|
|
|
05-12-2010, 12:12 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
بيـن قصتين تكمن الـفجـوة
بين قصتين تكمن الفجوة محمد المهنا أبا الخيل أجتهد بألا تتأثر كتابتي بالأحداث اليومية التي أواجهها في عملي أو تعاملي، فما أكتبه للقراء يجب أن يكون نتاج فكر مستقر مبني على استيعاب وتدبر ومراجعة وبحث شامل، فلا يجوز أن يلقي الكاتب بحوزة قراءة غثاء قول وهوى، فما أجدرهم بعصارة فكره التي يروم حصانتها وتذكيتها صادق القصد والهدف، ولكن حدث موقف لي مطلع هذا الأسبوع وما نتج عنه، كان أفضل ما يكون كقصة تبين ما يجب وما لا يجب تجاه العملاء، وتوضح بجلاء أثر السلوك والنمطية الفكرية الموروثة في بناء ثقافة مؤسسية تكوّن أو تهدم مفهوم جودة الخدمات المقدمة لجمهور العملاء، وما دفعني لطرق هذا الموضوع هو أن هذا الموقف أو شبيه به واجهني قبل (34) سنة وفي مكان مختلف، وما أرمي إليه بهذا المقال هو التنبيه لمن يقدم خدمات للجمهور أن يهتم بنوعية الخدمة وينظر لخدماته كما لو كانت منتجات محسوسة ويستشعر مشاعر العملاء عندما لا يحصلون على الخدمة النوعية التي يستحقونها. دخلت حجرة أحد مكائن الصرف الآلي الملحقة بفرع من فروع واحد من كبار البنوك السعودية، وعندما أدخلت بطاقة الصرف الآلي وإذا بالمكينة تلتهمها و(تطفى)، فتوجهت لداخل البنك، ويبدو أن مسئولاً أو أكثر في ذلك البنك كان لديه علم بمشكلة الماكينة، حيث قابلني مساعد مدير الفرع وقال لي، « أكلت بطاقتك !» وهو يبتسم، لم يكن الموقف مثيراً بعد حيث كنت أعتقد أن المسألة لا تتعدى أن يأتي بالمفتاح ويستخرج البطاقة، فلم أعلق سوى قولي « يبدو أن الماكينة خربانة « فبادرني « وإلا بطاقتك خربانة « وهو يبتسم ابتسامة تنم عن اتهام و إقلال، وهنا احتدم الأمر في رأسي وأحسست بوقع الإهانة، فقلت « على كل حال أرجو أن تستخرجها بسرعة « وهنا كان شخص آخر يريد استخدام الماكينة الأخرى التي بجوار المكينة الخربانة فقلت له « انتبه لا تروح بطاقتك فيها « فما كان من مساعد المدير إلا أن التفت إلي متجهماً وقال « لا يحق لك أن تقول هذا وخليك في حالك «وتركني وذهب إلى داخل الفرع، كنت أظن أنه سيحضر المفتاح ويخرج بطاقتي، وحيث لم يعد بعد مرور عدة دقائق، دخلت أبحث عنه فلم أجد له أثرا، وسألت أحد الموظفين فقال «يجب أن تأتي غداً لتأخذ بطاقتك» لم أتمالك نفسي من الانفعال « كيف يكون ذلك؟ يجب أن أحصل على بطاقتي أولاً ثم أني بحاجة لبعض المال « وبكل برود وهو يلقيني ظهره « هذا النظام وطالما أن حسابك ما هو عندنا لا نستطيع أن نفعل لك شيئا « ثارت ثائرتي لعدة أسباب، أولها: أن تعامل الموظفين بما فيهم مساعد المدير كان جافا وخالياً من أي تعبير ينم عن تقدير معاناتي نتيجة لفقداني بطاقتي بسبب سوء صيانة مكينتهم. ثانياً: قناعتهم بأن علي الانصياع لنظامهم وإلا أنا إنسان غير واقعي. ثالثاً: سوء السلوك في الخلاص من العميل بمجرد وصول الموظف لقناعة بنهاية المعاملة. نعم زمجرت وعلا صوتي أمام موظف علاقات العملا اشتكي وأرفض إذلالي بنظامهم، والحقيقة أن لجامي انفلت فأثرت أن أنسحب قناعة بأن لا طائل من جدالهم، وفي اليوم التالي حضرت لأخذ بطاقتي وطلب مني مدير العلاقات أن أستريح قليلاً حتى يحضر البطاقة وبعد أن أحضرها ووقعت على ما يثبت الاستلام، نظر إلي وهو يبتسم، وكنت أعتقد أنه سيعتذر عما سببه لي نظامهم من عناء، ولكن ذلك لم يحدث بل الذي حدث أن بادرني « يا أخي أمس الله يهديك كنت غلطان « لم أشأ أن أستمع