|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-05-2009, 12:02 PM | #1 |
باحث في الإدارة والتنظيم
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 4
|
كيف نربي نسرا ؟!
كيف نربي نسرا ؟!
لعل هذا العنوان يثير تساؤل و استغراب الكثيرين .. إذ ما الذي يجعلنا نفكر في تربية النسور‘ في حين أننا بالكاد نسعى لتقديم واجباتنا الرئيسية كآباء و أمهات ‘ في ظل هموم حياتنا اليومية .. كالاندفاع لكسب القوت ‘ إعداد جداول مثالية لميزانية المصاريف ‘ ترتيب و تنظيم غرف المنزل والمطبخ ‘ إعداد الوجبات الشهية .. الخ . لكن هذا المقال بالفعل .. موجهاً و مستهدفاً .. لمن لا يريد أن يقول " يا ليتني فكرت في تربية نسر ؟! " . بعد هذه المقدمة البسيطة و المثيرة للفضول دعوني أدخل في تمهيد حقيقي لمقالي " كيف نربي نسراً ؟ ! " كما هو معلوم لدى الجميع فإن النسور تبني أعشاشها على قمم الجبال الشاهقة .. مما يعرضها لعوامل الطقس المختلفة ‘ كالأمطار و الرياح العاصفة ‘ و الجليد أيضاً . و عندما يبنى النسر عشه الضخم ‘ يبدأ بوضع الأغصان الغليظة والعيدان الصلبة . و في داخل هذه الأغصان و العيدان يضع قطعا من الصخور والحصى ‘ الزجاج ‘ الأشواك ‘ و ما إلى ذلك من المواد الصلبة المختلفة .. ثم يضع عليها بعض أوراق الشجر و قطع القماش والقطن.. الخ .. و في أعلى العش يضع العريش و بداخله تضع الأنثى بيضها. عندما تولد صغار النسور .. يوفر لهم كل من الأب و الأم تغذية كافية من طعامهم . و حينما يكبر الصغار تبدأ الأم تدريجياً في زيادة مستوى قسوة الحياة في العش شيئا فشيئا .. فيبدأ الصغار في تسلق جوانب العش الضخم هربا من هذه القسوة . و أخيراً تزيد الأم من قسوة الحياة في العش إلى أبعد حد .. فلا تترك في العش سوى قطع الحصى و الزجاج و الصخور .. فيضطر الصغار إلى لزوم جوانب العش .. من هنا يبدأ الحب القاسي بالفعل .. فعندما يبلغ الصغار قمة العش ‘ تدفع الأم الواحد منهم ليندفع بسرعة شديدة إلى الأسفل ‘ حتى يبدو الأمر أنه سيلقى حتفه على تلك الصخور و قطع الزجاج .. فتنطلق الأم بسرعة إلى الأسفل لتتلقى صغارها على ظهرها .. تكرر الأم هذه العملية إلى أن يتعلم كل الصغار الطيران بأنفسهم. لقد انتهت وظيفة أنثى النسر . و تلك هي التربية الناجحة التي سقنا من أجلها هذا المقال ‘ و الذي نهدف من طرحه المساهمة في إعداد أفراد أكفاء ‘ مستعدين لترك بصمتهم في العالم ‘ فكما يقول الحكماء " إنك لا تربى القادة أو الأبطال على أسرة من الريش ‘ ولكن أسلوب النسر هو الأفضل ". من هنا .. يجب على الآباء أن يتصرفوا كما تتصرف النسور .. إذا كانوا يريدون لأطفالهم أن يحلقوا عالياً . و في النقاط التالية نقدم اقتراحات هامة لتطبيق هذه التربية :- 1- علموا أطفالكم المسئولية بتحميلها لهم ‘ و محاسبتهم في نفس الوقت ان مجتمع اليوم في حاجة ماسة إلى أفراد يتصرفون بشكل مسئول ‘ و المسئولية لابد أن تغرس في الطفل مبكراً .. فحينما ينسى مثلاً أداء واجباته المدرسية ‘ و يتصل بأمه في المنزل ليعلن لها نسيانه ذلك ‘ فإن المناخ العام في هذا اليوم سيفسد بأكمله ‘ خاصة إذا أعلن أن نسيانه هذا سيؤدى إلى رسوبه في الفترة التقييمية .. وهنا يتمثل حل المشكلة ‘ في الاستجابة لطلب طفلكم الأول ‘ لكن عليكم أن تنتهزوا هذه الفرصة لتوضحوا له ‘ أنه في المستقبل يجب عليك أن تتحمل المسئولية كاملة .. فإن تكرر ذلك فقولوا له حينئذ : آسفون جداً ‘ هذه مسئوليتك أنت .. قد يكون الرسوب في التقييم أمراً خطيراً ‘ ولكن إذا لم يتعلم طفلك تحمل المسئولية ‘ فسيواصل استهتاره و إحباطه و رسوبه . كلما علمتم أطفالكم تحمل المسئولية مبكراً كلما قلت المشكلات الخطيرة التي قد تضطروا لمواجهتها فيما بعد . 2- مساعدة الأطفال على وضع الأهداف إن الأطفال الذين يضعون الأهداف والخطط - خاصة في بدايات المراهقة - لن يتصرفوا بشكل مدمر على الأرجح ‘ قياساً بالأطفال الذين لا يفهمون أهمية تلك الأهداف ‘ ذلك لأن عملية وضع الأهداف تشتمل على خطط لتحقيقها ‘ كما تحد هذه الخطط بالتأكيد كثيراً من السلوكيات السلبية .. استمروا في الحديث معهم دائماً عن أحلامكم و أهدافكم ‘ ناقشوهم في أهدافهم المدرسية لهذا العام ‘ ساعدوهم على تدوين أهدافهم .. سيركزوا أولادكم هنا على تحقيق الأداء بأعلى مستوى ممكن. 3- أجعلوا منهم أداة فاعلة يقول وليام بينيت " إن في إمكاننا أن نفعل شيئا لمنع أبنائنا من تعاطي المخدرات .. و طبقا لذلك فإن الأبناء الذين يتصلون بآبائهم بشكل جيد ‘ و يؤدون العبادات بشكل منتظم ‘ و يشتركون في الأنشطة الرياضية والثقافية ‘ و ما إلى ذلك لا يتعاطون المخدرات أبداً " . من هنا يجب على الآباء زيادة مشغوليات أبنائهم ‘ و تذكيرهم بأنهم مخلوقات فاعلة يمكن أن تقوم بأعمال عظيمة . 4- زرع النظام في حياتهم يحتاج أولادك إلى جدول أعمال يرتكز على الأنشطة الإيجابية .. و من الأشياء التي تساعد الأبناء كثيراً ‘ تناول الطعام مع الأسرة ‘ النوم و الاستيقاظ في مواعيد منتظمة ‘ مع تخصيص أوقات محددة للدراسة . في المساء ‘ إذا كان وقت النوم هو التاسعة ‘ ففي الثامنة و النصف قولوا للأطفال " حسنا‘ ستذهبون إلى أسرتكم في التاسعة تماماً . إذاً .. ليعمل كل منكم على قضاء حاجاته ‘ و يفعل كل ما يريده بدءاً من الآن ‘و في تمام الساعة التاسعة سنخلد جميعاً إلى النوم " . في الصباح ‘ استيقظ مبكراً بخمس دقائق ‘ و حينما تمر بباب حجرة أطفالك دق الباب عليهم .. و قل حسناً يا أولادي ‘ لقد حان وقت الاستيقاظ من النوم .. بعد دقيقتين أو ثلاث أخرى ‘ استأذن للدخول عليهم لتتأكد من شروعهم بارتداء ملابسهم. احرصوا على أن تقولوا أشياء ايجابية مثل " لا نستطيع أن نقول لكم كم نحن نحبكم ‘ الحمد لله الذي وهب لنا أطفالا أمثالكم ‘ سيستمتعون بيومهم كثيراً.. الخ . 5- احترسوا مما تقولون أؤكد لكم بشدة على أهمية ما تقولونه لأطفالكم ‘ وعلى أثر ذلك على عقله ‘ يقول بيل جلاس " إن 90 % من المسجونين ذكروا أن آبائهم كانوا يقولون لهم باستمرار " في يوم ما سينتهي بكم الحال إلى السجن " .. احرصوا على أن تقولوا لهم أشياء ايجابية مشجعة . 6- وجهوا المدح بالشكل اللائق من الأهمية بمكان أن يفهم الأب و الأم بعض الأساسيات عن تربية أطفالهم ‘ فالأطفال مختلفون ‘ و لكل منهم طابعه الخاص ‘ فنهم من هو موهوب في الرياضة ‘ ومنهم من يتمتع بوسامة و جاذبية ‘... الخ . وطبقاً لما يقوله أحد علماء النفس في أحدى الجامعات الأمريكية البارزة : " فإن الصغار الذين يقال لهم إن أعمالهم الجيدة تعكس ارتفاع مستوى ذكائهم ‘ يبدءون على الفور في قياس ذكائهم عن طريق أدائهم ‘ وعندما يتعرض هؤلاء الصغار إلى النكسات ‘ يستبد بهم فتور الهمة ‘ لأنهم يتصورون حينئذ إنهم يفتقرون إلى المهارات المطلوبة للنجاح " . و لكن علم النفس هذا .. يرى أن الأطفال الذين يتعلمون أن النجاح لا يأتي إلا من خلال الجد والمثابرة ‘ لا يعانون بالمرة من فتور الهمة ‘ و يميلون دائماً إلى مواصلة المحاولة . أخيراً .. إنني واثق بأن العديد من الذين يقرؤون هذا المقال الآن سيقولون : يا ليتنا أدركنا هذا الأسلوب لتربية أبناءنا . و بدوري أقول لهم .. قد نقول " يا ليتنا .." مرات عديدة في حياتنا .. لكن أعتقد أننا إذا ما غيرنا أسلوبنا من الآن فصاعداً ‘ نستطيع أن نتجنب الندم على ما فات. وفق الله كل أب و أم لتربية أبنائهم ليكونوا مستعدين لترك بصمتهم في هذا العالم بإذن الله . هارون بن رشيد الأنصاري باحث في الإدارة والتنظيم haroon5000@gmail.com |
03-05-2009, 12:37 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 146
|
مقال تشكر عليه جداً
أما بالنسبة للرسائل الإيجابية في التربية فإن في هدي النبي الكريم خير سبيل لمن أراد أن يسلكها . أصلح الله أبنائنا جميعاً ،،،،،،،،،،،،،،،
__________________
|
03-05-2009, 12:46 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: بريده
المشاركات: 440
|
كلام رائع جدا
يكون في علمك يااخي ان النقطة الثانية يعاني منها حتى الكبار للاسف اناس تحاورت معهم بنفسي واكتشفت ذلك من خلال حديثهم معي ومع غيري كلامك رائع ونقاطك مهمه وواقعيه لكن اعتقد ان الموضوع اكبر من العنوان من ناحية الشموليه شكرا |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|