بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » صـوتــيـات و مـرئـيـات » الوطن ومنجزاته بين الغالي والجافي)

صـوتــيـات و مـرئـيـات دروس ، محاضرات ، خطب ، أناشيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-09-2009, 12:30 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
الوطن ومنجزاته بين الغالي والجافي)

بسم الله الرحمن الرحيم
(الوطن ومنجزاته بين الغالي والجافي)
ان الحمد لله
حتى لا نخلط بين الحديث عن الوطن ومنجزاته الحضارية فذاك المقبول والمستساغ وبين صور ومفاهيم وتعابير خاطئة لا ترقى إلى عنايتنا بالوطن وتثمين منجزاته, ينبغي أن نكون معتدلين في الروية والطرح, فلا نتخذ من هذا اليوم عيداً يزاحم أعيادنا المشروعة, ولا ينبغي أن يكون اليوم الوطني فرصة للمزايدة على صد الانتماء للوطن ومن العدل***تثمينُ هذا اليوم واعتبارُه حجرَ زاوية وانطلاقةً كبرى وتغيراً للأفضل, وتغييراً في عدد من المفاهيم والأنظمة, وانتقالاً بالدولة والمجتمع من حال إلى حال. أجل إن المسافة بين 17/5/1351 وبين 5/10/1430 هـ قد تبدو قصيرة في عمر الزمن الممتد عبر آلاف السنين ولكن النقلة التي حدثت خلال هذه الفترة تعد انطلاقة كبرى نقلت المجتمع من كيانات متفرقة إلى كيان واحد.
كانت هذه الكيانات المتفرقة تكيد لبعضها وربما تحالفت مع غيرها للسطو على جيرانها, كانت الأوضاع السياسية قلقة متردية متناحرة. وحين يغيب وازعُ السلطان يغيبُ أو يتأثرُ معه وازعُ القرآن.. كيف لا والجهلُ سائد والعلمُ نادر والوعيُ والمعرفة يغيبان أو يُغيبان في حمأة الصراع على النفوذ, وفي الوقتِ الذي كان العالمُ آنذاك يشهد نهضةً علمية متقدمة كانت بلادُنا تعيش أزمةَ الحروب المدمرة, وكان غايةُ ما يتطلع إليه أبناء الجزيرة آنذاك مورداً من الماء ترد عليه أنعامُهم وتسقى منه ماشيتُهم, وربما اقتتلوا على هذا المورد قبلَ أو بعدَ أن يردوه, وأنى للعلمِ أن ينتشر في ظروفِ المحن والزلازل والحروب.كان نصيبُنا من العلم كتاتيبَ يُعلِّم بها مُحتسبون في بيوتِهم أو في المساجد, ولكنها وبرغم قلة إمكاناتها تتأثر بالظروفِ المحيطةِ بها سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً.
ومثلما كان الضعفُ والتخلفُ في ميدان العلم والسياسة, كان الضعفُ والتخلف في ميدان الاقتصاد, وإذا كانت الإماراتُ القائمة آنذاك تعتمد في مواردها وتسديدِ رواتبِ العاملين فيها على دُولِ الجوارِ فلا تسأل عن الفقر والمسغبة على مستوى الأفراد (وكاد الفقر أن يكون كفراً) وأنى للفقير المشغول بلقمة عيشه وعيش من يعول أن يفكر أو يبدع أو ينتج؟
وفي الميدانِ الاجتماعي كان التخلف ظاهراً, وبرغم قلة العدد آنذاك فقد كانت هذه القلةُ بينها من .الإحنِ والشحناء وضعفِ الروابط الاجتماعية ما يجعلها قابلةً للاشتعال والاحتراق في أي لحظة, ونماذجُ القتلِ الفردي أو الجماعي التي سجلتها حوادثُ التاريخ في تلك الحقبة تشهد على أن القتلَ لأدنى الأسباب وأن الوضعَ الاجتماعي يسوده الخللُ على مستوى القبائل والجيران.وعلى امتداد الجزيرة ما كان يأمن المسافرُ حتى ولو كان قاصداً بيت الله وربما نُهب أو قتل قبل أن يصلَ البيتَ الحرام, ليس هذا حُلماً من نسج الخيال , بل يشهد عليه رجالٌ عاشوا هذه الحُقبةَ قبلَ توحيدِ البلاد وسجلته بعضُ كتبِ التاريخِ المعنيةِ بحوادث هذا الزمان.
واليوم وبعد رحلة عمرها لا تبلغ ثمانين عاماً يتبوأ أبناءُ المملكة الموحدة مكانةً يحسدون عليها في الأمنِ والإيمان والعلم والمعرفة, والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والأمن الاجتماعي, *لا تُنزه هذه المسيرة من أخطاء كما هو شأن التاريخ ومسيرة الدول ولا يزكى رجالُها ونساؤها إلى درجة العصمة من الأخطاء فكلُ ابن آدم خطّاء.. ولكن الإنصاف والعدل يقتضي منا أن نثمن مكاسب هذه الحقبة وأن نشيد بالمنجزات الواقعة وأن نحمد الله على ما بلغه المجتمع من علم ووعي وبصيرة في أمور الدين والدنيا.
إن الأمنَ الذي تشهده بلادُنا, وبرغم المنغصات والمكدرات أحياناً يُعد نموذجاً يحتذى في وقت يُتخطف الناسُ من حولنا.وإن الصلاحَ والاستقامة الذي يتميز به شعبُ المملكةِ وبرغم الخروق والانحراف هنا أوهناك يعد مفخرةً وسمة لهذا البلد يعترف به القاصي والداني ولا عبرة بمن يغمض عينيه ويتتبع السواقط ويعمى عن الفضائل.وللحق فإن أعظم المقدسات الإسلامية – الحرمين الشريفين – لم يحظيا على مدى التاريخ المعاصر بالعناية والاهتمام والاستقرار والأمن كما هو الحال في هذه المملكة بعد توحيدها. و بعد ليس هذا مجالاً لتعداد المكاسب والمقارنة بين الماضي والحاضر لكنه تذكير بالنعمة لمزيدِ شكرِها والحفاظِ عليها.
وللحق فثمة توجهان خاطئان يريدان لبلادنا سوءاً ومصيراً موحشاً أحدُهما غالي والآخرُ جافي, يعتمد الفكرُ الغالي على جحود هذه النعم أو بعضِها ويشتط في التأويل و يعمد إلى التكفير والتفجير, ثم يعلن أخيراً إحياء سنة الاغتيال بزعمهم, وأي سنة في تقصد المسلمين بالاغتيال والمنجزات بالتدمير والتفجير.. إنها ثقافة غريبة على بلادنا.. واتجاهات ترفضها نصوص شريعتنا, بل هي عودة بنا وببلادنا إلى المربعات الأولى حيث الاقتتال والفرقة والتناحر ونحذر الشباب من الاغترار بها والانزلاق في فتنتها.
أما الاتجاه الآخر فهو جاف يتنكر للأسس التي قامت عليها هذه الدولة في توحيدها حيث جعلت من الوحيين أساساً لمنطلقها وجددت في نظام الحكم على اعتماد الكتاب والسنة في مسيرتها.. هذا الاتجاه متأثر بفكر وافد يفصل بين الدين والدولة يرى في العلمنة والتغريب أسلوباً للتحديث ونسى هؤلاء أو تناسوا ألا تعارض بين التحديث والأصالة ولا بين الإصلاح والتطوير, وبين اعتماد القيم والحفاظ على القواعد والمنطلقات الشرعية.هؤلاء يريدون لبلادنا أن تدخل جحر الضب الذي دخله آخرون فأفلسوا.. وسقطت رايات ودول وأفلست أيدلوجيات ومذاهب تصادم فطرة الله التي فطر الناس عليها.. ولهؤلاء وأولئك نقول لا غلو ولا جفاء بل هو الوسطية التي شرفنا الله بها ورضيها لنا "وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ..".حين يكون الحديث عن اليوم الوطني فرصة للتحدث بنعمة الأمن وآثاره, وعن فرص التعليم ومخرجاته, وعن الجامعات وكلياتها وأساتذة الجامعات وتخصصاتهم, وعن تعليم المرأة وتجربة المملكة الرائدة في تعليمها وعملها بعيداً عن الخلطة والسفور.
وحين يكون الحديث كذلك عن الاقتصاد ومؤسساته وعن الاستقرار الاجتماعي والحفاظ على الأسرة ومكوناتها...
حين يكون الحديث فرصة للإشادة بتوسعة الحرمين.. وانتشار جماعات تحفيظ القرآن, وامتداد الجمعيات الخيرية والهيئات الإسلامية في بلادنا.
حين يكون الحديث عن الوطن فرصة للإشادة بخدمة المواصلات وشق الطرق وبناء الجسور والأنفاق.وحين يكون الحديث عن تقنية الاتصالات وخدماتها وعن انحسار آثار الأمراض والأوبئة المعدية وقلة ضحاياها.
حين يكون الحديث عن هذه المعاني وتثمينها, وعن هذه النعم وغيرها لمزيد شكرها.. وحين يكون مناسبة لرفض الأفكار والتوجهات التي تبعد بلادنا عن سمتها ومسارها. وعن تحديثها وأصالتها.
(وباختصار حين يكون اليوم الوطني فرصة للإشادة بالمنجزات الحضارية كلها.. وفرصة للتأكيد على القيم والثوابت المشروعة حينها لا يختلف العقلاء في الحديث عن الوطن وحماية منجزاته) ا.د سليمان بن حمد العودة
الأستاذ بجامعة القصيم
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل   الرد باقتباس


قديم(ـة) 28-09-2009, 10:24 PM   #2
تاجي حجابي
عـضـو
 
صورة تاجي حجابي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: بريده
المشاركات: 302
الله يعطيكم العافيه
تاجي حجابي غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 29-09-2009, 10:24 AM   #3
بوشيخة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 146
بارك الله فيك ... صدقت

الغالي والجافي مصدرهما: الجهل المفرط ...

آخر من قام بالتعديل بوشيخة; بتاريخ 29-09-2009 الساعة 10:34 AM.
بوشيخة غير متصل   الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)