى حرص الغزاة على قتل القيادات العراقية

وهذا ما دعا بوش إلى التذمر من أداء المخابرات , وعزمه على عزل قائدها (( تينيت )) وهو قرار أخره بوش لفور انتهاء هذه الحرب المحرجة


ثانيا :

من بعد هذا تكشف لنا أسرار أخرى عن قوة أمريكا الحقيقية
فقد ثبت أن ما روجت له الولايات الأمريكية من قدرات خارقة لطائرات الأباتشي عندما أدخلتها الخدمة قبل سنوات , تبين أنه ليس سوى هالة إعلامية تهدف إلى هزيمة الناس نفسيا بمخدّر مفاده أن لدى الجيش الأمريكي سلاح لن يتغلب عليه طرزان لو تحالف مع كلين دايزر ورامبو !

فالذي تبين مع طلعات هذه المروحيات , أنها أقل شأنا بكثير من أن يهابها العدو !
فهي طائرات لا تصوّب إلا من ارتفاع منخفض
وهي طائرات غير محصنة عن الطلقات العادية من الرشاشات والبدقيات الخفيفة !
وهي لا تحمل أجهزة أنذار فعالة تشعر القاائد بالخطر في وقت كاف
وعليه فقد صارت هدفا سهلا لفلاح عراقي عجوز يحمل بندقية قناصة عادية !

وبعد أن جالت هذه المروحية في أرض العراق , رجعت وقد فقدت عددا منها رغم كونها لم تشتبك اشتباكا طويلا مع كتائب الجيش العراقي , بل خيبت القيادة بأدائها الفاشل الذي تمثل في مجرد الدفاع عن النفس بدل الهجوم , ومن ثم الفرار بأقل عدد من الخسائر

أما ما عاد منها فقد عاد مصابا إلا النادر , فقد اعترف قائدو تلك المروحيات أن أغلب طائرات السرب , وهو (( 230 )) مروحية – حسب التعداد الرسمي ! - قد أصيب إصابات عديدة , منها ما يمنع إمكانية استخدام الكثير منها لكونها إصابات جسيمة !

ولهذا لجأت القيادة الميدانية للفرقة (( 101 )) إلى عدم استخدام هذه المروحيات التي خيبت آمالهم ! مستعينين بالقاذفات ثابتة الجناح !


ثالثا :
كان الأمريكيون أقنعو - بشكل أو بآخر - كلّ من يمشي على الأرض أنّ صواريخهم شديدة الذكاء لكونها تعمل بتقنية التوجيه المتناهي الدقة عن بعد , وتستخدم في سيرها نظام الـ GBA , وهو الأدق من الـ GBS

ولكننا تفجأنا مع حرب الخليج الثانية بكون السحب تمنع الطائرات الأمريكية من تحديد أهادفها فلم نفهم كيف تؤثر السحب على إطلاق قنابل و صواريخ تتعامل مباشرة مع ذلك النظام الذي نعلم جميعا أنه لا يتأثر بالسحب , كما لا تتأثر بها كل البذبات المعروفة التي تعمل عليها أنظمة الهواتف والنقل التلفزيوني والإذاعي

هذا يضاف بالطبع إلى الذكاء الخارق لتلك الصواريخ التي لفرط ذكائها ضربت السفارة السعودية والمصرية مع أول غارة فجر الخميس الماضي , ثم قصفت أرضا إيرانية , وتركية في الغارات اللاحقة !!!
وهذا يذكرنا بما كانت عليه تلك الصواريخ من ذكاء عندما أطلقا الأمريكيون من الخليج العربي على معاقل القاعدة عام 1418 , 1998 ليسقط كثير منها على براري دولة مجاورة هي باكستان !!!

إن من مزايا هذه الحرب الثالثة أن كشفت لنا بجلاء أن الطائرات الأمريكية لا تستطيع تحديد أهدافها مع أي عارض جوي من غبار أو ضباب أو سحب أو دخان
رابعا :

أخيرا , في يوم أمس الأربعاء أضاف الأمريكيون إلى معلوماتنا معلومة هامة جدا , هي أنهم وبكل بساطة يضحكون علينا حتى في تعداد جيشهم !
فقد أعلنوا من قبل أنهم حشدوا (( 25000 )) جندي في الخليج , موزعين على الفرق البرية والبحرية والجوية


الذي نراه مشاركا فعلا على أرض المعركة لا يجاوز أربعين ألفا من مخططين ومنفذين من الغزاة موزعين على الكتائب الجوية والبرية !

وإذا كان معروفا أن عدد أفراد سلاح الجو والبحر لا يقارب عددهم نصف عدد أفراد الجيش البري , فما المحصلة من هذه التأملات ؟

بناء على المشاهد في أرض المعركة , وحسب الأرقام الرسمية المعلنة من قبل الغزاة ومن قبل القيادة العراقية , فهذا العدد المشارك لا يقارب ربع القدرة الأمريكية المعلن مرابطتها في الخليج من الأفراد !

فما الذي دعا الولايات الأمريبكية إلى الاستعانة بـ( 30000 ) جندي آخر هم في طريقهم إلى الخليج الآن , رغم أنها لم توظّف في معركتها سوى أقل من ربع الأفراد ؟!