لباقي موشح الملامة فتركته وخرجت من ذلك البنك العريق، وأنا عازم ألا أدخله ثانية. في العام 1976 انتقلت للدراسة في مدينة فكوكا جنوب اليابان وكان حسابي البنكي لدى بنك (سنوا) ومرتب بعثتي كان يودع في البنك في مدينة طوكيو، ولم يكن في مدينة فكوكا سوى فرع واحد لذلك البنك في حين كان بنك (متسوبيشي) منتشراً في المدينة وكان واحداً منها قريب لسكني، في ذلك الحين كانت البنوك اليابانية تستخدم مكائن صرف آلي من نوع قديم وكل بنك لديه شبكة خاصة به ولم يكن بالإمكان الصرف من حساب بنك لدى بنك آخر إلاّ أن بنك (متسوبيشي) أعلن أنه سيوفر الصرف من مكائنه لحسابات عملاء عدد محدود من البنوك اليابانية وكان بنك (سنوا) واحد منها، لذا ذهبت لفرع بنك(متسوبيشي) القريب من منزلي، وحاولت أن أسحب مبلغا من حسابي ببطاقة الصراف ولكن دون جدوى، وعدت في اليوم التالي حيث تبادر لذهني أن راتب البعثة لم يودع بعد، وتكرر الوضع فلا نقود بالحساب، وفي اليوم الثالث وقد بلغ القلق بي مبلغاً فلم يعد بجيبي أي مبالغ نقدية، ذهبت للفرع نفسه وتكرّر الحال فما كان مني إلاّ أن دخلت على مدير الفرع، أشتكي وأنا منفعل وكنت شاباً ومفعماً وقلقاً وفي بلد لا أعرف بها أحدا فعلا صوتي، والتفت الناس في كل البنك لي وأنا أقول « إن الماكينة اللعينة لا تخرج لي نقوداً مع أن عندي في الحساب نقودا «، عم سكون في البنك عدا صوتي، وأدركت أني حزت الانتباه الذي أريد، فصمتّ وأنا أتنفس بعمق، فما كان من إحدى الموظفات ألا أن أحضرت لي كأساً من الماء، وطلب مني مدير الفرع أن أستريح في غرفة مجاورة معدة لمقابلة كبار العملاء، ثم أحضر أحد المشرفين ومعه موظف آخر، وجلسا قبالي وكل منهم معه دفتر وقلم وطلبا معرفة اسمي وأين أسكن وبنكي وفي أي فرع حسابي، ثم ذهب أحدهما وبقي الآخر يقول «اطمئن لن تخرج من هنا إلاّ ومعك بعض النقود ولكن يجب أن نعرف أين الخلل حتى لا يحدث لك مرة ثانية»وبعد الاتصال مع بنكي في طوكيو اتضح أن مرتب البعثة لم يودع في الحساب، وأن اسمي سقط سهواً من البيان الذي سلم للبنك لإيداع رواتب المبتعثين ، وأن الأمر يستدعي الانتظار للغد حتى يكون المبلغ في الحساب، بعد أن أبلغني المشرف تلك الحقيقة قال لي «أرجوك انتظر لحظة « وبعد قليل عاد ومعه مدير الفرع الذي سلمني مبلغ (10.000) ين وقال « أرجو أن تكفيك بضعة أيام حتى تترتب الأمور وعندما تأتي لتسحب مبلغا من الماكينة بإمكانك أن تردها لنا « وأردف ضاحكاً «وربما نقنعك بجعل حسابك لدينا « وهذا ما حدث فعلاً فقد نقلت حسابي لديهم. هل هي أخلاق اليابانيين التي اكتسبوها من حضارتهم وتربيتهم؟ ما جعلهم يعاملون طالبا أجنبيا لا مطمع فيه معاملة كبار العملاء، وهل هي أخلاقنا التي تربينا نحفظها؟ هي ما جعل مساعد مدير البنك السعودي ومعاونيه يتكاتفون لإظهار مواطن كهل مثلي أن لا احترام له مهما يكن طالما هو غير معروف لديهم. من أين نبدأ إذا أردنا أن نتغير ونكون أمة متطورة بأخلاقها وخدماتها وحضارتها؟، سؤال لمن
__________________
… |
07-12-2010, 04:39 AM | #2 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: ومآزلت گمآ آنآ .. ...[ آنآم على آلحلم ~ ......... لـ آستيقظ على : آلوآقع !
المشاركات: 84
|
شكرا ~>
|
08-12-2010, 02:37 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
جغمه آهلآ وشـكـرآ لك
__________________
… |
08-12-2010, 02:50 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
نيشيكآوآ وآلكلب!
