من البداية
صفي الدين أحمد مدرسي بصرى، أنه أخبره غير واحد من الاعراب صبيحة تلك الليلة من كان بحاضرة بلد بصرى، أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز، وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أن أهل المدينة لجأوا في هذه الايام إلى المسجد النبوي، وتابوا إلى الله من ذنوب كانوا عليها، واستغفروا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم مما سلف منهم وأعتقوا الغلمان، وتصدقوا على فقرائهم ومجاريحهم وقد قال قائلهم في ذلك: يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا * فقد أحاطت بنا يا رب بأساء نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها * حملا ونحن بها حقا أحقاء زلازل تخشع الصم الصلاد لها * وكيف تقوى على الزلزال صماء أقام سبعا يرج الارض فانصدعت * عن منظر منه عين الشمس عشواء بحر من النار تجري فوقه سفن * من الهضاب لها في الارض إرساء يرى لها شرر كالقصر طائشة * كأنها ديمة تنصب هطلاء تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت * رعبا وترعد مثل الشهب أضواء منها تكاثف في الجو الدخان إلى * أن عادت الشمس منها وهي دهماء قد أثرت سعفة في البدر لفحتها * فليلة التم بعد النور ليلاء فيالها آية من معجزات رسو * ل الله يعقلها القوم الالباء
ومما قيل من هذه النار مع غرق بغداد في هذه السنة: سبحان من أصبحت مشيئته * جارية في الورى بمقدارأغرق بغداد بالمياه كما * أحرق أرض الحجاز بالنار حديث آخر قال الامام أحمد: حدثنا أبو عامر، ثنا أفلح بن سعيد الانصاري، شيخ من أهل قبا من الانصار، حدثني عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طالت بكم مدة أوشك أن تروا قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر (1)، ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن زيد بن الخباب، عن أفلح بن سعيد به، وروى مسلم أيضا عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات.
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا (2)، وهذان الصنفان وهما الجلادون الذين يسمون بالرجالة، والجاندارية، كثيرون في زماننا هذا ومن قبله وقبل قبله بدهر، والنساء الكاسيات العاريات أي عليهن لبس لا يواري سوأتهن، بل هو زيادة في العورة، وأبداء للزينة، مائلات في مشيهن مميلات غيرهن إليهن، وقد عم البلاء بهن في زماننا هذا، ومن قبله أيضا، وهذ من أكبر دلالات النبوة إذ وقع الامر في الخارج طبق ما أخبر به عليه السلام، وقد تقدم حديث جابر: أما إنها ستكون لكم أنماط، وذكر تمام الحديث في وقوع ذلك وإحتجاج امرأته عليه بهذا" .
كلام ابن كثير بنصه ... تأمل هذا وقارنه مع زماننا .... نسأل الله العافية .
|