|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-07-2004, 01:09 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
|
لقاء مع الشيخين العلامة: صالح اللحيـدان والعلامة:عبدالله بن جبرين ، عن المطلوبين :
رئيس مجلس القضاء الأعلى لـ "الرياض": ما أعلنته الدولة من مهلة للمطلوبين عفو صادق لا يقصد به التمكين منهم اجرى الحوار - خالد الزيدان أعلن سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى ان الدولة شملت بالعفو الكثير من المحكومين من بينهم من محكومين بحد القتل تعزيرا بسبب أعمال كبرى ومنها قضايا إرهابية وإجرامية، موضحاً ان الدول لا تتدخل في قضايا وعقوبات شرعية محددة بحدّ شرعي. وفي حديث لـ "الرياض" لم ينف أو يؤكد سماحته ان يكون للدولة مساهمة في إسقاط الحق الخاص مبيناً ان ذلك من المسائل الخلافية مرجحاً ان تترك الدولة هذا الأمر للقضاء كي يبت فيه. وأكد ان من يسلم نفسه ولم يثبت عليه مشاركة في أي عمل إرهابي انما انتماء للفئة الضالة فانه لا يقام عليه حد القصاص. داعياً سماحته كافة المطلوبين لاستغلال العفو ومؤكداً أن ما اعلنته الدولة من مهلة عفو لا يقصد به هدف التمكين منهم انما هو عفو من دولة صادقة تربأ بنفسها وهي تحكم الشريعة ان يكون ذلك عفواً فيه كذب وخيانة لمن أعطتهم الأمان والعفو خلال المدة التي أعلنتها، مشيراً إلى انه يقول ذلك عن يقين ومسؤولية كرئيس لمجلس القضاء الأعلى براءة للذمة أمام المولى وطمأنينة لهؤلاء المدعوين إلى تسليم أنفسهم وفق مدة العفو التي اعلنتها الدولة. وفيما يلي نص الحديث: السلطة تأخذ بالعفو أكثر من العقاب "الرياض" البعض سماحة الشيخ من هذه الفئة يعتقد ان اعلان قرار "مهلة العفو الملكي" لمن يسلم نفسه انما هي بيان قصد منه هدف التمكين منهم؛ وأنتم رئيساً لمجلس القضاء الأعلى وتدينونلله فيما تقولون لهؤلاء نأمل التعليق على هذه المخاوف منهم؟ - سماحة الشيخ: معاذ الله أن تكون السلطات العليا في هذه البلاد، سلطة تتعمد الكذب وتأخذ بالخيانة أو تعدبما لا تريد الوفاء به انني أقول أمام الله تعالى انها سلطة تتمتع بنصرة للمعروف ونهي عن المنكر واقامة الحدود وتحكيم الشرع في الأموال والأعراض والدماء فأربأ بها أمام المولى ان تكون سلطة ذات فجور وكذب وخداع وخيانة، فيأبى الله بحوله وقوته أن تكون كذلك؛ ثم هي سلطة مجربة حيث كم من المرات قد عفت عمن ارتكب جرماً لما تبين لها الندم منه والعزم على الاقلاع ورغبته في الرحمة والعفو كم، وكم فهي سلطة تأخذ بالعفو أكثرمن العقاب وتتعامل بالتسامح أكثرمن المجازاة الحازة. سماحة الشيخ: وأنتم رئيساً لمجلس القضاء الأعلى وتشهدون الله على ذلك هل وردكم شيء من القضاء بالعفو من الدولة لاشخاص سابقين وحاليين قاموا بأعمال ارهابية وتخريبية ثم تابوا؟ - سماحة الشيخ: كثيراً الحكومة كثيراً ما تعفو عن مرتكبي جرائم ومخالفات؛ وممن حكم عليهم بعقوبات تعزيرية فقل أن يمضي عام إلا ويعفى عن كثير من الناس فالحكومة متقيدة ان ما كان من الحدود الشرعية كسارق بالحكم عليه بقطع يده لأنه سرق ءأو زان حكم عليه حدّ الزنا أو مرتكب جرم عقوبته محددة بحدّ شرعي فهي لا تتدخل في مثل هذا ولا تحاول أن يفلت من عقوبتها؛ انما تكون متسامحة وميسرة في العقوبات التعزيرية التي من حق ولي الأمر إذا رأى ان المصلحة تقتضي التسهيل والتخفيف انه يخفف فكثير ما يقف ولي الأمر ويرجع للقضاء للاستشارة بأنه هل من المناسب التخفيف في مثل هذه الجريمة اولا، وكم من المواسم يطلق من المحكوم عليهم؟.. وهنا أؤكد لهذه الفئة أن تحسن الظن بولاة الأمر فإن الذي ينظر ويستقرئ السابق يجد الكثير والحرص من الدولة على العفو. "الرياض" هل أحيل لكم سماحة الشيخ أشخاص من هذه الفئة الضالة وحققتم معهم ومع من سلم نفسه أو درستم شيئاً من ذلك؟ - سماحة الشيخ: مجلس القضاء الأعلى لا يتولى تحقيقاً في قضايا، انما يدرس الأحكام الصادرة. "الرياض" هل صدر من المجلس شيء من ذلك؟ - سماحة الشيخ: حصل قضايا كثيرة، بانه صدق الحكم بالعقوبة من الجهات التي تدرس الاحكام بما فيها مجلس القضاء ثم رأى ولي الأمر أن المناسب للبلاد وأهلها أن يستصلح من صدرت عليهم الاحكام التعزيرية الشديدة؛ وأن يشملوا بالعفو رغبة في استصلاحهم واستجلاب صدق الموالاة والولاء من أفراد الأمة؛ والسلطة التي تعامل منسوبيها بهذا العفو غنية أن يعرف هؤلاء فعلها ويصدقوا في موالاتها ولايسع المجال لذكر اعداد هنا. "الرياض" هل من بينها قضايا إرهابية شبيهة بتلك الأعمال؟ - سماحة الشيخ: فيها قضايا حكم عليها بالقتل تعزيرا؛ ومعلوم ان العقوبات التعزيزية إذا وصلت الحكم بالقتل فلا تكون إلا لأن الجرم كبير؛ ومع ذلك وبعد مضي فترة من بقاء مرتكب الجرم سجيناً رأت السلطة أن جانب العفو أليق في التعامل إذا اتصف الجاني بالندم والصلاح والتعاون واظهار الرغبة الأكيدة بأن عهد المخالفة والاجرام قد ولّى وبقي عهد التوبة والندم والصلاح "الرياض" هل يحق للدولة اسقاط الحق الخاص عن هؤلاء؟ - سماحة الشيخ: هذا الأمر من المسائل الخلافية والحكومة فيما يبدو انها ستجعل هذا الأمر يبت في القضاء، الا من كان عمله لم يسبب جناية خطيرة على المال والأنفس، والقضاء ولله الحمد يفرق بين من يؤتى به بعد مطاردات وترصد وقبض وبين من يأتي ويقول هذا أنا مسلم نفسي مستسلما طائعا نادما تائباَ. العودة إلى الرشد "الرياض" في حال عدم تورط أحد المطلوبين في قضايا التفجير او ارهاب، انما هو منتم انتماءً فقط لهذه الفئة الضالة ورغب العودة والرشد هل سيقام عليه حد القصاص كونه منتمياً؟ - سماحة الشيخ: لا يقام عليه حد القصاص، فالقصاص لا يقام الا على من ارتكب جناية فعلية او كان ردئا لمن كان ينفذ تلك الجناية وقت تنفيذها، اما من كان متعاطفا او مؤيدا او منتميا وانخدع بوعود وزعم جهاد وادعاء شهادة لمن يقتل ثم فكر واهتدى او خاف فارعوى، فلا تكون معاملته كمعاملة المجرمين المتمادين في اجرامهم وعدوانهم. عمل منكر "الرياض" قام بعضهم اثناء المواجهات الأمنية من هذه الفئة بنقل بعض المصابين منهم باصابات خطيرة الى منازل لا تتوفر بها العلاج والخدمة الطبية المختصة، فقاموا باجتهادات لهم في علاجهم وابقوا البعض الآخر دون علاج مخافة افتضاح امرهم فما رأي الشرع فيمن تفاقمت اصابته بسبب ذلك أو مات؟ - سماحة الشيخ: عملهم هذا في بدايته عمل منكر ونقلهم لمصابيهم وعلاجهم بطريقة لا تصلح لعلاج أمثال هؤلاء المصابين هو عمل سيئ، في حد ذاته وما ينتج عنه من وفاة ليست في مكانة القتل العمد ولكنها قد تكون بمثابة القتل الخطأ، لأنهم أرادوا ابقاء حياتهم فعملوا عملا هم غير مؤهلين لأن يقوموا به فاذا نتج عنه وفاة وهم غير مؤهلين طبيا وجراحيا فهذا ظلم وجرم للنفس. "الرياض": سماحة الشيخ ما حدث من هذه الفئة الضالة من قتل وظلم لأنفسهم وللآخرين ومن اغتيالات للأجانب بحجج ان ذلك من الاسلام فما رد فضيلتكم على ذلك؟ - الشيخ اللحيدان: من يزعمون ان ذلك من الأعمال الاسلامية ووفق الشريعة فهذا خطأ عظيم وهو اشبه بعمل الخوارج الذين لا يفرقون بين احد في قتلهم للناس، الا أن الخوارح لا يقتلون الكفار وانما يقتلون المسلمين ويتركون أهل الأوثان، ثم هذا العمل لا يشبه اعمال "المحاربين" الذين يخرجون إما لأخذ المال فيقطعون على الناس طرقاتهم ويزعجون امنهم أو لأخذ النساء، فذاك محاربة لهدف يقصده المحارب لنفسه لا لأشخاص بأعيانهم وقد رتب الله جل وعلا على أعمال المحاربين عقوبة من أقسى العقوبات، ووصفهم الله جل وعلا بأنهم محاربين للمولى سبحانه ولرسوله فذكر القرآن: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا، أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض} وبين جل وعلا أن هذا خزي الدنيا أما عذاب الآخرة فبحاله. فهم يطلبون حاجة للاستيلاء عليها وسلبها من المحروبين ولا شك أنه عمل اجرامي خطير، وبحث أهل العلم حكم هذا فقالوا: ان من قتل فانه يقتل فقط، ومن قتل وأخذ المال يقتل وتقطع أيديهم من خلاف على تفصيل في الجرم. أما هؤلاء من هذه الفئة فهم يدعون أن عملهم جهاد أو انه من باب اخراج الكفار من جزيرة العرب ثم في الفترة الأخيرة صاروا يتقصدون رجال الأمن بالذات، فهؤلاء من هذه الفئة أعمالهم من أسوأ الأعمال وأخطرها وهم محتاجون أن يعاملوا بالحزم وتصحيح تلك المفاهيم والمزاعم الخاطئة، والله جل وعلا بين ان من ندم فتاب وأناب قبل أن يقبض عليه ان له حكما غير حكم من يطارد ويترصد له ثم يقبض عليه، والعدل حتما يطبق على هذا وذاك، الا ان التائب النادم الراجع من نفسه الخائف من مغبة الاستمرار في تبييت النوايا السيئة والتخطيط للجرائم المفزعة غير من يتراجع ويعود وإن كان العود خوفا من الله تعالى فهذا هو الذي يعد توبة، أو الخائف من العقوبة وهذا انما يدرأ عن نفسه العقاب، وفي كلا الحالين يعامل هذا وذاك غير معاملة من تبذل الأسباب ويشد ضده الامر ويتابع ويترصد له فهو عرضة للعقوبة، اما الأمر العدل فحق على الجميع. فالبيان الذي اصدره خادم الحرمين الشريفين وتلاه نيابة عنه سمو ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ينبغي ان يكون حافزا لكل من يعقل الى أن يبادر قبل فوات الأوان، فهذه الأعمال التي ارتكبوها غاية في القبح والشناعة، كما أن الذي يسر بها ويستفيد منها هم أعداء الإسلام؛ والمملكة العربية السعودية، جزيرة العرب ومهبط الوحي ومبعث الرسالة ومقر الحرمين الشريفين إذا أعتدي عليها وأخيف الناس فيها؛ فإن ذلك يعد اعتداءً على الأمة الإسلامية في كل مكان؛ وهؤلاء في الحقيقة وكما ذكرت هم أقرب للخوارج رغم أن الخوارج لا يدمرون البناء ولا يتلفون الأموال بالطرق المفجعة وبالجرم الشامل الذي يصيب من قصد ومن لم يقصد؛ لهذا لا يحل لأحد أن يتعاطف معهم أو أن يقول هذا شأنهم والمؤمل التبليغ عنهم ومناصحة من يقابل