[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
ما ذا علمتنا الامتحانات ؟
خواطر وأفكار ( أ .د. سليمان بن حمد العودة)
20/7/1431هـ
الحمد لله خلق السموات و الأرض بالحق وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون , والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد هذه جولة في أجواء الامتحانات فقد انقضت أيام الامتحانات . . لكنها ؟ علمتنا أن الوقت مهم وأن ساعاته غالية , وأن تنظيمه واستثماره ممكن ثم طافت بنا وحولنا خيالات وكنا نظن الوقت رخيص . . وان استثماره عبث واكتفينا بأن يسير الزمان كيفما اتفق فلا تكلن أنفسنا عنا الاهتمام به . . أو البحث عن محالات نافعة نستثمر الوقت فيها ..أيها الممتحنون والممتحنات ساعات الزمن هي هي قبل الامتحانات وبعدها ولكن الذي اختلف هو تنظيمنا للوقت , وحرصنا على الزمن , واستثمارنا للدقائق .. فهل يبقى الدرس بعد الامتحانات في الحرص على الزمن والاجتهاد في استثماره بما ينفع ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )وعلمتنا الامتحانات أن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المبتغى ومن جد وجد , ومن زرع حصد , وأن الحصاد على قدر البذور ونوعها أما الذين تراخوا وتكاسلوا . . وعاشوا على الأماني الفارغة واعتروا بالتسويف , فقد مضى عليهم الزمن وفوجئوا بالامتحان وتروعهم اسئلته و يحصل إليهم صعوبته . . وما بالامتحان من ترويع ولا بالاسئله من صعوبه لكنه حصاد الكسل . . وضريبة الأماني و الغرور . . وكذلك يكون الجزاء من جنس العمل
وعلمتنا الامتحانات أن المستحيل ممكن وأن الصعب يسهل لكن بعيد الصبر والمصابره وبجنود الحزم والمثابرة , وكذلك الحياة بكافة دروبها تبدوا لنا صعية والمراتب العالية تبدوا لنا بعيدة مستحيلة في البداية فإذا ما عزمنا العقد على تخطي الصعاب . . وروضنا الانفس على خوض غمار المستحيل في ضننا يسر الله الصعب وقرب البعيد وتبخرت العوائق الوهمية . . وتحقق المطلوب بإذن الله وعونه .
وعلمتنا الامتحانات أن في الحياة أزمات يمكن تجاوزها بسلام , وفيها كروب يمكن تفريجها . . وهل الحياة إلا عسر ويسر , وشدة وفرج , وحزن وسهل , وأفراح وأتراح . . ومن اعتقد الدنيا غير ذلك فقد أخطأ ظنه . . ولكن الدرس يقول لا تغتر بغرور الدنيا و أفراحها . . ولا تيأس لشدائدها . . ولا تستسلم لكروبها . . واصبر وصابر . . فالأزمة تنجلي . . والكرب يفرج , ومن صبر ساعة ضفر عمره , ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ولله ولن يغلب عسر يسرين . . فهل من مدكر ؟ وعلمتنا الامتحانات اللجاء إلى الله والتضرع إليه . . فلقد ارتفعت أكف بالدعاء ومن قلب صادق تلح على الله بالتوفيق و تسأله التسديد , لقد غاب كل مسئول إلا الله وتلاش كل من يمكن أن يتضرع اليه ويرتجي سوى الله خفقت قلوب وجلا من الله وفاضت عيون بالدموع تذللا وخشوعا لله . . فتحققت العبودية لله وتذكر الممتحنون قوله تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفيه إنه لا يحب المعتدين )لكن هل يستمر التضرع . . وهل يشمل الدعاء توفيق الآخرة . . فهو أعظم و أهم من توفيق الدنيا
