======> الإشـــــــاعــة <======
( الإشاعة )...الكابوس الإعلامي تأليف: دانييل شنيدرمان
الناشر: دينويل ـ باريس 2003
الصفحات: 281 صفحة من القطع المتوسط
مؤلف هذا الكتاب هو دانييل شنيدرمان الصحافي في جريدة «اللوموند» الفرنسية الشهيرة وكان قد نشر سابقاً عدة كتب نذكر من بينها: كل شيء على ما يرام يا سيادة الوزير (1987)، أساطيرنا (1995)، المحاكمة الغريبة (1998)... الخ. وفي هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلف عن الكوابيس الاعلامية التي حصلت في فرنسا ابان السنوات الاخيرة والمقصود بالكابوس الإعلامي حملة الإشاعات التي تخص موضوعاً معيناً والتي تنسقها وسائل الإعلام في لحظة ما وعندئذ ترتفع درجة حرارة الجمهور وتنتشر العدوى بين الناس ويصبح الجميع ضحية لهذا الكابوس الإعلامي الغريب الشكل وعندئذ يلتغي الحس النقدي ولا يعود أحد يميز بين الصح والخطأ. لا يعود أحد قادراً على مقاومة الإشاعة أو الكابوس الإعلامي الذي يضخونه صباحاً مساء بواسطة وسائل الاعلام الجبارة من إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة الخ. من جملة الكوابيس الإعلامية ثم يعرف المؤلف الكابوس الإعلامي على النحو التالي: أنه عبارة عن إشاعة يجري تضخيمها عن طريق وسائل الإعلام فتصبح حقيقة واقعة ولو لفترة قصيرة.
وبعدئذ ينكشف زورها فتزول لكي تحل محلها إشاعة أخرى تشغل الناس، وهكذا دواليك ويبدو أن الناس بحاجة إلى ذلك من الناحية النفسية فهم يحبون التهويل والفضائح لأنها تثيرهم وتخرجهم من حالة الملل أو الضجر. والواقع أن كل إشاعة هي عبارة عن تصفية حسابات مع جهة ما أو شخص ما فلكي أحطمك نفسياً أو معنوياً ينبغي أن أثير إشاعة «معقولة» ضدك: أي إشاعة قابلة للتصديق نسبياً حتى ولو كانت كاذبة.
وسلاح الإشاعة كان موجوداً على مدار العصور ولكنه أصبح فتاكاً أكثر في عصر الفضائيات التلفزيونية التي يمكن أن تشوه سمعتك في لحظة واحدة وأمام البشرية كلها وبالتالي فالحرب لا تتم فقط عن طريق السلاح وإنما تتم أيضاً عن طريق الإشاعات الفتاكة من الناحية الشخصية.
__________________
|