الجواب سهل جدا , هو أنّ عدد الجيش الأمريكي كلّه محل نظر , وأن عدد المرابطين منه في الخليج أقل بكثير من العدد المعلن من قبل

فالعدد الكبير من الجنود كان مجرد رقم على ورق لممارسة الضغط النفسي على الجندي العراقي وقيادته

حقا إن أمريكا مجرّد آلة إعلامية رسمت هالة أسطورية لجيش لا يملك مؤهلات سوى قنبل ورؤوس اليورانيوم والبلوتونيوم , مع عدد صرت أشك أشك في صحته من الطائرات النفاثة والقاذفات

وهذه الحال تذكّرنا بقنبلتي ناجازاكي وهيروشيما , فبعد أن أسقطتهما أمريكا على الشعب الياباني الأعزل , هددت حكومة اليابان إن لم تستسلم بأن تدك أرض اليابان كلها بتلك القنابل ! ليتبين بعد توقيع معاهدة الاستسلام أن أمريكا لا تملك سوى هاتين القنبلتين ! , حتى قال الأمريكيون أنفسهم بعدها بسنوات طوال : لو علم اليابانيون أن ليس لدينا قنابل أخرى لاحتلوا أمريكا في أيام !

أنها الحرب النفسية تعمل اليوم بقدر أكبر ضراوة وتخطيط , بعد نكسان كثيرة منها نكسة فيتنام التي أرجعوا فيها السبب للصدق في نشر المعلومات على الجبهة مما سبب هزيمة نفسية للجندي والإداري الأمريكي .
فهي إذن طائرات تعتمد على الأجهزة المعروفة لدى كلّ دول العالم فقيرها وغنيها , إنها تعتمد فقط على الرؤية المباشرة من كمرة الطائرة المربوطة بجهاز حاسوب في الطائرة يححد من خلال الكاميرا دخول الهدف في مجال الإطلاق , وبالتالي يضغط قائد الطائرة على زر الإطلاق
هذا السلاح صار اليوم تقليديا , لم تأت الآلة العسكرية الأمريكية منه بجديد

حقا لقد كانت قيادة العراقية منذ زمن بعيد أكثر معرفة بقدرات الجيش الأمريكي عندما حفرت قنوات ضخمة أيام الحرب السابقة وملأتها بالنفط الذي أشعلته , وكنا نظنه لإعاقة تقدم الجيش البري الأمريكي , وإذا به لحجب الرؤية عن الطائرات الأمريكية التي ليس لها حيلة عن الكاميرات قليلة الكفاءة


مسألتان مهمتان :

1- لعل مما يوضح أن أرقام الجيش الأمريكي إنما هي على أوراق الصحف وشاشات التلفزيون فقط أن رئيس أركانهم في البنتاقون صرح قبل وقت قريب بناء على ما نقلته المفكرة عن خبراء روس , حيث بيّن أن استمرار القصف بصواريخ كروز لمدة أسبوع آخر بنفس الكثافة سيعرض القوة الصاروخية الأمريكية والردع الاستترايجي للخطر ( وهي منه اعتراف بقلة عدد هذه الصواريخ وصعوبة جلب المزيد لما يتطلبن من أموال ووقت )

2- ولعل الأمريكيين يبلغ بهم التخبط وعدم ضبط إخراج الدعاية النفسية بحيث لا يتنبهو إلى أن نقل ( 30000 ) جندي بتجهيزاتهم ومعداتهم يتطلب أسابيع من النقل المتواصل , حتى لو كانت أساطيل نقلهم جاهزة , فكيف بها وهي منهمكة بنقل المعدات وقطع الغيار والذخيرة والمسؤولين والإغذية إلى الخليج على مدار الساعة

فلعلهم ينسوا كلّ هذا ليعلنوا بعد أيام قلائل عن وصول الثلاثين ألفا إلى الخليج !


ومن شكّ في المدة اللازمة لنقل الثلاثين ألفا فليرجع بذاكرته إلى الوقت الذي استغرقته أمريكا في حشد (( 250000 ) جندي في الحرب السابقة عام 90 وكذلك حشد نفس العدد لهذه الحرب
فهي خمسة أشهر كاملة للحرب الأولى مع توفير كل أساطيل النقل بشكل ملفت بحر وجوا , واستنفار أساطيل نقل الدول الأخرى , مع استخدام كل موانئ دول الخليج بما فيها موانئ السعودية الغربية , مع موانئ الأردن وسوريا
وأربعة أشهر في هذه الحرب نظرا لكون كثير من العتاد والطائرات قد خزّن في دول الخليج ليخف عن الأمريكيين تكاليف ووقت نقله

[شيخ بريدة]

سبحان الله والله ياهن فضايح كنا نخاف منهن من اول...اعني طيارت الخنازير الامريكان.





اخوي برق1 صراحة انت مبدع جداً خاصة بالسياسة كل مواضيعك ممتازات جداً واشكرك بعنف وشدّة<< مايعرف الرفق.



الله يعافيك ويجزاك خير.

[برق1]

أخوي شيخ بريدة :

مع ها المدح تراني أتوهق وأروح أقدم على منصب وزير خارجية خخخخخخ

عموما لا تنس أنه وإن كان لدى أمريكا في منطقة الخليج ( 230 ) أباتشي فكامل أسطول الأباتشي حسب زعمهم ( 550 ) أباتشي أخرى ( يعني كثار شوي ) جعلهن الله غنيمة للمسلمين

جزاك الله عن أخيك خيرا بمرورك وحسن ثنائك
وتسلم يا غالي