[أبــو عــمــر]

ملخص لمحاضرة الشيخ د. مساعد الطيار التي أقيمت في بريدة مغرب 14-5-1431هـ بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بعنوان التأصيل في دراسة علم التفسير:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. كنت ممن حضر تلك المحاضرة القيمة ولله الحمد .. ولقد استفدنا منها كثيرا .. ولقد هممت بنقل أكبر كم من الفائدة مما أراه بنظرتي القاصرة شاملا لكلام شيخنا ,, إلا أني وقبل ذلك اطلعت على ملخص لمحاضرة ألقاها الشيخ في ديوانية الدراسات القرآنية بمنطقة الطائف بتاريخ 17 من شوال 1430 هـ . وقد لاحظت أن الشيخ لم يخرج كثيرا عما ذكره في تلك المحاضرة . لذا وددت أن أقوم بالجمع بين ما ذكره الشيخ سابقا وبين محاضرته التي ألقاها بالأمس .. علما أني لم أعرض هذا الشيء على الشيخ ليرتضيه ولا يمثل هذا العمل الا جهد مقل نسأل الله القبول .. وإن كان من صواب فمن الله وان كان من خطأ فمن نفسي والشيطان .. علما اني نقلت ملخص محاضرته التي ألقاها بالطائف من موقع ملتقى أهل الحديث مع بعض التعديلات والإضافات ..
وأعتذر عن بعض الأخطاء الإملائية أوضعف التنسيق لضيق الوقت وضعف الهمة.
فأقول مستعينا بالله :
يمكننا أن نقسم المراحل التي يمر بها طالب علم التفسير إلى :

المرحلة الأولى: مرحلة المبتدئين
المرحلة الثانية: مرحلة السالكين
المرحلةالثالثة : مرحلة القراءة في أمهات الكتب
المرحلة الرابعة : المرحلة البحثية.


أولاً: مرحلة المبتدئين :
هذه من أهم المراحل لطالب علم التفسير إذ تكمن أهميتها لكونها اللبنة الأولى لطالب علم التفسير، فيهتم الطالب في البداية باستظهار المعنى العام للآيات، وتقييد الفوائد على المتن المختار للتفسير، مع عدم الانشغال بالإشكالات الواردة في بعض الآيات، أي اجعل هدفك في هذه المرحلة : فهم المعنى.
وتكون البداية بكتاب مختصر من أفضلها " التفسير الميسر" وهو يهتم بالمعنى الاجمالي للآيات إلا أنه يفتقر إلى الإشارة إلى المعنى اللغوي للفظ القرآني فيضيف الطالب للتفسير الميسر كتاب مختصر في غريب القرآن كـ "تحفة الأريب لأبي حيان" أو "تفسير غريب القرآن لمكي القيسي".
ومن أحب أن يبدأ بداية موسعة يمكنه البدء بكتاب "جامع البيان لمعين الدين الصفوي" أو "مختصر تفسير ابن سلام لابن أبي زمنيين" أو " أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري"، دون إغفال كتب الغريب.
وليس لهذه المرحلة زمنًا معينًا، لأنها مرتبطة بفهم وقدرة الطالب، فمن وطن نفسه على التخطيط والترتيب يصل أسرع من غيره فعلى الطالب أن يجعل له جزءً أو نصف جزء أسبوعيًا ويستمر ويواظب على هذه القراءة لا ينقطع عنها فقليل مستمر خير من كثير منقطع.

وقد نصح شيخنا بكتاب التفسير الميسر من حيث ان هذا الكتاب كما وصفه الشيخ انه يساعد على فهم المعنى ولست بحاجة لمدرّس له عندما تقرأه.
وقام الشيخ بذكر بعض الأسئلة الشائعة وأجاب عنها مثل :
هل يصلح ( تفسير الجلالين ) كأصل معتمد للمبتدئين ؟
وقد أجاب الشيخ عنه من وجهة نظره الشخصية بقوله :
لا ,, لأنه يحتاج الى فك للألفاظ وشرح .. فهو على الرغم من انه مختصر الى انه قد يمثل في بعض مواضعه ألغازا للمبتدئين.
كما نصح بمراعاة ما يراها شروط للكتاب الجيد للممبتدئ من ملاحظة سبب النزول و سهولة العبارة واختصاره.
وقد ذكر انه لكي تفهم ابتداءا : اقرأ الكتاب مرات عديدة .. ولا يلزمك في هذه المرحلة الحفظ.

*سؤال شائع:
كم المرحلة التي تستغرقها في هذه المرحلة ؟
أجاب الشيخ بحكمة : لا تستعجل ولا تملّ.

سؤال شائع أيضا:
كيف أتعامل مع مشكلاتي بالتفسير؟
فكان جواب شيخنا بأن نصح بالتقييد ( التدوين) للمشكلة حتى لو اظطررت لمعرفة الإشكالية لاحقا.

* نصح الشيخ بكتاب( غريب القرآن ) عندما تفتقد المعنى للفظ اللغوي,, مثل كلمة باسقات, الصمد...
* طرائق العلماء : حسب المعجم وهو على ثلاثة أضرب لا تهمنا الآن
وحسب السورة والآية.

وقد يختلف المعنى اللغوي للفظ معين ,, فلا تنزعج.