وعلمتنا الامتحانات كيف نهتم بأبنائنا وبناتنا , نوجه ونقترح , ونشارك في السهر ونختار نوع المطعم , نهيئ ظروف المنازل للمذاكرة ونعلن حالة الطوارئ , ونقطع الارتباطات , ونعتذر عن جملة من المواعيد وإن كانت مهمة . . وفلذات أكبادنا يستحقون ذلك وأكثر . . لا كنهم يستحقون منا كذلك دوام الاهتمام والرعاية . . وكما شاركناهم ظروف الامتحانات وهي مؤقته , فحقهم علينا أن نشاركهم مشوار الحياة نوجه وننصح , ونربي ونوجه لما ينفعهم حاضراً مستقبلاً . . إن التحية تزف معطرة لكل أسره شعارها : أبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا . . وواقعهم حسن تربيه ودوام متابعه والنتيجة تفوق في الامتحانات وصلاح مستمر . . وقيم وسلوكيات راقيه . . انهم قرة عين , ووسام شرف , ونجوم تضيء , ونماذج يشار إليها بالبنان . . وعسى أن يكون هذا التوفيق في الدنيا سلماً ومتبوعاً وبشارة للتوفيق في الآخرة . . وعلى الآباء والأمهات أن يشكروا فالفضل لله . . وعلى الأبناء والبنات أن يستديموا الاستحقاق ويشكروا والديهم ويبروهم ويحسنوا إليهم , ويسألوا ربهم الثبات ودوام التوفيق وعلمتنا وعلمتكم الامتحانات كيف يكون التفوق ويتحقق الطموح . . لقد تخيلت شاباً أو فتاةً هما بر بوالديهم مجلون لمعلميهم ومعلماتهم , على صلاتهم يحافظون وإنهم راقون في أخلاقهم , إيجابيون في حياتهم , أنفسهم راضية مرضية , وقلوبهم بذكر الله مطمئنه هم جادون في حياتهم , ومستثمرون لأوقاتهم , وحلت الامتحانات ففرغوا لها جزءً من أوقاتهم مع يقين وتوكل وجدوا واجتهدوا ثم أعلنت النتائج فكانوا في طليعة المتفوقين وحققوا الطموح . . وكانوا محل الإعجاب لأساتذتهم , وموطن الفخر لإبائهم وأمهاتهم , ومحل القدوة لزملائهم . . يا الله إنهم خلق من خلق الله لكن أحبهم فوفقهم , فو ربي لو لم يكن لهم من التفوق إلا تفوق القيم , ولو لم يكن لهم من الطموح إلا السعي لجنان الخلد . . لكان هذا وذاك تفوقا وطموحا لا يعد له شيء . . أما وقد حققوا الطموح في امتحان العاجلة فعسى أن يكون ذلك دليلا على تفوق الآجلة . . ذلك نور على نور , والله يهدي لنوره من يشاء . . وفي ذلك عبره لأصحاب الهمم القعساء . . ولا نامت أعين الكسالى . . ولا يزال في الطريق متسع للمسارعين والمسابقين وفي ذلك فليتنافس المتنافسون , ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين , وما تأخر من لحق بدرب الناجحين والبشرى والفوز العظيم من تزف لأولياء الله ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )
وعلمتنا الامتحانات قيما مهمة في الحياة ومنها التحوط في المذاكرة فلا يترك الطالب النجيب موضعا إلا ذاكره , ولا معلومة إلا فهمها خشية ان يكون السؤال فيها . . وتلك وربي قيمة ينبغي أن تتجاوز امتحان الدنيا إلى امتحان الآخرة فالحساب هناك دقيق والمحاسب يحاسب على النقير و القطمير ومن قيم الامتحانات التركيز واستحضار المعلومة , و الهدوء في كتابة الاجابه , وكذلك ينبغي أن يكون الحال في ممارسة العبادة واستحضار واسترجاع ذهن , وهدوء بال , وخشوع وخشية . . وفرق بين من يؤدي العبادات وكيفما اتفق ومن يركز ويحسن العمل , ومن قيم الامتحانات تحريم الغش وتجريم الغشاشين فقوانين الامتحانات تعاقب على الغش بإلغاء الامتحان , وربما حرم الغاش مواد أخرى ردعا وتأديبا , وشرع الله المطهر يحرم الغش وفي كل مجالات الحياة " فمن غش فليس منا " وما من راع يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يرح رائحة الجنة "
الامتحانات تعلم فعل الأسباب الممكنة , وعدم الاتكال على القدرات , بل ومعها التوكل على الله وحسن الظن به , والرضاء بما كتب , والقبول بما قدر وتلك وربي قيم نحتاجها على الدوام واصطحابها في ميادين الحياة كلها , وينبغي أن تكون ثقافة يمارسها الصغير والكبير والذكر والأنثى
