بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » دعوات مشبوهة للمظاهرات

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-02-2011, 03:20 PM   #4
hael
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: السعودية
المشاركات: 49
* الأمر الرابع : أن هذه المظاهرات التي لم يأذن بها الله U ورسوله e إذا تضمنت مفارقة الجماعة ، وأدت إلى قطع الطريق وتخويف الناس وسلب الأموال ، فهي من الحرابة التي قال تعالى فيها : } إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ{ ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولهذا تأولَ السلفُ هذه الآية على الكفارِ وعلى أهلِ القبلةِ حتى أدخلَ عامةُ الأئمةِ فيها قطاعُ الطريقِ الذين يشهرونَ السلاحِ لمجردِ أخذِ الاموالِ ، وجعلوهم بأخذِ أموالِ الناسِ بالقتالِ محاربينَ للهِ ورسولِه ساعينَ في الأرضِ فساداً"أ.هـ. ولذا فالذين يهيجون الشعوبَ على حكامِها لتحدثَ بعد ذلكَ الفتنُ والصداماتُ وتدمرُ الممتلكاتُ وتراقُ الدماء في الطرقاتِ وتسلبُ الأموال بسببِ اختلالِ الأمنِ هم أشدُّ محاربة لله ورسولِهِ من المباشرين المغرَريِن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية(الصارم المسلول:1/392) : "المحاربة نوعان : محاربة باليد و محاربة باللسان ، والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد"أ.هـ. كما يجبُ أن يعلمَ أنَّ اللهَ نهى عن التعاونِ على العداونِ ، فمنْ أعانَ هؤلاء في أعمالِهم وتخريبهم ومفارقتِهم للجماعة بأدنى معاونةٍ فهو شريكهم في حرابتِهم وإحداثِهم كما قَالَ e : (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا) ، رواه مسلم عن عليٍّ t ، قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى:15/323) : "ومنْ آوى محارباً أو سارقاً أو قاتلاً ونحوهم ممن وجبَ عليه حدٌ ، أو حقٌ للهِ تعالى ، أو لآدميٍّ ، ومنعه أن يستوفيَ منه الواجبَ بلا عدوانَ فهو شريكُه في الجرمِ ، وقد لعنَه اللهُ ورسولُه"أ.هـ.
* الأمر الخامس : هذه المظاهراتِ عندَ كلِّ من عرَفها هي من أعظمِ أسبابِ الفسادِ في الأرضِ بسببِ ما تؤولُ إليه غالباً من هلاكِ الحرثِ والنسلِ كما قال تعالى: }وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{ ، قالَ العلامةُ الشوكانيُ عند تفسيرِ قولٍه تعالى }وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا{ : "نهاهم اللهُ سبحانَه عن الفسادِ في الأرضِ بوجهٍ من الوجوهِ قليلاً كان ، أو كثيراً ، ومنه قتلُ الناسِ ، وتخريبُ منازلِهم ، وقطعُ أشجارِهم ، وتغويرُ أنهارِهم"أ.هـ. وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز عن المظاهرات فقالَ : "لا أرى المظاهراتِ النسائيةِ والرجاليةِ من العلاجِ ، ولكني أرى أنها من أسبابِ الفتنِ ، ومن أسبابِ الشرورِ ، ومن أسبابِ ظلمِ بعضِ الناسِ ، والتعديْ على بعضِ الناسِ بغيرِ حقٍ ، ولكن الأسبابَ الشرعيةَ ، المكاتبةُ والنصيحةُ والدعوةُ إلى الخيرِ بالطرقِ السليمةِ ، الطرقِ التي سلكَها أهلُ العلمِ وسلكَهاأصحابُ النبيِّe"أ.هـ. وقال سماحته : "ولما فتحوا الشرَّ في زمانَ عثمانَ e وأنكروا على عثمانَ جهرةً تمتْ الفتنةُ والقتالُ والفسادُ الذي لا يزالُ الناسُ في آثارِهِ إلى اليومِ ، حتى حصلتْ الفتنةُ بين عليٍ ومعاويةَ ، وَقُتِلَ عثمانُ وعليُّ بأسبابِ ذلك ، وقُتلَ جمٌّ كثيرٌ من الصحابةِ وغيرِهم بأسبابِ الإنكارِ العلني وذكرِ العيوبِ علناً، حتى أبغضَ الناسُ وليَّ أمرِهم وقتلوه نسأل الله العافية"أ.هـ. بل لو لم يؤد إلى ما ذكرنا فهو من الفسادِ في الأرضِ لأنه طريقٌ لم يأذن به الله ، ولأنَ الذي همَّ بقتلِ أخيه باءَ بأثمِه لأنه كان حريصاً على قتلِهِ ولو كانَ هوَ المقتُولُ ، قال شيخ الإسلام(الصارم المسلول:1/389) : "والسّعيُّ هو العملُ والفعلُ فمن سعى ليفسدَ أمرِ الدينِ فقد سعى في الأرضِ فساداً وإنْ خابَ سعيُهُ.. وهذا يقالُ لكلِّ من عملَ عملاً يوجبُ الفسادَ وإنْ لم يؤثرْ لعدمِ قبولِ الناسِ له وتمكينِهم إياه : بمنزلةِ قاطعِ الطريقِ إذا لم يقتلْ أحداً و لم يأخذْ مالاً"أ.هـ.
