[البطل القادم]

[c]


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين

أما بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.*".تمهيــــــــد.*".

هذا الفلم لم تصرف عليه هوليود ملايين الدولارات التي صنعتها الأكاذيب الفاسقة ليكون سلوة ساعة ، بل هو فلم صنعه الإخلاص ليكون منهاجاً تستنير به أعظم أمة إلى قيام الساعة ، مشاهده :؛ تاريخ البطولة المشرقة ، وساحة الإخلاص الصادقة ، وكلية التضحية العملاقة ، وجامعة التحدي الشامخة 0


.*".المقدمـــــــــــــة.*".

ليس هناك مصنع للبطولات ، والتضحيات منذ استهلال ولادة تاريخ البشرية أبداً إلا مصنع الإسلام ، فهو مصنع المصانع ، ومنهج الدراسات الفاضلة الجامع ، ومصلح كل وازع ، يعلم ذلك منه كل مبصر وسامع ، ففي مصنعة خُلقت البطولات ، وانتجت التضحيات ، ومن بوابته عرفت الأمم معنى مكارم الأخلاق الفاضلات ، والهمم العاليات ، وأسما الطموحات الطاهرات الساميات لا لشيء إلا أنه من لدن رب الأرض والسموات0

.*".أبطـــالالفلــــــم.*".

قد ينتاب القارئ شعور غريب ، وتساؤلات أغرب ، وحال أعجب ، نتيجة المحادثة المختلجة في مخابئ دواخله ، عندما يعلم أن أول تضحية بالروح في الإسلام تقوم بها امرأة لتنال شرف الشهادة ، وسمو المنزلة في الدنيا بحق ؛ بطلتنا اليوم هي " ( سمية خياط ) "

.*".أحداثالفلموالمشهدالأول.*".

أسلمت سمية خياط رضي الله عنها في وقت ضعف ، وحال كرب ، حين لا منعة ، ولا ناصر لها من الناس إلا الله ، فما إن دخلت مصنع الإسلام ، وتربية الإيمان ، إلا وتخرجت بأعلى شهادات التضحية ، وتحولت من مولاة مستضعفة إلى مؤمنة تتحدى كل صناديد الكفر ، مفتخرة بدينها ، معتزة بربها ، محبة لنبيها ، طموحها الجنة ، ورجاؤها رضا خالقها ، وشرفها التمسك بدينها ، ونسبها إسلامها ، وأملها لقاء خالقها 0

.*".المشهدالثاني.*".

وما إن علم أعداء الملة ، وأنصار الشيطان ، وسكان الشقاء بهذه المؤمنة إلا وجمعوا لها كل إمكانياتهم ، وقواهم ، وأتوا بخيلهم ورجلهم ، وركبوا مطايا الظلم في طرق الظُلَم ونادوا " الات والعزى " يا سمية فقالت : ( الله ربي ) ومحمد صلى الله عليه وسلم ( نبيي ) فتخلوا عن كل معاني الرجولة ، وتقمصوا كل سافلة ، وأخذوا بيد هذه المؤمنة وأسرعوا بها إلى أبطح مكة المحرق ، تتهادى خطاها تارة ، وتتعثر تارة ، وتساق تارة وتقاد تارة ، وتدفع تارة وتسحب أخرى ، وفي قلب الرمضاء الملتهبة ؛ حين يأكل العطش الأكباد ، وتتقمص الرعشة الأجساد ، وتتفصل الأوصال ، يقبلون بسمية على أسوأ حال ، لتذوق العذاب أشكال ، وألوان النكال ، لم يرحموا كبر سنها ، ولا ضعف أنوثتها ، بل تمادوا في طغيانهم ، وألبسوها أدرع الحديد في حر الشمس المحرق ليقطعوا كبدها من العطش ، ولينهكوا قواها الضعيفة لينالوا منها كلمة الكفر فتأبى 0

.*".المشهدالثالث.*".