منهم. فهؤلاء ليسوا مقطوعين من شجرة؛ فلهم الآباء والأمهات والاخوة والأخوات والأطفال والعشائر والقبائل؛ فهم بعملهم هذا يسيئون لذويهم وقراباتهم وبلدانهم ثم إنهم يسيئون إلى دين الإسلام فمن لا يعرف الدين حقيقة يظن أن هذا منهج إسلامي والمنهج الإسلامي لا يبيح الظلم على أحد ولا يقر العدوان إلا في صد العدوان فندعو هؤلاء لأن يفكروا وينظروا للعواقب ويدركوا أن ذلك منافٍ للروح الإسلامية التي يتصف بها كل مسلم وإني أظن هؤلاء يحتاجون إلى الفقه الصحيح في الدين ولا يأخذون بآراء تداول من أشخاص يوصفون بالهوج وبادئ الرأي. هؤلاء مفسدون @ "الرياض" إذاً ترجح سماحة الشيخ ألا يكون هؤلاء محاربين وأنهم "بُغاة" أم ماذا؟ - سماحة الشيخ اللحيدان: "البغاة" هم من يطلبون حكماً ويخرجون عن السلطة ليحكموا؛ أما هؤلاء فهم يزعمون أنهم يريدون الإصلاح؛ وهم فيما يريدون بمنأى عن الإصلاح وإنما هم في الحقيقة "مفسدون" في الأرض والفساد في الأرض لا ينحصر في سرقات أو مخالفة للنظام؛ الفساد من الذي آثاره فردية ومن الذي آثاره عامة وأخطاره جسيمة؛ ومن ذلك ما يقوم به هؤلاء من إعداد لنسف المنازل وإعداد لسيارات بها متفجرات تنسف المنازل والسيارات والقتل العام ومما يخيف الناس في منازلهم وحتى في أسواقهم وأعمالهم فهذا أمرٌ خطير؛ وإن كانت الدولة قادرة على التضييق على هؤلاء وسد المسالك عليهم. "الرياض": سماحة الشيخ دعني أنقل لك مايدور بين هذه الفئة وأحدث سماحتك وأنت رئيساً لمجلس القضاء الأعلى وأحد علماء هذه البلاد الأفذاذ بعون الله، يدور في خلودهم أنكم شيوخ سلطة وأنه لا يؤخذ منكم فما تعليق سماحتكم؟ - سماحة الشيخ: فيما بيننا وبين الله تعالى فالمولى جل وعلا هو الذي يحاسبنا، وفيما بيننا وبين الناس فالإنسان يحمد الله أنه يقوم بما يقوم به لا مجاملة سلطة ولا مجاملة لأطراف أخرى؛ حسب الواحد منا أنه يحرص على براءة ذمته ويحرص على صيانة الأمة وتثبيت الأمن وصيانة حمى الشريعة ومما ينبغي فيه بهذا الجانب أن تكون الأحكام الصادرة من القضاة أحكاماً تناسب وقائع الأحوال على ضوء مقاصد الشريعة في كبح جماح الفساد وقطع دابر الفساد وتوفير أسباب الأمن بالأحكام الزاجرة الرادعة، وفي كل ذلك يكون المرء إنما يفكر من القضاة ومن يدقق عليهم لا يفكر إلا في الموقف بين يدي الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون وإني أنصح هؤلاء جميعاً أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهليهم وفي مجتمعهم وفي دين الإسلام وفي هذه البلاد؛ بأن لا يسعوا سعياً يعرض أمن البلاد للخطر؛ وليفكروا بالحوادث القريبة والبعيدة ما الذي جناه الناس من الخروج عن طاعة السلطان والمنابذة بالوسائل العدائية فما يحدث من شر وبلاء يكون المستبب فيه ممن تولى كبره، والنبي عليه الصلاة والسلام أمر بالسمع والطاعة في المنشط والمكره وشدد في هذا الأمر، حتى قال عليه السلام: "أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الحق الذي لكم" هذا اذا كان الشخص يطالب بحق له واضح المعالم وحيل بينه وطلب من الحق السلطاني أن يسمع ويطيع، والنبي صلى الله عليه وسلم عنده ذكر ماقد يوجد في الولاة قال الصحابة أفلا تنابذهم؛ قال عليه السلام: "لا؛ ماصلوا". لم