|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
|
█▓▄▀▓█ وقفــــات مــــع الشتـــــــاء █▓▄▀▓█
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
█▓▄▀▓█ وفقــــات مــــع الشتـــــــاء █▓▄▀▓█ في هذه الأيام يتردد على أسماعنا الحديث عن الشتاء، بل ونحسه ونستشعره استشعاراً، فنشتاق إلى لياليه، وننتظر أيامه. وقد نكون الآن ممن يعيشه. ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعلَّ الله عز وجل يفتح لها القلوب: ![]() الوقفة الأولى : تأمل وتفكر إن أحسن ما أتفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمّة به دون شيء من مخلوقاته. وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه، ويبصره العباد، وما لا يبصرونه، تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها. لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما. وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته. ولو دخل عليه مفاجأة لأضنَّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟! ![]() الوقفة الثانية: آيات الله في الشتاء 1 - الصواعق: قال تعالى: وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ . وقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله تعالى فقال لرسول الله : ( أيش ربك الذي تدعوني إليه؟ من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته ). 2 - الرعد والبرق: عن ابن عباس قال: اقبلت يهود إلى النبي فقالوا: ( يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ ) قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله } قالوا: ( فما هذا الصوت الذي نسمع؟ ) قال: زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر } قالوا: ( صدقت ) [السلسلة الصحيحة للألباني:]. 3 - المطر والبرد: قال تعالى: ﴿ أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ ﴾[النور]. ![]() الوقفة الثالثة: شكـــوى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها } [رواه البخاري ومسلم]. فتذكر أخي شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا، وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه. يقول أحد الزهاد: ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ). ![]() الوقفة الرابعــة: الشتاء وعمر الإنسان بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا. والمؤمن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها: إنما هي ثلاثة أيام. قد مضى أمسٌ بما فيه. وغداً أملٌ لعلك لا تدركه. إنك إن كنت من أهل غد فإن غداً يجيء برزقه. ودون غد يوماً وليلة تخرم فيه أنفاس كثيرة. لعلك المخترم فيها كفى كل يوم همُّه. ثم قد حملتِ على قلبك الضعيف همّ السنين والأزمة، وهمَّ الغلاء والرخص وهمَّ الشتاء قبل أن يجيء الشتاء، وهمَّ الصيف قبل أن يجيء الصيف فماذا أبقيتِ من قلبك الضعيف لآخرته؟ كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن. مضى الدهر والأيام والذنب حاصل * وجاء رسول الموت والقلب غافل نعيمك في الدنيا غرور وحسرة * وعيشك في الدنيا محال وباطل ![]() الوقفة الخــامسة: الجسد الواحد أحدهم يقسم بالله العظيم أن عنده جدّتين لأمه وأبيه تنامان في لحاف واحد من شدة البرد. أخي في الله .. إن هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناس يستقبلون قبلتنا، ويصلون صلاتنا، ويحجون حجنا فلهم حق. إن هذا الفصل وما يمر علينا فيه من الشدائد هنا وهنا فقط، لابد وأن نستشعر جميعاً أن هناك من هو أحوج بالرأفة والمساعدة منا، لابد أن نتذكر أولئك الذين لامس بل اخترق بردُ الزمهرير عظامهم. إن هناك مسلمون لا يحلم بل لا يتصور أحدهم وإن شئت فقل لا يتوقع في الحسبان أن يصل إليه ثوب قد جعلته أنت مما فضل من ثيابك وملابسك. أخي في الله: قـل لي بربك كم يملك أحدنا من ثوب؟ وكم يُفصِّل أحدنا من ثوب؟ وكم.. وكم.. وكم..؟ خير كثير كثير. ونِعَمٌ لا تحصى.. ولكن أين العمل؟. إلى الله المشتكى فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى. فهيا أخي امضِ وتصدق ولو بشيء يسير، فربما يكون في نظرك حقير وعند ذلك الفقير المحتاج كبير وعظيم. ![]() الوقفة السادسة: من أحكام الطهارة في الشتاء 1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى﴿ : وَأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً ﴾ 2- إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا: والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء. 3- يكثر في فصل الشتاء والوَحَلُ والطين فتصاب الثياب به مما قد يُشكِل حكم ذلك على البعض. فالجواب: أنه لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة. وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا. 4- يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة أن أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة - أي أربعاً وعشرين ساعة - وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن - اي اثنتان وسبعون ساعة - وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلا الخف فيضع يده على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن. ومن لبس جورباً أو خفاً ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء. وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول. وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول. وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه فله المسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل. ![]() من مخالفات الطهارة في الشتاء: أ - بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي. ب - بعض الناس لا يسفرون أكمامهم عند غسل اليدين فسراً كاملاً - أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً - وهذا يؤدي إلا أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء معه غير صحيح. ج - بعض الناس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك. ![]() الوقفة السابعة: من أحكام الصلاة في الشتاء 1 - الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما سنة إذا وجد سببه وهي المشقة في الشتاء، من مطر أو وحلٍ أو ريح شديدة باردة، وهي رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه. وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطولات. ![]() من مخالفات الصلاة في الشتاء أ - التلثم: صحّ عن النبي أن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده. بل هو المشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر. ب - الصلاة إلى النار: يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبهاً بالمجوس وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين. 3 - الصلاة على الراحلة أو في السيارة: جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف خروج وقتها وهي مما لا يجمع مع غيرها في الشتاء. قال ابن قدامة في المغني: ( وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود ). ![]() الوقفة الثامنة: الدعاء في الشتاء 1 - عند رؤية الريح: ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ). 2 - عند رؤية السحاب: ( اللهم إني أعوذ بك من شرها ). 3 - عند رؤية المطر: ( اللهم صيباً هيئاً ) أو ( اللهم صيباً نافعاً ) أو ( رحمة ) ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح 4 - إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر ). فائدة: يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه حتى يصيبه ( لأنه حديث عهد بربه ) هكذا فعل النبي وعلل له. ![]() الوقفة التاسعـة: النار في الشتاء ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق. جاء في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم } وفي رواية: لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون } والسلامة في اتباع النبي عليه الصلاة والسلام . ![]() الوقفة العــاشـــرة : فرح السلف بالشتاء قال عمر رضي الله عنه : الشتاء غنيمة العابدين. وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام ). وقال الحسن: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ). ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام. ورحم الله معضداً حيث قال: ( لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً ). هذا خبر من قبلنا، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود رب الأرض والسموات، وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان. ![]() فيا إخوانى جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها.. وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال صلى الله عليه وسلم : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة } إيه وربي إنها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟! وأسأل الله أن يشرح قلوبنا للإيمان وأن يستعملنا في طاعته. ![]()
__________________
![]() ![]() ![]() [FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
|
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,050
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ماشاء الله تبارك الله ، موضوع وجمع مبارك أيها المبارك قلم جميل وإنتقاء أجمل لجميع مواضيعك تميـّـز |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بلاد القوقاز
المشاركات: 1,802
|
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك..على هالموضوع الاكثر من رائع...
وفقك الله....