وبينما سمية رضي الله عنها تشوى في لهيب البطحاء ، ولسان حالها يقول إن منعوني الماء فلساني جفت( لأجلك يا الله ) ، وإن ألبسوني الحديد فقواي دمرت ( لأجلك يا الله ) ، وإن أحرقوني بلهيب البطحاء فسواد جلدي وحرقه ( لأجلك يا الله ) ، وإن عفروا وجهي في التراب ليقتلوا ما تبقى من ملامح جمالي ( فلأجلك يا الله ) ، وإن أهانوا سني ولم يرقبوا عمري ( فلأجلك يا الله ) ، وإن منعوني مرقدي ، ورغد عيشي ( فلأجلك يا الله ) ، وإن أحرقوا كبدي بتعذيب فلذت كبدي عمار( فلأجلك يا الله ) ، وإن عذبوا وصهروا جلد قرة عيني ، ولباس جسدي ، وسُكنى حياتي ؛ زوجي ياسر ( فلأجلك يا الله ) ، مر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ، وزوجها ، وابنها وهم في لظى البطحاء ، وقد أُلبسوا دروع الحديد فلم يجد لهم ما يعزيهم به سوى أن قال لهم خبراً من عند الله ليبشرهم به وهو : (( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة )) وهنا تسقط العبرات ، وتحمر الوجنات فرحا ببشرى رسو الله صلى الله عليه وسلم ، ويهون كل شيء على سمية رضي الله عنها في ذات الله 0

.*".المشهدالرابع.*".

وليبلغ البلاء ذروته ، والحزن منتهاه ، حين لا ملجأ ، ولا مناص ، وتنظر سمية العجوز الضعيفة إلى فلذة كبدها يتلظى من شدة الحر وقد أُلبس الحديد ، ويسلخ بحر الظهيرة حتى يقشر جلده ، ولم تستطع له نصراً سوى رجاؤها بربها ، وحال يفرض إسبال دموع العجز حين القهر المحرق ، وتأتي الطامة الكبرى ، وصاخة تمور بقلب سمية مورا ، وتدك كل أمانيها دكـــــا ، وتحرق كل ذكرياتها حرقـــــــا ، وتنسيها لذائذ دنياها أبدا أن تنظر إلى أجمل ذكريات عمرها ، ورفيق دربها ، وسمير ليلها ، وشريك حلوها ومرها ياسر زوجها وهو يتقطع كبده من العطش حتى يلفظ أنفاسه ، ويفارق الحياة ، ليلقى ربه الكريم ، ولا تقوى أن تواسيه بشيء سوى الحال الأليم التي تعانيه هي ، لتحتسب زوجها ، وابنها ، ونفسها عند من لا يضيع أجر من أحسن عملا 0

.*".المشهدالخامس.*".


وحينما كانت تساق هذه الشامخة ، وتمحص في ذات الله ؛ أبى الله إلا أن يخلد ذكرها ، وكانت أول من اختار الله من الشهداء فأقبل فرعون هذه الأمة ( أبو جهل ) أخزاه الله بعد أن يأس من هذه المرأة الضعيفة في بدنها ، المستضعفة في حالها ، العملاقة في إيمانها ، وأخذ حربته لينفذ أقبح صورة في تاريخ البشرية ؛ فسدد رميته إلى قبلها لعنه الله فصاح الحال يــا تاريـــــخ سجل (( أول شهيدة في الإسلام سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر )) وجاء في كتاب البدء والتاريخ أنهم أخذوا برجليها ، وشدوها بين بعيرين وأخذ حربته لعين الأمة وهي على هذا الحال فأصاب قبلها فقتلها ، ولسان حالها يقول ياربي أحتسب عندك اليوم نفسي ، وولدي ، وزوجي وأفدي ديني بروحي ، وولدي ، وزوجي وفادك يا محمد الفداء وحالها يشهد لها بالوفاء لتلقى ربها ، ولتنال شرف أول شهيدة في الإسلام ، فهنيئاً لك يا بطلة الإسلام بحق وصدق ورضي عنك 0


.*".المشهدالسادس.*".