عبد الله آلمغلوث* كآتب سعودي قبل أربعة أعوام جمعني وشابين سعوديين وأمريكياً مصعد في جامعة ويبر الحكومية بمدينة أوجدن، في ولاية يوتاه الأمريكية. كاد المصعد ينهمر دموعا تعاطفا مع الأمريكي الذي انهال عليه أحد السعوديين المراهقين تهكما بلغة عربية. كان السعودي يهزأ من لحية الأشقر وبنطلونه. و من شعره وأنفه مستغلا عدم فهمه لما يقول. وخلال محاولتنا إيقاف قصف مواطننا فوجئنا بالأمريكي يلتفت نحونا مبتسماً، ووجهه يفيض سلاما، ويقول لنا بلغة عربية هادئة "ليس كل أشقر لا يجيد العربية. أنا من أصل سوري. أنا مصدوم مما قال رفيقكما، لكن ماذا عساي أن أقول؟". وفي أمريكا أيضا، أذكر أنني ونحو 15 طالبا أجنبيا تكدسنا في شقة زميل ياباني، ودار بيننا حوار طويل حول العادات والتقاليد المختلفة في كل بلد، وسألنا مضيفنا (نيشيكاوا) قبل أن ننصرف من شقته أن نلقي قصيدة بلغتنا الأم. وقد تبرع أحد الزملاء السعوديين بإلقاء قصيدة نيابة عنا نحن معشر الطلاب العرب في تلك الشقة، حيث كان يبلغ عددنا وقتئذ 5 من السعودية، والإمارات، ومصر. وقد ارتجل صاحبنا بتصرف البيت الأول لقصيدة ابن الرومي التي هجا فيه حاجب الوزير: وَجهُك يا نيشيكاوا، فيهِ طولُ... وفي وُجوهِ الكلابِ طُول وحينما سأل نيشيكاوا صاحبنا عن معنى القصيدة أجابه بأنها تعني أن وجهك فيه ضوء لا يضاهيه سوى ضوء الشمس! وقبل أن نفرغ من تقريع صاحبنا على اختياره وسلوكه اتصل به نيشيكاوا، الذي أدرك معنى البيت الحقيقي عن طريق أحد الزملاء، معبرا عن غضبه الهائل الذي طالنا أجمعين، حيث عاهد نفسه ألا يصادق عربيا طوال حياته بسبب قصيدة ابن الرومي التي رماها صاحبنا في وجهه .الموقفان السابقان يعكسان وجود خلل في سلوكيات البعض. هذا السلوك الذي لم ندرسه ولم نعلمه. هذا السلوك الذي جعل البعض يرتكب حماقات لا تغتفر. سألني صديق سنغافوري سمع بقصة ابن جلدتنا مع نيشيكاوا "ألم تدرسوا (قود مانرزـ good manners) في مدارسكم؟ ما قام به زميلكم حتى ولو كان على سبيل الدعابة سلوك غير مقبول خاصة أنه كذب في معنى القصيدة". الإجابة المرة هي أننا لم ندرس هذه الأبجديات ولا نألفها. لا أنسى الإحراجات التي تعرضت لها في بداية انتقالي للدراسة في أمريكا. فكان النادل والسائق والمعلم والسباك يتعاملون معي كطفل، فكلما أسدوا لي خدمة أو طلبت منهم شيئا ونسيت أن ابتسم وأن أشكرهم كما ينبغي رددوا على مسامعي العبارة الشهيرة: ماذا عن الكلمات السحرية (وات أباوت ذا ماجيك ووردز ـ what about magic words)؟ ويقصدون بها: شكرا، أنا ممتن، من فضلك، أرجوك وغيرها. هذه الكلمات لم تدخل قاموسنا إلا مؤخراً، لم تدخل إلا بعد أن بلٌغ من العمر عتيا، وأُرسيت قواعد هشة لعلاقاتنا مع الآخرين. يجزم لي الطبيب محمد السليماني الذي يعمل في مستشفى خاص أنه يستطيع أن يكتشف الطفل السعودي ولو من بين مئة طفل يلعبون في فناء كبير بسبب سلوكياتهم وليس بسبب هيئتهم" ربما أطفالنا يشبهون الأطفال الهنود والسوريين والمصريين لكن يختلفون عنهم في سلوكياتهم. بعضهم يتعاملون مع الممرضات كالخدم. او يضربونهن ويرفعون أصواتهم عليهن". سألت مهندس بترول هولندياً تعرفت عليه خلال زيارة قام بها للسعودية استغرقت شهرين عن أبرز ما استوقفه خلال فترة وجوده بيننا فقال "تعاملكم مع السائقين. شاهدت فتى يافعا ربما يبلغ عمره عشر سنوات يركل السائق بإلحاح. لفتني كهل يصرخ في وجه سائقه. أعتقد أن لديكم مشكلة! ". في دول العالم شرقها وغربها ووسطها يتعلمون السلوكيات ابتداء من الصف الأول حتى التاسع وفي مرحلة الثانوية يدرسون قيم التعلم (فاليوز إديوكيشن ـ values education) وفي الجامعة الأخلاق (الإثيكس) بينما نتجاهلها هنا. يتفاقم الشعور السلبي تجاهنا إذا استمررنا في إهمال تقويم سلوكياتنا او سلوكيات الغير من حولنا وعدم تدريس أدبياتها باكراً، ينصرف العالم عنا ونبقى وحيدين، معزولين نردد قصائدنا الخوالي ونتهكم ...على بعضنا البعض!
