|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
06-09-2003, 02:21 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 88
|
( التربية الجهادية في ضوء الكتاب والسنة )
الكتاب هنا بصيغة الوورد الكتاب هنا بصيغة اكروبات أسأل الله أن يفرج عن شيخنا . .................................................. ............................ خلال الايام القليلة الماضية ألقي القبض على شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الجليل بعد صلاة العشاء في منزله بعد تفتيش شامل لمنزله استخدم في التفتيش النساء رجاء الحصول على ما يجرم به فضيلة الشيخ حتى سألوه هل يملك جهاز كمبيوتر فأجاب بلا ، فاستغربوا منه ذلك ، وارادوا اليقين فقالوا هل تحتفظ بدسكات فاجاب ايضا بلا ، ولم يعلموا بعده عن كل مايشغل عليه وقته ومن ذلك الكمبيوتر فضلا عن الانترنت ، حتى إنه عاتبني ذات يوم على إدخالي الانترنت في منزلي وقال تأخذ من الوقت الكثير وانت بحاجة اليه ، والمشائخ ومقالاتهم وفتاويهم والاخبار يمكن الحصول عليها ممن ابتلي بهذه الملهيات لاسيما ممن لايحتاج اليها اما العلماء والدعاة وذوي الاقلام النافعة فهم بحاجة اليها بلا شك . فيما يلي نبذة عن حياة شيخنا الزاهد وفاء له وقد هممت ان ادون ما اعرفه منذ زمن لكن الشواغل منعتني من ذلك ولعل الوقت الآن مناسب ليعرف القراء قدر هذا الرجل . لقد عرفته مذ كنت فتى لم أبلغ الحلم بعد ، ولا زلتُ أذكر حضوري درس فضيلته في السيرة النبوية وكان ختام الدرس وفاته عليه الصلاة والسلام . وكان الدرس آنذاك مهيباً خشوعاً علت الشيخ الخشية وتساقطت الدمعات وهو يروي وداع الحبيب للدنيا الفانية . منصبه ووظيفته آثر أبا عبدالرحمن أن يتخلص من معاناة الوظيفة الحكومية مع حصوله على الشهادة الجامعية في الصيدلة وترشيح أساتذته له للإعادة فيها إلا أنه ترك ذلك كله ورائه ، وأقبل يبحث عن العمل الذي يخدم فيه أمته ويحقق من خلاله أهدافه . ولم ينس في ذلك كله نصيبه من الدنيا فافتتح دار طيبة وكان أول أمرها في شارع عسير وحين أقبلت عليه الدنيا انتقل بالدار إلى شارع السويدي العام مقرها الحالي بالرياض ، وعلم الله صدق الرجل وزهده في الدنيا فأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة وأغناه الله سبحانه عمن سواه وهو الآن يعون أسرتين كلٌ في منزل مستقل في حي مناسب لأمثاله . كان أبو عبدالرحمن زاهداً في الدنيا حذراً من دخول الأموال المشبوهة إلى منزله فضلاً عن جيبه حتى أنه حذر ولده حين تولى الإمامة وأضحى يتخلف عن بعض الصلوات كحال غيره من الأئمة – إلا من رحم الله – حذره من إدخال أي شيء من أموال المسجد لبيته أو صرفها عليه . بره بوالديه : كان ولا يزال – حفظه الله – شديد العناية والبر بوالديه ? ولم يفارق والده حتى بعد زواجه إلى أن توفاه الله ? ولما تزوج بالمرأة الثانية بنى لوالده