ويأبى الله إلا أن ينتصر لأم عمار رضي الله عنهما ، ويبقى هذا القبح من الفعل في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتقم لأم عمار ، ويشفي صدر عمار من هذا الجاحد الكافر ، وجاء نصر الله في غزوة بدر ، ولاح الفجر ، وفرح المسلمون بهذا النصر ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينس شهيدة الإسلام التي ناصرته ، وتحملت ألوان البلاء ، وأصناف العذاب لأجل هذا الدين ؛ بل هي في قلبه فنادى بعمار يـــــا عمــــــــــار قتل اللـــــــــــــه قاتل أمك ، قتل الله قاتل أمك 0


.*".وقفاتوتأملات.*".

يقف المرء مطرقاً إجلالاً لتضحية سمية رضي الله عنها بكل ما تملك ؛ ثبـــــات حتى الممـــــات ، ابن يُشوى ، وزوج يتلظى حتى يُتوفى ، ويختم برمح يزهق منها روحها إلى باريها ، على كبر سنها ، وحال ضعفها ، فأي إيمان هذا ؟! وأين دين هذا ؟! وأي مصنع هذا ؟! وأي قلب هذا أودع في جوف سمية رضي الله عنها ؟! والمحزن اليوم حقاً أننا نرى من يبيع دينه بأبخس ثمن من الرجال ، بل وبدون ثمن ، بل من يبيع دينه لينال الرضى من الكفار دون أي مقابل ، فأين هؤلاء يوم القيامة يوم العرض على الله من سمية رضي الله عنها وأرضاها ؟!

ومما يزيد المسلم والمسلمة كمداً ، وأسى ما نراه اليوم من بيع النساء لأعراضهن ، وتكشفهن ، وتبرجهن ، وسفورهن بصورة مزرية ، وبشكل فاضح فأين صويحبات العباءات المخصرة من إخلاص سمية ؟! وأين المتبرجات ، والمقلدات للغربيات في أشكالهن ، ولباسهن ، وعاداتهن من وقفات سمية ضد أعداء الله ، والرسول ، والملة ؟! وأين المريدات لرضا ربهن من عزم ، وحسم ، وحزم سمية ؟! ومن نحن عند كفة سمية رضي الله عنها 0

ويا ترى ماذا قدمنا للإسلام وكيف ناصرنا الدين ؟ وهل نحن معاول هدم نهدم ما بُنِيَ على دم سمية ، وعطش ياسر ، وجلد عمار ؟ ، أم نحن أدوات بناء نكمل ما بقي ؟ أم نحن حصون لأعمالهم العالية ؟

والحق الذي لا مرية فيه أن أكثرنا يهدم ما بني على دماء هؤلاء الأطهار لأجل شهواتنا ، وملذاتنا والله المستعان ؛ وقلة هي تلك الثلة التي تحترق على الإسلام وتناصره عملاً بكل شيء 0

أعز الله جنده ، ونصر دينه ، وهدانا لرضاه 0

ابنالقريةالفلاحالمعتصم



10/8/1424هـ


نقله أخوكم المخلص / البطل القادم .


[/c]

[مدحت شوقي بريده]

شكرا لك اخوي البطل القادم ..
على مجهودك ...

صوره من صور النساء الخالدات ...

ايه وحريمنا تقول ان منعوني الماء والغذاء والكساء فمن اجلك ياعرس وياسوق اموووووووووت .. ايه وياكراث بعد ..

سي يو ..

[أبوالمهند]

الله أكبر......

هذه هي النساء حقاً........

جزيت خيرا...

تحياتي

[البطل القادم]

أخي / مدحت شوقي ...

أخي / أبوالمهند ..

جزاكم الله خيراً ..

[***فتى الشقه***]

السلام عليكم ..

لا عدمناك اخي البطل القادم ..

هذا الموضوع من اجمل ما رأيت في النت ..

سلمت يمينك ..