__________________
… |
08-12-2010, 12:12 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: ..برحيلـي تتغير آلآحوآل ..
المشاركات: 545
|
شــﮓــــرآآ لـــﮓ يعطيــﮓ ربــيـﮯ آلعــآآفيـــه
__________________
.. وآثــرنــي آحبـه كل مـآزآد بغيـآبــه..
|
09-12-2010, 01:58 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
لاتشتكي همك لمخلووق شـكـرآ
__________________
… |
13-12-2010, 01:59 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
تفوق آخر
بقلم الشيخ : عايض القرني العرب والغرب أعتز بإسلامي، وأتشرف بإيماني، فديني فوق كل اعتبار ومقارنات، لكن أريد أن أقارن بين العرب وبين الغرب في عالم الدنيا، فالغرب أنجز في عالم السياسة والاقتصاد والصناعة والعمل والإنتاج آلاف الأضعاف مما أنتج العرب المعاصرون، إذا أفتتح الغرب مصنعاً أفتتح العرب قناة فضائية عابثة، وإذا اكتشف الغرب دواءً أو محركاً أو صناعة، أكتشف العرب أغنية أو لعبة أو هواية، إذا أقام الغرب جامعة للإبداع والاختراع والاحترام، أقام العرب مهرجاناً للقبيلة، وإذا سافر الغرب إلى المريخ وعطارد والزهرة، سافر العرب إلى رحلة بريّة؛ لصيد الأرانب والغزلان والضبان، وإذا عقد الغرب برلماناً لمدارسة شئونهم وعلاج أخطائهم، عقد العرب محاكمة للضمير والقلم الحر والرأي، وإذا أنتج الغرب دبابةً وصاروخاً وطائرة، أنتج العرب ملهى وبوفيه ومرقصاً، وإذا توسع الغرب في المحيطات وعبر القارات للاستيلاء على الثروات وأخذ الخيرات، توسع العرب في أراضي جيرانهم ومزارع إخوانهم وسلبوا حقوق عشيرتهم، عند الغرب مزاين أف 16 ومزاين الكونكورد سابقة الصوت ومزاين الميرسدس ومزاين اللكزس ومزاين حاملات الطائرات وقاذفات الصواريخ، وعند العرب مزاين الإبل ومزاين البقر ومزاين الغنم ومزاين الغواني، الغرب يأخذ من العرب خام الحديد فينتجه مصفّحة ومدفعاً وقذيفة ورشاشاً، والغرب يأخذ من العرب خام الخشب فيصنعه طاولة وكرسياً وباباً ونافذة ودولاباً ويبيعه على العرب، والغرب يأخذ من العرب الحجارة فينتجها رخاماً وبلاطاً ومرمراً ويوردها على العرب بأضعاف الأثمان، إذا تقاعد العربي أُصيب بالوسواس والهذيان والإسهال والسمنة والضغط والسكري والجلطة من الفراغ القاتل والإهمال المميت، وإذا تقاعد الغربي كُرّم ومُنح الجوائز التقديرية والشهادات الفخرية واستُفيد من تجاربه وخبراته، مع الغربي في سيارته كتاب ودفتر وقلم وآلة تسجيل وتصوير لتقييد وحفظ المعلومات والأفكار، وعند العربي في سيارته هراوة وكرباج وسلة حلويات وزنبيل فواكه ومرطبات، يصنع الغرب الباص والقطار والحراثة والثلاجة والسخانة، وينتج العرب صحافاً من العيدان وأقداحاً من الخشب وفؤوساً وخناجر وقدوراً من النحاس باسم التراث الشعبي المجيد، الغربي يقرأ في الطائرة والسيارة والأتوبيس والحديقة، والعربي يسولف في الطائرة ويرقص في الميدان ويسهر مع الشلة ويسمر مع الأصحاب ويغني مع الأحباب، أخذ العرب من الغرب البنـز والجنـز والقبّعة والبيتزا والهمبرجر وقصّة الشَّعر والكرفتّا، وأخذ الغرب من العرب تراث الأجداد من المعرفة والإبداع والعلوم، وأخذ العرب من الغرب الأكل بالشوكة والملعقة وبعض الكلمات، وأخذ الغرب من العرب النفط والغاز والمعادن والأخشاب والآثار والمخطوطات، وليت الغرب أخذ من العرب الإيمان والقرآن وسنة ولد عدنان، وليت العرب أخذ من الغرب العمل والجد والمثابرة والصناعة والإبداع. إذا عقد العرب قمة فضجيج وصجيج وهراش وهواش ثم يخرجون بلا قرارات وإذا عقد الغرب قمة فصمت وهدوء ولياقة واحترام ثم قرارات قاطعة تهز العالم، العرب يتحدون العالم بأجمل أغنية وأفضل لاعب وأروع موسيقي وأكبر فنان، والغرب يتحدى العالم بأضخم ناقلة وأقوى صاروخ وأقدم جامعة وأعظم اختراع، العربي مهموم بثوبه وجزمته