[صـالــح الجـــاسـر]

(( صفعة لن أنســــــــــــــاها .. ))

لا يخلو اليوم التربوي من مشاهد ومواقف تستحق التوقف , بل التمعن والتفكير , وأخذ الدروس والعبر , ومما يذكر للفائدة , وفي عام دراسي مضى .. كان لديّ طالب في المرحلة الثانوية , يتمّيز بالذكاء الحاد , لكنه لم يجد من والده تعامل يتوافق مع ذكائه ونبوغه , مما انعكس على تأزم مراهقته , فكانت تتميّز ( أي مرهقته ) بالشراهة والذكاء , مما زاد من حدة تعامل والده , وفي ثنايا خطوات الحل , ومراحل المعالجة ,كان الأب الموقر , في زيارة للمدرسة , وكنا في غرفة الإدارة ( أنا والأب والابن _ ياسر ) فاحتّد النقاش بين الأب وابنه ياسر , وانّفعل الأب حتى كاد أن يمد يده على ابنه ياسر , فقاطعت نقاش(الأب وابنه) بأمري الابن ياسر بمناداة المرشد الطلابي , لكي لا يُفضي الأمر إلى ما لا تحمد عقباه , فجلست مع الأب مذكّراً بالرفق واللين والهدوء , وأن ابنك ياسر .. يحبك أكثر مما تتوقع , ويتمنى لك السعادة , ولم يقصد مخالفتك بل يعرض رأيه ووجهة نظره وفق قدرته العمرية , وعليك السماع له , ثم الإجابة بهدوء وعقلانية , مُوضحاً له خطورة التعامل مع الابن بالعنف ( الضرب ) لاسيما وانه في مرحلة ثانوية , وأمام مديره , مما قد يُسبب له نكسة نفسية , وأنا في معرض حديثي معه , أخذت الأب برهة صمت , أحسست بأن أمراً يدور في باله , فاستنهض الأب واقترب بكرسيه الدوار , ومد يده إلى علبة المحارم من فوق مكتبي , ومسح دمعة تدحرجت من عينه , وقال أستاذ / صالح , والله لن أنساها ! وقلت وما هي ؟ قال : عطفاً على ما ذكرت ..في عام (1401هـ) كان لدينا مناسبة زواج أُختي , وكُنت أكبر إخوتي , والرجل الثاني في البيت , وعضيد والدي , وفي تلك الليلة ( ليلة عُرس أُختي) حضر الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والضيوف المدعوين , وكنت متنقلاً بين استقبال الضيوف , والقيام بما يجب نحوهم , في فرح ونشوة , وإحساس بالمسؤولية , وحان وقت تجهيز الطعام وتقديمه , وتقاطر أعز الأصحاب والأحباب إلى صالة الطعام , للمساعدة في الترتب والتقديم , وأمرت الحاضرين بوضع الطعام بطريقة مُعينة , وخرجت لوضع البخور ( الطيب ) للضيوف , وبعد قرابة العشر دقائق رجعت لصالة الطعام , فإذا بالفاكهة وضعت بشكل مُغاير عمّا أمرت , وأوعزت الأمر وبشكل سريع للجميع بتغير الطريقة , فالشباب والأحباب بلحظات نفذوا ما أردت , فدخل والدي لصالة الطعام فلما رأى الوضع , تمعّر وجهه , واحمّر لونه , وتكلم بصوت مرتفع من الذي غير ما أردت , وما هذا اللعب , ( حينئذ لم أعلم أني خالفت أمر والدي , وغيرت طريقته ) فتقدمت لوالدي وأوضحت له أن هذه الطريقة أحسن لكذا وكذا.... وبدأت ذكر المبررات.. فحدث الذي لن أنساه أبداً .. نعم .. صفعني صفعة لن أنســــــــــــــاها في حياتي .. في فرح أُختي .. وفي نشوة المناسبة .. وأمام أصحابي وأقراني وزملائي .. ( غفر الله له , وجعله في حلٍ من أمره) نعم .. صفعني صفعة لن أنســــــــــــــاها في حياتي .. فحسر الأب ( أبو ياسر) عن شماغه وأراني بياض شعر رأسه وقال وأنا في هذا العمر , ومر لهذا الموقف قرابة الثلاثين عاماً , لم أنسه لحظة واحدة , والله كلما رأيت والدي أطال الله في عمره , وأحسن له الخاتمة , تذكرت ذلك وطأطأت رأسي خجلاً منه ...
أحبابي .. أعزائي ..
ألا تستدعي هذه وقفة يسيرة للاستقراء ..
أولاً : أن الهدف من إيراد مثل هذه المواقف , التأكيد على إعمال العقل , في جميع تصرفاتك اليومية , وأن لا تفعل ما قد تندم عليه غداً
ثانياً: أن الشواهد والأمثلة في مثل هذا الجانب كثيرة , لكن المهم أن لا يكون أثرها سلبي في مسيرة حياتنا اليومية , فتنعكس على إيجابيتنا اليومية , وعموم سلوكنا وأخلاقنا
ثالثاً: الكل مؤمن بحق الأب تجاه الابن , والعكس. لكن المطلوب التفعيل أكثر ( التطبيق) .رابعاً : أن لغة الرأفة والرحمة , والعقل, والأُلفة , والوفاء , هي تاج التربية اللامع , ونبراسها العالي , وقنديلها المضيء , وحصادها المثمر ..