منزلاً وأسكن زوجته معه لتقوم على رعايته وخدمته . ولا يمكن أن يصف أحد بره بوالده غير صاحب الشأن وهو والده ناصر الجليل فلقد سئل ذات يوم عن بر ابنه عبدالعزيز به ، فأثنى عليه خيراً ولم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء وهو يصف بر ابنه له ، فهنيئاً له بتلك الشهادة . زرته في مرض والده الذي توفي فيه ، فكان مرافقاً له طوال مدة مكث والده في المستشفى ترك تجاراته وأهله ، وجلس بين يدي والده يلبي له طلباته . عندما دلفتُ عليه كان ممسكاً بمصحف يتلو كتاب الله وبجانبه عدد من الكتب يغتنم فيها وقته ، ولم يخرج حتى أخرج والده إلى مثواه عليه رحمة الله الواسعة . كان كثير العناية باغتنام المواسم الفاضلة في الأماكن الفاضلة كالعشر الأواخر في مكة المكرمة ? والحج سنوياً إلا أنه خالف ما اعتاده حين مرض والده ولازمه وقال البر أحب إلينا من النفل . * عبادته لله تعالى كان كثير الصيام والقيام وأخبرني من لازمه أنه ما عهد عنه ترك صيام الاثنين والخميس لا حضراً ولا سفراً . أما قيام الليل فحدث ولا حرج فكان يقوم بإحدى عشرة ركعة وربما ثلاثة عشرة ركعة ولقد حدثني من رافقه في احدى سفرياته قائلا : اقفلنا الاضاءة الساعة الحدادية عشر مساء وهو يصلي ، وكنت اسيقظ كل ساعة تقريبا لعدم ارتياحي في المكان الجديد وكنت اراه يصلي فإذا قرب الفجر أيقظ من معه وقال لم يبق على الفجر الا قليل ثم يذهب ويغسل وجهه كأنه قائم التو إمعانا منه في العبادة والاخلاص للمولى سبحانه وكان لا يترك ورده من الليل إلا لظرف طارئ جداً ويقضيه اتباعاً لسنة محمد عليه الصلاة والسلام . حدثني في إحدى الإجازات عن منكرات الشباب على الأرصفة وكيف أنه أمضى الوقت الطويل وهو ينكر عليهم مكوثهم بعد سماعهم لأذان الفجر ، ثم قال وهو متألم حتى اضطروني إلى قضاء بعض الصلاة مما يعني حرصه على إدراك الصلاة كاملة ليمثل قدوة لمن بعده في العناية بالعبادة التي هي روح القلب ، وعدم تعارضها مع الدعوة وتغليب أقل المفاسد حين اجتماعها كما هو معلوم في علم الأصول . يروى أن امرأة قريبة لامرأته أو هي إحدى الجارات قامت بزيارة زوجة الشيخ عصر أحد الأيام ، تقول المرأة : وأنا في مكان الضيافة أسمع بكاء يشابه بكاء الصبي مجاور لمكان جلوسنا ، خشيت أن يكون أحد الأطفال أصابه مكروه وأمه لا تعلم فسألت زوجته هل تسمعين صوت بكاء ، قالت : نعم . قلت : ربما يكون أحد الأطفال . قالت : كلا هو عبدالعزيز قام في الليل يصلي ثم اضطجع بعد ذلك اتباعاً للسنة فغلبته عينه فلم يفق إلا بعد فراغ الإمام من الصلاة ، فجلس منذ الصباح يبكي حتى يغلبه النوم فإذا أفاق عاد إلى البكاء وهكذا حاله إلى هذه الساعة . فانظر رحمك الله إلى شدة خشيته من ربه وخوفه منه في زمن تجد رجال الإصلاح – إلا من رحم الله – يقضون الصلاة بعد فراغ الإمام متذرعين أحياناً بالدعوة إلى الله . لا أنسى إن نسيت تلك القصة