كان لفظ المطوّعة لفظ يطلق على جماعة احتسبت الأجر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد المأمون الخليفة العباسي , وقد خشي المأمون من استفحال أمرهم , فكان أن ضربهم بفتنة خلق القرآن , فقد كانوا يضربون المومسات , ويريقون الخمور , ولهم بأس شديد , وقد تبنى الحنابلة هذا الأمر بخلاف غيرهم من المذاهب الإسلامية !
يُعاب على هذه المؤسسة الدينية أنها جعلت شعارًا لها من نفسها , حيث قدمت النهي عن المنكر على الأمر بالمعروف , فمن الملاحظ قلة التوعية التي تطلقها في المجتمع التي هي فيه , بينما تمسك بيد من حديد على المخالف , ولو فتشنا عن جهود منسوبيها في توعية هذا المخالف قبل وقوع مخالفته لا نجد شيئًا !
في كلمة الرئيس الجديد اليوم في مقر الرئاسة شدد على عدم التعرض للمحارم , ووجه بالتقرب إلى الناس . . . وهذا التصريح منه اعتراف قطعي بأن الرئاسة فيها تقصير من جهة رعاية المحارم , فكأنه يشير إلى صاحبه السابق وكيف كانت إدارته , أما عن التقرب إلى الناس ؛ فهذا وحده يكفي بأن الرئيس الجديد يعلم موقنًا أن بين الرئاسة وبين الناس جفاء , فكأنه يريد مزج منسوبي الهيئة بالناس ولو كلفه الأمر امتطاء مركب الغصب !
أعتقد أن على الرئيس الجديد ألا يكتفي بالنصح أو حتى بالأمر لمن تحت يده , بل عليه أن يقوم بغربلة كبيرة لمن هم في سدة المكاتب اليوم , فقد ينفذ المسئول الصغير الأمر بحذافيره , لكنه حين يجتهد يأتي بالطوام !