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك الله فيكم لتشريفكم سلمنا الله وإياكم من كل مكروه ونفعنا جميعاً بالمقال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» بكى المجتهدون على التفريط إن فرطوا في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام الشتاء ربيع المؤمن: طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه وجزاكم الله كل خير ![]()
__________________
![]() ![]() ![]() [FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
|
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: في بيتنا
المشاركات: 654
|
رائع
جزاك الله خير
__________________
مابوهـ توقيع |
![]() |
![]() |
#6 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 12,834
|
مدهش
الغنيمه البارده إن الشتاء يوسع الصدر سبحان الله فيه نار وخير وجمعه وتجد ان السهر خارج المنزل قليل جزاك الله خير |
![]() |
![]() |
#7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبارك الله فيكم لحضوركم وتشريفكم آيات الله في الكون كثيره فيجب علينا التدبر في آياته والشـتاء من آيـات الله الكونيه التي تطل علينا كل عام فهل تدبرناها حق التدبر في هذا الموسم كلما مرّ علينا فإننا نعلم قطعا بأن حولاً من الزمن قد طوى بساطه ، وقوّض خيامه ، وشد رحاله كم من شتاء قد مرّ علينا وكم من شتاء سيحِلّ علينا - والعلم عند الله - بهذه الكلمات بدأ فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان محاضرته .. فاستمع إليها - رعاك الله - [rams]http://download.media.islamway.com/lessons/sadhan/058-Wajaaalshetaa.rm[/rams] محاضرة قيّمة للشيخ عبدالعزيز السدحان بعنوان : ( وجاء الشتاء ) الشتاء وقفات وعظات يقول الله تعالى ﴿وَجَعَلْنَااللَّيْلَ وَالنَّهَارَآيَتَيْنِ فَمَحَوْنَاآيَةَاللَّيْلِ وَجَعَلْنَاآيَةَ النَّهَارِمُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاًمِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْعَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ . وقال تعالى ﴿هُوَالَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءوَالْقَمَرَنُورًاوَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ . فتعاقب الليل والنهار والصيف والشتاء والربيع الخريف آيات من آيات الله العظام . ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة t عن النبي r قال ( اشتكت النار إلى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشدُ ماتجدون من الحر من سموم جهنم وأشدُ ماتجدون من البر من زمهرير جهنم ) . فهذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والألم فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة وما فيها من الألم يذكر بألم النار وجعل الله تعالى في هذه الدار أشياء كثيرة تذكر بدار الغيب المؤجلة الباقية . ففي الحديث ( إذا كان يوم شديد البرد فإذا قال العبد لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله تعالى لجنهم إن عبدا من عبادي استجار بي من زمهريرك وإني أشهدك أني قد أجرته قالوا وما زمهرير جهنم قال بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده ). رواه الدارمي . وروى عن ابن عباس قال ( يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يُصدع العظام بردها فيسألون الحر ) . وعن كعب قال ( إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جنهم ) . قال تعالى ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ قال ابن عباس الغساق ( الزمهرير البارد الذي يُحرق من برده ) . وفي المقابل أيها الأخوة يقول الله تعالى عن أهل الجنة ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَايَرَوْنَ فِيهَاشَمْسًاوَلَازَمْهَرِيرًا﴾ . أيها الأخوة والبرد في الحياة الدنيا نعمة من الله يذكرنا الآخرة والاستعداد لها ، وهو مفيد للجسم فإن الله تعالى بحكمته جعل الحر والبرد لمصالح عباده فالحر لتحلل الأخلاط ، والبرد لجمودها فمتى لم يصب الأبدان شيء من الحر والبرد تَعجّل فسادها لكن المأمور به اتقاء مايؤذي البدن من ذلك فالحر المؤذي والبرد المؤذي معدودان من جملة أعداء ابن آدم . فيستعد الإنسان لاتقاء البرد ودفع أذاه ومما يدفع أذاه اللباس وغيره وقد امتن الله على عباده بأن خلق لهم من أصواف بهيمة الأنعام وأوبارها وأشعارها مافيه دفء لهم قال تعالى ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَالَكُمْ فِيهَادِفْءٌوَمَنَافِعُ وَمِنْهَاتَأْكُلُونَ﴾ وقال ﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَاوَأَوْبَارِهَاوَأَشْعَارِهَاأَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾ . وكان عمر إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية ( إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه . ولكن هناك من اخواننا المسلمين من لايجد مايستر نفسه من البرد قال أبو عمر بن العلاء ( إني لأبغض الشتاء لنقص الفروض وذهاب الحقوق وزيادة الكلفة على الفقراء ) . وإيثار الفقراء في الشتاء والإحسان إليهم بما يدفع عنهم البرد فيه فضل عظيم . خرج صفوان بن سليم في ليلة بادرة بالمدينة من المسجد فرأى رجلا عاريا فنزع ثوبه وكساه إياه فرأى بعض أهل الشام في منامه أن صفوان بن سليم دخل الجنة بقميص كساه فقدم المدينة فقال دلوني على صفوان فأتاه فقص عليه ما رأى ) وخّرج الترمذي في الحديث ( من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقاه على ظمأ سقاه الله يوم القيامة الرحيق المختوم ومن كساه على عري كساه الله من خضر الجنة ) . أيها الأخوة ورد في الأثر ( الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه ) . فالمؤمن يقدر على صيام نهار الشتاء بلا كلفة ويطول ليله فيقوم والصوم في الشتاء كما قال النبي r في الحديث الحسن ( الصيام في الشتاء الغنيمة البادرة ) . وكان أبو هريرة t يقول ( ألا أدلكم على الغنيمة الباردة قالوا بلى ؟ فيقول الصيام في الشتاء ) ومعنى كونها غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة . وروي عن ابن مسعود أنه يقول ( مرحبا بالشتاء تنزل في البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام ) . وعن الحسن ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليلة طويل يقومه ونهاره قصير يصومه ) . وفي قيام ليل الشتاء تألم من القيام من الفراش والدفء ، وما يحصل من إسباغ الوضوء في البرد ففي الشتاء يبرد الماء فجعل الله ذلك سببا لتكفير السيئات ورفعة الدرجات . ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي r ( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا : بلى يارسول الله إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) . وإسباغ الوضوء على المكاره أي في وقت الكره من شد البرد أ وشدة الحر . وفي بعض الروايات ( إسباغ الوضوء في السّبرات ) والسبرة شدة البرد . قال الحافظ ابن رجب ( فإسباغ الوضوء في شدة البرد من أعلى خصال الإيمان ) . وقد روى ابن سعد عن عمر أنه أوصى ابنه عبد الله عند موته فقال له ( يابني عليك بخصال الإيمان قال وماهي قال الصوم في شدة الحر أيام الصيف وقتل الأعداء بالسيف والصبر عند المصيبة وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي وتعجيل الصلاة في يوم الغيم وترك ردغة الخبال قال فقال وما ردغة الخبال قال شرب الخمر ) . أيها الأخوة ومما يتعلق في أحكام الشتاء المسح على الخفين ، والمسح على الخفين من عقيدة أهل السنة والجماعة ، فيمسح المقيم يوماً وليلة والمسافر ثلاثة أيام بلياليها يبدأ الوقت أول مسح . وانتهاء وقت المسح لا يبطل الطهارة على الصحيح ، وكذلك نزع الملبوس ويجوز المسح على الخف المخرق .
__________________
![]() ![]() ![]() [FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
|
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 1,428
|
جزاك الله كل خير على الموضوع وتستحق التميز
|
![]() |
![]() |
#9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 127
|
أخوي : فارس مغوار وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ؛؛؛ الله يجزاك خير على هذا الجمع المفيد والتنسيق الجميل 0 بارك الله فيك 0 وملحوظة : فيه خطأ إملائي في أسم الموضوع (وفقات) وهي وقفات 0 تقبل مروري ؛؛؛ |
![]() |
![]() |
#10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,071
|
بارك الله فيك
__________________
[آسـد الجـهاد ] لـنـ، نبكيكـ، فمـا زلـتـ، حيـاً فـيـ، قلـوبـنـا ... |
![]() |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: في ديار ابو متعب
المشاركات: 484
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك اخي على موضوعك فيه فوائد عديدة ومتميز تعليقاً على قيام الليل لانه طويل احب انبه اخواني واخواتي الى ذلك فان الشتاء غنيمة باردة فليحرص كل منا على الاسيقاظ قبل الفجر بساعة يناجي فيها ربه ويبث شكواه ويرجوه من خيري الدنيا والاخرة فيذهب لصلاة الفجر منشرح الصدر ويستقبل يومه بسعاده وطمانينة عجيبة وليحتسب الاجر في استيقاظه من فراشه فله الاجر العظيم لان لديه رب عظيم لايغفل عن كل صغيرة وكبيرة اما النوم فلدينا رقدة طووووووويله في القبر نسأل الله الثبات |
![]() |
![]() |