الأمر السادس : أن القيام بهذه المظاهراتِ بسببِ قلةِ الأرزاقِ أو شيءٍ من الظلمِ إضافةً إلى مخالفتٍه للأمر بالصبرِ كماَ تقدّمَ فإنه مخالفٌ للإيمانِ بالقضاء والقدرِ الذي لا يبلغُهُ المؤمنُ حتى يعلمَ أن ما أصابَه لم يكن ليخطئَه وما أخطأَه لم يكنْ ليصيبَه ، وأنَّ سببَ تسلط الحكامِ وجورِهم هو ذنوب العبادِ كما قال تعالى ]وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{ . روى أصحابُ السننِ قال أَنَسٌ t : (غَلاَ السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ e ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ لَنَا ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلا مَالٍ) و لما افتقرَ أهلُ الصفة وكانوا يجوعونَ وأحدُهم ما عندَه إلا رداءٌ يغطي به سوأتَه ، حتى إن أحدهم إذا صلى خلفَ النبي e خرُ من قامتِه من الجوعِ والخصاصةِ ومع ذلك يأتي النبي e بعدالصلاةِ ويقول : ( لو تعلمونَ ما لكم عندَ اللهِ لأحببتم أن تزدادوا فاقة عند الله). فخرجَ الناسُ في تأريخِ المسلمين الممتدِ في مظاهراتٍ غوائيةٍ إذا جاعوا ؟ ليزيدوا البلدَ تكسيراً وفقراً وقطعاً للطرقات وإخافةً للآمنين. لا ؛ لأن دينُ الإسلامِ جاء بنفي الضرر فقال e : (لا ضررَ ولا ضرارَ) ، بل أمرَ e باعتزالِ الفتنِ ، والاستشرافِ لها، قال عليه الصّلاة والسّلام كما في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ستكون فتنٌ: القاعدُ فيها خيرٌ من القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، من تشرّف لها تسْتَشْرِفْهُ ، فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليعذ به».
الأمر السابع : قـالَ العلماءُ السنةُ سفينةُ نوحٍ من ركبَها نجا ومن تركَها غرقَ ، فلو قامَ الناسُ بما أمر اللهُ به من الصبرِ والنصيحةِ والتوبةِ من مظالمِهم الخاصةِ التي أدتْ لتسليطِ الحكامِ لتحققَ الخيرُ بإذنِ اللهِ ، أما هذه الثوراتُ والفتَنُ والمظاهراتُ هي على طريقِ من قام على الحكامِ بمظاهراتٍ ثم ثوراتٍ فذمهم أهلِ العلمِ كأهلُ الحرةِ وابنُ الأشعثِ وابنُ المهلبِ وغيرِهم الذي قال شيخ الإسلام عنهم : (فلا أقامَوا ديناً ولا أبقَوا دنيَا ، والله تعالى لاَ يأمرُ بأمرٍ لا يحصلُ بِهِ صلاحُ الدينِ ولا صلاحُ الدنيا). فالشعبُ التونسيُّ ثارَ على حكامِهِ في السبعينياتِ قبل خمسينَ سنةً فتمَ إلغاءُ الملكيةِ وإعلانِ الجمهوريةِ ، فصعدَ على رقابِ الشعبِ الطاغيةُ الذي لم يمرَّ في العصورِ المتأخرةِ من كانَ في مثلِ طغيانِهِ وهو الذي أصدرَ مجلةَ الأحوالِ الشخصيةِ التي عطلتْ أحكامَ الشريعةِ في مجالِ الإسرةِ ، وكانَ يفطرُ في رمضانَ علانيةً ويستهزئُ بالدينِ أمامَ الشعبِ ، ثم ثارَ الشعبُ عليه في ثورةِ الخبزِ المشهورةِ ، واليومُ يتظاهرُ الشعبُ ويثورُ هناكَ على ربيبِه وابنِ نظامِهِ ، فهل أغنتْ عنهم مظاهراتهُم وثورتهُم أم صدقَ عليهم أنَّهم : (لا أقامَوا ديناً ولا أبقَوا دنيَا). وفي مصرَ ثارَ الشعبُ على الملكيةِ في وقتٍ قريبٍ من ثورةِ تونسَ فأسقطوا الملكيةَ التي كانَ الناسُ فيها أحسنُ من حالهم اليومَ ، واليومُ بعدَ ستينَ سنةً يتظاهرونَ لإسقاطِ نفسِ النظامِ الذي صفقوا له وبحتْ حناجرٌهم في الهتافِ له ، فهل أغنتْ عنهم مظاهراتهُم وثورتهُم أم صدقَ عليهم أنَّهم : (لا أقامَوا ديناً ولا أبقَوا دنيَا). وفي السودانِ انتفضْ الشعبُ على حاكمِهِ الذي وصلَ بالانتخاباتِ في أوائلِ هذا القرنِ الهجريِّ ففرَ من البلادِ لاجئاً ، ومع هذا وبعدَ ما يقاربُ ثلاثينَ سنةً يعيشُ السودانُ أسوأَ أيامِهِ بانفصالِ جنوبِهِ وعدمِ تحسنِ معيشةِ شعبِهِ ، فتطالبُ الأحزابُ رئيسَه بالرحيلِ وتشتمُهَ في القنواتِ بأقذعِ الشتائمِ، فهل أغنتْ عنهم مظاهراتهُم وثورتهُم أم صدقَ عليهم أنَّهم : (لا أقامَوا ديناً ولا أبقَوا دنيَا).

آخر من قام بالتعديل hael; بتاريخ 03-02-2011 الساعة 03:32 PM.
hael غير متصل  
 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)