بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حامل المسك ( دوماً متجدد)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 17-02-2010, 09:25 PM   #1
العباس الشنقيطي
Guest
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
البلد: مكة
المشاركات: 334
.

عندما يقودنا الآخرون

" موديل فُستانك قديم جداً " قيل لـ (مها) في مناسبة عامة ظللت جبينها الوضاح بعد تلك الكلمة سحابة حزن عادت إلى منزلها باكية مهمومة
بقلب موجع،وصدر ضيق،ودمع منحدر،انقلب فرحها إلى ترح!، تمنت لو اختطفها الطير،أو سقط عليها كسف من السماء، ولم تسمع تلك الجملة.

فاصلة

موقف قد نمر به جميعاً،فلربما أسمعنا الآخرون كلمة جارحة،أو نقداً سخيفاً, أو نظرة جافة،وبعدها تسوء نفسياتنا ،وتتدهور صحتنا وتضعف ثقتنا بأنفسنا وتلك جريمة عظيمة, وجناية نرتكبها بحق ذواتنا، إن السيطرة على الآخرين أمر متعذر، فليس بالإمكان تكميم أفواههم واعتقال ألسنتهم، إن التأثر الكبير بالآخرين يعني تمكينهم من ذواتنا ،وتسليمهم قيادنا وهذا يعني ، الحكم على أنفسنا بالضعف،إن ما نملكه ولنا حق السيطرة عليه ، هو تفكيرنا ومن ثم مشاعرنا فمكمن القوة, وأساس البطولة يتمثل في التوجيه الإيجابي لأفكارنا والسبيل إلى هذا -في نظري- يتمثل في تشرب معنيين مهمين هما :
الأول
أن من الغفلة الخطيرة والوهم الكبير أن تتخيل نفسك مقبولاً مرضياً عنك من الجميع فالركض خلف الناس لطلب إرضائهم يعد ضعفاً في الشخصية وخوراً في الهمة إضافة إلى كونه أمراً مستحيلاً لم يتحقق لبشر من قبل ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها / كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه. فما عليك إلا أن تتحرى الصواب طالباً فيه وجه الله عز وجل ومرضاته منصتاً للنصح والنقد البناء عصياً كالصخر على أي نقد محطم.

الثاني
أن من الروعة بمكان أن ننشد الإتقان، ونلتمس التمام, ولكن الإشكالية تكمن في المقاييس العالية جداً التي قد نضعها لأنفسنا عند قيامنا بأي عمل فإما أن تكون نسبة الإتقان 100% أو أن ما قمنا به يعد فشلاً ذريعاً وسقوطاً مدوياً, وهذا خطأ فادح وظلم عظيم للنفس, إذ إننا مطالبون باستنفاذ الجهد, واستفراغ السبب والاتكال بعدها على الله فعقلية 100 % أو الفشل ستصنع منك شخصاً متوتراً ضيق الأفق, محطم المواهب مسلوب الإرادة والقدرة؟
أخي الكريم../ أختي الكريمة
إن الحياة قصيرة ولا تستحق أن نقضي منها ولو وقتاً يسيراً في هم وحزن والحقيقة أننا نحقق أمنيات بعض الحساد والحاقدين الذين يسلبون الخزائن نفائسها والأجسام أرواحها عندما نتوجع ونتألم من سيئ حديثهم وجاف نظراتهم ثق بنفسك واستعد حيويتك وتأكد أنه لا حياة من دون وجود أمثال هؤلاء ! وليس من الصواب الرأي ورجاحة العقل أن نجعل من كلمات كل الناس ميزاناً نزن به ذواتنا ومقياساً نقيس به تصرفاتنا فإن رضوا اطمأنت نفوسنا وإن سخطوا غضبنا وأسأنا الظن بأنفسنا !.


ومضة



بإمكانك أن تحطم العصي والحجارة على عظامي
لكن لن تستطيع كلمة منك أن تنال مني
العباس الشنقيطي غير متصل  


قديم(ـة) 17-02-2010, 09:31 PM   #2
العباس الشنقيطي
Guest
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
البلد: مكة
المشاركات: 334

أنا وأنت وهو وهي نملك نفس العينان،نرى نفس الأشياء لكن بداخلنا. هي من تجعل هذا الشيء يسعدنا ، أو يرمينا في ظلام اليأس، مهما كان هذا الشيء ولو كان وردة.امنح احدهم وردة فيفرح بها ويشمها،ويستمتع بمنظرها،وامنح الآخر وردة فيصرخ من أشواكها.هناك عينان يملكها شخص قلبه عذب جميل يحمل معه الفرح أينما حل،ابتسامته تسبقه إليك،ضحكته عطر منثور أمامك، ربما هو يسكنه ألم،تعذبه كوارث الدنيا،لكنه لا يحملها معه أينما حل،ولا ينشرها هنا وهناك ،قلبه يجعل العالم أفضل،تفكيره ووعيه يجعله يبدأ من حيث انتهى الآخرون،يبدأ بالحل مباشرة ،يبدأ بالايجابية ،لا يكثر الشكوى والعتاب والملام،وهناك عينان يملكها شخص معذب يائس،لا يرى من الحياة سوى الكوارث،تسبقه عذاباته وتنهداته،وآهاته وزفراته ،تأففه وغضبه،لروحه زمجرة عاصفة ترابية،ربما لو سمع تغريد عصفور،لصرخ يطالبه بالصمت،لا يرى سوى العيوب والأخطاء في كل شيء،تراه شاكيا ،كارها كل شيء،تمضي معه دقائق فتتحول نفسيتك لدمار مرعب.
كن كماتشاء وشاهد كماتشاء وراقب الله في كل شيء
العباس الشنقيطي غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)