ونظارته وساعته، والغربي مهموم بدوامه وانتاجه واكتشافه ودراسته، عند العرب سباق للهجن والخيول والصقور، وعند الغرب تسابق في الكيف والنوعية والتصدير والإنتاج، تسمع عند العرب هدير العرضة والرقصة والدبكه والسامري وتسمع عند الغرب هدير المصانع والمعامل والميراج والهوك والأباتشي. وهذا لا يعني أني أتمنى حياة الغرب، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الأعرابي أي البدوي الساكن بخيمة في الصحراء وهو يعرف ربه ويتبع رسوله ويصلي خمسة أفضل عندي من مليار من وزن الرئيس الأمريكي {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ َمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
__________________
… |
16-12-2010, 02:37 AM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
|
دعآئم عشر للنهوض آلعلمي للمسلمين
دعائم عشر للنهوض العلمي للمسلمين بقلم الأستاذ الدكتور: نظمي خليل أبو العطا المدير العام لمركز ابن النفيس للخدمات الفنية والتقنية في مقال سابق تحدثنا عن أسباب التخلف العلمي للمسلمين وقد حصرت هذه الأسباب في عشرة أسباب بعنوان «عشرة أسباب للتخلف العلمي للمسلمين»، وهي: 1 ـ تحويل تحصيل العلم وتعليمه من العبادة إلى الشهادة. 2 ـ غياب التربية الابداعية من حياتنا العلمية. 3 ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين. 4 ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم. 5 ـ الاستغراق في الجدليات. 6 ـ توسيد الأمر لغير أهله. 7 ـ سيادة فكر المنهزمين. 8 ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة. 9 ـ غياب الأمانة العلمية. 10 ـ غياب العمل بروح الجماعة. ـ واليوم وبناء على طلب بعض الأخوة أضع عشرة مقترحات للنهوض العلمي للمسلمين. والنهوض العلمي يعني: صحوة المسلمين وعودتهم إلى موقع القيادة والريادة العلمية الخلقية للعالم، تلك الريادة التي قدنا قاطرتها باقتدار لألف عام وربع الألف، كنا فيها المعلمون للبشرية والعلماء والمربون العلميون، فكانت نهضتنا العلمية وتقدمنا العلمي تقدماً وسلاماً على البشرية فلم تباد في حضارتنا الأشجار، ولم تتلف البيئة، ولم يسرق الأطفال ليباعون ويأسلمون، ولم تخطف النساء لاغتصابهن، ولم تستغل حاجة مريض أو فقير لسلب دينه بالدواء والغذاء، ولم يحرق الحيوان، ولم تسمم الآبار والعيون والأنهار، ولم يتلذذ الشاذ بالشاذ رسمياً وعلينا بحماية القانون، ولم يغتصب الأسير وغير ذلك من الأفعال التي قام بها المتقدمون علمياً الآن، ولذلك فصحوتنا ونهوضنا وعودتنا إلى قمرة القيادة العلمية ضرورة بشرية لحمايتها من الزيادة الجماعية بالتقنية العلمية. والدعائم العشر التي أقترحها لهذا الأمر هي: 1 ـ الحرية: وقد تبدو هذه الدعامة غريبة ومفتعلة ، ولكن الحقيقة العلمية، والوثائق التاريخية تثبت أن التخلف العلمي في حياة المسلمين جاء نتيجة لغياب الحرية، وانتشار الترهل في القيادة، وسيادة الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت) . ـ فمع الحرية ينتشر التقدم العلمي وقد جربنا ذلك سابقاً. ـ ومع القمع والاستبداد يستشري التخلف العلمي وهذا حالنا الآن. ـ فالحرية تفك قيود العقل وتحرره من غلائه فينطلق إلى أرحب الآفاق، ويبدع، وقد عبّر العبد العبسي عنترة بن شدّاد عن هذا المفهوم أدق تعبير، عندما هوجمت قبيلته وطلب منه والده أن يتقدم للدفاع عن القبيلة لحماية النساء من السبي والأموال من النهب والكرامة من العار. ـ فقال عنترة لوالده وسيده: ما للعبد وكل هذا، ما للعبد والقتال والدفاع عن القبيلة وشرف القبيلة العبد للأعمال المهنية وللرعي والسقي وسوق البهائم وغير ذلك من أعمال العبيد!!. ـ فقال له والده وسيده كما تحقق من الهزيمة: أقدم وافعل وأنت حر، فشاط عنترة في العدو وضرب أروع الأمثلة في البطولة