[التاجر]

حــــــــالــــــــــة...

--------------------------------------------------------------------------------





توقف فجأةً لحظة إغلاقهِ للباب و أدخل يده في جيبه ... كما توقع : لم يجد المفتاح ، ما إن همَّ بطرق الباب إلا وتذكر أنه لم يبحث في الجيب الآخر ، فعاد أدراجه متجها نحو باب السيارة ، وعندما توقف أمام بابها كانت هناك فكرة قد استلمت زمام رأسه ... ماذا لو أنه كان فعلاً قد نسي المفتاح وأنه أدخل يده في جيبه الآن بعد ان وصل إلى السيارة فلم يجده ؟! ثم انتبه : " طيب ياخي دخل يدك وشوف هو موجود ولا لا! " . ضحك بينه وبين نفسه وهو يرد " هيّن .. شكلها قوية " .

منطلقا بالسيارة بدأ يتنقل بين قنوات " الراديو " ، ثم تذكر " المسجل " ، فضغط مفتاحه وهو يهز رأسه يمنة ويسرة كعادته عندما يريد أن يؤنب نفسه ، خفف من السرعة عند أحد " المطبات " ، وهي نفس اللحظة التي حكى عنها لأصحابهِ فيما بعد واصفاً لهم كيف أنه كان يخففُ من سرعتهِ عند "المطبات" ، ويقف عند الإشارات ، ثم ينطلق إذا أضاءت خضراء ... مع أن آخر مايتذكره هو قراره إحماء محرك السيارة !!

بعد أن تجاوز "المطب" بقليل .. مرقت من جانبه " الكورولا " البيضاء مزعجةً سكون السَحَر ... وسكونه ، تقود داخلها ابن جيرانهم المراهق الذي يزعج الحي بصوت مسجله على مدار الأربع وعشرين ساعة ، تساءل : هل هذا الإزعاج من علامات البلوغ أم من دلالات " التقضيم " ؟! وكان يزعجه " هو" بالذات لأنه كثيراً ما انتبه لنفسهِ وقد اتجه نحو جدارٍ ، أو رصيفٍ ، أو سيارة واقفة .. بعد أن أفزعه هذا المرور الخاطف المفاجئ بجانبه ، قال هازّاً رأسه بتبرم : " الله يلعن جدك ياراعي الكورولا " .

أخرج علبة سجائره من جيبه .. فتح العلبة واستنشقها منتشيا ، كان لحظتها قد دخل في شارعٍ أكبر ، فانعطف بالمقود إلى اليمين مستخدما يده الوحيدة ، ملقياً نظرة على الشارع الخالي .. إلا من ... سيارةٍ بيضاء أقبلت من اليسار !! يتوسطها خطٌ رمادي ويعتليها " سفتي "!! * ... التفت يمينا بهدوء وتابع سيره بينما مال رأسه للأمام متصنعاً التركيز على الطريق .. فبدا مطأطأً ! أمسك المقود بكلتي يديه المتعرقتين ، و التي حمل في واحدة منهما " البكت " ضاغطاً به على المقود بتوتر .. انتبه ان سرعته كانت كافية لاهتزازه داخل السيارة عند المطبات والحفر.. فرفع قدمه ، عندما لمح بعينيه المرآة للمرة الثالثة كانت سيارة الشرطة قد اقتربت منه .. أو انه اقترب منها !

خلال ثواني حلّق في زحمة من الأفكار والنظرات الزائغة .. والتعرق ، بلع ريقه فيما ازدحم رأسه بملايين الحلول ... والمشاكل : الإسراع ومحاولة الهرب ؟ ... الانعطاف المفاجئ داخل أحد الشوارع الجانبية حتى لو لحقوه فيما بعد ؟ ... صورة والده بلحيته التي اشتعلت شيباً ... انتظار ماسيسفر عنه الوضع فربما تسير الأمور بسلام ؟ إذا أوقفوه قد يجدي تصنع البرود والثقة ، لكن .. ماذا لولم تنجح طريقته اليوم ؟! .... صورة والده تعود أكثر وضوحا ...... ماذا سيفعل هذا المترقب خلفه بملابسه العسكرية ؟! .... صورة أمه هذه المرة .. رغم مضي وقت طويل على موتها .

انتبه على بريق إشارتين ضوئيتين صغيرتين بجانبه .. لم يلتفت ، فقط لمحها بعينه وهو يتجاوزها .. إنها " الكورولا " ... تنبعث منها أنغام " الكسرات" ، أوقفها المراهق على جانب الطريق فاتحا غطاء المحرك ، بالتأكيد ليس هناك سبب لوقوفه هذا ... "مسكة " مثل كل مرة !
نظر في المرآة - رافعا رأسه إليها هذه المرة – وشاهد صورة " الدورية " وهي تصغر شيئا فشيئا ، فيما بدأ ضوء " السفتي " يبرق فجأة من بعيد .. ملقيا بضوئه على ذاك الواقف أمام غطاء محركه المفتوح .

خفف من قبضته على المقود ، كان منظر الشوارع جميلا ، و انبعثت لسعة برودة من أجواءٍ عبقةٍ برائحة المطر ... تداعبها أنغام خافتة لأغنية عتيقة ، همس لتمر الكلمات بين أسنانه الصفراء المبتسمة : " ياحبي لك ياراعي الكورولا ... " .

[فليت بن قنه]

هذي القصه حاصله معك او مع واحد تعرفه ؟؟؟؟

تكفى عرفنا عليه

[راعى الزين]

شكرا على هذا التميز بالمقالات

ونرجوا المزيد من الابداع

[aaasdf]

شــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــرا الف
على المشاركه
ونرجوا المزيد من القصص الشعبيه

[التاجر]

الشكر لكم انتم ايه الكتاب
.................................................. ....,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,