[مجاهد بريدة]

الحميداني: المطعسون تركوا "رهيبة" وأصروا على مضايقة العائلات في أم دباب

"رهيبة" المكان البديل الذي حددته إمارة القصيم لممارسة هواية التطعيس .

القصيم: عائض المطيري

في عصر يوم الجمعة، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، شهدت أم دباب أحداث مشاجرة شبابية بين مجموعات من المتنزهين وهواة التطعيس.

كانت المشاجرة محدودة، لم تحدد أطرافها ولم تعرف أسبابها في تلك الأيام، وعدتها جهات أمنية عليا في المنطقة، مشاجرة عادية وقللت من أهميتها، إلا أنه خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت الجهات الأمنية في فتح التحقيقات مع مجموعة من الشباب وصغار السن من مركز الثامرية، وبعض الهجر المجاورة، للبحث عن أشخاص مجهولين متهمين بإتلاف سيارات مجموعة أشخاص آخرين.

فما الذي حدث بالضبط في أم دباب؟ وهل المسألة لم تتعد فعلاً بعض التلفيات البسيطة؟ أم إن المسألة اتخذت أبعاداً أكثر خطورة؟

عن حقيقة ما حدث في أم دباب وأسبابه، يقول رئيس مركز الثامرية، عقوب بن ذعار الحميداني، إنه بعد تحديد إمارة المنطقة مكاناً بديلاً لهواة التطعيس، وإقامة بطولة قيادة السيارات في الصحراء في مكان بديل على بعد 10 كيلومترات تقريباً، وخلو أم دباب من الشباب، الأمر الذي شجع عدداً كبيراً من أبناء محافظة المذنب ومراكزها في ثاني أيام العيد بالاتجاه لبر أم دباب بعائلاتهم لقضاء بقية أيام العيد، والذين فوجئوا بقدوم أعداد كبيرة من هواة التطعيس وجماهيرهم إلى أم دباب، وإصرارهم على التطعيس فيه، وترك المكان البديل رغم علمهم بتوجيه إمارة المنطقة بالتوجه للمكان البديل، ومداهمة مخيمات متنزهين داخل المكان، مما أحدث مشادات ومشاجرات اختلط معها الحابل بالنابل مما استدعى تدخل الجهات الأمنية التي فضت المشاجرة، التي انتهت في وقتها ولم تسجل فيها إصابات تذكر.

وعما قيل من أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقاً للبحث عن مجهولين من أبناء مركز الثامرية بتهمة إتلاف سيارات بعض من كانوا متواجدين في أم دباب ليلة الحادثة، يقول الحميداني "من الطبيعي أن تحدث مشاجرة وخلاف، في مثل هذا المكان الذي يجمع العديد من الشباب، كأي مناسبات وتجمعات شبابية، والجهات الأمنية لا تزال تحقق في القضية، التي تحظى بمتابعة شخصية من أمير المنطقة، الذي يحرص على إنصاف أصحاب الحق ومعاقبة مرتكبي الذنب.

وأوضح الحميداني أن جميع ما كتب في الصحف، حول هذا الموضوع، لا يمت للحقيقة بصلة، ولم تسجل أي إصابات تذكر جراء المشاجرة، سوى تلفيات بسيطة في بعض السيارات. ومن كتبوا عن ذلك لم يتواجدوا في الموقع، ولم يتحروا الدقة، ولم يأخذوا الحقائق من مصادرها.

وعما إذا كان ما كتب في بعض الصحف ناتج عن عدم تعاون المسؤولين المعنيين مع الصحافة، لإمدادهم بالحقيقة، أضاف الحميداني أنه على العكس من ذلك فإن جميع المسؤولين متعاونون مع الصحافة، وأن مدير شرطة القصيم، اللواء خالد بن عباس الطيب، قال في تصريح صحفي له حول القضية، "إنها قضية بسيطة ومشاجرة محدودة". أضرار التطعيس في المنطقة

والحقيقة، كما يقول الحميداني، إن أم دباب اشتهرت بين أهالي منطقة القصيم بجمال طبيعتها ورمالها الذهبية التي تزينها أشجار الغضى. تلك الهجرة القديمة التي لم يبق إلا أطلال مبانيها الطينية القديمة، التي كان يسكنها أهالي الثامرية، تقع في وسط كثبان "نفود صعافيق" على بعد 15 كلم شرق مركز الثامرية في محافظة المذنب، والتي كانت يوما ما هجرة، هاجرت إليها قبيلة الحمادين بعد توطين أبناء البادية من قبل المؤسس الملك عبدالعزيز، والتي منحها لشيخهم عقوب بن فاضل الحميداني، حيث أقاموا لهم بيوتاً طينية واستقروا بها، وسميت بهذا الاسم، نسبة إلى وجود "دحول" أرضية يطلق عليها الدببه، في لهجة تلك المنطقة، ويوجد فيها مياه سطحية. ثم أصبحت فيما بعد مكاناً للنزهة، ثم ملتقى لمغامرات "التطعيس"، حيث يجتمع فيها أصحاب هذه الهواية. واقترن اسم "أم دباب" بهذه المغامرة، التي مارسها الهواة بعشوائية واجتهادات شخصية، مما شوه جمالها وغير معالم الطبيعة الخلابة وقضى على نباتاتها وأشجار "غضاها".