ودمتم بخير

أ/ صالح بن عبدالرحمن الجاسر ( أبو مهند )
saj060@hotmail.com

[فـارس]

انما الحلم بالتحلم

[FUTURE LEADER]

أستاذ صالح الذي يظهر لي من كلامك أنك لم تحدد مشكلة الإبن مع أبيه بشكل دقيق لأني أعتقد أن هذه النقطة يجب أن تسبق الحل العملي، مشكلة بعض التربويين أنه يريد الحل السريع بإستدعاء والد الطالب أو كما تسمونه في دهاليزكم (ولي الأمر) وقد يكون هو المشكلة بعينها ،، في مثل هذه المشاكل الجزء الكبير من الحل يكمن في الحوار مع الطالب بكسب ثقته أولاً والإستعداد للإستماع إليه وإحتواء وجهة نظره كامله(العادة الثالثة من العادات السبع للناس الأكثر فعالية : إفهم أولاً حتى يسهل فهمك).
وفقكم الله وأعانكم.

[قطوه شيرازيه]

بصراحه انا لم افهم شي لان الموضوع مبهم حبتين

[الـصـمـصـام]

و أنا كذلك تحدرت دمعتي ..!

أتمنى أن تقدم دورات مكثفة في فنون التعامل بين الآباء و الأبناء ، و أن يشترط فيها حضور الاب مع ابنه ، ليطلع الكل على كل شيء ، و يفهموا كل شيء ..

شكراً لك على هذا الموضوع الرائع ..

[صـالــح الجـــاسـر]

صباح الخير ..
أشكر الجميع على مرورهم .. وإثرائهم الموضوع ..

futre leader : شكر خاص لك .. وللعلم أن للناس خصوصية يجب أن نُحاظ عليها .. وأني في طرحي لهذا الموضوع لا أقصد حل المشكلة ولا نوعها , ولا من المسؤول في المدرسة أو البيت عن ذلك .. إنما أردت تسليط الضوء بشكل واضح على خطورة إهانة كرامة الإبن بالضرب أمام الآخرين .. وأثر ذلك على سلوكه في المستقبل .. وعدم نسيانه ذلك حتى الكبر ..
قطوة شيرازيه : شكر خاص لك .. ( مبهم حبتين ) إن كان لك أبناء عاملهم بالحسنى وبالتي هي أحسن .. وتجنب ضربهم أو إهانتهم دائما .. وإن كان ولابد فلا يكن أمام الآخرين ..
الصمصام : شكر خاص لك .. أتمنى أن قد أضفت في هذا الجانب شيئاً .. وأضم صوتي لك أن على التربويين القادرين على إقامة دورات تدريبية المسارعة في ذلك ...

ودمتم في صحة وعافية

[عاشق الهارموني]

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم صبحك الله بالخير استاذ صالح

لعلي اطرح وجهت نظري في هذا الموضوع ولعلي اسرد قصه حقيقه لشخص مقرب لي جدا جدا
بعض الابا للاسف هو يحتاج الى اعادة تربيه

احيانا الابن هو يربي ابيه نعم الاب تجده غير مثقف همجي متسرع يرى ان ابنه مايزال صغير وهذا خطا كبير

لعلي اذكر قصه حقيقيه هذي لصديق خالد الان عمره تقريبا 21طبعا عان من والده ماالله به عليم لقد حرمه من كل شيء حرمه من عطفه وحبه وكل شيء حرمه من امه تخيل ياستاذ خالد انه له الان اكثر من 18 سنه والله العظيم ماشاف امه كان والده يعامله بقسوه جدا جدا طبعا الشخص كامن مبدع وموهوب كان في بداية حياته نشاته جميله جدا لقد نشا على كتاب الله عزوجل كان في حلقة تحفيظ لاكن تخيل ان والده هو الي خله يترك الحلقه كان في ايام الاختبار ات الحلقه يدرسون بالمسجد وطبعا كانو يتاخرون بالليل مايطلعون الى الساعه تقريبا 12 روكان الوالد يجي لولده بالمسجد ويدخل ويفشل الولد ويضربه امام زملاؤه

تخيل هذا الموقف هو الشخص المسكين ماسوى شي ابد بالعكس هو مبدع وش تقيمك للموقف هذا

الموقف الثاني بيوم من الايام طلع هذا الشخص من البيت طفش المهم راح مع واحد لمدينة الرياض وبالطريق وهم راجعين اكتشف ان الي معه راعي حبوب لاحول ولاقوة الا بالله

