[رولكس]

نعم هذه هي الحقيقة ُ التي لا يعيها بعضُ الناس ، أو بالأحرى لا يريد أن يعِيَها ، هذه هي الحقيقة ُ المرَّة التي نتجرع غُصَصَها يوماً بعدَ يوم ، نتهرب من حقيقَتِها فتحاصرنا نتائجُها المؤلمَة وتبَعيّتها المقزِّزة ُ ، هكذا تجري الأحداثُ من حَولنا ونحن نغض الطَّرف عنها وندسُّ رؤوسنا في الترابِ ولا نمسكُه حتى على هون .

تنبتُ هذه الشتلاتُ الممقوتَة والملعونةُ بين حَنايا أمتنا وبين ظهرانَي المؤمنين في مجتمَعاتنا العربية ، وليس هذا فحسب بل هي التي تديرُ دفَّة الأمور ، وتشرِّع القوانين والأنظمة َ وتتكالب في مجملها على حربِ الإسلامِ وأهله .

أعني بهذا القياداتِ الفاسدةِ في بلاد المسلمين وأخص العربَ بالتحديد ، وهم الذين يقفون لكلِّ مامن شأنه الإسراعُ بحاكمية الإسلام ، وتطبيق ِ شرع الله على الزمرِ الفاسدة والمخالفةِ لتعاليم الإسلام ، والواقفة على قدم وساق لكل ما من شأنه أن يجعل الناس يدخلون في دينِ الله أفواجاً ، نعم أياً كانت هذه القيادات على الصعيد الميداني الملامس لتطورات الأحداثِ ميدانياً أم كانت على الصعيدِ الإداري المتستر بالأوراق والأقلام الظالمة الفاسدة .

فلو ألقيت نظرةً على واقع الأحداث والتطورات في العالمِ اليوم لرأيتَ العجبَ العجاب ولأبصرتَ حرباً ضروساً على الدين وأهله وتجفيف منابع الفكر والدعم المادي والجسدي لكلِّ ما يرفع من قدر الإسلامِ وحاكميته ، فمؤسسة الحرمين تقدم قرباناً للفائز من بوش وكيري في انتخاباتهما المزمعةِ ، ومطاردة الأبرياءِ وتلفيق التهم لهم جزافاً تجري على قدمٍ وساقٍ ، ومنع الشريط البديل الإسلامي عن فئام المجتمع وجماعاته بحجج واهيةٍ ، وإرسالهم إلى البديل المحرم بقصدٍ أو بدونِ قصد ، وكبت طاقات الشباب وقدراتهم ، وعزلهم عن علمائهم باعتقالهم ، لهو والله منذرُ خطرٍ على هذه البلاد التي تحمي جناب التوحيد وترفعُ الأذان من منائرالحرم المكيِّ والمدنيِّ ، وفيها أحفادُ الصحابةِ والتابعين ، وفيها التقاةُ والمصلحون .

ولا أخص بحديثي بلداً بعينِه ولا أشجارَ غرقدٍ بعيْنِها بل في بلاد العربِ تنتشر هذه وتبذرُ بالبذور منذ زمنٍ وما احتيج إليه سريعاً فلا مانع من التطعيمِ وسرعةِ انباته وما جفّ منه أو ذبل نشاطه أو تحوّل نشاطه فحريٌّ بهم اجتثاثه ، فلا سبيل لك عبر أشجارِ الغرقد العربيةِ إلى أرض الجهادِ الفلسطيني ، ولا سبيلَ له في العراقِ ولا الشيشانِ ولا الأفغان ، ولا مجال للتوصل عبر كثافةِ أشجاره معوناتٍ ماديةٍ إلى منكوبين أو مشرّدين فقط سلِّم ما لديك للصليبِ الأحمر وسيقدّم عنك لهم باسم الإسلام !!

وإياكَ ثمَّ إياكِ من النقد لنظامٍ أو سياسةٍ أو تشكيلٍ ، لأن الخطأ لديهم بالجزمِ معدومٌ ، ولا تحاول المراوغةَ وتقديم النصحِ بأسلوب " الحِكْمَةِ والموعِظةِ الحسنةِ " فأنت حينها ستكون من الذين يخفون ما لا يبدون والتعامل معك سيكون تحت الظلمات لا في الساحاتِ والمناقشات ِ .

وكلُّ الحذر منهم لمن يبلغُ الدين كما جاءَ عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - مبلغاً عن رسالةِ ربِّه ، فإن العين الساهرةَ ستسهر عليكَ وتمتص ماتريد منكَ مما لا تريده ولا تقول به أنت ، ثم ترمى على ركام السبِّ وركلِ التشهير بتهمةٍ لم يسبق حبكها كما لزمتك وصارت لك قرينةً وباسمك جديرة .

فاحرص للخلاصِ على الانحناءاتِ ، والتعظيم بالمقولات ، وابتعد عن كلِّ ما يشوب الأشجار من غبارٍ أو هزٍّ أو جنيِ أثمارٍ ، ولا تكن إلا موافقاً ولهم خاشعاً وناصباً .

وأقف في النهاية قائلاً : صبراً يا غرقدَ المناصب الرئاسية ، ويا غرقد المناصبِ الإعلاميةِ ، وياغرقد الفكر التغريبي العلماني الخبيث ، ويا غرقدَ النفاق والمرجفةِ والمرجئةِ والحداثة والليبرالية والفكر المنحلِّ ... فإنّ لكم يداً من الحقِّ حاصدةً ستأتي لتجتث جذوركم المنتنة َ وترمي بكم مع الذين لم يرد الله أن يطهِّر قلوبهم ، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون .

[عكاشة]

.
.
سلمت اناملك..ومقالة لا عدمنا امثالها وامثال كاتبها
.
.
ولا اقول الا.
.

(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)

[رولكس]

(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)

نِعم الوصيةُ من نِعم الموصي ، والله إنَّ الصبرَ هو الدافعُ للبقاء ، وهو الذي يمتص التسرُّع الذي نخشى من الوقوعِ فيه مما يجرفنا إلى أمورٍ لا تحمدُ عقباها ، وليس هذا جبناً ولا خوراً بل هي الحكمة التي يستظل بها المؤمن بعد أن يجدها فهو الأولى والأحق بها ..

لا عدمنَا إطلالاتكَ أخي عكاشة .

أخوك