[بندر 1430]

السلام عليكم ..

أعتذر للجميع على تأخري في إكمال ما تبقى من هذه (الفضفضة) .. مهمّات و واجبات كثيرة أجبرتني على الإبتعاد عن بريدة ستي ..
.
.

وقفتي القادمة ستكون مع إثنين من المعلمين الذين تشرّفت بأن أكون تلميذاً لهما ..
ولعلّ أحدكم يتعرّف عليهما ويخبرنا عن أحوالهما ..!

.
.

[بندر 1430]

الشيخ و المعلم والمربي الفاضل .. محمد الدبيخي ..

كانت أول سنة دراسية لي في مدرسة إبن عقيل الإبتدائية في حي المنتزه الغربي ببريدة و التي كانت في تلك الأيام تضم نخبة من المعلمين الأفاضل ..

و من حُسن حظّي أن الشيخ محمد الدبيخي كان يعمل مُعلّماً للقرآن الكريم في تلك المدرسة آنذاك بالإضافة لعمله إماماً لجامع حي المنتزه ..

كنتُ أحد تلاميذه السُعداء به حيث كان يُعلّمنا القرآن بطريقته المميزة ويشجعنا على تعلّمه داخل المدرسة و خارجها ..
ومما كان يدهشني في شخصيته الرائعة والذي كان له الأثر الطيب في نفسي حتى لحظة كتابة هذه الكلمات أنّه وبالرغم من كبر سنّه إلا أنّه كان يحاول النزول إلى نفس مستوى تفكيرنا كصغار في السن ..

الطابور الصباحي معه له نكهتهُ المميّزة .. كان يحرص على الحضور مبكّراً ليختار أحد التلاميذ لقراءة ما تيسّر من الآيات قبل أي نشاط آخر ..
كانت الفقرة الإنشادية والتي يحرص على تقديمها بنفسه رائعة جداً وما زلتُ أذكر بعضاً من كلماتها حيث كان يؤديها الأخ والزميل علي الضحيّان ..
كانت تبدأ كالتالي: "الله أكبر بسم الله مبدؤنا .. الله أكبر الرسول قدوتنا .. الله أكبر القرآن دستورنا .. الخ" ..
كانت كلماتها قويّة و لحنها جميل جداً و كان صوت الأخ علي نادرٌ في تلك الأيام ..

لا أدري .. شعورٌ جميل بأن تتذكّر بعض الأشخاص الذين كانت لك معهم أحداث ومواقف مميّزة على الرغم من مرور سنوات طويلة على تلك الأحداث ولم تقابلهم بعدها ..!
أليس تذكّرنا للحظات جميلة قضيناها معهم مدعاة للتأمل في كيفية تأثيرهم على أنفسنا؟ ..
.
.

أرجو أن يعطي هذا الرابط فكرة عن الشيخ أجمل من تلك التي كتبتها أنا بقلمي المتواضع ..

http://www.qoraa.com/portal/singer-70.html

[بندر 1430]

الأستاذ وصاحب الموهبة الجميلة في الخط العربي .. سليمان الفايز ..

درستُ على يديه مقرر النحو في ثانوية الأمير عبدالإله في مدينة بريدة ..

كان شعلة من النشاط في المدرسة .. كان قدوة لنا في حسن التعامل مع الكلّ ..
تعلّمنا منه كيف يكون الإنسان معطاءاً و كريماً مع غيره .. منحنا جزءاً كبيراً من وقته الثمين ليعلّمنا الخط العربي ..

تشرّفتُ كثيراً بالحديث معه على إنفراد .. كان هادئ الطبع .. ليّن الجانب .. سخيّاً في العلم والعمل ..
تأثرتُ به لدرجة أنّي أردتُ إكمال دراستي في نفس تخصصه حتى أصبح قريباً منه .. هكذا كان إعتقادي ..!

من المواقف التي حدثت لنا معه في تلك الفترة و التي ما زلتُ أذكرها وأستمتع بذكرها عندما كان يُدرّسنا مادة النحو في الصف الثالث ثانوي حيث سألناه عن أهم الأسئلة التي قد تأتي في إمتحان الوزارة النهائي .. إبتسم إبتسامة الأخ الكبير لإخوانه الأصغر منه سنّاً و قال لنا .. إن كنّا نحضر من منازلنا للمدرسة من أجل النجاح والحصول على الشهادة فقط لتحقيق هدف مادي فإننا سنحقق ذلك بدون أدنى شك مهما طال الزمان أو قصر .. لكن لن نخرج بفائدة من هذا المقرر بالذات نحملها معنا لمستقبلنا و مستقبل اللغة العربية .. كنّا نشعر بحبّه الشديد للغة العربية و تعلّقه بها حتى أبدع في رسم حروفها ..!

ولأني لم أتشرّف بلقائه منذ أن تخرجت من الثانوية العامة .. فإنني أود التعبير من خلال هذا الموضوع عن رغبتي الجامحة في لقائه والسلام عليه ..
.
.

قد تكون هذه نهاية الفضفضة ..

شكراً لكم على إنصاتكم لحرفي المتواضع ..

محبّكم