ويضيف الحميداني أن سكانها غادروها قبل أكثر من 30 عاماً تقريباً إلى الموقع الحالي لمركز الثامرية خارج النفود، بسبب وعورة الطريق المؤدي إلى الهجرة القديمة، وصعوبة التنقل منها وإليها، وافتقارها إلى الخدمات. ولم يبق بها سوى أصحاب الماشية، وبقيت متنزهاً لأهالي الثامرية وغيرها من مدن المنطقة، الذين يرتادونها أوقات إجازات الأعياد ومواسم الربيع، مضيفاً أن هواة التطعيس بدؤوا منذ حوالي 5 سنوات تقريباً في ممارسة هذه الهواية في هذه المنطقة. وكانت في البداية محدودة العدد، وفي أوقات محدودة، واقتصر دور المركز على المتابعة الأمنية بحسب إمكانياته، مع المحافظة على أشجار الغضى ومنع الاحتطاب الجائر، والذي بسببه تم نقل مكان التطعيس إلى المكان الجديد.

وعن عدم استثمار المكان سياحياً من قبل أهالي الثامرية، خاصة أن المنطقة مرغوبة من قبل هواة التطعيس، يقول الحميداني "إن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فهناك أضرار متعددة من قبل المطعسين، أولها انتهاك حرمة الأموات، ثم الإضرار بالبيئة بتقطيع "الغضى" ومضايقة أصحاب الماشية، الذين يعتمدون على تربيتها لكسب قوتهم، موضحاً أنها ستكون متنزهاً ومتنفساً لأبناء المنطقة، وسوف تستعيد طبيعتها وأشجارها الجميلة، بدءاً من العام المقبل، بعد تحول المطعسين للمكان الجديد.

وأوضح الحميداني أن الحرص على مصالح سكان البادية وأرزاقهم، كان الدافع وراء نقل التطعيس إلى مكان جديد، حيث تمت مخاطبات، قبل عيد الأضحى بفترة، بين مركز الثامرية وإمارة منطقة القصيم حول تسهيل إقامة بطولة قيادة السيارات في الصحراء في موقع أم دباب. وبعد إفادة المركز للإمارة بأن موقع أم دباب أرض مملوكة وداخلها مقبرة سبق وأن انتهكت حرمتها من قبل بعض ممارسي هواية التطعيس وقيادة الصحراء، بالإضافة إلى ما تتعرض له أشجار الغضى من احتطاب جائر، وما لحق الغطاء النباتي من أضرار، جراء عدم وجود طريق إلى أم دباب، كذلك بعد المسافة عن العيون الأمنية والتجمع في عمق النفود. وبناء على هذه الإفادات، وجه أمير المنطقة، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، بتشكيل لجنة للوقوف على الموقع، وإبداء المرئيات المناسبة، وبعد خروج اللجنة، ثبت لديها صحة ملكية أم دباب لأهالي الثامرية، ووجود مقبرة لا تسمح بوضع مضمار للسباق، بالإضافة إلى وعورة الطريق المؤدي إلى أم دباب وخطورته على الجماهير، وعلى ضوء ذلك أوصت اللجنة بالبحث عن مكان بديل، والذي تم تحديده على طريق أم حزم - روضة الحسو وأقيمت فيه البطولة وكان متميزاً ويفي بالغرض ويطلق على المكان اسم "رهيبة".

وتأكيداً لما قاله أبرز الحميداني نص برقية موجهة من أمير المنطقة إلى الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز يتضمن هذه الحيثيات.

على نفس الصعيد، أكد سكان الثامرية أن ما حدث في أم دباب من تجاوزات للشباب الممارس لهواية التطعيس، تعود إلى غياب التنظيم والرقابة الأمنية، مشيرين إلى أن المطعسين الوافدين إلى المنطقة دهسوا طفلين من أطفال هجرتهم، وأضروا الأهالي في كثير من نواحي حياتهم، حيث يؤكد فهد الحميداني تعرض طفلين من الثامرية، للدهس في حادثين منفصلين من قبل "المطعسين"، وأن الحادثين مثبتان في سجلات المرور ومستشفى المذنب العام". ويضيف محمد عواض الحميداني، صاحب مواش في بر أم دباب، أن مواشيه تعرضت للسرقة من قبل مرتادي أم دباب"، في حين يؤكد ماجد بن حمود أن هناك أرامل يملكن ماشية، هي مصدر رزقهن الوحيد، اضطررن بسبب وجود المطعسين إلى عدم الخروج للبر للرعي، مما أعاقهن عن كسب عيشهن. وأرجع عبدالله بن سعيدان تجاوزات الشباب إلى عدم التنظيم وغياب الجهات الأمنية عن المكان، حيث شجعهم ذلك على ما ارتكبوه من تجاوزات في حق المتنزهين من تصوير ومراقبة بالمناظير وتطاول على الغير والسرقة".

وأوضح خلف الحميداني أن معظم السيارات في أم دباب "مرهمة" أي "تجميع"، ومن نوعيات غريبة ومجهولة، وبدون لوحات. ويذكر منيف مخلد الحميداني، أن المطاردات بالسيارات أصبحت مألوفة في هذه التجمعات الشبابية العشوائية، مما يؤدي إلى حوادث ومشاجرات.

ويؤكد صنيتان بن متروك أن أم دباب أصبحت متنفساً للعوائل والأسر بعد رحيل الشباب إلى المكان الجديد، واستقر بال أبناء البادية ومربي الماشية، واستعادت أشجار الغضى حياتها وانتعاشها.

وعلى عكس الاتجاه السائد، قال فهد بن محمد إن الشكوى المقدمة ضد بعض الشباب والتهم الموجهة لهم غالبيتها كيدية ومبالغ فيها وغير صحيحة.

وحاولت "الوطن" معرفة رأي الأطراف الأخرى في القضية، إلا أن الجهات الأمنية تحفظت على الأسماء حتى الانتهاء من التحقيق

المصدر جريدة الوثن.

منقول

[حفيد اعقيل]

الصحفي : 0000000 والأمير 000000

التعليق : قال من شــاهدك يابالحصين قال (00000 )

[المري]

كل الشر من رئيس مركز الثامرية عقوب عفواً (((( عقوبه ))))