التي رواها أحد طلابه وقد وفاته المنية رحمه الله حيث يقول : خرجنا مع شيخنا في رحلته المعتادة – حيث كان يحب الخلوة في البر وخاصة في الشتاء – فلما أردنا العودة غرزت سيارتنا في رملية فلم نستطع إخراجها رغم بذلنا شتى الطرق ، فلما أبصر الشيخ الحال وخشي غروب الشمس قبل إخراج السيارة انعزل بخفية عن طلابه ، يقول الراوي وكنت ألمحه من بعد وهو لا يعلم ، فتخفى خلف الشجرة ثم كبر وصلى ركعتين ، فلما فرغ عاد إلينا وقال ألا نجرب مرة أخرى دفع السيارة ربما ييسر الله أمرها . قال الراوي : وبالفعل حرك السائق المفتاح وقمنا بالدفع من الخلف وسارت السيارة بيسر وسهولة ، فحمد الشيخ الله وأثنى عليه ، وألقى الطلاب النظر إلى البعض متسائلين هل يا ترى هذا الرجل مستجاب الدعوة ? ذات يوم طلبت منه تحديد وقت للقائه فخيرني فقلت عصر يوم الجمعة فأبى وقال : يا .... يوم الجمعة عيد المسلمين ويوم عظيم فحري برجال الإصلاح اغتنامه في الطاعة وعدم الخروج من المسجد عصر ذات اليوم رجاء إدراك ساعة الاستجابة . بل وصل به الحال أن أنكر علي_ لمعرفته بي _ حضور درس سماحة الشيخ بن باز عصر كل يوم من رمضان في كتاب وظائف رمضان إذا كان حضوري للدرس سيؤثر على مكثي في المسجد بعد الفراغ من الدرس ، وكان رأيه سديداً في ذلك أدركته بعد حين لا سيما أن درس سماحته مسجل ، وهو قريب من الكلمات التوجيهية . وكان هذا الكلام منه مبني على عمل التزم به وأدرك ثمرته ، فيقول ابنه والدي لا يخرج من المسجد عصر كل يوم من رمضان حتى يقرب الأذان اغتناماً منه لذلك الوقت العظيم . أما صدقاته وإنفاقه ورعايته للمحتاجين فحدث ولا حرج ولولا خشية ضيق أهله من بعض ما أعلم لسردت بعضاً من خصوصياته ولكن يكفي في ذلك حادثة رواها لي مرافقه في تلك الجولة فيقول الراوي : صليت معه الفجر وقرأ ورده حتى أشرقت الشمس وكان صائماً ثم ركب سيارته وكانت محملة ببعض الأرزاق ، فذهب إلى مقبرة العود ومكث فيها قليلاً واستعبر وذرفت منه الدمعات ثم خرج وسار نحو بيوتات قديمة في حي العود وطرق على أهلها الباب وأنزل ما حمله في سيارته ولا يخبر أحد بهويته ومن يكون . فلما فرغ من جولته العبادية استحلف صاحبنا ألا يخبر أحداً بما رأى ، فأخبرني بها مرافقه تأثماً . آخر من قام بالتعديل الحارق; بتاريخ 06-09-2003 الساعة 02:32 PM. |
06-09-2003, 02:31 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 88
|
ولم يصل شيخنا إلى هذه الحال إلا بعد جهاد مع النفس شديد ومن مثلا أنه كان يعاني سابقا من النوم بعد الفجر وظل يتحسر على البكور الذي يضيع منه في النوم ، ولكي يقاوم النوم اصبح يضع اغلب مواعيده بخاصة مع طلابه بعد الفجر ليضطر للانتظار والجلوس مع الزائر وكنت أشاهده يخفق رأسه أحيانا من شدة الإرهاق وهو يقاوم رغبات نفسه ، والآن تحققت أمنيته فلا ينام بعد الفجر حتى في أسفاره إلا لظروف طارئة عليه .