وإنقاذ الأهل والشرف من العار. ـ فالمبدعون هم الأحرار. ـ فلا تقل لي: ابحث واكتشف وطبق وطور وأبدع وأنت العبد الذليل. ـ فكيف أبدع لرفعة قومٍ لا رفعة لي بينهم. ـ وكيف أبدع لرفاهية مدينة وأنا أعيش في قاعها مذلولاً مقهوراً مذموماً. ـ وكيف أبدع وغيري يقطف ثمار إبداعي ويحرمني منه. ـ الحرية تدفع الجميع لبذل الجهود والتفكير العلمي الجاد، الحرية تدفع للتغيير العلمي النافع لأن الحرية تطلق للنفوس العنان فتتكون عندها إرادة التغيير للأفضل، والبعد عن التغيير للأسوأ وإذا امتلك الإنسان الإيمان بأهمية التغيير للإصلاح وفقه الله للتغيير قال تعالى: (إِنَّ الله لاَ يُغير ما بقومٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم)[الرعد: 11] حتَّى يغيروا ما بأنفسهم نحو الإصلاح فيوفقه، أو يغيروا ما بأنفسهم نحو الأسوأ فيكبهم على مناخيرهم في الأسوأ. ـ فالتغيير الحقيقي المفيد ينبع من الداخل، وكيف يغير للأفضل من استعبدته المقامع والسلاسل وأطواق الحديد، وأساور السجون وذل الوجه. من هنا كانت الحرية شرط ضروري وأساس للنهوض وبغيابها يغيب النهوض وفي وجودها يسود النهوض إذاً فالحرية شرط أساس للنهوض العلمي للمسلمين. ـ وأما العدل فهو أساس الملك، وفي مجتمع العدل يُعطى كل ذي حق حقه في الإنتاج والاختراع والإبداع فيسود التنافس الشريف ويختفي الإحباط، وفي مجتمع العدل القوي ضعيفٌ يؤخذ الحق منه، والضعيف قرويٌّ ينتزع الحق له. ـ وبالشورى يغيب الاستبداد والاستعباد والقهر والقمع والتفرد بمصائر العباد، فبالشورى يشعر كل مسلم أنه صاحب القرار وهو مطالب باحترامه ولو كان على غير هواه أو ما يراه، لأنَّ الأمّة رأت ذلك وارتضته، والمجتمع حسم الأمر واتفق عليه. 2 ـ توفير الأمن الشامل: ـ فالأمن، طمأنينة النفس، وزوال الخوف، والأمانة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة} قيل هي العدالة، وقيل هي التوحيد، وقيل هي العقل، وهذا صحيح فإن العقل بحصوله تَعلُّم كل ما في طوق البشر تعلمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله وبه فضل الإنسان على كثير من خلق الله تفضيلاً كما قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن. ـ فانظر كيف ربط الأصفهاني رحمه الله بين الأمن وتَعلُّم ما يطيق الإنسان أن يتعلمه وفعل كل جميل وما ينفع، فالعاقل الآمن متعلم لكل مفيد، ونافع ومطبق لكل مقدور نافع. ـ والأمان والأمانة بمعنى الأمانة ضد الخيانة كما قال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب. ـ فلا تقدم علمي دون توفير الأمن والأمانة. ـ ولا أمن دون أمانة، ولذلك كان من الأسباب العشرة للتخلف العلمي للمسلمين، غياب الأمانة العلمية. ـ والأمن الذي نعنيه هنا هو الأمن بمفهومه الشامل: ـ للأمن الاجتماعي الداخلي. ـ والأمن الغذائي الذاتي. ـ والأمن الدفاعي الصاد لكل تهديد خارجي وداخلي. ـ وقد جمع الله كل هذا في قوله تعالى: ( فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف )[قريش: 3 ـ 4]. ـ فالأمن الاجتماعي بجميع جوانبه النفسية، والاجتماعية، والصحية، والمالية، والتربوية، والتعليمية، والأسرية. ـ والأمن الغذائي بجوانبه الزراعية، والصناعية، والتجارية، والصحية، والاقتصادية. ـ والأمن الدفاعي من التهديد الخارجي والداخلي لحماية المكاسب الشعبية والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والتقدم العلمي ضرورة وركيزة أساسية للتقدم العلمي. 