***

المرحلة الثانية: مرحلة السالكين:
وهي مرحلة الدخول في التخصص في علم التفسير، فالطالب في هذه المرحلة انتهى من استظهار ومعرفة المعنى الاجمالي للآيات والدلالت اللغوية للألفاظ القرآنية كما ذكرنا سابقًا.
وتتمثل هذه المرحلة بمعرفة:

1- أصول التفسير
2- أقوال المفسرين

فالمرحلة الأولى ـ للطالب ـ كانت دراسة التفسير على معنى واحد، ولكنه في هذه المرحلة سينتقل الطالب إلى معرفة الأقوال الأخرى في التفسير بدلًا من اعتماده على القول الواحد المختار الذي تعلمه في المرحلة الأولى.
ومن المهم للطالب في هذه المرحلة أن يتعلم ما يتعلق بأصول التفسير من طرق التفسير وأسباب الاختلاف في التفسير وأنواع الاختلاف وقواعد التفسير وقواعد الترجيح ومعرفة مصطلحات المفسرين.
فمثلا ,, عند قول الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث) :
فهناك قول أن المقصود بالنعمة هنا : النبوة .. وقال آخرون .. القرآن
الحل : نقول ليس هناك تضاد,, بما أن النبوة نعمة
والقرآن نعمة
فلا ضير لو قلنا أن الله أمر نبيه أن يخبر الناس ويحدثهم بما أنعم الله عليه من انزال القرآن عليه وبالنبوة.. أرجو أن تكون وضحت الفكرة.


وللطالب في هذه المرحلة القراءة من كتب معاني القرآن وكشف توجيهات القراءات والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول.
فيمكن للطالب أن يقرأ من الكتب الموسعة في التفسير من أمثال "زاد المسير لابن الجوزي"و "تفسير الماوردي" و"الدر المنثور للسيوطي" و "تفسير ابن كثير" وغيرها ممن عني بذكر الأقوال واختلافها كـ "المحرر الوجيز لابن عطية" و"تفسير ابن جرير الطبري" و "تفسير ابن جزى الكلبي" و "تفسير الطاهر بن عاشور".
المحصلة النهائية لهذه المرحلة:

1- استظهار أقوال السلف في الآية، فإن كان في الآية قولان أو ثلاثة استظهرهم أما إن زادت هذه الأقوال فيكتفي ذكر بعضها مع معرفته بأن في الآية أقوال أخرى لم يحفظها.
2- معرفة أقوال السلف خاصة، أي الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
3- معرفة الأقوال الصحيحة المحتملة في الآية التي جاءت بعد السلف.
4- التعرف على مناهج المفسرين المختلفة.

***

المرحلة الثالثة : مرحلة القراءة في أمهات الكتب ( التوسع ) .. والمرحلة الرابعة ( البحثية):

* جيد لو كان عندك مخزون او اطلاع في العلوم المتعلقة بالتفسير كـعلوم النحو واللغة والأصول الفقهية .
* فقه اللغة والمفردات مهمة لطالب التفسير وهي من أكبر ما يعينك على استخراج اللطائف.
*كتاب الشنقيطي جيد لمن يعتني بالمسائل الفقهية.
* البلاغة من العلوم الهامة للمفسر لكن البلاغة ابتداءا تأتي بعد فهم المعنى غالبا.

فلابد للطالب في هذه المرحلة أن يقرأ ويستفاد من الكتب القريبة من التخصص أو حتى البعيدة عنه فيمارس بحثه وإضافاته التي يوظفها في تفسير القرآن.
ويمكن إضافة ما يلي:

1- العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على نهجهم من خلال التطبيقات العملية.
2- العناية بتطبيق ما تعلمه من أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3- الرجوع إلى الموارد التي أخذ منها المفسر.
4- التركيز على كلام المفسر في تفسيره للآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به المفسر كأن يكون المفسر لغويًا أو فقيهًا أو عالمًا بالقراءات.
5- الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها طالب علم التفسير خلال رحلته في طلب العلم وقراءاته للكتب.


علما انه في المرحلة البحثية تكون قد وصلت لمرحلة العطاء وتكون بإذن الله مستوعبا للإستدلال والإستنباط, وهي مرحلة لا حصر لها .
* من المهم معرفة قواعد الترجيح.
* للمرحلة الثانية والثالثة الشيخ نصح بكتب ثلاثة :
الطبري وبن كثير وابن عطية ..
فقال عن الطبري :
انه يصلح لكل المراحل وسهل وان كانت لكنته فيها صعوبة للمبتدئ .. الا انه بالدربة عليه يتضح كثيرا بإذن الله ..
ومن ناحية تفسير بن كثير قال إجمالا عنه : يهتم بتحرير المعنى ويعتبر اضافة مهمة جدا حيث انه يهتم بالربط بالحديث النبوي.
بينما قال عن بن عطية :
يهتم يتحرير المعنى وتخريج أقول السلف.
وقد نصح كثيرا بتفسير الطبري من ناحية اهتمامه بالأسانيد وسهولته حتى كدت أنتصر لابن كثير.
ومن كتب المتأخرين نصح ألا تفوّت أبدا كتاب الطاهر بن عاشور,, اهتم بمحتوى كتابه فقط.. فقط.

هذا ما تيسر ايراده .. وأعتذر مرة أخرى عن ضعف التنسيق أو الأخطاء الإملائية ..
وأكرر أن ما تم جمعه قد يعتريه بعض النقص لكن أرجوا أن يكون ما فيه ومنه مفيدا.
تقبلوا تحياتي .. ولا تنسوني من صالح دعائكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / أبـــو عــــــمــــر.

[أبو ريّـان]

بارك الله فيك ..
ولو حصل لك أن تنقله إلى ملتقى أهل الحديث أو ملتقى أهل التفسير , لكان خيراً .. بوركت ..





.