|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-07-2005, 02:12 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 306
|
مقال من العمق الإيراني
[align=[align=justify]justify]
كتب محمد مورو مقالاً تحليلياً فأحببت مشاركتكم ,,, الدلالات الاستراتيجية لانتخابات إيران د . محمد مورو / القاهرة 25/5/1426 02/07/2005 الانتخابات الرئاسية في إيران والتي أسفرت في جولتها الثانية عن فوز المرشح محمود أحمدي نجاد على الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني بنسبة كبيرة حوالي 62 % مقابل 38 % ، هذه الانتخابات حملت الكثير من الدلالات الاستراتيجية والتكتيكية على المعادلات المحلية داخل إيران والإقليمية في دول الجوار، والعالمية بالطبع . بداية يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن سلطة رئيس الجمهورية في إيران ليست مطلقة، ودوره عادة يكون تنفيذي أكثر مما يكون تخطيطي، بمعنى أن الملفات الكبرى المتصلة مثلاً بالملف النووي، والسياسة الخارجية والدفاع وغيرها يشارك فيها أكثر من مركز للسلطة، وتركيبة السلطة وفقاً للدستور الإيراني شديدة التعقيد والتركيب بما لا يسمح بانفراد إحدى السلطات ومن ثم حدوث دكتاتورية، فحسب الدستور الإيراني فإن هناك المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وله صلاحيات كبيرة، وهناك مجلس صيانة الدستور، ومجلس الخبراء والبرلمان "مجلس الشورى"، ومجلس تشخيص مصلحة النظام ثم رئيس الجمهورية، ثم المجتمع المدني المتمثل في النقابات والأحزاب والحوزات العلمية ..الخ . وفي الحقيقة فإن كل السلطات لها الحق في مراقبة الآخرين، وحتى المرشد نفسه يتم تعيينه عن طريق مجلس صيانة الدستور والخبراءـ والبرلمان ..الخ، ويمكن للبرلمان أن ينقض قراراته، وهكذا، والوزراء مثلاً لا يختارهم رئيس الجمهورية إلا بعد موافقة البرلمان . المهم أن الصيغة الإيرانية صيغة معقدة لا تسمح أولاً بانفراد أحد بالسلطة، وهي ثانياً تعطي صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية، ومن ثم فإنه أياً كانت شخصية الفائز في الانتخابات الرئاسية ومهما كانت أفكاره وآراؤه وكفاءته فإن انقلاباً في السياسات يعد أمراً مستحيلاً في الحالة الإيرانية . وهكذا فإن الذين وصفوا الانتخابات الإيرانية عندما قالوا إن فوز نجاد مفاجئ ودراماتيكي وتسونامي إيراني كانوا في الحقيقة لا يفهمون الحالة الإيرانية ، ففوز نجاد لم يكن مفاجئاً في الحقيقة، ولم يكن دراماتيكيا ولا تسونامي . فالذين لا يفهمون الحالة الإيرانية من الداخل يتصورون أن هناك مثلاً فوارق حديدية بين الإصلاحيين والمحافظين وينسجون وفقاًً لعلوم السياسة التقليدية ، تلك الفوارق كما قرأوها في الكتب، وفي الحقيقة فإن المسألة داخل إيران ليست كذلك، فهناك مراجع ذات تأثير قوي على الإصلاحيين، ومن الخطأ مثلاً تصور أن الإصلاحيين يريدون الحرية والمحافظين يريدون العكس، إنه طيف واسع جداً من التداخل ... نعتقد أن الفارق الصحيح فيه هو أن ما يمكن أن نطلق عليهم محافظين هم في الحقيقة ثوريون بمعنى أنهم منحازون إلى الجماهير، يريدون عدالة اجتماعية ، يريدون الالتزام بالمشروع الإيراني ، وهم في ذلك ليسوا ضد الحرية، ولعل إحدى المفارقات هنا، هو أن التنافس في الانتخابات كان بين "المحافظ" "نجاد" المهندس المعماري الذي هو ليس من العلماء ولا المشايخ ولا العمامات السوداء أو البيضاء في مواجهة الإصلاحي هاشمي رفسنجاني ـ وهو من قطاع مشايخ الشيعة. ولعل أولى الدلالات هنا، هو أن انتصار نجاد في الانتخابات هو انتصار