3 ـ الالتحام بين العلم والدين: ـ فعندما علم المسلمون أن العلم والدين وحدة واحدة، كان تحصيل العلم عبادة، ولم يكن العلم لحمل الشهادة، فتقدم المسلمون علمياً وخلقياً، وعندما أثمرت السياسة الدنلوبية للمعتمد البريطاني ولحمله نابليون فعلهما في العلوم الشرعية، وفصلت العلوم الكونية عن العلوم الشرعية، تحول الدين إلى الشعائر وأهملت الشرائع، وسارت الدروشة، والحزبية الفقهية المقيتة، والطائفية المذهبية المذمومة في المجتمع المسلم ضاع العلم والتقدم العلمي من حياة المسلمين وتفرغنا للسفسطة والتفسيق والتجهيل والتخطيىء والفتن التاريخية. ـ والحل أن يعلم المسلم أن مجلس علم خير من عبادة سبعين سنة، وأن العلوم الكونية من العلوم النافعة التي تتحول إلى صدقة جارية للعبد في الحياة والممات. وأن العلماء هم علماء العلوم الشرعية، والعلوم الكونية، والعلوم الجتماعية، والعلوم الإنسانية وكل من خشي الله بعلمه فهو عالم ومن لم يخشى الله بعلمه فهو باحث وليس بعالم، فالعالم يعلم العلم ويخشى الله بهذا العلم. ـ وقصر مفهوم العالم على علماء العلوم الشرعية فقط مخالفةٌ صريحةٌ لنص القرآن الكريم، قال تعالى: ( ألم تر أن الله أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ومن الجبال جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُختلفٌ ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور )[فاطر: 28 ـ 29]. فالعلماء في الآية علماء علوم الكون (السماء)، والماء (ماء)، والنبات (فأخرجنا به ثمرات)، والجيولوجيا (من الجبال)، والانسانيات (ومن الناس)، والعلوم الإحيائية (والدواب والأنعام)، كل هؤلاء المختصون في تلك العلوم إن علموا قدر الله بعلومهم وخشوه بقلوبهم فهم من العلماء. ـ ومن هنا يتسع مفهوم العلوم النافعة لتشمل علوم الطب، والهندسة، والكون، والوراثة، والصناعة، والتجارة، والإعلان، والمياه، والأدب، والفن بمعناه الصحيح، والأخلاق، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء. ـ وعلينا توسيع معنى العبادة في حياتنا لتشمل العبادة، فتحصيل العلم عبادة، وتعليم العلم عبادة، والتقدم العلمي عبادة، والحفاظ على البيئة عبادة، وترجمة العلوم النافعة عبادة، والتقدم العلمي عبادة ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )[الأنعام: 162 ـ 163]. 4 ـ العمل بتربية الإبداع: فالجهد المعرفي في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة يحتاج إلى نقلتين نوعيتين أساسيتين: تتمثل الأولى في التحول من المعرفة التلقينية المرتكزة على مرجعية يلطة فوقية من المعلم أو نصية من (الكتاب المدرس) وبطغيان الجواب الواحد الصحيح (الإجابة النموذجية التي يضعها واضع الأسئلة). ـ والخطوة الثانية التي يجب علينا إنجازها فتمثل قفزة نوعية من التفكير المقيد الذي يجد مرجعيته خارج منطقه الداخلي إلى الفكر المنطلق، ومن التصلب الذهني وقطيعة الفطرة وأحاديتها وعسف التعميمات وتسرعها إلى الفكر المرن المفتوح على تعدد الاحتمالات وتمازجها وتلاقيها وتتاقضها وذلك هو لب التفكير الإبداعي (كما قال الدكتور مصطفى حجازي في المؤتمر التربوي السنوي السابع 1991م ـ دولة البحرين). ـ وقد أدى الاستعمار العسكري والاستعمار التربوي والاستعمار الفكري بالسياسة الدنلوبية التي وضعها المعتمد البريطاني دنلوب إلى نتيجة حتمية هي البعد عن الإبداع، وإدخال المسلمين والعرب إلى نفق التخلف العقلي العلمي بما يحتويه من المتون والمصمومات والمكرورات، والتقويم التربوي المكرور والتصحيح المركزي القاتل للإبداع والمعضد للإجابة النموذجية التي من حاد عنها ولو نحو التطوير والتحديث فلا درجات له في هذا النظام التصحيحي العقيم. 5 ـ توسيد الأمر لأهله: بحيث يوجد الفرد المناسب في المكان المناسب فيكون الوزير والمدير والموظف والقائد والرئيس والمشرف في كل أعمالنا من أهل الاختصاص والذكر وبذلك تنصلح أعمالنا وتتخلص من جيوش الجهلاء في المصالح الحكومية ومراكز البحوث والقيادات، وتختفي المحسوبية، والعصبية، والمذهبية المقيتة من أماكن العمل، ويصبح المعيار هو العلم والعمل، وقد حذرنا المصطفى (ص) من توسيد الأمر لغير أهله وجعل ذلك من علامات الساعة وزوال الدنيا، كما حذرنا من اتخاذ الرؤوس الجُهَّال لأن ذلك يؤدي إلى الضلال وأمرنا الله بسؤال أهل الذكر، وهم أهل العلم قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وقد أبي رسول الله (ص) أن يؤمر أبي ذر ونصحه بالبعد عن ذلك لعدم صلاحيته للإمارة لا طعناً في دينه ولكن لعدم صلاحيته لهذا الأمر. 