أحبتي صدقوني لم أكن أكذب عليم أوأختلق موضوعا للنقاش وإنما هي الحقيقة القاسية-ولكن صدقوني لم يتركني أصحاب الخير -بل جأني شخصان وقالا تعال معنا فهناك شخص يريد مقابلتك ويدعوك لتناول القهوة معاه-فذهبت معاهما بعد إلحاح شديد-ووقفنا عند بيت ليس بالكبير أو الفخم بل بيت شخص عادي ونزلنا فقالا تفضل ولما دخلت فإذا بشخص يبتسم في وجهي ويقول ضيف عزيز أهلا وسهلا وقام وسلم علي وأجلسني في صدر المجلس وكان أحد الشباب يقرب لنا القهوة والتمر وكذلك بعض المعاميل -فحسيت ببعض الراحة والطمأنينة من وجه ذلك الرجل -كان رجل في عمر مابين الأربعين والخمسين ذو لحية ليست بالطويلة ولا بالقصيرة يرتدي نظارة ليس بالطويل ولا بالقصير ولكنه كان نحيف بعض الشي-قرب مني وسألني عن حالي وعن معيشتي ومع من أسكن وهل ينقصني شي فكنت أجيبه بكل صراحة -وبدأ يحدثني عن الدين وعن الصلاة وعن الوالدين وعن الجنة وعن النار وعن الصحبة وعن السعادة -وأنا أومي برأسي وأشتد مع حديثه وفي الأخير قال عشاؤك اليوم عندي وأعتذرت ولكنه ألح علي وقبلت -وعندما أتينا للعشاء وجدت عنده أناس كثير فقلت من كل هؤلاء قالوا بعض أصحاب وزملاء الشيخ -ولما تعشينا اقترب مني الكثير من الأشخاص يقولون الغدا عندنا العشاء عندنا -وعندها قام الشيخ وأعتذر للجميع عني لأني طلبت منه ذلك -ولما ذهب الناس قربت من الشيخ وقلت من أنت ؟ قال عبد من عباد الله ! فسألته بالله؟ فقال-سلمان العودة -إذا أنت الشيخ سلمان العودة بعينة قال نعم -وخرجت وأنا أردد لله دره لله دره من رجل -ومن بعدها واضبت على الصلاة في المسجد-وأنتقلت إلى كلية الشريعة وأصول الدين -ونصحت أكثر من عشرين شخص بالدراسة في القصيم-والله لقد أحببت هذه المدينة من كل قلبي -وقد بكيت عندما أستلمت وثيقة التخرج لأني قد فارقت حياة البراءة والسعادة -لله دركم يأهل القصيم -وقد عرفت أن الناس ليسو سواء --تحياتي محبكم الرومنيستا---
|