[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت هذا اليوم الخميس 25 جمادي الأخر 1430هـ ، على المقابلة التي نُشرت في صحيفة الرياض مع الدكتور الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق ، حول قبوله أن يكون متحدثا رسميا باسم 13 فصيلا من المقاومة العراقية ، و كانت الإجابات في جملتها تتسم بالصراحة و الرؤيا الواقعية و المنطقية ، و لا أريد الوقوف على جزئياتٍ كثيرة ابتغاء للاختصار و عدم الإطالة ، و لكن الذي أريد الإشارة إليه هو توضيح الرؤيا السياسية بعبارات تخلو من التقعيد الممل ، و التعقيد المزعج و الذي ساهم في غياب كثير من الناس عن محاولة الفهم لما يجري و ما يدور في الساحة الإسلامية بوجه أهم .

هذا الغياب أورث شيئا من انخفاض مستوى الوعي العام لدينا كشعوب ، و الغفلة عن الخطط و الاستراتيجيات التي تشكل خطورة علينا من القوى الخارجية المعادية أو المستغلة لمكوناتنا و مقوماتنا ، أقول هذا لما قرأت السؤال الذي وجهه الإعلامي للدكتور حارث :

لو طلبت الحكومة العراقية المفاوضة معكم، هل تفاوضونها باسم المقاومة أم لكم رأي آخر؟

أجاب الدكتور حارث : لا، لم ولن نفاوض الحكومة العراقية في ظل الاحتلال لا باسمنا ولا باسم المقاومة، لأننا لا نؤمن أولا: بشرعيتها وثانيا: لا نؤمن بمصداقيتها وثالثا: لأننا نعلم انه ليس بيدها شيء من الأمر، لذلك لا نفاوضها اليوم ولا مستقبلا، ما دام الاحتلال موجودا في العراق.

بهذه البساطة في الرد مع قوته يُدرك القارئ لماذا هذا الانعزال عن المشروع السياسي (المفروض) على العراقيين ، و من المستفيد منه ، و هل للمصالحه معه ثمرات ..؟! أعتقد أن هذه العبارات كافية لأن تُخرس من يُنادي بالخنوع للحاكم المفروض الذي ما وضعَ إلا من باب العمالةً ، إن سببًا واحدا هو كافٍ لأن يسد أفواه المنهزمين و الداعين للانهزامية .

رابط اللقاء

أخوكم / عبدالله

[الصباخ]

يعني الصحوات والحكومة العراقية والجيش العراقي والشرطة العراقية كلها عميلة ومتعاونه مع الاحتلال..
ولذلك لا يجوز علينا إذن أن ننكر على المجاهدين بإنهم يستهدفون العاملين فيها!!!!
أليس كذلك؟؟

[الـصـمـصـام]

الصباخ /
في العموم هذا الذي يعمل به المجاهدون ، و في الحقيقة أنا لستُ متابعًا جيداً عن قرب لما يجري مؤخراً و هذا تقصير مني ، و أنا مؤمن بأن أهل الجهاد هناك هم أدرى الناس بالمصلحة ، و أعلم بالواقع الجهادي منا نحن ، و لذا هم أفضل من يتحدث عن هذا الأمر ، و نحن علينا الدعاء لهم بأن يصوب الله رأيهم و يُسدد رميهم ..

و ليس هذا هو موضوعي ، و إنما أنا هنا ياعزيزي أتحدث عن تبسيط العرض للرؤيا السياسية ، و الوقائع الحادثة ، و إقناع الناس بخطورة المخططات الاستعمارية ، و المشاريع الاستراتيجية للدول التي تريد سط النفوذ ، كإيران مثلاً ، أو أمريكا ، و قبل ذلك الهدف من الحفريات تحت المسجد الأقصى مثلاً ، و احتلال القدس بشكل عام .. تعرض مخططاتهم بما نطقت به أفواههم ، و بما نُشر من سياساتهم باللغة الأسهل ، من أجل أن تكون مكشوفةً للجميع ، صغارهم و كبارهم ، مثقفيهم و عوامهم ..

