إذا تم وسلم العمل، فإنه يجب أن يعطى الحق كاملا ولا يبخس شيئا؛ ولهذا في ذلك الخبر في "صحيح البخاري": (ذلك الرجل الذي عمل له ثم أخذوا أجورهم، أو أخذ ذلك الرجل الذي قال: اللهم إنه كان لي أجراء يعملون، فأعطيتهم أجرهم إلا واحدا أبى أن يأخذ، كأنه استقل حقه ثم ذهب، ثم رجع بعد مدة فقال: يا عبد الله -أو يا فلان أعطني-، حقي. فقال: خذ كل ما ترى من حقك. أنه رأى واديا من غنم وواديا من إبل -المقصود: مال كثير-، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: إني لا استهزئ بك. قال: فأخذه كله -وفي لفظ: فاستاقه كله- ولم يترك منه شيئا، اللهم إن كنت تعلم أني عملت ذلك لوجهك، ففرج عنا ما نحن فيه. ففرج الله عنه شيئا ) .