[hii]

الخميس 01 يناير 2004 06:28
"إيلاف"من الرياض: تراجع الدكتور عبدالسلام البرجس، الأستاذ في المعهد العالي للقضاء، وأحد المشاركين في الحوار الوطني السعودي الثاني الذي أختتم الأربعاء في مكة المكرمة، عن ما صدر منه تجاه بعض المشاركات في اللقاء، أمس الأول، وهي الحادثة التي روتها "إيلاف" في حينها وشهدت نقاشاً ساخناً وواسعاً عبر منتديات الانترنت بين متحزب لهذا الطرف أو ذاك.

وأبدى الدكتور البرجس، وهو من الشيوخ السلفيين من جيل الوسط، اعتذاره الحار للدكتورة هند بنت ماجد الخثيلة أستاذة التربية في جامعة الملك سعود، عقب نهاية اللقاء الوطني في يومه الأخير مساء الأربعاء معرباً عن شديد أسفه على مافهم من كلامه، مشيراً إلى أنه لم يكن يقصد الإساءة.

وكانت مشادة لفظية قد نشبت، وكادت تعصف بفعاليات المؤتمر، حين بدأ الدكتور عبدالسلام البرجس معركة كلامية مع عدد من النساء المشاركات في اللقاء أثناء الجلسة المسائية ليوم الثلاثاء، وجه من خلالها انتقاداً مباشراً وحاداً بسبب جلوس الدكتورة الخثيلة والأستاذة سهيلة زين العابدين في ردهة الفندق إلى جانب عدد من المثقفين في نقاش حول أجواء المؤتمر ومواضيعه المختلفة بعد أن عادوا سوياً من زيارة الحرم المكي الشريف في حافلة تقل مجموعة من المشاركين.

وأستدعى هذا الهجوم كل من الدكتورة هند الخثيلة وزميلتها سهيلة زين العابدين أن يقمن بالرد عليه أثناء الجلسة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة؛ معبرات عن استهجانهن واستيائهن لحديثه وتشكيكه غير المبرر نظراً لمكانتهن الأكاديمية والعلمية، مشيرةً الدكتورة الخثيلة، إلى أنها تجالس الرجال وتناقشهم ولا ترى في ذلك أدنى غضاضة، لأنها تثق في نفسها وتقدر زملائها، ولا تشك في نواياهم أو أخلاقهم. وطالبت البرجس أن يعود عن شكوكه ويراجع نفسه وأن يلتزم أدب الحديث مع الآخرين نساءً ورجالاً.

وأكدت الدكتورة الخثيلة في اتصال هاتفي مع "إيلاف" حال وصولها فجر الخميس إلى الرياض قادمة من مكة المكرمة، أن الدكتور البرجس " قدم اعتذاره حول كل مابدر منه تجاهي وتجاه زميلتي سهيلة، وتجاوزنا ماحدث رغم غضبي من تطاوله الغير مبرر تجاهي، وهو ما واجهته به في الجلسة التي تهجم فيها، وحين تقدم معتذراً أمام الشيخ حسن الصفار في بهو الفندق، قبل سفرنا عائدين كل إلى المدينة التي قدم منها".

وقالت الدكتورة هند الخثيلة، في حديث "إيلاف" الهاتفي، أن قصة الاعتذار حدثت بينما كانت متوجهة إلى الشيخ حسن الصفار- وهو أحد رموز الطائفة الشيعية في منطقة القطيف- معبرة له عن شكرها على إهداءه إياها عدد من الكتب، عندها نهض الدكتور البرجس حيث كان جالساً هناك وتقدم منها مبدياً اعتذاره. وعندما تساءلت الدكتورة هند، والأستاذة سهيلة التي كانت حاضرة في ذات الوقت، عن السبب الذي دفعه إلى ذلك، حاول الدكتور البرجس أن يبين عدم تقصده الإساءة الشخصية لهما مشدداً على أنه مستعد إلى تقديم اعتذار خطّي إن أردن، لكن الدكتورة الخثيلة عاتبته قائلة له "لا نريد اعتذارك الخطّي لكنك نسيت أنني في عمر والدتك ولايجوز أن تقول ماتفوهت به تجاهنا أو أن تشكك ضمنياً في سلوكنا".

وأكدت الدكتورة هند الخثيلة أنه وبعيداَ عن هذه الحادثة، فأن الحوار الوطني السعودي الثاني الذي عقد في مكة المكرمة وأستغرق خمسة أيام قد بحث جميع الملفات الوطنية الساخنة بشفافية، وسادته الروح الحميمية، مشيرة إلى أن القضايا التي كانت تعتبر حساسة في العرف السعودي قد تمت مناقشتها بمسؤولية عبر النخب الفكرية والثقافية المشاركة.وأوضحت أن قضايا المرأة وشؤونها كانت حاضرة وتضمنتها توصيات اللقاء التي ستقدم إلى ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عند استقباله المشاركون عصر السبت القادم في قصره بمدينة الرياض.