من هو السبب في ذلك هو الوالد نعم الاباء يحتاجون الى اعادة تربيه

والله العظيم ثم والله بعض الاباء لايعرف يربي ولده وتحصله همجي ويهين ولده وهذ غلط كبير جدا ياخي هذا ولدك ان ماهتميتبه انت من راح يهتم به عيال الشارع

دعني اذكر لك موقف ثاني وادري اني طولت لاكن حتى نطلع بفايده وكل اب يقراء هالموضوع عشان يتعض ويغير مسار تربيته

بيوم من الايام كان يبي يسافر مع المركز الضيفي لمدينة ابها طبعا كلنا نعرف ان السفر تقريبا 21 يوم يعني يبيلك مزانيه اقل شي500ريال صح طبعا طلب من ابوه انه يبي يسافر وافق ابوه

جت المصيبه الان وهي المبلغ فطلب منه ولم يحدد المبلغ هذا المسكين تخيلو كم عطاه والله العظيم 20 ريال والله عيب والله عيب

ياناس هؤلاء عيالك عيالك عيالك
افهموا يانس اتمنى انه كا اب فرا هالموضوع انه يستفيد

واسف طولت عليكم بس صراحه مقهر
ياليت ياستاذ خالد تواصل معي لكي نجد حل لهذا الشخص المظلوم والمحروم

بارك الله فيك وفي جهودك واعانك الله

[عاشق الهارموني]

المعذره عندي بعض الاخطاء في الكتابه لاني كنت متحمس مع الموضوع جدا جدا

[صـالــح الجـــاسـر]

مع التحية عاشق الهارموني ...
الحياة مازالت بخير ... والآباء يحتضنون أبناءهم بالغالب .. والسمة العامة هي الألفة والمحبة في عموم الأسرة .. ووجود حالات نشاز لا يعني بالضرورة كونها ظاهرة ..

وقفات ...
أولاً : هذا الأب كان إبناً ( فكيف كانت تربيته آنذاك) .
ثانياً : مخاطبتنا واهتمامنا بالإبن الآن لضمان تصحيح مسيرته ... ومن ثم .. رؤية تربية أفضل لأبنائه عندما يكون أباً .
ثالثاً : الحالات الفريدة تُحل بشكل منفرد ( عند الأعلام أو الأخصائين أو التربويين ) فإمام المسجد والعم والخال والأخ الأكبر و مدير المدرسة والمرشد الطلابي والمعلم والصديق والأم ........... إلخ ربما يكون أحدهم مفتاح الحل.

تمتياتي للجميع بالسعادة

[تغاريد نجد]

احيانن الكلام فقط يأثر مو بس الضرب وهذا منتشر خجل مواجهة الناس يحس منبوذ من المجتمع
اعرف كثير يقولون مهمنا الناس بس الام والاب واي احد ينجح او يصيره مناسبه اول من يتصل عليه الاب والام
بارك الله فيك موضوع جميل

[هايين]

موضوع مدهش

ابنائنا اكبادنا تمشي على الارض
الله يحننا عليهم ويسخرهم لنا
شكرا لك

[لبدان]

للاسف .
الكثير من الاباء لا يحسن التعامل مع ابنائه , فيظن ان القسوة والشدة هى الحل الوحيد لتربيتهم . والنتيجة في النهاية شاب فاقد الثقة في نفسه يتمثل الماضي امامه وليس المستقبل .
موضوع مهم جداً اشكرك على طرحه .
,,

[إكسير]

أخ صالح :

أشكركـ على طرحكـ المميز . .

وبالنسبة لتلكـ الصفعة . . فقد تكون معنوية وليست حسية . . . وخاصة من كبار السن . . .

بالأمس في زواج قد حضرته أنت . . ذكر لي اليومـ أحد الأقارب يقول :

أخذت " الدلة " بكل رجولة وتقدمت بكل ثقة نحو " صفة الشيبان " , , ,

يقول : نزلت رأسي وأنا أقدم " الفنجال " لذاكـ الـ . . . . ؟ << مسبة <<

يقول فإذا زخات من القذائف العنقودية تقع على رأسي بالسب واللومـ , , , والكل ينظر . . .

وإذا بالعرق يتصبب . . ولو أننا في مناسبة فرح . . وإلا " نثرت " الدلة على رأسه , , ,

هي صفعة . . من تلكـ الصفعات . . .

[تأبَّط رأياً]

أهلا بك أستاذ صالح ....
وضعت النقاط على الحروف ...
لا أدري لماذا تأخر تسجيلك إلى هذا الوقت .... وانت تملك هذا النفس التربوي ...
وإلى الامام .... في مناقشة قضايانا التربوية الشائكة .
نسأل الله أن يسدد دربك ..