كان شديد الخوف من الله لا يحب الشهرة فضلا عن أن يبحث عنها معروفا حتى عند أقرانه ببعده عن الأضواء ولقد شاهدته في حفل موقع الإسلام اليوم يدخل وحده مطأطأ رأسه لا يريد من منظمي الحفل أن يلتفتوا إليه ليضعوه في المقدمة مع أقرانه و أمثاله ، فلما فطنوا له اقبلوا يلحون عليه ليتقدم إلى مكانه المعد له فأبى وهم يصرون على رأيهم ولم يتوقفوا إلا عند طلب القفاري مرافق الشيخ سلمان ترك الشيخ قائلا دعوا أبا عبدالرحمن فهذه هي عادته ، ولقد كبر في أعين من رآه وهو يعرفه ، خاصة انك ترى تواضعه في ظل مقدم من هم دونه وهم لابسي البشوت ويبحثون عن المقاعد المتقدمة . كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان في الحرم المكي وصادف أن علمت بموقعه في قبو التوسعة وبينما أنا جالس إذ بسائل يقف علي يسألني عن حكم صلاة من مرت أمامه امرأة في المسجد الحرام هل تبطل للحديث المذكور أم يستثنى من ذلك الحرم كما يرى بعض العلماء ؟ فأحلته على ملئ وهو شيخي عبدالعزيز الجليل ثم مررت عليه بعد برهة من الزمن وسألته عن السائل هل مر عليه فقال كيف عرفت قلت أنا دللته عليك ، فتغير وجهه وعلته حمرة وقال لا تعد إلى ذلك مرة أخرى ، ألا تجد من هو خير مني هذا المكان الفسيح ، فأطرقت برأسي معتذرا لفضيلته شاكرا له من الأعماق هذا الدرس التربوي الذ قدمه لي بفعله لا بقوله. وكم هي دروس الافعال التي تبقى وترسخ اكثر من دروس الأقوال لاسيما إذا جردت من الأفعال . ومما تميز به شيخي عنايته بكتاب الله سبحانه فله ما يقرب من العشرين عاما وهو يفسر كتاب ربه سبحانه على تلامذته في درس أسبوعي ، إلى جانب ورده اليومي في قيام الليل وبعد الفجر يراجع فيه القرآن ، ويروي لي ابنه عبدالرحمن عن والده انه كان يختم القرآن في العشر الأواخر من رمضان كل ثلاث ليال وربما أقل ، فسبحان من أعطاه الهمة العالية والنفس التواقة . لشيخي الفاضل عدد من المؤلفات لاقت إقبالا كبيرا من جميع الأوساط وبخاصة من الدعاة والعلماء ، خاصة أولئك الذين يعرض عليهم كتبه قبل طباعتها ومنهم على سبيل المثال لا الحصر سفر الحوالي ، وناصر العمر ، وعلي الخضير ، وسليمان العلوان وغيرهم كثير . ومن مؤلفاته السلسلة المعروفة بوقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم والتي منها : متى نصر الله ؟ قل هو من عند أنفسكم . وآخرها التربية الجهادية والذي منعت طبعه وزارة الإعلام هنا في بادئ الأمر فقام بطباعته على حسابه في خارج المملكة ثم أتى به هنا لكي يفسح له فرفض ثم إذن له في آخر الأمر ، ولقد سئل الشيخ ذات مرة كيف يفسح لكتبك مع أنها تتجاوز أحيانا الخطوط الحمراء ؟ فيجيب : اذهب إليهم وفي شعوري عدم فسحهم الكتاب ولكن بتوفيق الله يمكث عندهم أيام ثم يؤذن له . وهذه لعلها علامة صدق و إخلاص واعتماد على المولى سبحانه . أما علاقته بالعلماء فاكثر من علاقة معرفة لاسيما بدعاة الصحوة والمقربين من الشباب والواقع ، فكثيرا ما تجدهم يزورنه في منزله وربما باتوا عنده بعض الليالي وممن اذكر من أولئك سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهم . ومما ينقل عن بعض المشائخ الذين غيبوا خلف القضبان قولهم : مافقدنا في السجن إلا رؤية والدينا وسماع صوت أبا عبدالرحمن يعني الشيخ عبدالعزيز الجليل ، وشيخي الآن يكتب في موقع الشيخين سلمان العودة وناصر العمر وله كتابات متفرقة في مجلة البيان . وفي الختام : هذا نزر قليل مما اعرفه عن شيخي وما كتبته هو ما بقي في الذاكرة وإلا لو عدت إلى تلاميذه و أبنائه فسأجد الكثير ولكن حسبي ما قدمت واسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وباسمه الأعظم أن يفك اسر شيخي وان يثبت قلبه على الإيمان ويصرف فؤاده إلى الطاعة ويبعده عن العصيان ....... يا حي يا قيوم ياذا الجلال و الإكرام . أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج عن شيخنا عاجلا غير آجل ، وعن جميع المعتقلين من الصالحين والمصلحين والمجاهدين ومن والاهم في أرض الحرمين وفي كل مكان . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|