هذا ما أريد الإشارة إليه .

شكراً لك .. أشوف خشيشك طالعة اليوم بالمجد

[الـدعساوي]

اقتباس لأننا لا نؤمن أولا: بشرعيتها وثانيا: لا نؤمن بمصداقيتها وثالثا: لأننا نعلم انه ليس بيدها شيء من الأمر، لذلك لا نفاوضها اليوم ولا مستقبلا، ما دام الاحتلال موجودا في العراق.

.

رد على جزئية من موضوعك , ونبه بها اخينا الصباخ
اعتقد هذا الكلام فيه رد على من انكر على المجاهدين في استهداف الحكومة العراقية
يمعنى ان الحكومة العراقية تابعة للاحتلال الامريكي

شكرا لك



.

[الـصـمـصـام]

الـدعساوي /
حياكـ الله حبيبي ..

أتمنى منك و من الأخوة قراءة مقال لفضيلة الشيخ المحدث عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي :



(من لم يعان لا يفهم المعاني)



الحمد لله حق حمده، والصلاة على نبيه وعبده .. أما بعد
فيُروى عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري قال: "لا تتكلم بكلام تعتذر منه غداً، واجمع الإياس مما في أيدي الناس" .
التاريخ يكتب ويدوَّن اليوم، وأحداثه الصعاب لا يقررها من لم يكتو بنارها، ومن لم يعتد على الاستقلال برأيٍ، وسيقرأ التاريخ غيرُنا حينما تزول الحجب من الأعين، وتزول المصالح والمُتع والمطامع، ولا يبقى للإنسان لذة قائمة فيما قاله، ويبقى التجرُّد وحده، ويندم ولات حين مَنْدَم، ويُسَطَّر ما يكون معرّة إلى يوم الدين .
الظروف التي تحيط بأمتنا، لا يحكمها رأي واجتهاد دعت إليه مصالح شخصية، وبُني على نظرة قاصرة.
كل من جسر على القول في تخذيل الشعب العراقي،ورماه بسائر العلل، وكال وبالغ في رمي التهم، أو دعاه إلى التخبط والتهوُّر والمجازفة وتفريق الكلمة، ورَمي الحكمة والأناة، أقول له: "لا تتكلم بكلام تحتاج أن تعذر منه غداً" حينما تتلاشى المصالح، ولا يبقى إلا الاعتذار ..

ماذا يراد من شعب انتهك عرضه، وسُلبت خيراته، وسُفك دمه، في قعر داره، وقِيْدت محارمه من أبواب المدارس إلى متعة الغزاة، وحَمَلت آلاف العذارى المسلمة فيه بلا أزواج .
التاريخ الماضي دُوِّن لنا لنقرأُه، وسيدون تاريخنا لغيرنا ليقرأوه، التاريخ كتب لنا لنعتبر، لا لنتسلى، ونتسامر، كتب كما قال ابن الأثير في مقدِّمة "تاريخه": ليعلم الظلمة أن أخبارهم الشنيعة تنقل وتبقى بعدهم على وجه الأرض، وفي الكتب ليذكروا بها ويذموا ويعابوا ..
ألم نقرأ تاريخنا القريب، وأحوال الجزائر المسلمة حينما احتلها المستعمر "الفرنسي"، وسفك على أرضها أكثر من "مليون مسلم"، ونُزعت "فصول الجهاد" من الكتب الفقهية، ومُنع العلماء من إقراء أبواب الجهاد في كتب السنة، وسمِّي قتال المحتل وجهاده وإخراجه من بلاد المسلمين خروجاً وفتنة، واجتمعت كلمة أكثر أهل العمائم على هذا، وما إن انْجلت الغشاوة، ونزعت الرهبة والرغبة، حتى سُمِّي أولئك بالشهداء، وسُمِّيت بلاد الجزائر إلى اليوم "بلد المليون شهيد".