وعلمتنا الامتحانات مفاهيم في العقيدة , و أحكاما في الفقه , ومعاني في التفسير , وفوائد في الحديث , ومشاهد من التاريخ , ومعارف في الطبيعة والجغرافيا , ومعادلات في الكيمياء و الفيزياء والرياضيات , ومعلومات وثقافات أخرى حوتها المقررات الدراسية ولا ينبغي أن يكون الامتحانات آخر العهد بها
وعلمت الامتحانات لذة الراحة بعد العناء , وقيمة الفرحة بعد بذل الجهد وحسن الجزاء , إن الطلاب والطالبات يشفقون من الامتحانات ويتخوفون لها فيدعوهم ذلك للاستعداد والمراجعة حتى إذا ما أعلنت النتائج الايجابية مسح العناء واستبشر الجادون . . وكذلك الصورة وبشكل أكبر وأصدق في امتحان الآخرة , وفي جوائز يوم الحساب , حين يفرح المؤمنون ويحمدوا ربهم على حسن المستقر ( وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) لقد كانوا في الدنيا مشفقين وأضحوا في الآخرة مطمئنين يتساءلون ( قالو إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) أجل يا عباد الله إن الامتحان رهيب وللسؤال لوعه . . ويخفف ذلك الاستعداد واليقين وبذل الجهد مع التوكل على رب العالمين , وعلى قدر الزاد والاستعداد يطمأن المسافر وكلما كان السفر طويلا أحوج إلى الزيادة في نوعية الركائب و تحوط في الزاد , وتفطين لمخاطر الطريق
أيها الاخوة وكما تعلم الامتحانات التخوف و التحوط تعلم كذلك التفاؤل وحسن الظن , وفرق بين تفاؤل لا يستند إلى عمل وتفاؤل يتكئ على مقومات الطموح و أسباب النجاح , فالنعمل و لنتفاءل ,
وعلمتنا الامتحانات قبول نصح الناصحين ـ وإن خالفت أهواءنا وشهواتنا ـ فالمعلمون والآباء والأمهات ينصحون , وربما رغب الطلاب عن نصائحهم واستثقلوا توجيهاتهم , و جاءت الامتحانات لتكون درسا حاضرا يقول لكل أحد : اقبل نصيحة الناصحين وإن ثقلت عليك , وإياك وخداع المبطلين وإن وافقت شيئاً من هواك , فالعبرة بالنتيجة والأثر لا بمجرد الشهوة والمظهر باختصار شديد علمتنا الامتحانات أننا قادرون على أن نغير ما بأنفسنا وبمدة وجيزة وقادرنا على ان نذكر انفسنا وان نحتاط لمستقبلنا ونستعد لما امامنا
عباد الله هكذا علمتنا الامتحانات , مما في الذهن حضر , وآشياء واشياء يعقلها من فكر ونظر ومن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها . . جعل الله امتحانات الدنيا موقضة لامتحان الآخرة , وكلل جهود أبنائنا و بناتنا بالنجاح والتوفيق , وشكر الله للمربين والمربيات والآباء و الأمهات جهودهم .

[Naa]

علمتنـــــــــا ...

الصبــــــر والتحمـــل

للنتيجــــه.

والإجتهاد من الأعمال الصالحة

لكي نأخذ صحائفنا باليد اليمنى.

[في داخلي قلب طفلة]

علمتنـــــــــا ...

الصبــــــر والتحمـــل
والسهر علشان النجاح

[عطــر الأمــاكن]

حياك الله ياشيخ .. صالح التويجري ...

بودي ان اسال لماذا الـ ( مهندس.. طبيب.. دكتور..ضابط) عندما يكون بمكان عام يذكر ( اللقب قبل الأسم ) علماً ان المكان لاداعي لذكر اللقب ( لدي تفسير انا احفتظ به لنفسي ) ... !!

تحياتي ...

[د. صالح التويجري]

جيد ان تحتفظ بتفسيرك / لكن تفسيري ان اي انسان حصل على لقب علمي او مهني بجدارة فمن حقه ان يتصل هذا اللقب باسمه لاي اعتبار كان /المهم ان يكون اللقب حقيقي . ومن ليس له لقب فلديه من المعرفات مايغني .وشكرا

[Abu Abdulaziz]

جزاك الله خير ياشيخنا