#12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله أخي ولد أمس أنا لاأستطيع تصليح العنوان وبارك الله فيك لحضورك وجزاك الله كل خيرلحضور الوسام أخي جروح الزمــن بارك الله فيك لتشريفك وإضافتك القيمه الشتــــــاء غنيمة العابدين قال مجاهد **رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ **ورَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فإذا أقبل الشتاء فحيا بـغنيمة العابدين وربيع المؤمنين أنّ الصوم في الشتاء غنيمة باردة روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء وصححه الألباني ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه . قال ابن رجب رحمه الله: "قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف". وثبت عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: الشتاء غنيمة العابدين رواه أبو نعيم بإسناد صحيح وجاء في حديث حسن لغيره : الشتاء ربيع المؤمن: طال ليله فقامه، و قصر نهاره فصامه . قال ابن رجب: إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات ويُنْزِّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه . وقد أكد السلف على ذلك وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانوا يعتنون بالشتاء ويرحبون بقدومه ويفرحون بذلك ويحثون الناس على اغتنامه .فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام . ولله در الحسن البصري من قائل: نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه .وعن الحسن أيضاً أنّه قال: الشتاء ذَكْر وفيه اللقاح والصيف أنثى وفيه النتاج . وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا . فإذا لم نصم صيام داود وهو أن نصوم يوماً ونفطر يوماً أفلا نصوم الاثنين والخميس، وإذا كان ذلك صعبا علينا في هذا الزمان أفلا نصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، بل إن «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله» سواء كان من أول الشهر أو وسطه أو آخره . فرصة ذهبية للمُتَنفْْل الذي يبتغي الأجر من الله رب العالمين وغنيمة باردة له ولمن عليه قضاء من أهل الأعذار أو من عليه كفارات هؤلاء يغتنموا جميعاً هذه الغنيمة الباردة ومن الأجور العظيمة التي ثبت لفاعلها الثواب الجزيل في الشتاء الوضوء على المكاره: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ» رواه مسلم. وهكذا دلنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هذا الأجر العظيم المتثمل في مَحْو الْخَطَايَا وغُفْرَانهَا وَرَفْع الدَّرَجَات بإِعْلَاء الْمَنَازِل فِي الْجَنَّة. بَإِسْبَاغ الْوُضُوء عَلَى الْمَكَارِهِ بإِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ بِاسْتِيعَابِ الأعضاء بِالْغُسْلِ وَتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا وتطبيق السنن الوادرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَكَارِه تَكُون فِي مُدَّةِ الْبَرْدِ أوعند ِشِدَّةِ الْبَرْد وَأَلَمِ الْجِسْم وَنَحْو ذَلِكَ وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا الْمَكَارِهَ لِمَشَقَّتِهَا عَلَى الْعَامِلِ وَصُعُوبَتِهَا عَلَيْهِ ولذلك أُمِرَ الْمُكَلَّفُ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ وأنت ترى أن مما يكرهه الشخص وَيَشُقُّ عَلَيْهِ أن يَتوَضَّأُ مَعَ بَرْدٍ شَدِيدٍ وَعِلَلٍ يَتَأَذَّى مَعَهَا بِمَسِّ الْمَاءِ. فمن علم ذلك هانت عليه مشقة القيام من النوم للوضوء والقيام بين يدي الرب جل في علاه وترك لذة الفراش الدافىء إلى لذة الصلاة ومناجاة العليم الخبير بل صارت المشقة والألم الحاصل في الوضوء عند البرد لذة لا تعدلها لذة. مع التنبيه على أنّ بعض أهل العلم ذكروا أنّ "تسخين الماء لدفع برده ليقوي على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور". أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص والقبول وأن يوفقنا لما يحب ويرضى لإغتنام الأوقات في الطاعات وجزاكم الله كل خير
__________________
![]() ![]() ![]() [FLASH="http://syria2u.com/up//uploads/files/syria2u-88656cc031.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH]
|
![]() |
![]() |
#13 |
Guest
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
|
جزاك الله عنا كل خير
كلمات وقفت عليها كثيرا و يبدو أنّي سأطيل الوقوف |
![]() |
![]() |
#14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بقلب حبــــي B
المشاركات: 1,456
|
جزاك الله الف خير’’
درر ,, أطيب المنى
__________________
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|