رسالة إلى العلماء أقولها وأفوض أمري إلى الله : من لم يعانِ لا يفهم المعاني، والله يشهد وملائكته وجميع خلقه، أنني أكتب هذه الأسطر، وانا مستيقن أن نساء العراق يغتصبن، وفي السجون أكثر من (10000) عشرة آلاف امرأة عراقية، وثابت عندي وعند غيري كثبوت الأصابع في الكف أن منهن من تُقاد بالسلاح عند خروجها من المدارس والجامعات بسيارات المحتل إلى متعة جنوده، والذكور والإناث يقتلون ليلاً ونهاراً، بأيدي محتل ظالم،
والصمت ملعون إذا نطق الحجر،
والعلم أمانة،
وتبليغه ديانة،
والصمت عند العجز؛ أدنى دركات الخيانة،
تأملوا وتدبروا وتفكروا في الحال، تدركوا المآل، تجردوا من كل لباس إلا لباس التقوى، ومن حُرم التوفيق ضل في القول والعمل .
إذا لم تتحرك الفطرة، والعفاف والطهر، فاجعلوا التاريخ لا يجد منكم إلا الصمت، فالصمت لا يكتبه التاريخ، ولا يصوره الزمن، ولا تعرفه الكتب، ولا يُحتاج معه – في الغالب – إلى الاعتذار .
دعوا العراقيين في أنفسهم، وشأنهم، فهم أعرف الناس بحالهم، فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب، واعلموا أن الإعلام ليس بأيديهم، بل يملكه غيرهم، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وهو أعظم فتكاً في أمتنا من السلاح، شوَّهوا به الإسلام، وفرَّقوا به الشعوب، ونشروا العنصريات، واختلقوا الأكاذيب، وحاكوا القصص، وفيكم سمَّاعون لهم كثير .
في العراق أعراق، وعقائد ومذاهب، كما في غيره، لا يسقط بتفرقهم؛ دفعُهم عن حرماتِهم ودينهم، ما دام يجمعهم أصل الإسلام .. وفي كُل بلد عربي، أرباب بدع وضلال، يجمعهم مع أهل السنة الإسلام .
خذوا بالعزيمة؛ وليكن أقل أحوالهم؛ دفعهم عن المال والعرض والأرض، وقل لي بربك: أفي هذا فتنة أم دين وشريعة؟ روى قابوس بن أبي المخارق، عن أبيه قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏.‏ يا رسول الله، أرأيت إن عرض لي رجل يريد مالي، ما أصنع? قال‏:‏ ‏"‏ذكره بالله عز وجل، فإن أبى فاستعن عليه بالمسلمين‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فإن تأتى عنه المسلمون? قال‏:‏ ‏"‏فقاتل عن مالك حتى تموت من شهداء الآخرة، أو تحرز مالك‏"‏‏.‏ أخرجه النسائي وأبو نعيم وغيرهما‏.
أُدرك أن ثقافة المنتصر وتاريخه وبصمته هي السائدة، والعين التي يبصر بها الكثير، ولكن هذا ما رأيتُ نصوص الوحي ناطقة به، بأفصح لسان، وأظهر بيان، وهو ما يدركه العقل الصحيح .
والمقصود: أن هذا المقال، أدعوا به إلى ترك أهل العراق وشأنهم – على الأقل -، فلا يفتنوا في دينهم؛ ودفاعهم عنه وعن عرضهم وأرضهم، ممن لم يُدرك للمعاناة معنى، وليس راءٍ كمن سمع، فهدهد سليمان غاب عنه، وأدرك ما لم يُدركه نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعد معاينة ومشاهدة: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22
ومن فضول القول أن هذا المقال ليس له إلا ظاهر، فلا يُلتمس فيه باطن عبارة، أو بعيد إشارة، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين