|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 41
|
الله لا يفتنا وياكم قولوا آآآآآآمين
قال تعالى :" وَرَدَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزاً " [الأحزاب:25]
إن وعد الله لصدق ، و نصره لعباده لحق ، و تمكِينه لهم لواقع ما له دافع ، قال تعالى :" و اتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا"[الأحزاب:02]. ولكن لن يأنس بذلك من كان عبارة عن "كتلة هائجة" أو "كائناً مُهيَّجاً " ؛ قد شُحن عاطفة و حماساً ، و أفرغ ـ في المقابل ـ من العلم الشرعي ـ الضابط للانفعالات النفسية و البدنية ـ طوعاً و رغبةً ، و أُفلِس إفلاساً. و قد عرف علماء النفس العاطفة بأنها :" استعداد نفسي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة ، و القيام بسلوك خاص ، حيال فكرة أو شيء". وهل للمرء أكثر من قلبين ، وقد قال تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه…" ، فهل بعد هذا نسمع لمن يقول عكس ما قال تعالى ، أو نرفع له رأساً أو نجاوره استئناساً . عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ** و للمشتري دنياه بالدين أعجب وأعجب من هذين من باع دينه ** بدنيا سواه فهو من ذين أخيب يا إخوتاه ، إنَّ ما يحل بالأمة على فترات سواء كانت متقاربة أو متباعدة ، "قد جرى فيها شبيه ما جرى للمسلمين مع عدوِّهم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم…و إنما قصَّ الله علينا قصص من قبلنا من الأمم ، لتكون عبرة لنا ، فنشبِّه حالنا بحالهم ، و نقيس أواخر الأمم بأولها ، فيكون للمؤمن من المتأخرين شبه بما كان للمؤمن من المتقدمين ، و يكون للكافر و المنافق من المتأخرين شبه بما كان للكافر و المنافق من المتقدمين". "وذكر في غير موضع : أن سنته في ذلك سنة مُطَّردة ، و عادته مستمرة ؛ فقال تعالى:" لئن لم ينته المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و المرجفون في المدينة لنُغرينَّك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لستة الله تبديلا"[الأحزاب:60-62]. " فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله و أيامه في عباده ، و دأب الأمم و عاداتهم". و تعاقب هذه الفتن و تلاحقها تترك الحليم فيها حيران ، بحيث كل فتنة تقول لأختها : تنحي من المكان ، ما كان لك شان . فتَبْرُكُ على القلوب ، وترحل الأولى و قد "أنزلت الرجل الصَّاحي منزلة السكران ، و تركت الرجل اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم و لا اليقظان ، و تناكرت فيها قلوب المعارف و الإخوان ، حتى بقي للرجل بنفسه شغلٌ عن أن يُغيث اللهفان ، و ميز الله فيها أهل البصائر و الإيقان ، من الذين في قلوبهم مرض أو نفاق أو ضعف إيمان ، و رفع بها أقواما إلى الدرجات العالية ، كما خفض بها أقواما إلى منازل الهاوية.. وفرَّ الرجل فيها من أخيه و أمه و أبيه ، إذ كان لكل امرئ منهم شأن يغنيه ، و كان من الناس من أقصى همِّهِ النجاة بنفسه ، لا يلوي على ماله و لا ولده ، و لا عروسه ". "وبليت فيها السرائر ، وظهرت الخبايا التي كانت تكتمها الضمائر ، و تبيَّنَ أَنَّ البهرج من الأقوال و الأعمال يخون صاحبه أحوج ما كان أليه في المآل ، و ذم سادته و كبراءه من أطاعهم فأضلوه السبيلا ، كما حمد ربه من صدق في إيمانه فاتخذ مع الرسول سبيلا ، و بان صدق ما جاءت به الآثار النبوية ، من الإخبار بما يكون ، و واطأتها قلوب الذين هم في هذه الأمة مُحدَّثون ، كما تواطأت المبشَّرات التي أُريها المؤمنون ، و تبيَّنَ فيها الطائفة المنصورة الظاهرة على الدين ، الذين لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم إلى يوم القيامة". فلا تجزع يا عبد الله ـ إن كنت كذلك حقا و صدق ـ فحكمة الله تعالى في إنزال الفتن و المصائب وتسلسلها و تتابعها ، حكمة بالغة ، وله فيها آيات عظيمة ، و لا يخليها سبحانه من رحمته و لطفه. فإذا رَخُص النصر عشنا الهزائم ، و إذا ابتغينا الذلة غابت العزة و "ليمحص الله الذين آمنوا ، و ينيبوا إلى ربهم ، و ليَظهَرَ من عدوِّهم ما ظهر منه من البغي و المكر ، و النكث ، و الخروج عن شرائع الإسلام ، فيقوم بهم ما يستوجبون به النَّصر ، و بعدوهم ما يستوجب به الانتقام" و تَعظُمُ في أعينهم الذنوب و المعاصي الخفية و الظاهرة فلا يقترفوها ، و يتوبوا من إعراضهم عن تحكيم الكتاب و السنة فينتصبون إليهما انتصاباً ولا يتراجعون عن ذلك و في شأنهم كله ، و ليس فقط في الإمامة الكبرى . "كما أن نصر الله المسلمين يوم بدر كان رحمة و نعمة ، و هزيمتهم يوم أحد كان نعمة و رحمة على المؤمنين". فلا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر الله كان خيراً له ، و إن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له. فالفتن مدرسة تصقلك و تعلمك ، و فيها يظهر لك الفرق بين الصاحي و النائم ، وفيها تتعلم الفرق بين الحق و الباطل ، كما تتعرف على مفتاح النصر و التمكين و العزة ، و أضدادها من الهزيمة و الفشل و الذلة. و فيها تَعلَم و تَفْهَم قوله تعالى :" فسوف يأت الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم " [المائدة:54] و قوله :" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" [العنكبوت:68]. و قوله: "و قال موسى لقومه استعينوا بالله و اصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين" [الأعراف:128]. وفيها تعلم ما معنى التمسك بالسنة و ما معنى الفرار من البدعة. و ما الجماعة و ما الفرقة، و كل ذلك لا يتم لو لم تعايش و تعيش زمن الأمن و زمن الفتنة ، زمن وجود الأئمة و زمن فقدانهم ، و عندها تعرف معنى الإخلاص لله تعالى. فالزم يا عبد الله سبيلهم ، سبيل المؤمنين سبيل أهل الأثر ؛ وإن هلكت على طريقهم ، فالهلاك على السنة فلاح و نجاة كما أُثِر عن أئمة المنهج السلفي رحمةُ الله علَيهِم. فلا تُحَقِق ُ "إياك نعبد" ، و لا تحقق "إياك نستعين" إلا بالسير على ما أمرك به ، ولا تفرح و لا تسعد بذلك إلا بتأييد من الله تعالى وحسن توفيقه. و تأمل قوله تعالى:" و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لمَّا صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون"[السجدة:24] . "و لهذا كان الصبر و اليقين ـ اللذين هما أصل التوكل ـ يوجبان الإمامة في الدين" . و تأمل ـ أيضا ـ قوله تعالى :" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " "فمن جاهد في سبيل الله ، لا في سبيل الرياسة ، و لا في سبيل المال ، و لا في سبيل الحَمِيَّة" و هذا لا يكون إلا لمن جاهد ليدخل في "السلم كآفة" . فما أعظم هذا الجهاد الذي يسعى المرء إليه ليحقق العبودية لله تعالى تامة ، و يُحَكِّم شرع الله في نفسه ويأنس بذلك أشد الأنس . فإياك و الجزع في الفتن ؛ فإن لله فيها حِكَمٌ و عِبر ، و لطف و رحمة . ففي الفتن إما نصر و استمرار أو هزيمة و انكسار ، وادعو لمن إذا حلت بهم فتنة أصبحوا كمن "ليس له عقل يتفهم ، و لا لسان يتكلم" الذين تطيش بهم ظنون السوء بعلمائهم ابتداءً ، و تزحف بعد ذلك على نصوص الكتاب و السنة ، و فيهم من يقول :" ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا " . وهكذا هم عند كل فتنة يقولون "فيما و عدهم أهل الوراثة النبوية ، و الخلافة الرسالية ، و حزب الله المحدثون عنه" : إن هذا إلا غرورا. "و المرض في القلب كالمرض في الجسد"و لن يفتن المرء إلا إذا مكَّن للفتنة من قلبه أو أهمل أسباب الشرعية للنجاة منها . "فلذلك استولت الحيرة على من كان متسما بالاهتداء ، و تراجمت به الآراء تراجم الصبيان بالحصباء ، "هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا ، ابتلاهم الله بهذا الابتلاء ، الذي يكفر به خطيئاتهم ، و يرفع به درجلتهم ،و زلزلوا بما يحصل لهم من الرجفات ، ما استوجبوا به أعلى الدرجات". فلا تُمكن للفتنة أينما كنت و طردها و قاومها بعلمك، و بارتباطك بمن يكبرك علما و استنباطا من أئمة الدين و بدعائك في أوقات الإجابة . قال تعالى:" قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة و لا يجدون لهم من دون الله وليا و لا نصيرا"[الأحزاب:17]. لكن ،، تنبه يرعاك الله ، هذا كله أثناء الفتن. لكن ،، إياك ثم إياك أن تستشرف الفتن أو تدخل فيها بأي شكل من الأشكال ، فإذا فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، ضف إلى ذلك أنك عصيت ربك و خالفت هدي نبيك عليه الصلاة و السلام . و إذا انجلت الفتنة فانتظر ـ بعد حين ـ ماذا سيقول الذين سقطوا في الفتنة سيقولون كما قال تعالى حكاية عنهم :" فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد". و هذا السلق بالألسنة يتنوع و يتجدد حسب المكان و الزمان و القلة و الكثرة . فلا تهمل حينها "تجنيدك" الأول ، و استمر في ردك للفتنة بزيادة الارتباط بالراسخين في العلم من أهل الاستنباط و الاجتهاد. فلا يعرف الفتنة عند إقبالها إلا هم و إن عرفها عند إدبارها كل الناس. فالفتنة تتلون و مسارها يتشكل حسب وفرة أهل الرسوخ من العلماء و قلتهم. لهذا تتفاضل الأزمنة و الأمكنة بحسب انتشار الهدي النبوي و عدد ورثته.و لا يُمكن للفتنة إلا في أرض انطفأت مصابيح السنة أو خفتت أنوارها. و لاحول و لاقوة إلا بالله بالعظيم.
__________________
و السلام أحلى ختام ![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: الدمــــ AL-DAMMAM ـــام
المشاركات: 3,293
|
امين
الله يكثر من امثالك الطيبين الطاهرين
__________________
![]() من الدنيـا أنـا مابـي سوى عـفـو العلي التـواب ويحسـن خـاتمـة فعـلي ويغـفـر لـي ضـلالاتـي أبمـلا العمر "بالتوبة" و "نوح" و "هود" و"الأحـزاب متى كـانت سنيـني عمـر انـا عمري في ركعاتـي |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|