|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-09-2010, 09:36 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 46
|
النسخ القديمة من كاريزما الدكتور سلمان العودة إلى أين ستتجه .؟
النسخ القديمة من كاريزما الدكتور سلمان العودة إلى أين ستتجه .؟
لربما كانت بدايات الصحوة هي شرر الاندلاع للسجال الفكري بين الإسلاميين و غيرهم من قوى الفكر اليساري و رموزه ، في صراع ظل متوقداً في الساحة الفكرية السعودية ، و منذ ذلك الحين و الرموز لها حضورها القوي و إنتاجها الفكري الذي كان و لا يزال يُضخ على مدار تلك الأيام ، حتى مع الإقصاء القمعي الذي لجأت المؤسسات الرسمية آنذاك ، إلا أصوات رموز الصحوة و حضورهم كان يعزز نجاحهم و قبولهم في أوساط الناس بشكل عام ، و امتدت أصواتهم حتى خارج الحدود ليصبح لهم ثقل أممي بعد ذلك . و كان للدكتور سلمان العودة الصدارة في نسج هذا النسيج الذي سُمي بالصحوة ، فقد انبهر المجتمع بثقافته الواسعة ، و اطلاعه الجامع بين أصالة التراث ، و تجدد الواقع ، و بث الرؤى التحليلة المعززة بالخطاب الشرعي المعاصر المنعتق من قبضة القرار السياسي و القيد الاجتماعي ، كان يتحدث بجوهر الإسلام و بلغة اليوم في آن واحد ، حتى طالته كلاليب القمع برفقة صاحبيه في مثلث الصدارة الصحوي الدكتور سفر الحوالي و الدكتور ناصر العمر . و بعد سنوات الانقطاع ، عاد سلمان العودة و قد هدأت أنفاسه الثائرة ، بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ ، و أطل على مجتمعه و عالَمِه بوجهٍ بدت فيه تغيرات الكِبَر و الحكمة ، و كانت نعم المكمل لشخصيته الرائعة ، و أصبح الخطاب الصحوي متعدد اللهجات لكنه يصب في النهاية في مصب واحد ، إلا أن لسلمان العودة القدح المعلى في ضخ إنتاج جديد بلون هادئ يُخاطب الكل بعد أن كان يُخاطب النخب ، لم يتمالك سامعوه من كافة الشرائح إلا تسجيل الإعجاب ، على الرغم من الانتقادات الحادة التي كانت تسير على نمط النسخة القديمة من شخصية سلمان العودة . لقد كان الدكتور سلمان العودة ناجحا في كلا المرحلتين ، عاش مع الأولى بظروفها ، و عاش مع الثانية بظروفها ، و عمد إلى كل ظروف و كيَّف نمطه معها ، و لا يزال الواقع اليوم حافلاً بوجوه تنطلق من خطاب شرعي تتحدث بحديث يشابه حديث سلمان التسعينيات الميلادية ، و لكن هؤلاء سيمرون بتغيرات لربما انتهت بهم إلى نمط الحوار الذي انهجه سلمان العودة . سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع ، لقد استطاع سلمان العودة الداهية المخضرم من صناعة قوالب جذابة معاصرة تحوي التراث الأصيل من غير تبديل ولا تزييف ، جعل منه رمزاً دينيا عظيما له حضوره القوي في المؤسسات و المجامع و الدول . و كلي أمل أن تُمحى النسخ القديمة من سلمان العودة ، لتخلو كل الميادين إلا ميادين الحوار و الهدوء ، بعيداً عن المهازل المرتجلة و الفتاوى المتشنجة ، و اللغة الغاضبة المتأففة في كل الأحوال و المواطن ، و أمام كل الأشخاص ، نريد لغة صناعة الحياة ، لغة تعزيز الأخلاق و العقائد بهدوء و لين ، لغة الدلالة على الحياة الكريمة و العيش السعيد ، لغة الإنتاج و الطموح . شكراً أستاذنا سلمان العودة .
__________________
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إلم تجد ما تأكله
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|