يراجعوني ثم أقول لم يراجعوني ولم يراجعوا أحداً من العلماء ولم يسألوا؛ ولم أذكر أحداً راجعني جماعة قليلة أو كثيرة إلا وظهروا من عندي مبدين ارتياحاً وظني بهم أنهم صادقون والمولى عز وجل لم يقل اسألوا من هب ودبّ واركبوا رؤوسكم ولتعجبوا بآرائكم؛ بل قال سبحانه: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} والمولى عز وجل أخذ العهد على العلماء أن يبينوا للناس مانزل إليهم من ربهم ومن وجد لديه إشكالاً ليرجع إلى العلماء. وهم ورثة الأنبياء ولكن لا يراجع لكي يقولوا له: أنت مصيب أنما يكشفون له الحق إن كان معه أو ضده. "الرياض": إذاً أفهم من سماحتكم أنكم ترحبون بمن يرغب تسليم نفسه من المطلوبين ولو بشفاعة من قبلكم من باب التنوير والتزود والتوجيه من سماحكتم؟ - سماحة الشيخ: بعون الله ولا شك في ذلك وهو لا يحتاج لشفاعة أحد؛ فإن صدق في الرجوع فما عليه إلا أن يطلب من المسؤولين ولو بالهاتف سواء من منسوبي الأمن كسمو وزير الداخلية أو سمو نائبه أو مساعده أو أصحاب السمو الأمراء للمناطق؛ فكل واحد في المسؤولية التي هو بها وكل واحد منهم سيفرح بمن جاء تائباً بعون الله}} . الرياض 16/5/1425هـ. 0000000000000 الشيخ الجبرين: على المطلوبين تسليم أنفسهم والرجوع إلى الرشد حوار - علي الشثري: حث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو الافتاء سابقاً المطلوبين الهاربين على تسليم أنفسهم والرجوع إلى الرشد لأن الدولة منصفة لا تظلم ولا تقر الظلم. وأكد ابن جبرين في حديث لـ "الرياض" أن العفو الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين فكرة سامية ورأي سديد سيكون له أثره الكبير على الأمة الإسلامية والمملكة خاصة وكذلك المطلوبين في أنفسهم. وقال إن "المنظرين" لهؤلاء المطلوبين تقّولوا على الله بغير علم وتشبثوا بآراء خاطئة ومخالفة لا دليل عليها، والقول على الله بلا علم من أكبر الكبائر وقد يكون أكبر من الشرك. ونفى ابن جبرين الاتهامات التي يوجهها هؤلاء المطلوبون إلى العلماء والقضاة بأنهم مداهنون في آرائهم مشيراً إلى أنهم علماء شرعيون مأمونون وثقت بهم الأمة والدولة وإن حدث منهم خطأ فهو مغفور لهم. ورد شبهة هذه الفئة فيما يتعلق بحديث "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، مؤكداً أن المقصود هو عدم تمكينهم من التملك الكامل للأرض وهذا لم يحدث ولله الحمد في جزيرة العرب. وفيما يلي نص الحوار: @ "الرياض": أصدر خادم الحرمين الشريفين مؤخراً عفواً ملكياً عن المطلوبين إذا سلموا أنفسهم خلال فترة شهر كيف ترون هذا العفو؟ - إن هذا العفو الملكي فكرة سامية ورأي سديد والذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - حفظه الله -وأيده ولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأيدته أيضاً الدولة ولا شك أن هذا هو الذي يؤمل من الملك واخوانه وأسرته حيث إن هؤلاء المطلوبين يعتبرون أولادهم وأولاد اخوانهم المواطنين وهذا يقصد منه إراحة أولئك المطلوبين حيث إنهم لا شك تضرروا بغيبتهم وبتسترهم وبعدهم عن أهلهم وكذلك تضرر آباؤهم وأولياء أمورهم بفقدهم وعدم معرفتهم لأمكنتهم فبقي أهلهم يغمرهم الحزن ويغمرهم الهم والغم فإذا جاءوا وسلموا أنفسهم يكونوا قد أمنوا من العذاب وأمنوا أهليهم وكذلك أيضاً يكون أمرهم يسيراً. فهذا من الفكرة الطيبة التي نرجو أن يكون لها أثر كبير في الأمة الإسلامية وفي المملكة خاصة وفي أولئك المطلوبين في أنفسهم. أعمال إجرامية @ "الرياض": الأعمال الإرهابية التي جرت مؤخراً في المملكة من تفجير وقتل للمسلمين والمعاهدين والمستأمنين ما الحكم الشرعي فيها؟ - لا شك أنها أعمال إجرامية وانها لا تجوز وذلك لأن البلاد آمنة والحمد لله فالذين يدخلونها من المسلمين يجب تأمينهم ولا يجوز الاعتداء عليهم بمثل هذا التفجير أو بمثل هذا القتل وكذلك الذين يدخلونها من المعاهدين ولو كانوا نصارى ولو كانوا بوذيين ولو كانوا هندوس أو غير ذلك من الأديان فإنهم يدخلونها بأمان ومن دخل بأمان فإنه لا يجوز الاعتراض عليه حتى ولو كان الذي أمنه امرأة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجرنا من اجرت يا أم هاني" لما أنها أجارت رجلاً مشركاً قبل أن يسلم وثبت انه صلى الله عليه وسلم قال: "ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم" وذمتهم يعني عهدهم فأدناهم واحداً ولو صغيراً أو امرأة أو عامياً إذا تذمم يعني تعهد لإنسان وأدخله تحت كفالته فإن له عهد ان لا يعتدى عليه وأن لا يتجرأ أحد من الأمة الإسلامية على ذلك الذي دخل بعهد وبذلك تأمن البلاد إن شاء الله. ليست دلالتها صريحة @ "الرياض": فضيلة الشيخ بعض المطلوبين يعتبرون أنفسهم طلاب علم ومشايخ فينظرون لاتباعهم جواز ما يقومون به من أعمال ما تعليقكم على ذلك؟ - حتى ولو كانوا من طلبة العلم وحتى ولو ذكروا تلك الآيات والأحاديث التي يبررون بها هروبهم ويبررون بها موقفهم فإن هناك من هو أعلم منهم من علماء المملكة فالواجب أنهم يرجعون إلى علماء المملكة لقول الله تعالى: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} فهذه الأدلة التي يتشبثون بها ويبررون بها موقفهم وعدم تسليمهم أنفسهم ليست دلالتها صريحة ولا شك أنها آيات قرآنية وأحاديث نبوية ولكن هناك ما يصرفها في بعض الأماكن فنقول إن قول الأئمة وقول علماء الأمة وقضاتها ومفتيها انه هو الأصل فارجعوا إليهم واسألوهم واقتنعوا بما يقولون ولا تتشبثوا بآرائكم فقد تكون آراء محتملة أو آراء خاطئة فيتبوؤون بالقول على الله بلا علم فإن القول على الله بلا علم من أكبر الكبائر بل قد يكون أكبر من الشرك قال الله تعالى: {ولا تقولوا بما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب} فتوبوا إلى الله وسلموا أنفسكم ولا تتشبثوا بشيء لا دليل عليه. لم يفهموا نص الحديث @ "الرياض": دائماً يتحجج هؤلاء المطلوبون ويؤكدون على سلامة موقفهم من قتل المعاهدين والمستأمنين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" فهل هذا الحديث على ظاهرة مما يؤكد صحة موقفهم؟ - الحديث صحيح ولكن حمل على التملك أي لا تمكنوا المشركين من أن يتملكوا شيئاً من الأرض يملكونها ملكاً كاملاً بحيث يكونون أحق بها من المسلمين ويملكون تأجيرها والسكن فيها وبيعها واستغلالها، فأما دخولهم كمعاهدين أو دخولهم كمستأمنين أو عاملين فلا يدخل في هذا الحديث، ولكنهم لم يفهموا، فهم قد أخذوا بظاهره ولم ينظروا إلى الحال، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر اليهود في خيبر بعد أن دخلت في ملك المسلمين وخيبر من جزيرة العرب ولكنه أقرهم فيها كعمال فإذا جاؤوا إلينا كعمال ومستأجرين فهذا لا يلزم أننا مكناهم، وكذلك كان الصحابة يدخلون أيضاً كثيراً من المشركين كعمال أو نحو ذلك، كما حصل من ادخال العباس كثيراً من المجوس ونحوهم، فالحاصل أنه يفهم من الحديث النهي عن تمليكهم وهذا لم يحصل والحمد لله. لا نتهم علماءنا @ "الرياض": الملاحظ على هذه الفئة يا فضيلة الشيخ أنهم لا يأخذون من العلماء ويتهمونهم بأنهم علماء السلطة وأنهم موالون وأنهم مداهنون فيما يقولونه ويؤكدون أن رأيهم هو الصواب والصحيح فما ردكم على حديثهم؟ - لا نتهم علماءنا ولا مفتينا ولا قضاة المسلمين بأنهم غير محقين بل نقول إنهم إن شاء الله شرعيون وعاملون بالخير وعاملون ومحبون له وأنهم أهل أن يؤخذ منهم وأنهم علماء مأمونون وثقت بهم الأمة ووثقت بهم الدولة وولتهم مناصب كبيرة مناصب قضاء ومناصب فتيا ومناصب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وإذا أخطأ العلماء فليسوا بمعصومين فإن العصمة إنما هي للرسل وكذلك خطأهم مغفور، والحاكم كذلك إذا اجتهد وأخطأ فله أجر الاجتهاد وخطأه مغفور وإذا أصاب فله أجران أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، ولا يجوز أن يطعن أحد من مثل هؤلاء في علماء الأمة بأنهم مداهنون أو نحو ذلك فنحن نبرئ علماءنا إن شاء الله من هذه المداهنة. لا تكلفوا أنفسكم @ "الرياض": ما توجيهكم للمطلوبين الهاربين الذين لم يسلموا أنفسهم إلى الآن؟ - نقول لهم لا تكلفوا أنفسكم فالدولة إن شاء الله دولة منصفة لا تظلم ولا تقر على الظلم بل إنها تدعو إلى النصح وإلى الخير فأنتم لا تكلفوا أنفسكم ولا تشقوا عليها بتغيبكم هذا وببعدكم هذا البعد الذي طالت مدته، فإذا تراجعتم ورجعتم إلى رشدكم فإنكم إن شاء الله ستلقون عفواً كاملاً بعدما تحالون إلى المحاكم الشرعية فإن الحكومة تميزت عن غيرها من الدول بتنصب قضاة شرعيين من كليات الشريعة الإسلامية يقولون بالحق وبه يعدلون يحكمون بالعدل ولا يميلون لا مع كبير ولا مع صغير، فندعوكم إلى الاستسلام حتى تسلموا وتسلموا غيركم. توجيه للآباء والأمهات @ "الرياض": توجيه فضيلتكم للآباء والأمهات في متابعة أبنائهم والخشية من أن يتأثروا بمثل هذه الأفكار؟ - أوجه الآباء والأمهات والأقارب أن يربوا أولادهم التربية الإسلامية الصحيحة بأن يعلموهم الكتاب والسنة وأن يعلموهم العقيدة الإسلامية عقيدة أهل السنة والجماعة وكذلك أن يحفظوهم عن الاختلاط بمن يفسد عليهم أخلاقهم أو يفسد عليهم عقائدهم ودياناتهم سواء الذين يحملونهم على الخروج ويزينون لهم ما هو عليه من الخروج ورأي الخوارج والتكفير أو نحو ذلك أو الذين يوقعونهم في المعاصي ويوقعونهم في أسباب الفساد، وهذه الإجازة يغتنمها أولياء الأمور ويحرصون على أن يسجلوا أولادهم في المراكز الصيفية التي فيها عناية بالتربية الصحيحة الإسلامية وكذلك في الدورات العلمية التي يلقى فيها الدروس وكذلك في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وهذه كلها من أسباب الاستقامة والتمسك بالحق بإذن الله. الرياض 15/5/1425هـ. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|