للمجتمع المدني الإيراني على مجتمع مشايخ الشيعة ، وقد يكون رموز المجتمع المدني أكثر تمسكاً بالإسلام والمشروع الإسلامي من رجال الدين الشيعة الرسميين . الدلالة الثانية هنا، هو نهاية ما يسمى بالمشروع الإصلاحي الذي فقد الكثير من بريقه وأهميته، ليس داخل إيران وحدها بل في المنطقة عموماً، وفي إيران فإن السنوات الأخيرة شهدت انحساراً في ذلك المشروع بدءاً من الانتخابات البلدية ثم مجلس الشورى الإيراني، ثم انتخابات رئاسة الجمهورية، وعلينا أن نبحث في أسباب هذا التراجع، وهي واضحة في الحقيقة؛ فالمشروع الإصلاحي يدعو إلى المصالحة مع أمريكا ـ كيف وهي تحتل أرض المسلمين في العراق وتدعم إسرائيل ـ وهو ما يجعله تيارا غير أخلاقي ولا مبدئي ، وهو يخاطب فقط الغرائز البراجماتية، فيدعو إلى تحرر الشباب والاختلاط ويزعم أن التعاون مع أمريكا سوف يحقق رخاء اقتصادياً، وهذا تحديداً كان مشروعاً موجوداً في كل مكان، إنه مشروع السادات في مصر والشلبي في العراق، وخاتمي في إيران، ولكن الناس تكتشف مع الوقت أنه لا رخاء تحقق ولا كرامة أيضاً، كل ما في المسألة انحلال أخلاقي لا أكثر ولا أقل، وبديهي أن الشعوب متدينة ومن ثم فإن الانحلال الأخلاقي يحدث رد فعل عكسي. ومن ثم فإن المشروع الإصلاحي كان بالضرورة سوف ينتهي ـ ليصعد الثوريون من جديد، وفي هذا الصدد يجب أن نقول إن أحد أسباب انحسار التيار الإصلاحي في إيران وفوز نجاد هو الهزيمة الاستراتيجية لأمريكا في العراق، وهذا بفضل المقاومة العراقية الباسلة التي كانت ناخباً أساسياً في كل الانتخابات في المنطقة والعالم . والإحساس بأن هزيمة الأمريكان حتمية في العراق تعني أن المراهنة على الأمريكان، ومن ثم الإصلاحيين خسارة مؤكدة . إذن فإن الفوز الذي حققه نجاد من الناحية الموضوعية لم يكن مفاجأة، لأن الخيار كان بين شخص مستقيم وواضح، وشخص مركب وملتوِ، فاختار الناس "نجاد" لنظافة سجله المهني وقربه من الأوساط الشعبية الفقيرة ، ومرة أخرى فإن الناس اختارت المستقيم ـ رغم فقره وعدم إنفاقه أموالا في المعركة الانتخابية، رغم أن معظم القوى السياسية والشخصيات الكبيرة في إيران كانت تؤيد رفسنجاني . من الدلالات أيضاً، أن الفقراء قادرون على إثبات وجودهم وذلك على مستوى وصول ابن الحداد "نجاد" إلى رئاسة الجمهورية أو على مستوى فرض الفقراء صوتهم في الانتخابات الإيرانية، فما حدث في تلك الانتخابات يؤكد أن الشعب الإيراني يختار بحرية وهو ما يسقط الدعاوى الأمريكية حول الرغبة في الديمقراطية في المنطقة. واختيار نجاد يعني أن الشعب الإيراني يريد مواجهة أمريكا ، وهذا يعني أننا في اتجاه المزيد من التشدد في الموضوع العراقي، المزيد من الدعم لحركات المقاومة في المنطقة خاصة حماس والجهاد وحزب الله ، ولكن في المقابل فإن هناك نقطة سلبية في انتخاب "نجاد" وهي أن كل المؤسسات الإيرانية صارت في قبضة تيار واحد، وهذا بالطبع يضع السياسات الإيرانية في زاوية ضيقة، لأنها لم تعد تستطيع المناورة عن طريق تعدد الرؤى والمواقف والاجتهادات وهو أمر كان يقيدها ولا شك، وكذلك أحلام الشعب الإيراني في نوع معين من السياسة الاقتصادية والاجتماعية والخارجية، فإذا لم تتحقق أحلام هذا الشعب ؛ فإن أثر ذلك سيكون عميقاً باتجاه الردة عن قيم الثورة . الإسلام اليوم [/CENTER][/CENTER] |
03-07-2005, 02:29 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 738
|
حقاً كلام جميل
ليس هناك من ستطيع تغيير السياسة برايه ومصلحته إلا العرب |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|