6 ـ الهروب من المقت الكبير: ـ والمقت الكبير هو القول بلا عمل مِصداقاً لقول الله تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون. كَبُرَ مقتاَ عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )[الصف: 3]. ـ فنحن الآن أمة الكلام، والوعود، والخطب الكلامية ولسنا أمة العمل والتطبيق فتحولنا من أمة علمية عملية إلى أمة صوتية صراخية، مصلحونا يبيعون لنا الكلام، والمربيين عندنا صناعتهم الكلام، والعلماء عندنا هم أهل الكلام وهذا ممقوت عند الله. 7 ـ تفعيل دور المراكز العلمية والبحثية: ـ فعندنا مراكز البحوث والمختبرات الجامعية والباحثون، ولكن كلها مؤسسات غير فاعلة مهمتها الحصول على الدرجات العلمية والترقية والمظهرية. أما الالتحام بشركات الإنتاج، والمجتمع فلا وجود له، ولا علاقة في الغالب بين البحوث ومشكلاتنا الاقتصادية والسياسية والعسكرية والطبية، حتى أصبح البحث العلمي من الهدر الاقتصادي على الميزانية العامة ومن الفاقد الاقتصادي لذلك وجب تفعيل دور تلك المراكز والتحامها بالمشكلات العلمية في المجتمع. 8 ـ العمل بروح الجماعة: ـ فالإسلام دين الجماعة، ويد الله مع الجماعة، (إياك نعبد وإياك نستعين) بروح الجماعة (نعبد ونستعين) وعندما نعمل بروح الجماعة تتكاتف الجهود ويسود الحب والتعاون، وتغيب الأنانية والفردية والحقد والمكائد التي عمت الأفراد والطوائف والجماعات والشعوب والدول الإسلامية، فالكل يعمل لنفسه وفي جزيرته المحلية فقط. والعمل الجماعي يؤدي إلى التكامل الاقتصادي والتكامل السياسي. 9 ـ تعلٌّ علُو الهمة: قال الأستاذ محمد المقدم في بحثه القيم هم علو الهمة: ـ الهَمُّ: ما هُمَّ به من أمر لُيُفْعَل. ـ والهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول. ـ وقيل: علو الهمة: هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور. ـ وقيل: خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل. ـ وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول في بعض الآثار الإلهية قوله تعالى: (إني لا أنظر إلى كلام الحكيم وإنما أنظر إلى همته) ونحن نحتاج إلى تعلم علو الهمة ورفعها إبعاداً للعجلة والرضا بالشكليات والبعد عن الجوهر، والبحث عن الأسهل والبعد عن الصبر والمصابره والمكايده. فمن لم يكايد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر وعلو الهمة: يقض على الكسل والضياع العلمي. 10 ـ تعلَّم فقه التمكين و وسطية الإسلام: وقد ألف الدكتور محمد علي الصابوني كتاباً في فقه التمكين في القرآن الكريم هو في الأصل رسالة جامعية نال بها المؤلف درجة الماجستير لنتعلم منه أنواع التمكين وشروط التمكين، ومراحل التمكين، وأهداف التمكين، وتحقيق التمكين ومنه التقدم العلمي في الحياة والتعامل مع سنن الله في الكون وقوانينه. ـ تعلُّم وسطية الإسلام: أما وسطية الإسلام فقد ألف فيها الدكتور محمد علي الصلابي كتاب وسطية الإسلام في القرآن الكريم وهو في الأصل رسالة علمية نال عليها درجة الدكتوراه. ووسطية الإسلام: معناها العدل والخيار والأفضل وهو يشمل كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وأيضاً العلم وسط بين الجهل وإنصاف المتعلمين، والإنسان مأمور بتجنب كل وصف مذموم كالجهل وإنصاف المتعلمين، وتعلم الوسطية يعلم المسلم ذلك، والله الموفق.
__________________
… |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|